الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا أنا متفائل ؟

شريف الغرينى

2012 / 11 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا شك أن الإخوان، اختاروا الوقت الخطأ للظهور، أولا- لأن تعدد الشعب أصبح خارج نطاق السيطرة بالوسائل القديمة مثل القمع والتخويف والعسكرة ،فالسيطرة على شعب يقترب من مائة مليون نسمة لا يكون إلا بالعدل والقانون و إظهار وح الإخلاص والولاء و الوطنية الحقيقية، والإخوان لمن لا يعرفهم أبعد ما يكونون عن هذه الروح والأخلاق ، ثانيا- أن يتصور الإخوان أن يحكموا ويتحكموا فى الناس بسلطة مطلقة، والناس بعد مازالوا يتلقون العزاء فى ثوراهم اللذين ماتوا طلبا للحرية – و الحرية فقط مهما تعددت مطالب الثورة- فإنهم بتصورهم وظنهم لا يضحكون إلا على أنفسهم، فلا مجال لأى تنازلات لأى حاكم بعد أن اعتدنا لون الدم، وذقنا طعم الحرية، ولو كنت مكان الإخوان ومن يقودهم فى الداخل ومن يراهن عليهم من الخارج، لإخترت زمنا غير الزمن لزرعهم فى مقدمة المشهد، ولاخترت أوان غير الأوان للقفز على السلطة ، فما أكثر الأيام التى مرت بنا قبل ثورة 25 يناير، حيث كان الناس نياما يغطون فى ثبات عميق من أثر الخوف و العجز واليأس، ويؤمنون باستحالة التغيير،ويقبلون القمع والإستبداد ، أما الأن ، فالموقف قد تغير تماما ولم يعد هناك من يقبل أى مستبد مهما كان سمك لحيته، ثالثا- لأن المشاكل والتحديات العظام التى ستواجه الإخوان، أو أى حاكم لمصر فى السنوات التى نحن بصددها، إذا ما أضيفت لها كم الوعود الكاذبة التى قطعوها على أنفسهم، من الضخامة بحيث تنوء بها العصبة أولى القوة، فما بالكم بأن يتطوع لحملها من لايملك فى عقله ولا ثقافته سوى التفكيك والفتن والتحلل والتفجير والإغتيال ..أيها الإخوة فى مصرنا العزيزة ، لقد أصبح القضاء على الإخوان قاب قوسين أو أدنى من التحقق، والحقيقة أنهم لن يقضى عليهم سوى جهلهم وغرورهم،و لن تمزقهم سوى أيديهم العابثة وعقولهم المتأمرة، وطبيعة الثقافة التى ينتمون إليها ، ربما سنضحى و ندفع ضريبة خطأ البعض فى إختياره لهم، ولكن لبعض الوقت ، ومع ذلك فهذه التضحيات لن تكون أكثر من نقطة شقاء فى بحر إعتدنا السباحة فيه، وفى النهاية سنتقاسم خسائرنا، وسنلعق جراحنا مهما عظمت، كما نذرنا شهدائنا للميدان من قبل، وسنظل نناضل من أجل عودة الوعى ومن أجل إعادة مصر إلى أهلها الحقيقيين ، مازال الأمل أخضر عفيا، برغم قتامة الصورة، طالما أن شباب مصر مازال قادرا على الإستيعاب، وطالما أنه مازال قادرا على التمييز بين الحقيقة و التضليل، فيا أعداء مصر، ويا من تصورتم يوماً أن الشعب قد عاد إلى غيبوبته مطمئنا بتوليكم مقاليد الأمور، ويا من راهنتم على فرقة الصف الوطنى، انتظروا موعدا محتوما، ومصيرا أسود ، وخروجا إن شاء الله غير أمن ،فى القريب العاجل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24