الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام العالمي الجديد

ماجد عايف

2012 / 9 / 26
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تداول مصطلح النظام الدولي الجديد اوالنظام العالمي الجديد ( New world order (NWOلاول مرة في نهاية الثمانينات . اقترن هذا المصطلح بالرئيس الامريكي جورج بوش الاب اثناء الغزو الصدامي للكويت ,وقد داب على طرحه الرئيس الامريكي اثناء اعلانه عن نية الولايات المتحدة الامريكية عن ارسل قواتها الى الخليج من اجل القيام بعمل عسكري لطرد القوات العراقية و تحرير الكويت. وقد قال الرئيس الامريكي في حينها ما نصه( ان ما يتعرض للخطر ليس بلدا صغيرا فحسب,بل هي فكرة كبيرة حيوية هي فكرة النظام العالمي الجديد) و اكد على ما سوف يكون عليه الدور الامريكي من خلال هذا النظام على هامش ازمة الكويت حيث قال (اميركا والعالم يجب ان يدعموا حكم القانون, ونحن سنفعل) وقد وضح الاسباب التي التي تجعل الدور الامريكى حيويا في هذا النظام قائلا ( الولايات المتحده الامريكية وحدها بين امم العالم هي التي تتوافر لها على حد سواء المكانة المعنوية و الوسائل اللازمة لحماية النظام العالمي الجديد).
ماهو النظام العالمي الجديد؟
ان جوهر النظام العلمي الجديد كما اريد له ان يكون بانه مجموعة الاسس والمفاهيم والقوانين التي تنظم العلاقات بين دول العالم على كافة الاصعدة. ان مايدعوا اليه النظام العالمي الجديد هو (شكل من اشكال تبسيط العلاقات وتجاوز العقد التاريخية والنفسية والنظر للعالم باعتباره
وحده متجانسة واحده). ان هدف النظام الجديد هو العالم باسره لان هدفه هو دمج ماهو وطني وماهو دولي, وان هدفه تحقيق الامن والعدالة لجميع دول العالم صغيرها وكبيرها على حد سواء
كيف نشاة فكرة النظام العالمي الجديد؟
تباينت الاراء في الكيفية التي طرحت بها فكرة النظام العالمي الجديد وفي الطريقة التي ظهرت بها الى حيز الوجود كمصطلح اريد به بناء منظومة جديدة من العلاقات بين دول العالم . هناك رايان غالبان يشيران الى ان ولادة هذه الفكرة الاولى :ان النظام الدولي الجديد قد ظهرت فكرته والحاجة اليه اثناء ازمة الكويت في نهاية عقد الثمانينات وما افرزته من انقسام العالم حو العمل العسكرى الذي كان من اشد المتحمسين له الولايات المتحده وحلفائها . الفكرة الثانية تقول ان النظام الدولي الجديد قد تولد مع صعود غورباتشوف الى السلطة مع ما جاء به من مفاهيم جديدة وتبشيره بضرورة انهاء الحرب الباردة وفتح ابواب جديدة من التعاون مع الغرب والولايات المتحدة .باالاضافة الى ماذكر انفا( هناك أحداثاً أخرى جساماً قد آذنت ببدء عهد جديد كأنهيار الكتلة الشيوعية ـ وأنفجار مسألة القوميات في يوغسلافيا ـ وجمهوريات السوفيت السابقة، وهذا كان في أوربا، أما خارج أوربا، فقد كان لدى الادارة الأميركية النزعة لانهاء أنظمة الحكم الدكتاتورية والعسكرية في أميركا اللاتينية، وتسوية الصراعات الإقليمية في دول العالم الثالث مثل افغانستان، أميركا الوسطى، نيكاراغوا، وشبه الجزيرة الكورية، قبرص، الصحراء الغربية، والحرب العراقية ـ الايرانية. كل هذه الامور قد ولدت الحاجة الى مثل هكذا نظام .

(بعد غياب الاتحاد السوفيتي كقطب دولي مؤثر في السياسة الدولية، تعرض التوازن الدولي الى خلل كبير، وكان هذا الحدث إيذاناً بنهاية (القطبية الثنائية) وبداية عهد (الأحادية القطبية) مثلتها الولايات المتحدة الأمريكية طارحة شعارات ودعوات تتفق واستراتيجيتها المعلنة في العمل على نشر الديمقراطية، وحقوق الإنسان، ومبادىء الاقتصاد الحر، وظهر ذلك على لسان الساسة الأميركيين، حيث وقف الرئيس الأميركي السابق (جورج بوش) يوم 24/ كانون الثاني/ 1990 على منصة الكونغرس الأميركي، أثناء إلقاء خطابه التقليدي السنوي، وكان أهم ما قاله: (أن الولايات المتحدة تقف على أبواب القرن الواحد والعشرين، ولا بد أن يكون هذا القرن الجديد قرناً أميركيا بمقدار ما كان القرن الذي سبقه ـ القرن العشرون ـ قرناً أميركياً). وكانت بداية العقد الأخير من القرن العشرين نهاية عهد وبداية عهد أقترن بمتغيرات مهمة على الصعيد السياسي، أبرزها ذهاب الولايات المتحدة وفي ولاية الرئيس الأميركي السابق (جورج بوش الأب) الى المناداة بما أسمته (النظام الدولي الجديد.. وعليه نتساءل هل ان النظام الدولي في طور التكوين؟ أم أن أزمة تبدو تحيط به؟. لقد فسر انهيار الاتحاد السوفيتي وأوربا الشيوعية (الشرقية) انتصاراً لأفكار الغرب في الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الانسان، وأخذ قادة الغرب وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي السابق (جورج بوش الأب) يوجهون الأحداث أو يوصون للعالم أجمع بتوجيهها لكي لا تفلت الفرص في رسم ملامح عهد جديد كانوا في وقت مبكر من الأحداث التي شهدها العالم يعلنون قيامه . فكانت الدعوة الى نظام دولي جديد تحل محل الحرب الباردة ونظام توازن الرعب، أن المقصود بالنظام الدولي هو النظام بالمفهوم الأميركي، لأنه إذا ما أقررنا بوجوده، فأنه نشأ نتيجة عاملين أساسيين: هما غياب القطب السوفيتي، وإدراك الولايات المتحدة بأنها القوة الوحيدة القادرة على ملأ الفراغ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية).

الولايات المتحدة والنظام الدولي الجديد

يبدوا للمراقب الى النظام الدولي الجديد هو نظاما امريكيا مئة بالمئة والتي تظهر فيه امريكا وكانها قد تغيرت رؤيتها بتغير دورها الامبريالي القديم المبني على توازن الرعب الى الدور الذي اصبحت بين ليلة وضحاها وبدون مقدمات تدعو الى اقامة انظمة عادلة وديمقراطية رغم أنها كانت تدك القرى في فيتنام منذ عدة سنوات،وللمفارقة فانها تنظر الى للجرافات الإسرائيلية بإعجاب شديد.ان النظام الدولي الجديد هو استمرار لسياسة الهيمنة الامريكية على العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والى الان تحت ستار الامم المتحدة تارة وتارة اخرى ان اقتضت الظروف خارجه عن الاجماع الدولي في احيان.لقد عبر الرئيس الامريكى (جورج بوش الاب) عن سياسة امريكا ورؤيتها للعالم حين قال ( ان النظام العالمي الذي اردنا ان نكرسه عام 1945 والذي عملت من اجل تحقيقه امريكا بمبادئها ومواقفها في الامم المتحدة ولم تستطع تحقيقه حتى قامت الحرب الباردة,واصبحت الولايات المتحدةالان قادرة على تكريسه بعد ان انتصرت وان اتجاهها في العالم هو الذي انتصر )من هذا نرى وانها لاتريد حل مشاكل العالم من خلال تفعيل هذه المؤسسة بصيغة جديدة , وهذا يعني بصريح العبارة تفعيل سيطرة امريكا وتفعيل سيادتها على العالم من خلال هذه المؤسسة الدولية.

هل هناك حقا نظام عالمي جدبد؟

ان الاجابة على هذا السؤال تبدوا من الوهلة كلا بكل تاكيد. ان هناك نجاحا مزعوما وخديعة كبرى طالما روجت لها امريكا بان هناك ثمة نظام عالمي جديد مستغلة وسائل الاعلام الغربي ووسا ئل الاتصال الحديثة التي حولت العالم الى قرية صغيرة , فتدفق المعلومات يجعلها متاحة للجميع,وهذا بدوره يؤدي الى قدر كبير من الانفتاح في العالم. (ان انهيار المنظومة الاشتراكية والتلاقي Convergence بين المجتمعات الغربية الصناعية، واختفاء الخلاف الأيديولوجي الأساسي في العالم الغربي،ادى إلى تقوية الإحساس بأن ثمة نظاما عالميا جديدا) . ان الحروب التي شنت منذ بداية العقد الاول من القرن الحادي والعشرين والتي قسم انتهى والقسم الاخر لازال مستمرا كالعراق وافغانستان بالاضافة الى كثير من الامور المستعصية على الحل كالصراع العربي – الاسرائيلي واالفرق الهائل بين الدول الغنية والدول الفقيرة ,بالاضافة ال مشاكل التنمية والامراض والبيئة...الخ.كل هذه المؤشرات تدل على انه ليس هناك من نظام دولي جديد انما هناك نظام قائم على الهيمنة والتفرد بالعالم .

هل العالم بحاجة الى نظم دولي جديد؟
نعم ان العالم بامس الحاجة الى اقامة نظام دولي جديد قائم على اساس العدل والمساوات بحل كافة مشاكل الدول وبخاصة المشاكل المزمنة التي بقيت بدون حل وعلى راسها القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة على اراضيه.ان العالم بحاجة الى التعاون الحقيقى بعيدا عن الهيمنة والتفرد من اجل تحقيق ذلك فان علينا لانتظار طويلا من اجل تغيير ماهو قائم ولوا الى عقود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محكمة الجنايات الخاصة الفرنسية تدين 8 أشخاص بالتورط في مقتل


.. إصابة 30 إسرائيليا جراء سقوط صاروخ من اليمن تجاه تل أبيب




.. صاروخان اعتراضيان اتجها نحو صاروخ أطلق من اليمن وفشلا في إسق


.. فلسطيني يهاجم قوات السلطة بعد إصابة طفل في جنين




.. لحظة اصطدام طائرة مسيرة في مبنى متعدد الطوابق في مدينة قازان