الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((الناس أعداء ما جهلوا))

علي الشمري

2012 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


((الناس أعداء ما جهلوا))
حكمة أو مقولة قيلت قبل أكثر من 1300 عام في المجتمع الإسلامي ولا زالت حية وتتجسد في الكثير من المجتمعات المغيب وعيها الجمعي.
هل هي صعبة الفهم والإدراك من قبل الشعوب ؟أم الشعوب لا تريد فهمها وتجاهلها من أجل التمسك بالموروث القديم؟؟لماذا الشعوب غير الإسلامية استطاعت فك شفرتها والاستفادة منها في ترك عقد الماضي وترسباته والانطلاق نحو اختبار وتجربة كل جديد من العلوم والتكنولوجيا ؟,هل لأنها انتزعت القدسية من تراثها وتاريخها وأخضعته للتدقيق والمراجعة؟ هل رفضت الثوابت من قواميسها ؟وبقي المسلمون متمسكون بكافة الثوابت على علاتها خوفا من المساس بالمقدس ورموزه؟ما الفرق في الأمر ؟هل في حجم الدماغ البشري وأستيعابه ,أم في التفكير وأنماطه ؟كل الشعوب اكتوت بنيران دعاة الاديان الذين أوصلوهم الى حالة الاستعباد والتخلف,لماذا رفضت الشعوب الغير أسلامية واقعها المزري وحركت عقولها من أجل كسر قيود ها المفروضة عليها ,والشعوب الاسلامية لا زالت هي من تصنع وتختار سيدها ؟فالشعوب هي من تصنع عبوديتها أو حريتها....أوروبا أستفاقت من غيبوبتها منذ قرون والمسلمين لا يزالوا في سباتهم يعمهون.متى نبرهن على حريتنا ونقول لا للمقدس ودعاته طالما أضر بنا كثيرا وأوقف مسيرتنا الحضارية وجعلنا في أخر طابور الرقي العالمي والتحضر.
فالقلة القليلة (النخب الواعية)في مجتمعاتنا تعمل لتطبيق المقولة على أرض الواقع والتي تحاول أن تبث الروح الثقافية في جسد الأمة المثقل بالويلات والمأسي من اجل تجاوزها عبر تحريك العقول وشحذ هممها كي تبدأ باستخدام عقلها من اجل التغيير (لا يغير الله قوما الا يغيروا ما بأنفسهم),هذه القلة لو تؤمن بالغيبيات والاتكالية على ما تجود به السماء ,لا يؤمنوا بالقضاء والقدر,وتعليق كل مشاكلهم على شماعة مشيئة السماء,هذا الصنف يحاول أن ينشر ثقافة البناء والاعمار للنفوس المريضة من عوالق القدسية كي تستطيع المشاركة في مسيرة بناء أوطانها وحضارتها,وهذه النخب الواعية لا تستطيع القيام بمهماتها الا في ظل فسحة من الحرية وعدم محاربتها من قبل المرجعية السياسية او الدينية في البلد,
أما أذا وقفت المرجعية السياسية أو الدينية في العمل بالاتجاه المعاكس من أجل بقاء التخلف والجهل هو السائد ففي هذه الحالة سوف تجهز على أحلام التنويريين وربما يرمون بمختلف التهم والافتراءات ومنها الكفر .
الان ما موجود على الساحة هو قيام تحالف غير مقدس بين المرجعية السياسية والدينية وعبر مؤسساتهم وتنظيماتهم من اجل ان يشيع الجهل والتخلف وتخريف العقول وتحجيمها لغرض فرض سياسة الانقياد ,فهم يصرفون الاموال الطائلة وتعظيم كل المناسبات الدينية والشعائر من أجل أبقاء الاخرين في دوامة ممارسة الشعائر ,
أن أشاعة الفساد في مفاصل الدولة والترهيب والتخويف من هول الاخرة وعذاباتها والويل والثبور لمن لا يطبق شرائع السماءالموكلة عبر هياكل سدنة الوهم,,فأنهم يختلقون لهم اعداء مفترضين وهميين لكي يبقوهم في صراع من الذات ومع الآخرين,بأن أعدائكم متربصين بكم لانقضاض على حريتكم ومنعكم من أداء طقوسكم وشعائركم ,وكأن الشغل الشاغل للشعوب أصبح ممارسة الطقوس والشعائر والباقي إيكاله على مشيئة الخالق لتدبيره,أنها سياسة الشحن الطائفي والمذهبي وتركين الدستور جانبا وتعطيل العمل به,متذرعين بمظلومية الطائفة أو المذهب وترك مظلومية الإحياء , من خلال أقامة الطقوس تنفذ أجندات خارجية غرضها زعزعة الأوضاع في البلاد وإبقاءه في حلبة الصراع الطائفي كي تبقيه بعيدا عما يدور خلف الكواليس المظلمة من اتفاقيات سرية وعمليات نهب للمال العام وتهريب الثروات .
أن عملية تغييب الوعي الجمعي عادة ما تنتهجه الأنظمة الشمولية والديكتاتورية والثيوقراطية ,والدينية من أجل تغليب مصالحها على مصالح فقراء المجتمع المنادية زورا وبهتانا بأصواتهم ومظلوميتهم وهم الاكثر مظلومية وقهرا,أنهم ينشرون ثقافة المطالبة بمظلومية الأموات لإغراض سياسية وعدم المطالبة بمظلومية الاحياء لان الجنة من نصيبهم لا محال ,أنهم يخلقون من خلال تسييس الدين طبقة من المتسيدين وطبقة من المستعبدين بأسم المقدس تارة وأخرى بالارث والتاريخ,أنهم يحاربوا عبر منظومتهم الدعائية كل ما يمت بصلة الى منظومة قيم الحداثة والتطور مدعين أنها عادات دخيلة من بلدان الكفر والشرك على مجتمعاتنا الاسلامية الغرض منها تغييب قيمنا وعاداتنا العربية والاسلامية ,دون التفكير بمحاولة اخذ ما هو مفيد منها وأحلاله بدلا من قيم بالية نخرت مجتمعاتنا منذ عقود من الزمن.
فالى منى نبقى رافضين لكل عملية عقلانبة تخضع لمنطق العقل وحساباته الدقيقة,ومتمسكين بالعواطف والاحلام والامنيات؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا