الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة الله بتهمة الاساءة للأديان

بسام البغدادي

2012 / 10 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما نتحدث عن الاساءة للأديان فنحن نتحدث عن الله الذي يمنع كل شكل من أشكال التدين خارج منظومتهِ الدموية التي يصطلح عليها الاديان الابراهيمية. عندما نتحدث عن مجرمين أساءوا للبشرية و كل الفكر البشري فنحن نتحدث عن عاهات بشرية مثل أبراهيم وموسى و المسيح و محمد. هؤلاء المجرمون حددوا بكل دكتاتورية وصلافة الاشياء التي يحق للإنسان أن يفكر بها, الاشياء التي يحق للإنسان المطالبة بها و الاشياء التي تؤدي بالانسان الى الموت على يد الآخرين بأسم الله طبعاً. هذه الافكار الدموية و الدكتاتورية التي لازلنا نعيش في ظلالها حتى اليوم هي التي تصنع لنا جيل بعد جيل دكتاتور بعد دكتاتور كبير. عاهات بشرية مثل صدام حسين وبشار الاسد وحسني مبارك ليسوا سوى نماذج مصغرة من فكرة الله الابراهيمي و ليسوا سوى مقلدين لأسوأ شخصيات عرفها التأريخ مثل موسى و المسيح و محمد. فكيف نثور على دكتاتور كل ذنبهُ أنهُ طبق ما يفعلهُ الله مُسبقاً وهو أستعبادنا؟ لماذا نثور على صدام حسين وحسني مبارك وبشار الاسد إذا كان كل مافعلوه هو تطبيق حرفي لما دعا لهُ موسى ومحمد والمسيح؟

أول شخص نستطيع أن نزج بهِ في قفص الاتهام بتهمة الاساءة للأنسان أولاً ثم الاديان والافكار وحرية الفكر هو الله ذاتهُ. أول كيان نستطيع أن نمنعهُ قانونياً بتهمة الاساءة للأديان هي الاديان نفسها ثم الجمع الغفير من السفاحيين الذين جاءوا بهذه الاديان على مر العصور. الله هو الإله الوحيد من دون كل الآلهة التي عرفتها البشرية الذي يعاقب المؤمنين بهِ بالموت فقط بتهمة الاشراك بهِ. الله فقط من دون كل الآلهة التي عرفتها البشرية هو الذي يسلخ جلد عبيدهُ ويعذبهم إذا غيروا دينهم. الله فقط وليس غيرهُ هو الذي يدعو عبيده الى الاساءة الى الاديان الأخرى ومحاصرتها بل القضاء عليها كذلك. فمن هذا المجرم الذي يطالب المؤمنين بهِ قتل الآخرين الغير مؤمنين بهِ. وكم جريمة بعد يجب أن نعددها كي ندرك أن مكان الله الحقيقي في السجن أو مستشفى المجانين وليس على عرش عظيم تنحني أمامهُ العقول؟ كم جريمة يحق للإله أرتكابها قبل أن نوقفه عند حده ونقول لهُ أحترم نفسك, وأحترم عقولنا و أغرب عن وجهنا إذا لم تعجبك التعددية والديمقراطية وحرية الفكر والتعبير؟

نعيش اليوم على مشارف الالفية الثالثة ولازال هذا الإله يتربع بكل بجاحة على ناصية عقول الملايين من البشر. نعيش اليوم في عصر الالكترون وهناك خطوات حثيثة لغزو الفضاء ولازال هناك من يعتقد حقيقة بأن المسيح أو محمد أو أشيعياء صعدوا السماء بأجسادهم على ظهير حمير وبغال وعربات تجرها الدواب. الايمان بأي شئ هو حق أساسي لكل إنسان, لكن الايمان بأن من حق الإنسان المؤمن بشئ ما (حقيقي أو خرافي) مصادرة حقوق الآخرين بالايمان أو عدم الايمان بهذا الشئ هو جريمة من الطراز الاول بحق حرية الانسان في الاختيار. يجب أن نكون واضحين جداً في تعرية جرائم من هذا النوع. يجب أن نكون حازمين جداً في الوقوف بوجه جرائم من هذا النوع. يجب أن نشرح للجميع بأن من حق كل إنسان الايمان.. أو عدم الايمان بأي شئ حتى لو كان هذا الشئ أسمهُ الله أو محمد أو المسيح. من حق كل إنسان نقد كل شئ... حتى لو هذا الشئ أسمهُ الله أو محمد أو المسيح. ومن حق كل إنسان أن يعيش حراً ملكاً لأفكاره لا عبد لأفكار الجماعة.

بسام البغدادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ بسام البغدادي المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 10 / 25 - 14:19 )
طالت غيبتك عنا أستاذ، رجعت إلى مقالك الأخير لأستطلع تاريخه فإذ بي أجد أن لك مقالا آخر نشرته يوم أمس
صمْتَ أربعة شهور ثم دفعت بمقالين متتاليين معا، فأي وجبة دسمة هذه التي أهديتنا إياها ..
أستاذ بسام
كان لك الفضل في إرشادي إلى وهم الإله بترجمتك الممتازة له ، منذ ذلك الوقت عرفتك، وأتابعك باستمرار، ولا أظن أني ابتعدت عن مواقفك كثيرا، وأؤكد أنك تنضح إنسانية في تعابيرك
اليوم لن أعلق إلا على جملة واحدة أرجو أن توضحها لي مشكورا
صحيح أني خلّصت نفسي من الإيمان المضحك بالخرافات، لكني أعتبر تعاليم المسيح قدوتي في تواصلي الإنساني مع الآخرين
كيف تجد المسيح عاهة بشرية؟
وهل بشّر بأفكار دموية ديكتاتورية كاريكاتورية؟ كأن يسالمك هنا ويقطع رقبتك هناك؟
أسوأ شخصيات التاريخ اخترت المسيح من بينها .. حقا؟
أرجوك أن تضع إصبعي على سوءة من سيئاته
مع اعتزازي بالتعاليم الراقية التي أعتبرها الدافع والرافع لي في الحياة إلا أني أوافقك أن المسيح بشر من حق كل إنسان انتقاد أفعاله
أرجوك أن توضح، في مقال، في رد لا يهم
وأهنئك على ميلاد جديد في 16 تموز 2007
مع احترامي وتقديري ورجائي ألا تطول غيبتك في المقالات القادمة
شكرا


2 - الاخت ليندا كابرييل المحترمة :
نيسان سمو ( 2012 / 10 / 25 - 18:20 )
ليس من حقي ان اتدخل بين ردك للأخ بسام وبين رده وبالرغم من اننا لم يحالفنا الحظ في ان نلقتي في كلمة سابقة ( حسب علمي ) ومع هذا سأعتذر من السيد بسام واعطي رأي في الموضوع . لي كلمة في الاسبوع القادم ( من المفروض وهي بعنوان : اطول سرقة او اكبر او ماشابه ذلك في التاريخ وفيها بعض الايضاحات . ان ماقاله السيد بسام هو تحصيل حاصل في موضوع الاديان بصورة عامة ولكن فترة مجيء المسيح كانت فترة تكوين اول ثورة اشتراكية ( طوباوية ) في العالم .اول ثورة تناصر الفقراء ضد الاستغلال والعبودية وغيرها من الاساليب التي كانت موجودة ولم يكن سلاح يحارب به السيد المسيح اعداءه غير سلاح المحبة والسلام والتآخي وتوزيع الثروة في توزيع الرغيف الى نصفين نصف لك والنصف الآخر لجيرانك .. فلم تأتي فلسفة اهدأ واسلم واصفى من الفلفسة المسيحية ولكنها لم تنجح وقتل المسيح وانتهت رسالته حتى بعد اكثر من قرنين او ثلاثة من موته عندما قام نفس الاعداء بالضحك على ذقون الفقراء واستغلال وتحريف اقوال المسيح لصاحهم والى الآن نعاني من ذلك الاستغالال . الملكية -اقطاعية -برجوازية - رأسماية وغيرها من الاساليب الاجرامية .. تحية وتقدير لكما ..


3 - ردّ للأستاذ نيسان سمو المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 10 / 25 - 20:13 )
من بعد إذن الأستاذ بغدادي أتوجه بالسؤال للأستاذ نيسان سمو
حضرتك لم تجب على سؤالي الموجه إلى الأستاذ بغدادي يا أخ سمو، أنا سألت بالتحديد
كيف وجد المسيح عاهة بشرية؟
ووضع اسم المسيح بين أسوأ الشخصيات في التاريخ
جوابا على ما تفضلت به يا أخ سمو أقول
ما ذنب شخصية المسيح إذا استغل دينه الانتهازيون والمتسلقون ورعاة مصالحهم؟
هل المسيح مسؤول عن الحروب الصليبية مثلا؟
هل قاد المسيح غزوات وحروب؟
هل آخاك في المكي ثم قطع رأسك في المدني؟
هذا ما أسأل عنه

ولم أفهم قولك التالي
وقتل المسيح وانتهت رسالته حتى بعد اكثر من قرنين او ثلاثة من موته عندما قام نفس الاعداء بالضحك على ذقون الفقراء واستغلال وتحريف اقوال المسيح لصاحهم والى الآن نعاني من ذلك الاستغالال . الملكية -اقطاعية -برجوازية - رأسماية وغيرها من الاساليب الاجرامية

أنا لا يهمني من حرّف واستغل، يهمني أني أعلم أن هناك تعاليم راقية للمسيح تؤاخي بين البشر وصلتني بهذا الشكل وتربيت عليها وأجدها فعالة في منطلقاتي مع الآخر
كما أظن أن من حقك إبداء رأيك فنحن هنا في جلسة حوار، ولم تتعدّ على حق الكاتب في الرد علي
أشكرك على جوابك اللبق والراقي
وتفضلا تقديري


4 - ليس كل من يدعى انه تابع لله نصدقه
حكيم العارف ( 2012 / 10 / 26 - 04:18 )
استاذى الحبيب ليس كل من يدعى انه تابع لله نصدقه ... وعلى كلماته نبداء محاكمته !!!

هناك قواعد وطرق يجب ان نختبر بها المرسل والرساله ...
اذا كانت بحسب خطة الله ومايقوله ام هى منحرفه عن الطريق.

اعتقد ان سياسة قتل المختلف عقائديا لم تكن من خطة الله لامن قريب او من بعيد لدرجة انه قالها صراحة: -الله لايشاء موت الخاطئ مثل ان يرجع ويحيا- ....

لذلك سياسة القتل والذبح والبارانويا الدمويه لم ولن تكون ضمن اى رساله سماويه ....

واللى على راسه بطحه بيحسس عليها


5 - انه ديمقراطي
علي احمد محمود ( 2012 / 10 / 26 - 13:57 )
شكرا سيدي للمقالة
ارجوا ان اوضح شيء
ان الروؤساء اعلاه لم يختارهم الله لشعوبهم لكي يكونوا ظالمين
ولكن الشعوب هي من الهة الرؤساء بجهلهم واميتهم وجعلت منهم
قادة ديكتاتوريين ظلمة والمصيبة انهم منتخبين من قبل شعوبهم
رجال تصفق ونساء تهلهل رغم الذبح والقتل من قبل النظام
الله الذي خلقنا اعطانا الحرية باختيار دينه ولم يجبرنا
لا اكراه بالدين من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
اي ان الله ديمقراطي رغم انه الخالق
الخلل في الشعوب سيدي
وليس في الله



6 - المسيح دكتاتور كذلك
بسام البغدادي ( 2012 / 10 / 26 - 15:55 )
عذراً للتأخر بالرد, لكن الشخص الذي روج لثقافة

(من ليس معي فهو ضدي ومن لايجمع فهو يفرق ومن يحب أباه و أمهُ أكثر مني لايستحقني)

هو دكتاتور وطاغية بكل معنى الكلمة, ولا أعتقد أن هذه العبارة تفرق عن مايقولهُ صدام حسين عن نفسهُ أو بشار الاسد عن نفسه.

خالص التحية


7 - غاندي وجانكيزخــــــــان
كنعان شـــــــــماس ( 2012 / 10 / 26 - 17:12 )
الواقع بسام البغدادي محـــق فان كل من غاندي وجانكيزخــــان كان قائدا ؟؟؟


8 - غاندي والخان
Ali Ahmed ( 2012 / 10 / 26 - 18:02 )
سيدي
غاندي نفذ رسالته بالسلام
وخان نفذ رسالته بالعنف السلمي
والاثنين مشوا بنفس الطريق
لخدمة البشرية


9 - قانون مهم
Ali Ahmed ( 2012 / 10 / 26 - 18:21 )
لقد وضع الله قانون محكم ومهم للبشرية
اي ان مهما اخطأ الانسان بأفعاله
سوف يستفيد من هاي الأخطا ء التي سبقته و سوف
يتنور على الصح ويترك الخطأ
ويمضي


10 - الاستاذ بسام بغدادي
مروان سعيد ( 2012 / 10 / 26 - 21:25 )
تحية لك وللجميع
اني اعزرك لاان خلفيتك اسلامية ولا تعرف الاه الحقيقي الاب المحب
وهو يكلمك كابن يخاف عليك من طريق الخطاء وكانت وصايا الرب سهلة ومفهومة جميعها تحض على المحبة والتسامح
وتفسير الجملة التي بتعليقك
(من ليس معي فهو ضدي ومن لايجمع فهو يفرق ومن يحب أباه و أمهُ أكثر مني لايستحقني)
هي اذا قبلت اقواله فقد قبلت به وتستحق الفداء الذي فداك اياه
انصحك اقراء الانجيل لتعرف اكثر
وانا معك بان الاديان واضيف الطوائف والاحزاب جميعها صنعها الانسان ليتصلت
اما الله يريد علاقة حقيقية معه اساسها المحبة الله اولا ولقريبك ثانيا
ويقول الكتاب ان الله احبنا اولا لذا بذل ابنه الوحيد لااجلنا والابن ليس معناها ولد ابن تعني كلمته وروحه اي بالروح
وللجميع مودتي


11 - الاخت ليندا
نيسان سمو ( 2012 / 10 / 26 - 21:52 )
انا لم ارغب في ان ادخل في تفاصيل الموضوع ولكنني رغبت ان اصل برسالة الى السيد بسام بأن تعاليم المسيح كانت من ارقى الفلسفات ولم يأتي عادل طاب بالاشتراكية ( الطوباوية ) العادلة حسب الوقت والزمان مثل السيد المسيح اما الذي رأيناه من بعده والى الآن فلم يكن للمسيح الشأن فيه .. مع كل التحية


12 - الخلاصة
شاكر شكور ( 2012 / 10 / 26 - 23:05 )
يبدو يا سيد بسّام قد اخترت عنوان لمقالتك اكبر من قدراتك المعلوماتية وقد استخدمت هجوم غير مبرر وغير مقنع خاصة في تعليقك رقم 6 الذي يدل الى انك قليل المعرفة والأطلاع في الكتب الدينية ، ثق يا سيد بسّام حتى الملحدين لن يصفقوا لك وأنت بهذا المستوى من النقاش المتشنج وغير المنصف ، تحياتي


13 - Well said
A. almoosa ( 2012 / 11 / 3 - 09:30 )
Hi Bassam
I am happy and exited to find these discussions on face book,never imagined
few days ago i would find so many brave and realistic thinkers in the Arabic world
Bassam i solute you and solute your bravery to take all this troubles and risks to reach all these confused and brain washed people,especially the young ones,but i think may be if you adopt softer approach less aggressive in attacking the religions could make your massages more affective ,other wise please carry on ,i am sure you will get the fruits of your hard work and God bless you(haha just joking)

اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني