الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افضل من الخير فاعله

السيد حميد الموسوي

2012 / 10 / 16
حقوق الانسان


افضل من الخير فاعله

تناقلت وسائل الاعلام العالمية قبل أسبوعين تقريبا حدثا انسانيا مفاده ان أحد رجال المال والأعمال قاد حملة لجمع التبرعات لإعانة الفقراء والمعوزين في العالم، واستطاع هذا الرجل ان يجمع مبلغا مقداره سبعة مليارات دولار في غضون ثلاثة أيام فقط، خصص الجزء الأكبر من هذا المبلغ الضخم للشعب الفلسطيني، ومنكوبي دارفور، وضحايا الحرب الأخيرة على لبنان، وشمل المتبقي شعوب اخرى في آسيا وأفريقيا تئن جوعا وفقرا وفاقة مع ان معظم بلدانها قد تكون غنية بالثروات الطبيعية لكن مردود تلك الثروات يصب في خزائن السلاطين الطغاة ومافيات احتكار المال والثروات الجشعين.
المتبرعون، "الكفار" حسب مفهوم أوباش القاعدة ومجاهدي آخر زمان، لم يسألوا عن دين أو هوية أو جنسية أو قومية أو انتماء أو لون أو طائفة أو عرق المستفيد من هذه التبرعات التي جادت بها مروءتهم وضمائرهم، ولم يضعوا شروطا ومسميات ولم يطالبوا بأنواط شجاعة ولا شارات، ولا مكافآت، ولا استبسالات، ولا امتيازات ولا "محوسمات"!، بل عبروا عن مشاعر وعواطف انسانية جياشة، مأسورين بروابط انتماء وجداني مع كل سكان المعمورة منفذين حرفيا، طوعا ودون معرفة مسبقة، ما جاء في النصوص الالهية المقدسة:
* وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم.
* طوبى للرحماء فانهم يوم القيامة هم المرحومون.
* مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
مع انهم لم يقرؤوا هذه النصوص ولم يفهموها بمقدار معرفة مجاهدي "آخر زمان" الذين أساؤوا لهذه النصوص بسلوكياتهم المنحرفة وجرائمهم البشعة.
طبعا سينبري عشاق نظرية المؤامرة بتخريجاتهم "التعبانة" على ان وراء هذه التبرعات ما وراءها!، والظاهر ان الشريحة المستفيدة الأكثر تنتمي الى بلدان الشرق الأوسط!.
والمفارقة ان هذا الشرق المبتلى ببنيه والذي يضم هذه النسبة العالية من شعوب تعيش تحت خط الفقر يسيطر على اكثر من ثلثي ثروات العالم النفطية والمعدنية حسب ما تكشفه التقارير الاقتصادية كما ان ما يقرب من نصف "مليارديرات" العالم هم من أبناء هذا الشرق المظلوم. والمفارقة الاخرى ان رجال المال في الغرب يمولون المشاريع الانسانية ويجمعون التبرعات لفقراء الشرق بينما أمراء المال في الشرق يمولون مشاريع صناعة الموت!.
فها هو نتاج صناعتهم يوزع على فقراء العراق: مفخخات، عبوات، قذائف وأحزمة ناسفة!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور


.. تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط قطاع غزة




.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •


.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ




.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع