الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطيئة الليبراليين في الاستفتاء على الدستور

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2012 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


أساءت التيارات الليبرالية لنفسها ، ولمصر كثيرآ جدآ عندما وافقت على النزول الى الاستفتاء ، لأنها تعلم تمام العلم انه سيتم اما تزوير البطاقات والمؤكد أنه ستتم تزوير ارادة الناس بحشدهم تحت شعار نعم مع الله ولا مع الشيطان ، كان أولى بالتيارات الليبرالية الامتناع عن المشاركة واعلان رفضها لهذا الاستفتاء وما سيترتب عليه .

من واقع انها سبقت وانسحبت من هذه الجمعية الاخوانية السلفية التي تم تشكيلها لاخراج الدستور وفقآ للهوى الظلامي ، فحتى اذا ذهب بعض من المواطنين الليبراليون الى الاستفتاء من باب اثبات الوجود فانه لا يعتد بمشاركتهم على أن التيارات الليبرالية موافقة على الاستفتاء أصلا ، وخاصة ان الليبراليون أصحاب فكر حر وارادة حرة لا يسيرون وفق منهج السمع والطاعة ، فتكون مشاركة هذا أو ذاك على مسؤوليته الشخصية ولا تحسب على التيار الليبرالي عمومآ وبشكل رسمي .

فاذا ما جاءت النتيجة بنعم (وهو المؤكد بعد أن تتم المتاجرة بالدين كعادة الظلاميين) كان بامكان التيار الليبرالي اعلان رفضه لهذا الدستور الذي لم يشارك فيه لا في كتابته ولا في الاستفتاء عليه ، مما يجرح شرعية هذا الدستور ومشروعيته .

ويمكن التيار اليبرالي ساعتها من التفاوض بعد ذلك من منطلق القوة في ظل محاولة التيارات الظلامية لاسترضائه حتى يتم تمرير الدستور ، بالعمل على تعديل الدستور سواء باستفتاء جديد أو من خلال تعديلات يقرها مجلسي النواب والشورى الجديدين ، خاصة في ظل ضغوط المؤسسات والدول الاجنبية لأن مشروع الدستور الحالي لا يتوافق مع معايير حقوق الانسان والديموقراطية الكاملة والفصل بين السلطات .

أما اعلان التيار الليبرالي موافقته على المشاركة في الاستفتاء فان ذلك انما يعد اقرار منه بموافقته على هذا الدستور حال اقراره ويضعف من موقف الضاغطين في سبيل تعديله لأنه سيتم الرد عليهم أنكم وحلفائكم وافقتم من قبل على الاستفتاء واحتكمتم للصناديق وقالت الصناديق للدين (نعم) أوَ ليست هذه هي الديموقراطية ؟!!!! .

كما أنه لايجب أبدآ استعداء الجيش المصري الوطني بل لابد علينا كتيارات ليبرالية التعاون مع الجيش ليكون صمام أمان لمصر أمام الظلام الذي تمثله تيارات الظلام السياسي ومقاتل في صفنا ضد مليشيات الارهاب التي أضحت تحاصر المحاكم ومدينة الانتاج الاعلامي وتفتك بكل معارض كما فعلت في مواجهة متظاهري قصر الاتحادية السلميين الأحرار ، دون أن يعني ذلك تسليمنا بوجوبية الحكم العسكري أو اعادته للحكم في مصر فالحكم لابد أن يظل مدنيآ لا عسكريآ ولا فاشيآ على يد جماعات المتاجرة بالدين ، للأسف البالغ ... ان مصر ستعاني جدآ في ظل هذا الدستور الذي سيفتح الباب أمام الظلام ، والله مما يعملون براء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ