الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القانون ... في دولة الا قانون !

سعد عزت السعدي

2012 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


استوقفتني بعض المظاهر اليومية التي يكاد يلاحظها الجميع ويتعايش معها . وهي بالاصل مظاهر سلبية لاتنسجم ومدلولات دولة القانون ,
فالقانون كما هو معلوم هو قواعد وتشريعات وتعليمات تصدرها السلطة العليا في البلد ليخضع اليها جميع قاطني هذا البلد من دون تمييز او تفضيل .
وعادة توجد تلك القواعد القانونية لتنظيم الحياة العامة وكذلك العلاقة بين المواطن والدولة والمواطنين فيما بينهم ويكون اللالتزام واحترام تلك القواعد او النصوص واجباَ ومن لايعمل بها يكون عرضة للمسألة والمحاسبة .
في عراقنا اليوم تظهر كل يوم قوانين وتعليمات واوامر ينبغي علينا اتباعها والالزام بها وهي في الاساس مفيدة لنا لانها تحارب الفوضى وغياب التنظيم والفساد الاداري والمالي .
ومع وجود الهيئات المستقلة التي ظهرت لكي تحارب الفساد والمحسوبية واجتثاث البعث والتعيينات الحكومية وغيرها من اللجان نجد انها وبكل ماتملك من سلطات وصلاحيات ومزايا لم تستطع ان تؤسس لمفاهيم احترام القانون في العراق وعدم خرقه او التجاوز عليه . وقد يلاحظ البعض ان الفوضى قد لاتكون في عدم تطبيق القانون نفسه بل يتعدى ذلك الى صدور قوانين متشابهة او مختلفة في موضوع او قيضة واحدة بسبب تداخل الصلاحيات او كل جهة تدعي احقيتها بأصدار القوانين او الانظمة والتعليمات .
فهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية ومكتب المفتش العام , كلها هيئات رقابية لم تستطع مكافحة الفساد المالي والاداري المستشري في العراق , او الحد منه , واما القضية الثانية التي تتركز في مدى تطبيق النصوص من الجميع .
أ- عندما يتم استيفاء غرامة مالية من مواطن لعدم وضوح ارقام الوحة المرورية يمر موكب المسؤول العراقي دون وجود لوحات مرورية .!
ب- عندما يحاسب صغار الموظفين على رشوة لا تتجاوز الالاف من الدنانير بينما يغض الطرف عن سرقة المليارات من الدولارات من المسؤولين وكبار الموظفين .!
ج- عندما يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة يتم تعيين على عدد اصابع اليد من (المستقلين) والعشرات من اقارب ومعارف المسؤولين .!
د- عندما يتم ابعاد او ازلة تجاوز مواطن عراقي قام ببناء غرفة لايتجازو مساحتها 40 م على ارض تابعة للدولة وفي الجانب الاخر نشاهد ان المسؤول يحتل داراً فخماً او مقراً حكومياً لحزبه وتملكه بصورة غير شرعية او دون وجه حق .!
هـ- عندما ينتظر المواطن الساعات الطوال في نقاط التفتيش المنتشرة يأتي المسؤول بسيارات المظللة دون رقابة او تفتيش او اكتراث لآحد.!
واود الاشارة هنا انني لاادعوا الى ثقافة الفوضى او عدم احترام القانون او تطبيقه وانما يجب ان تكون هناك ثقافة شاملة يتحلى بها المسؤول في الدولة العراقية لكي يخضع قبل غيره للقانون وتعليماته ولا ينسى انه موظف لصالح المواطن وليس على المواطن . فعندما يلتزم المسؤول بكل ماتقدم سيعرف المواطن ان المسؤول يشعر بمعاناته ويلامس همومه وحياته ليومية من اجل بناء مجتمع ونظام يحترم القانون دون النظر الى خلفيات من يطبق القانون ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع