الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الألفاظ الأعجمية في القرآن ودلالتها والتحدِّي ومعناه

محمد علي عبد الجليل

2013 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك آيات عديدة تؤكد أن القرآن "أُنزِلَ" في قالَب عربي، أيْ "تُرجِمَ" بلسان عربي مبين، ومن هذه الآيات: "إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون" (يوسف، 2)؛ "وكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّــقونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً" (طه، 113)؛ "قرآناً عربياً غيرَ ذي عِوَج" (الزمر، 28)؛ "كتابٌ فُصِّلَتْ آياتُه قرآناً عربياً لقوم يعلمون" (فُصِّلَت، 3)؛ "وكَذَلِكَ أوحينا إليك قرآناً عربياً لتُـنذِرَ أمَّ القرى ومن حولها" (الشورى، 7)؛ "إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلَّكم تعقلون" (الزخرف، 3)؛ "وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيّاً لِيُنذِرَ الذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ" (الأحقاف، 12)؛ "نزل به الروحُ الأمينُ [...] بلسانٍ عربيٍّ مبين. وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ" (الشعراء، 193 و196 و195)؛ "وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ" (النحل، 103). وكأنَّ رسالتَه تكمنُ في كونه عربياً. أي أنه يؤكد على الشكل اللغوي العربي للخِطاب أكثرَ من تأكيده على مضمونه.

ولكن، بالمقابل، هناك أمثلة على كلمات أعجمية مستعارة من الأثيوبية والفارسية واليونانية والهندية والسريانية والعبرية والنبطية والقبطية والتركية والزنجية والبربرية (كتاب: المتوكلي فيما ورد في القرآن باللغة الحبشية والفارسية والتركية والهندية والزنجية والسريانية والعبرية والرومانية والبربرية للسيوطي وكتاب: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي [ج 1 ص 139]). ومن هذه الألفاظ: الطُّور (الجبل)، طَفِقاْ (قَصَداْ)، الرَّقيم (اللوح)، هُدْنا (تُبْنا)، طه (طأ الأرض يا رجل)، سِيْنين (بمعنى: الحسن)، السِّجِلّ (الكِتاب)، الإستبرق (الغليظ)، السندس (الرقيق من الستر)، السَّرِيُّ (النهر الصغير)، المِشكاة (الكوة)، الدُّرِّيّ (المضيء)، ناشئة الليل (الاستيقاظ من النوم ليلاً والقيام إلى الصلاة)، كِفْـلَينِ (ضِعفَين)، قَسْوَرَة (الأسد بالحبشية والحِمار الهرِم بالسريانية [بحسب كريستوف لكسنبرغ])، وراءهم (أمامهم)، أباريق (أواني)، إنجيل (بشارة)، تابوت (صندوق)، جهنَّم (وادي هِنُّوم خارج القدس حيث كانت تُحرَق الأضاحي البشرية قرباناً للوثن مولوخ)، زنجبيل (نبات)، سِجِّيل (طين متحجِّر)، سُرادِق (سُوْر أو فُسطاط يجتمع فيه الناس لعرس أو مأْتم وغيرهما)، سورة (فصل)، طاغوت (كلُّ ما عُبِدَ من دون الله)، فِردَوس (بستان)، ماعون (أداة منزلية كالقِدْر والقصعة)، عِلِّــيُّون (منزلة عالية، السماء)، سِجِّين (موضع)، مرقوم (مسطور واضح الكتابة)، أرائك (مقاعد منجَّدة)، تسنيم (عين ماء).

وقد تراءى للبعض أن هناك تعارضاً بين فكرة وجود كلمات أعجمية في القرآن وفكرة أن القرآن أُنزِلَ وفُصِّلَ بلسان عربي مبين. فلجأ بعضُهم إلى نفي عجمة هذه الكلمات ليؤكد على صفاء عربية القرآن (كالطبري والشافعي). ولجأ البعض الآخر إلى الإقرار بوجودها في القرآن (كابن عباس وعكرمة ومجاهد والسيوطي). وقال بعضُهم إنَّ العرب لمَّا عرَّبوها واستعملوها في أساليبهم صارت تُـنسَب إليهم باعتبار استعمالها لا باعتبار أصلها. ولكن هل هناك دليل على أن العرب كانوا يستخدمونها قبل القرآن وأنهم هم الذين عرَّبوها وليس واضعو القرآن؟ ومنهم من استَخدمَ هذا التناقضَ الظاهريَّ ليطعنَ بفكرة عروبة القرآن ويُظهِرَ التناقضَ فيه بين تصريحه بأنه عربي وبين احتوائه على غير عربي.

لا يُــحَــلُّ هذا التناقضُ بين الفكرتين بنفي وجود الكلمات الأعجمية، لأنها موجودة فعلاً. ولا يُــحَــلُّ بالإقرار بأنها كانت موجودةً ومستخدمةً قبل مجيء القرآن وبأنَّ المجتمع العربي هو الذي اقترضَها وعرَّبها فأصبحَتْ جزءاً من اللسان العربي، ذلك لأنها لو كانت موجودةً ومستخدَمةً لفهِمَها معاصرو القرآن كعُمَرَ وابنِ عباس، ولوجَدْنا لها أثراً في أدب ما قبل القرآن أو في أدب زمن القرآن، مما يعني أنَّ هذه الكلماتِ لم تتربَّ ولم تنشأْ في بيئتهم ولم تَـــنْــتمِ فكرياً وثقافياً واجتماعياً إلى مجتمعهم؟ ولا يُــحَــلُّ التناقضُ أيضاً بنفي عربية القرآن، لأنه عربي فعلاً. ولو كان بلغةٍ غيرِ العربية لما فهِمَه أصحابُ العربية. ووجودُ بعضِ المفردات الأعجمية وعدمُ فهمِ العرب لبعضها لا ينفي عنه صفتَه كنص عربي.

لا يُحَــلُّ هذا التناقضُ إلا باعتبارِ النصِّ القرآني نصاً مترجَماً.

إنَّ عدم وُرودِ الألفاظ الأعجمية في فترة ما قبل القرآن ووردها بكثرة في فترة ما بعد القرآن وخاصة في سياق ديني هو أمرٌ ذو دلالة. ربما يعترض البعضُ فيقولون بإنَّ عدم ورود شواهد على هذه الكلمات لا يعني أنها لم تكن مستخدمة. ولكنَّ عدم معرفة أبي بكر وعمر ابن الخطَّاب لكلمة "الأبّ" (عبَسَ، 31) وعدم معرفة ابن عباس لأربع كلمات: "غسلين" (الحاقة، 36) و"حناناً" (مريم، 13] و"أَوَّاهٌ" (التوبة، 114) و"الرَّقيم" (الكهف، 9)، وهم أصحابُ اللغة، هو أمر يدعو إلى الدهشة وليس له من تفسيرٍ سوى أنَّ مثل هذه الكلمات لم تكنْ مستخدمةً قطُّ في عصرهم وقد نُقِلَت من لغات أخرى. حتى إنه وردَ عن عمر وصفُه لكلمة "أبّ" بأنها تكلُّف أو كلف، والمقصود أنَّها مقحمَة على العربية ومصطنَعَة وليست من طبع لغتهم.

فقد روى الـسيوطي (في: الدر المنثور، ج 6، ص 317):

"وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن سعد وعـبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شُعَب الإيمان والخطيب والحاكم وصحَّحه عـن أنـس أنَّ عُــمَر قرأ على المنبر: "فأنبَــتنا فيها حَبَّا, وعنباً وقضبا"، إلى قوله: "وأبّا"، قال: "كلُّ هذا قد عرفناه فما الأبُّ؟" ثم نفض عصاً كانت في يده فقال: "هذا لعمرُ الله هو التكلُّف فما عليك أنْ لا ندري ما الأبُّ. اتَّبعوا ما بيَّنَ لكم هداه من الكتاب فاعملوا به وما لم تعرفوه فكِلوه [اتركوه] إلى ربه."

وجاء في الإتقان للسيوطي حول موضوع: "في معرفة غريبه":

"وعلى الخائض في ذلك التثبُّــتُ والرجوع إلى كتب أهل الفن وعدمُ الخوض بالظن فهذه الصحابة - وهم العرب العرباء وأصحاب اللغة الفصحى ومن نزل القرآن عليهم وبلغتهم - توقفوا في ألفاظ لم يعرفوا معناها، فلم يقولوا فيها شيئاً. فأخرجَ أبو عبيد في الفضائل، عن إبراهيم التيمي أنَّ أبا بكر الصديق سئل عن قوله: "وفاكهةً وأبَّــا" (عبس، 31) فقال: "أيُّ سماءٍ تُـظِـلُّــني أو أيُّ أرضٍ تُــقِـــلُّــني إنْ أنا قلتُ في كتاب الله ما لا أعلم". وأخرجَ عن أنس أنَّ عمر بن الخطاب قرأ على المنبر "وفاكهةً وأبَّــا" فقال: "هذه الفاكهةُ قد عرفناها فما الأبُّ؟" ثم رجع إلى نفسه فقال: "إنَّ هذا لَـهُـوَ الكلف يا عمر". [...] وأخرجَ ابن جرير عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله: "وحناناً من لدُنَّـــا" (مريم، 13) فقال: "سألتُ عنها ابنَ عباس فلم يُجِبْ فيها شيئاً". وأخرجَ من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: "لا واللهِ ما أدري ما «حناناً»." وأخرجَ الفريابي: "حدَّثَــنا إسرائيلُ، حدثنا سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "كلُّ القرآنِ أَعلَمه إلا أربعاً: «غسلين» (الحاقة، 36) و«حناناً» (مريم، 13) و«أَوَّاهٌ» (التوبة، 114) و«الرَّقيم» (الكهف، 9)."

وجودُ كلماتٍ ذاتِ أصلٍ غيرِ عربي لا يسيء للقرآن، بل هو أمر طبيعي. المسألة ليست في كون هذه الكلماتِ أعجميةً، بل في كونها غيرَ مستخدمة. هناك كلمات أعجمية كانت مستخدمة في عصر القرآن وقَـــبْــلَه (كالسجنجل [المرآة] التي وردَت في شعر امرئ القيس). واستخدامُ الناطقين بالعربية للكلمة الأعجمية هو الذي يجعلها عربية. المعيار إذاً هو الاستخدامُ وليس الأصلَ الاشتقاقي. النقطةُ المهمة هي وجود كلمات في القرآن لم تكن معروفة للناطقين بالعربية في عصره وهذا يدلُّ على أنها جديدة، أيْ مقترَضة من لغة أخرى. هذه الكلماتُ الغريبة أدخلَها القرآنُ وحدَه ولم يُدخِلْها المجتمَعُ. فالكلمات الجديدة التي لا جذورَ لها في اللغة لا تدخل إلا عن طريق الاقتراض (من خلال الاحتكاك باللغات الأخرى) أو عن طريق الترجمة. بتعبير آخر، يتمُّ اقتراضُ الكلمات الجديدة إما تلبيةً لحاجات المجتمع وإما تلبية لحاجات المترجِم. وبما أنَّ الكلماتِ الغريبةَ التي وردَت في القرآن لم تكن معروفةً لأصحاب اللغة فهذا يعني أنها لم تدخل من باب الاحتكاك التجاري والعلاقات بين العربية وجيرانها بل من باب الترجمة. إنَّ طُرُق توليد ألفاظ جديدة هي الاشتقاق والمَجاز والاقتراض. فإذا لم تولد الكلمةُ بعملية التوليد (الاشتقاق أو المجاز) فلا بد أن تكون وُلِدَت بعملية الاقتراض (وهو ما تتطلَّب إخضاع اللفظ الأجنبي للنظام الصوتي العربي). والاقتراضُ يكون من طريقين: الاقتراض المجتمعي (أي أن المقترِض هو مجموعة أشخاص غير متخصصين باللغة نتيجة احتكاكهم باللغة الأجنبية وحاجتهم) أو الاقتراض الترجمي (أي أنْ المقترِض هو شخص واحد أو عدة اشخاص يقومون بمشروع ترجمة). ما يهمُّنا هو معرِفةُ مَن فعَّلَ هذه الكلماتِ وأخرجَها إلى حيِّـزِ الاستخدام؟ فإذا كان المجتمع العربي هو الذي اقترض هذه الكلماتِ الدخيلة أو المعرَّبة فهذا يعني أنه اقترضها لحاجة مجتمعية وبالتالي يجب أنْ تكونَ مستخدمةً كثيراً ويعرِفُها الجميعُ.

وقد تبيَّن بالبحث في المعاجم وكتب التراث عدمُ وجود شواهد من عصر ما قبل القرآن على كلمات مثل:
صِراط، أَساوِر، سندس، إستبرق، أرائك، عِلِّــيُّــون، تَسنيم، زنجبيل، فردوس، طور، سينين، الرَّقيم، هُدنا، طه، السِّجِلّ، سَرِيّ، أباريق، تابوت، سِجِّيل، سُرادِق، طاغوت، ماعون، زَقٌّوم، غسلين، أَبّ، قسط، قسطاس.

فقد لوحظ مثلاً استخدام كلمات أخرى غير "الصراط" للتعبير عن الطريق، مثل: لاحب:
"-على لاحبٍ لا يُهتدَى بمنارِهِ / إذا سافه العود النباطيُّ جَرجَرا." (امرؤ القيس)
"-أَمُون كألواح الإران نسأْتُها / عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُـدِ. (طرفة)
[الأمون: الناقة أو الجواد المأمون. الإران: التابوت كانوا يحملون فيه ساداتهم. نسأتُها: ضربتُها بالمِنسأة.]
هناك شاهد بعد نشوء الإسلام بكثير (القرن 11) وردَ فيه كلمة "صراط":
"صِراطٌ جسْرُهُ مُدَّ / على النارِ لمَنْ أمَّ. (مقامات الحريري، "المقامة الدمشقية")
وهناك قول جرير: "-أَميرُ المؤمنينَ على صِراطٍ / إِذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِيم."

وقد ذكرَ الدكتور جواد علي في كتابه: المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام (دار الساقي، الطبعة، 2001 م) ما يلي:

"وهناك رواية تنفي ورود لفظة «جهنَّم» في أي شعر جاهلي خلا هذا الشعر المنسوب إلى أُميَّة بن أبي الصلت [شاعر "جاهلي" يُدعى "أبو الحَكَم" ومن رؤساء ثقيف وقد اشتُـهِرَ بالحنيفية والتوحيد]، ويلاحظ أنه ذكر «عدن» مع «جهنَّم» ["-جهنَّـمُ تلكَ لا تُبقي بغيّاً / وعَدْنٌ لا يطالِعُها رجيمُ]. ولم أجد في أشعار الجاهليين ذِكراً للإنجيل إلا في الشعر المنسوب إلى عَدِيّ بن زيد العِبادي [شاعر نصراني فصيح (587 م) من أهل الحيرة ومن دهاة "الجاهلية". والشاهد في قوله: "-وأوتينا الملك والإنجيل نقرؤه / نشفي بحكمته أحلامنا عِللا."]."


نلاحظ أيضاً أن الألفاظ الأعجمية المستخدمة في القرآن لا تعكس الوسط الاجتماعي والثقافي العربي لعصر ولادة القرآن فضلاً عن أنها لا تلبِّي حاجاتِ المجتمع المكي والمدني الذي نشأ فيه القرآنُ، مما يدل على أنَّ دخول هذه الكلمات لم يكنْ بحكم الاستخدام والحاجة بل بطريق الترجمة. فالعربُ لم يكونوا بحاجة لأن يقترضوا مثلاً كلمة "الصراط" [أو السِّراط، بمعنى: المِنْهاج الواضح] من لغة أخرى ولديهم كلمات كثيرة تُعَـبِّر عن معنى "الطريق" مثل: "اللاحِب" [الطريق الواضح]، "النجْد" [الطريق الواضح المتَّصل]، "المنهج" [الطريق الواضح]، "المَحَجَّة" [وسط الطريق ومعظمه]، "الشارع" [الطريق الأعظم في المدينة]، "الشِّعْب" [الطريق بين جبلَين‏]، "المَـهْـيَع" [الطريق البيِّن الواسع]، "الخَـلُّ" [الطريق في الرمل]، "المَخْرَفة" [طريق بين صفَّينِ من نخيل]، "النَّـــيْــسَـب" [الطريق المستقيمُ الواضِح، أو الطريق المستدِقُّ كطريق النَّمْل والحَيَّة، أو طريقُ حُمُر الوحْش إِلى مورِدها]، "السبيل"، "الدرب"، "المَسْــلَــك"، "الجادَّة". وبالتالي فإنَّ اقتراض "الصراط" لم يتمَّ عن طريق علاقات المجتمع العربي مع غيره، بل عن طريق القرآن.

ولو افترضنا جدلاً أنَّ القرآن وحيٌ من الله فمن المفروض أنْ يستخدمَ اللهُ كلماتٍ مستعملةً في لغة العرب لا أنْ يقترِضَ كلماتٍ غير مستخدَمة. فهذه الكلماتُ الدخيلة لا تهبِطُ بـ"بباراشوت" الوحي من طائرة الله، بل تدخل عبر قنوات التواصل بين المجتمعات ذات اللغات المختلفة أو عبر الترجمة. القرآن، كأي نصٍّ آخر، وُلِدَ من رحِم نصوص أخرى لا من فراغ، وذلك عن طريق عملياتِ خَلْقِ النص وهي: الترجمة والتحرير (الإنشاء) والمراجعة والتدقيق والتصويب وإعادة الصياغة والتصرُّف أو تكييف النص ليتناسبَ مع حاجات وثقافة المتلقِّين (القُرَّاء). فالترجمة ليست سوى حلقة مهمة في سلسة صناعة النص. ولا يوجد نص، من وجهة نظر علمية ومنطقية ولغوية، لم يخضع لهذه العمليات جميعاً أو لبعضٍ منها. فلا بدَّ منطقياً من أنْ يكون من تأليف بشر. وهو ما اعترفَ به الإمبراطورُ البيزنطيُّ ليو الثالث الإيساوري المعروف بـالـسوري (Léon III l Isaurien) (حوالي 685 - 741) في الرسائلِ المتبادلةِ حوالي 717 م بينه وبين الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز (681 م - 720 م)، إذْ يقول:

"نحن نعترف أنَّ متَّى ومُرقُص ولوقا ويوحنا هم مؤلِّفو الإنجيل، ولكنني أَعْــلَمُ أنَّ هذه الحقيقة التي نعترفُ بها نحن المسيحيين تؤذيكَ وأنكَ تبحثُ عن شركاءٍ لكَ في كذبك؛ باختصار، إنك تؤيِّد أنْ نقولَ عنه أنه من تأليف الله وأنه أُنزِلَ من السماواتِ، كما تزعم أنتَ بشأن فرقانك [القرآن]، على الرغم من معرفتنا بأن عمر وأبا تراب [علي بن أبي طالب] وسلمان الفارسي هم الذين ألَّفوه؛ مع ذلك فقد أُشيعَ عندكم بأن الله أنزله من السماوات."[1]

النص القرآني نص لغوي مكتوب ومترجَم من نصوص متفرِّقة لا يختلف من الناحية اللغوية عن الإنجيل أو أي نص آخَر. وبالتالي فلا يمكنُ نسبتُه إلى الله، إلا مَجازاً؛ وبالتالي أيضاً فإنَّ فكرة تحدِّي القرآن للعرب بالإتيان بمثله فكرةٌ باطلة منطقياً ولغوياً. فتَـــفَـــرُّدُ القرآن كنص لا يختلف عن تفرُّد أي نص آخر. لكل نص خصائص تُميِّزه عن غيره. فكتابات الصوفي محمد بن عبد الجبار النِّـفَّـري (صاحب كتاب المواقف والمخاطبات) مثلاً فريدة من نوعها وتفوق القرآن بكثير ولا تُشبِه أيةَ كتابة أخرى. ولكنْ مع ذلك يمكن الإتيان بمثلها وتحتفظ هي بالمقابل بتفرُّدِها. وأسلوبُ ناسك الشخروب ميخائيل نعيمة أسلوب فريد أيضاً، وكتابُه مِرْداد يفوق أيَّ كتاب آخر في الوجود، كما يرى أوشو. كذلك القرآنُ فهو فريد بأسلوبه غنِيٌّ بمصادِرِه يعكس تناقضاتِ عصره وصراعاتِه. ولكنْ ليس من الصعبِ الإتيانُ بمثله، بل مِن الصعبِ إنْ لم نقلْ مِن المستحيلِ إقناعُ المؤمنين به بأنَّ هناك ما هو أفضل منه لغوياً وبلاغياً.

ولكنْ لماذا أطلقَ القرآنُ ذلك التحدِّي؟ لا بدَّ من فهم السياق النزاعي لولادة القرآن. فلكي يُـثَـــبِّتَ القرآنُ جذورَه في محيطه العربي الذي هاجمَ القرآنَ بشدة، كان على واضعي القرآن أنْ يلجؤوا إلى أساليبَ دفاعيةٍ ودعائيةٍ ومنها التحدِّي. ويُـفهَمُ أنَّ واضعيه كانوا يريدون أنْ يقولوا من خلال تحدِّيهم هذا: "نحنُ قُمْنا بجهودنا وتَرجمْنا هذا الكتابَ من عدة نصوص منتقاةٍ بما يتناسبُ مع ثقافتكم لكي نضعَ لكم كتاباً مقدَّساً يغنيكم عن الرجوع إلى الكتب السابقة التي قمنا بتضمين معانيها في هذا الكتاب. فبدلاً من أنْ تنتقدونا، قوموا بعملٍ مثله حتى تعرِفوا صعوبةَ ما نقوم به. فليس من حقِّكم أنْ تنتقدونا وأنتم لم تفعلوا شيئاً." إنَّ تحَدِّيَ القرآنِ للعرب يشبه قول ابن الفارض:
"-دَعْ عنْكَ تَعنيفي وذُقْ طعم الهَوَى / فإذا عشِقْتَ فبعدَ ذلكَ عَــنِّــفِ."
إنه تحدٍّ فكريٌّ وتَرجميٌّ ودفاعيٌّ ودِعائيٌّ وتبريريّ. تاريخياً، لم تصلْ إلينا أيةُ ترجمة عربيّة سابقة للقرآن. ونرجِّح أنَّ القرآن هو أول ترجمة عربية. وإنْ وُجِدَتْ ترجماتٌ قبلَه، كما يرى الأبُ لويس شيخو وبعضُ الذين أشاروا إلى ترجمات ورقة بن نوفل وأميّة بن أبي الصلت، فهي ترجمات قليلة جزئية متفرقة لا ترقى إلى أنْ تُشَكِّــلَ كتاباً معتمَداً يمكن أنْ يكونَ مرجعاً. ولذلك يمكن أنْ نفهمَ لماذا طرحَ واضعو القرآنِ فكرةَ التحدِّي. لقد كان مشروعُهم الترجميَّ هو المشروعَ الأولَ والوحيدَ. ولذلك كان مبرَّراً وقتئذٍ أنْ يقولوا لمن يستهزئُ بعمَلِهم: "وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين" (البقرة، 23، 24)؛ "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ الله إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (يونس، 38)؛ "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (هود، 13)؛ "قُل لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً" (الإسراء، 88)؛ "أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤْمِنُونَ، فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ" (الطور، 33، 34).

وبالإضافة إلى الألفاظ الأعجمية التي تشير إلى أنَّ النص القرآني قد خضع لعملية ترجمة وتأليف وتصرُّف، هناك أيضاً استخدامُ القرآن للفعلين "فصَّلَ" و"صرَّفَ" في التعريف بنفسه، إذْ يقول: "كتابٌ فُصِّلَتْ آياتُه قرآناً عربياً لقوم يعلمون" (فُصِّلَت، 3) "ولَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً" (الكهف، 54) "وكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّــقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً" (طه، 113). يقول لسان العرب في معنى "فصَّل" و"صرَّفَ":

«وقوله عز وجل: "كِتابٌ فصَّلناه" له معنيان: أَحدهما، تَفْصِيل آياتِه بالفواصِل؛ والمعنى الثاني في "فَصَّلناه": بيَّنَّاه. [...] و"صَرَّفْنا الآياتِ" أَيْ بيَّنْاها. و"تَصْريفُ الآيات": تَــبْيينُها. و"صَرَّفَ الشيءَ": أَعْمله في غير وجهٍ كأَنه يَصرِفُه عن وجهٍ إلى وجه. »

التصريفُ إذاً هو:
1- صرفٌ عن وجهٍ إلى وجهٍ، أيْ تحويلٌ مِن شكلٍ لغويٍّ إلى شكلٍ لغوي آخر، وَ
2- تبيينٌ، أيْ توضيح بلغةٍ يفهمها السامعُ أو القارئُ.
أليست هذه هي الترجمة؟

ثمَّ ماذا يعني أنْ نقول إنَّ هذا الكتاب نفسُه موجود في كتبٍ أخرى؟ يعني حُكْماً أنه مقتبَسٌ منها. فإذا كانت لغةُ هذا الكتاب الجديد تختلفُ عن لغة الكتبِ السابقة المقتبَس منها فهذا يعني حُكْماً أنَّ هذا الكتاب الجديد هو ترجمة لتلك الكتب السابقة. ألم يؤكِّد القرآنُ على فكرة أنَّ محتواه موجود في الكتب السابقة: "وَإنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ" (الشعراء، 196)؟ "إِنَّ هَذا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى، صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى" (الأعلى، 18 و19)؟ وقد ورَدَ عن محمَّد قولَه: "يا عُقبَةُ ألا أُعَلِّمُكَ خَيْرَ ثَلاثِ سِوَرٍ أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ؟" وأَقْرَأَه "قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ" وَ"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" وَ"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" (مسند أحمد). وقد أدركَ معاصروه ذلك فوصفوه بأنه أساطير الأولين، أي أنه ترجمة لأساطير الأديان السابقة وقالوا بأنهم لو أرادوا لأتَوا بمثل القرآن: "لَوْ نَشَاءُ لَـــقُــلْنَا مِثْـلَ هَذَا، إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" (الأنفال، 31). وإنَّ قولنا بأنَّ القرآن ما هو إلَّا ترجمةٌ بتصرُّفٍ لا يقلِّــلُ أبداً من قيمته. بل على العكس، ادِّعاءُ أنه وحيٌ مباشر من الله هو ما يسيء للقرآن ولله، كما يؤكد أحمد القبانجي.

لقد وردَ أنَّ الوحيَ، الذي هو الإعلام السريع الخفي بدون واسطة معلِّم خارجي، كان ينقطع في اللحظات الحرجة وعندما كان محمد في أشد الحاجة (في حادثة الإفك وفي السؤال عن الروح مثلاً)، مما يعزِّز فكرةَ أنَّ القرآن نتج عن عمليات بحث وتأليف وترجمة وتفصيل وتصريف أكثر مما نتج عن إلهام سريع. فعدمُ تمكُّنِ محمَّد من الإجابة في الحال على سؤال الروح مثلاً، وكان تحدِّياً له لإثبات صِدق نبوَّتِه أكبرَ من تحدِّي القرآن للعرب، وكذلك عدمُ استجابة الوحي له فوراً إنما يدلُّ ذلك على أنَّ القرآن هو نتاج عملية بحثٍ وتقصٍّ (لا تخلو طبعاً من الإلهام) أكثر مما هو نتاج وحي إلهي بالمعنى المتداوَل.

لا يوجد أي دليل علمي يثبت أنَّ القرآن وحي من الله بحسب معنى الوحي المتداول لدى المسلمين. ولكنَّ فكرة أنَّ القرآن صناعةٌ بشرية كأي نص آخر هي فكرة بديهية. ولم يستطع الإمبراطور ليو الثالث أنْ ينكِرَ أنَّ كتابَه المقدَّس صناعةٌ بشرية. القرآنُ لغةٌ بشرية وبالتالي فهو صناعة بشرية. ونسبةُ القرآن إلى الإنسان لا تقلِّلُ من قيمة القرآن ولا من "قداسته"، مثلما أنَّ نسبةَ الإنسان إلى والدَيه لا تقلِّلُ من قيمته ولا من قداسته ولا تسيء بالمقابل إلى الله. فضلاً عن أنَّ قانون السببية يقضي بأنْ لا شيء يأتي من لا شيء. فلا بدَّ إذاً للقرآن كما لغيره أنْ تكون له مصادرُ خرجَ منها وأمهاتٌ وآباءٌ وُلِدَ من تزاوجِهم. فللقرآن "أُمٌّ وأبٌ ولم يفقِسْ في الجُرْد مِن حكايةٍ منسية في ليلةٍ صيفية" (على حد تشبيه الأَخَوين رحباني في: بَـيَّاع الخواتم).

يُبرهِنُ المؤمنون بالله، وخاصةً المسلمون، على وجود الله باستحالة وجود شيء من دون صانع. فيقولون باستحالة تجمُّعِ ألواح خشبية مع بعضها تِلقائياً لتصبحَ سفينةً ليبرهنوا بذلك على استحالة وجود الكون من دون الله. يُفهَم من تشبيههم هذا بأنَّ عمليةَ "خلقِ" اللهِ للكون تشبه تماماً عمليةَ صنعِ الإنسان للسفينة ابتداءً من أخشاب موجودةٍ مسبقاً وليس من العدَم. ولكنَّ برهانهم هذا من المفروض منطقياً أنْ ينطبقَ على كل شيء. فكما أنه لا يمكن عقلاً تصوُّرُ انضمام مواد خشبية موجودة سلفاً إلى بعضها لتصيرَ سفينةً من دون صانع بشري، كذلك لا يمكن عقلاً تصوُّرُ اجتماع أحرف وآيات وسور مع بعضها لتشكِّـلَ القرآن مِن دُونِ فِعلِ بَشَرٍ. فلا بدَّ من وجود صانع للقرآن غير الله المجرَّد المتعالي مثلما أنه لا بدَّ من وجود صانع للسفينة غير الله.

وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى وجود أكثر من صانع (فاعل)، أو أكثر من خالق بحسب تعبير القرآن الذي يفاضِل بين مختلف الخالقين ليستنتجَ أنَّ الله هو أفضلُهم فيقول: "فتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" (سورة المؤمنون، 14). هناك نوعان أو مستويان للصانع (الخالق). هناك صانع حقيقي مباشَر محسوس وهناك صانع مجازي غير مباشر متعالٍ تصوُّريّ عقليّ مجرَّد. فوجودُ الإنسان على سطح الأرض يُعزَى عِـلْمياً إلى عمليات أزلية طويلة جداً ومعقَّدة جداً نجهلُها فنسمِّيها مجازاً "الله". هذا هو الصانع "المجازي" غير المباشر المجرَّد. ولكنْ هناك صانع ثانٍ مباشر ومحسوس هو الأمُّ والأب. هذا الصانع المباشر هو حلقة من السلسة الأزلية لصناعة الإنسان. ومن المستحيلِ عقلاً إثباتُ الصانع "الأول" ونفي الصانع "الثاني". فيستحيل وجود إنسان لم يولد من إنسانٍ قَبلَه. ولو قُـــلْـــنا لمسلمٍ أنَّ هناك إنساناً خلقَه اللهُ بيديه مِن دُونِ واسطة الأم والأب فلن يُصَدِّقَ ذلك أبداً ولكنه بالمقابل يؤمن إيماناً قوياً بأنَّ كتابه المقدَّس قد خلقَه الله مباشرةً بدون الحاجة إلى الصانع الثاني الحقيقي الملموس وهو الإنسان! ولو سألني مسلمٌ عن الفاعل الذي بنى هذا البناءَ أو الذي صنعَ تلك السيارةَ أو الذي ألَّفَ ذلك الكتابَ وقلتُ له بأنَّ الله تدَخَّـلَ مباشرةً مِن دون الحاجة إلى المرور بالأسباب فسيظنُّني أنني أستهزئ به لأنه يَعلم أنَّ الله هو الفاعلُ اللازمني الذي يفعل من خلال الأسباب والقوانين. فكيف يريد المسلمُ معرفةَ الفاعل الزمني المادَّي للأشياء ولا يريدُ بالمقابل أنْ يعرِفَ الفاعلَ الزمني لقرآنه!

وجودُ والدَينِ كصانع أو كخالِق مباشر محسوس للإنسان لا ينفي أبداً وجود الصانع المتعالي المجرَّد المتمثِّـــل بالسلسلة الأزلية من الأسباب. كذلك القرآن، كأي نص مكتوب، لا بدَّ، بحسب قانون السببية، أنْ يكونَ قد وُلِدَ من نصوص وأفكار قبله ولادةً طبيعيةً أو قيصرية من خلال عمليات التوليد المتمثِّـــلة في الترجمة والتأليف والتدقيق والتصرُّف. وأنْ يكونَ للقرآنِ صانعٌ بشريٌّ مباشر محسوس لا ينفي أنْ يكون له صانع آخر إلهي غير مباشر ومجرَّد. وأنْ يكون القرآنُ مترجَماً إلى العربية من لغات أخرى لا ينفي كونَه وحياً من الله. فالله المتمثل في قانون السببية الأزلي أو قانون كارما أو الوعي الكوني الأزلي يوحي إلى كل شيء، فيوحي إلى النحل والجبال، بحسب القرآن. ولكنَّ النحلَ الموحَى إليه هو الصانع الحقيقي المباشر للخلايا وللعسل لا الله المُوحي. ولا يمكن لمسلم عاقل أنْ يتصوَّرَ أنَّ الله قد خلَقَ العسلَ بلا نحل أو بلا أي خالقٍ مباشر. وهكذا فإنَّ تنزيلَ الله للقرآن يشبه تماماً خَـــلْــقَه للإنسان. فاللهُ هو الفاعلُ اللامباشرُ الذي يشير إلى مجموع الأسباب التي أدَّت إلى وجود القرآن والإنسان. ولكنَّ الإنسانَ، من خلال الترجمة والتأليف (في حالة ولادة القرآن وغيره) ومن خلال التواصل الجنسي (في حالة ولادة الإنسان) هو الفاعلُ المباشر. وهكذا يستحيل عقلاً وجود نص أو كِتاب يوجَد من العدم، بل يولَد مِن كُتُب ونصوص وأفكار موجودة. فالمنطق والواقع والمشاهدة تشير إلى وجوب وجود الفاعل المباشر (الإنسان) كشرط لوجود إنسان آخر أو كِتاب، ولكنْ ما من دليل علمي تجريبي يثبت وجودَ الفاعل غير المباشر. مع ذلك فإنَّ المسلِم وكلَّ إنسان مقيَّـــد بأغلال العقيدة يرون الفاعلَ العقائدي المجرَّد ولا يرون الفاعلَ الواقعيَّ المحسوس وكأنَّ عقيدتَهم عطَّلَت حواسَّهم وخدَّرَتْهم فأصبحوا كسرطان البحر الذي يُسْـــلَــق وهو حيّ بتسخين الماء البارد تدريجياً حتى الغليان، حيث يرتاح في البداية لدفء الماء المعتدل ثم لا يلبث أنْ يتخدَّرَ ثم يُسْـلقَ وهو لا يدرك ذلك. وكذلك حالُ المؤمن الذي يبدأ أولاً بالارتياح لعقائده ليصلَ آخِراً إلى الإدمان والتخدير التام.



حاشية:
[1] عن كِتاب Correspondance entre Omar II, 8ème calife Omeyade et Léon III l Isaurien, empereur de Constantinople, sur la foi des chrétiens, d après l Histoire de Ghévond. (المراسلات بين عُمَر الثاني، ثامن الخلفاء الأمويين وبين ليو الثالث الإيزاوري، إمبراطور القسطنطينية، حول إيمان المسيحيين، بحسب تاريخ [المؤرِّخ الأرمني] غيفوند [القرن الثامن])، ص 19، نسخة رقمية متاحة على شبكة الإنترنت مع مقدِّمة بقلم ألبوسيكاد (Albocicad)، 2009، على الموقع: http://ar.scribd.com/doc/20447569/Lettres-entre-Omar-2-et-Leon-l-Isaurien.
والمقطع المترجَم هو:
«Nous reconnaissons Matthieu, Marc, Luc et Jean pour les auteurs de l Évangile, et pourtant je sais que cette vérité, reconnue par nous, chrétiens, te blesse, et que tu cherches à te trouver des complices de ton mensonge ; bref, tu soutiens que nous le disons écrit par Dieu et descendu des cieux, comme tu le prétends pour ton Forkan, quoique nous sachions que c est Omar, Abou-Thourab et Salman le Persan, qui l ont composé ; cependant, on a répandu le bruit chez vous que Dieu l avait fait descendre des cieux.»








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2013 / 1 / 26 - 22:33 )
أولاً : أنت تقول : (هناك أمثلة على كلمات أعجمية مستعارة من الأثيوبية والفارسية واليونانية والهندية والسريانية والعبرية والنبطية والقبطية والتركية والزنجية والبربرية) .
أقول : نلاحظ أن هنا 11 لغه , و زد عليها اللغه العربيّه , فستصبح 12 لغه!! , لا أعلم هل تريد أن تخبرنا أن محمد -صلى الله عليه و سلم- يعرف 11 لغه غير لغته؟... فالسؤال : بأي جامعه و معهد تعلّم كل تلك اللغات؟... هل ترون أين يذهب عدم العقل بصاحبه؟! .
ثانياً : أنت تقول : (على الرغم من معرفتنا بأن عمر وأبا تراب [علي بن أبي طالب] وسلمان الفارسي هم الذين ألَّفوه؛ مع ذلك فقد أُشيعَ عندكم بأن الله أنزله من السماوات) .
أقول : يجب عليك أن تثبت لنا ما تقول , فكيف تعرفون؟... هذا يحتاج إلى دلائل , فمن أنتم حتى تقول : (على الرغم من معرفتنا) , أي عرف هذا؟... يا أخي , حدثنا بالعقل .
ثالثاً : أنت تقول : (ولكنني أَعْــلَمُ أنَّ هذه الحقيقة التي نعترفُ بها نحن المسيحيين) .
أقول : بما أنك مسيحي , سأسألك : كيف حملت العذراء بيسوع علمياً؟... ممكن تفسير علمي لهذا الحمل , فأنا بحاجه إلى تفسير علمي , فهل ترى أن النجار هو الحل كتفسير علمي؟ .


2 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2013 / 1 / 26 - 22:33 )
رابعاً : أنظر هنا , ماذا يقول العظماء عن القرآن :
1- القائد الفرنسي الشهير | نابليون بعد أن قرأ القرآن الكريم: -إن أمة ً يوجد فيها مثل ُ هذا الكتاب العظيم لا يمكن القضاءُ عليها أو على لغتها-.
2- العالم الأمريكي | مايكل هارت -لا يوجد في تاريخ الرسالات كتاب بقي بحروفه كاملاً دون تحوير سوى القرآن الذي نقله محمد صلى الله عليه وسلم -.
3- الشاعر الألماني الشهير غوته قائلاً:-كلما قرأت القرآن شعرت أن روحي تهتز داخل جسمي... القرآن كتاب الكتب، وإني أعتقد هذا كما يعتقده كل مسلم-.
4- لما بلغ غوته السبعين من عمره، أعلن على الملأ أنه يعتزم أن يحتفل في خشوع بتلك الليلة المقدسة التي أنزل فيها القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
5- يهتف أرنست رينان منشداً:- عندما تستمع إلى آياته تأخذك رجفة الإعجاب والحب، وبعد أن تتوغل في دراسة روح التشريع فيه لا يسعك إلا أن تعظــّم هذا الكتاب العلوي وتقدّسه-.
6- يؤكد تولوستوي في مكان آخر بأن -شريعة القرآن سوف تسود العالم لتوافقها وانسجامها مع العقل والحكمة.. لقد فهمت... لقد أدركت... ما تحتاج إليه البشرية هو شريعة سماء- .


3 - الوحي الى النحل
عبدالكريم حسن سلمان ( 2013 / 1 / 26 - 23:19 )
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ [النحل : 68]
هل اوحى الله الى الطيور ان تأخذ من الاشجار اعشاشا. وهل اوحى الى الابقار ان تعطي الحليب ، والى الزهور بان تصنع الفواكه، بل الى الاشجار بصناعة الزهور،وهل اوحى الى بقية الكائنات؟ ولماذا ذكر النحل فقط؟


4 - أرجوك أن تقرأ جيداً
محمد علي عبد الجليل ( 2013 / 1 / 26 - 23:30 )
أخي الأستاذ عبد الله خلف،
تحية،
أولاً ترجمة القرآن ليست جهد شخص واحد بل فريق من المترجمين.
ثانياً، أنتَ تُقَوِّلني ما لم أقل. لستُ أنا من قال هذا. بل نقلتُ ما قاله الإمبراطور ليو الثالث وأرجو التدقيق في المقال. ثالثاً، لستُ مسيحياً كي أجيبك على سؤالك.
رابعاً، قولي بأن القرآن مترجم لا يقلل من شأنه، بل على العكس هو من أعظم الكتب المترجمة في التاريخ.
وإذا أنت سردتَ لي أقوال مشاهير في مديح القرآن (علماً أنني غير متأكد من صحتها ومصادرها الأصلية وأشك في أكثرها، إلا إذا أعطيتني العبارات التي قالوها بلغتهم الأم كي نتأكد من دقة الترجمة) فيمكن أن أسرد لك أقوال مشاهير آخرين ينتقدون القرآن بشدة ومنهم مسلمون ملتزمون كمعروف الرصافي والشيخ أحمد القبانجي على سبيل المثال.
وحتى الآراء المدافعة عن القرآن فهي آراء شخصية لا علمية وليست مبنية على بحث.
هناك عظماء في العالم وهم ملحدون فهل يعني هذا أن الإلحاد هو عظيم؟
وهل يعني أن السيانتولوجيا عظيمة لأن توم كروز الشهير هو سيانتولوجي؟

وتقبل تحياتي


5 - مداخلة - 1
شاكر شكور ( 2013 / 1 / 27 - 01:31 )
شكرا استاذ محمد على هذا البحث القّيم والمفيد والحقيقة ان البراهين التي قدمتها تكفي لأثبات بشرية القرآن ولولا قيام عثمان بحرق ستة احرف اخرى من القرآن لكانت حقيقة ترجمة القرآن من اديان اخرى اكثر وضوحا لوجود مادة متكاملة ، الآية التي تكشف بوضوح نسب وأصل القرآن هي الآية التي تقول (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) اذن هذه الآية تشير الى ان هناك معلمين او مترجمين من اهل الكتاب يعرفون تفسير القرآن جيدا ويجب الرجوع اليهم في حالة وجود خلاف في التفسير وهذه الآية بأعتقادي وضعها المترجمون للحفاظ على حقوقهم في الترجمة (كوبي رايت) كما انهم احتفظوا بحقوقهم مرة اخرى بآية اخرى تقول ذلك الكتاب لا ريب فيه وهذه الآية تشير الى كتاب آخر ليس القرآن ، هذا ولم ينلطي على عرب الجزيرة قول القرآن بأن اصله من اللوح المحفوظ وإنه وحي يوحى وأصروا بأنه من اساطير الأولين لأن قسم منهم كان يعرف الأصل المترجم منه ولكن لغة السيف اجبرتهم على التظاهر السلمي فقط… يتبع لطفا


6 - مداخلة – 2
شاكر شكور ( 2013 / 1 / 27 - 01:34 )
من الأمور الواضحة على ان القرآن مأخوذ من لغات اخرى ايضا هو وجود جمل كاملة بلغتها الأصلية بدون ترجمة دخلت في نصوص القرآن قبل التنقيط ومن هذه الجمل جملة باللغة السريانية تقول (بعد التنقيط) في سورة الدخان - 54 (وزوجناهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ) ولو رجعنا الى اصل القرآن غير المنقط سنلاحظ ان العبارة مكتوبة هكذا : (زوكو نهوم بحِوُرو عْيْنو) زوكو بالآرامي تعني الزبيب بحِوُرو تعني الأبيض ، نهومو تعني هم ، عْيْنو تعني نبع الماء ، هذه الآية مجملها تتكلم عن الخضرة والفاكهة والجنة والمعنى السرياني يتفق مع سياق الآية وقد شوهت معنى الجملة بعد التنقيط وعليه فأن المسلم يجب ان يتعبد بالقرآن غير المنقط ليكون مطمئن على سلامة ما يردده والتنقيط طبعا هو اضافة ومن غير المعقول ان ينزل الله كتابا ناقصا لايفهمه البشر ولكن الحقيقة من ترجم القرآن كان يفهم لغته قبل التنقيط ولأن بعض العرب لم يفهموا الترجمة قاموا بتنقيطه وهذا بحد ذاته تحريف لأصل القرآن ، تحياتي للجميع


7 - مقاله-بل دراسه جباره مختصره بمقالة رائعه شكرا استا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 1 / 27 - 07:21 )
ارجو الاخ الاستاذ مخمد علي عبد الجليل قبول عميق تهنئتي له بهذا الانجاز العلمي الثقافي والمنهجي-ومن نافلة القول ان المقالة لم تكتب بساعات او ايام انها نتيجه لعمل بحثي دراسي مضن وطويل لذا يرجى من الكاتب المحترم الاستمرار في تفصيل الموضوع لان هذا النص مختصر جدا وعدد الكلمات -الاعجمية-المذكورة قد تكون اقل من عدد اللغات المترجم منها
شكرا ثانية وبالنسبة لي فان هذه المقالة هي افضل نص قراءته منذ سنين


8 - شكراً
محمد علي عبد الجليل ( 2013 / 1 / 27 - 08:53 )
شكراً للمعلقين.
وشكر خاص للسيد شاكر شكور وللدكتور صادق الكحلاوي.
أؤكد أن هذا البحث يندرج ضمن سلسلة من البحوث التي تؤكد على أن القرآن نص مترجم والتي أقوم بها حالياً بالتوازي مع بحث الدكتوراه الذي أقوم به عن تعدد المعاني في القرآن تطبيق على سورة الحج وترجماتها الفرنسية.
النقطة التي ذكرها الأستاذ شاكر شكور قيمة جداً. وأرجو لو يزودني بمرجع لذلك. وأظن أن كريستوف لكسنبورغ أشار إلى تفسير الحور العين بأنها العنب الأبيض.
أشكركما من عميق قلبي على تفهمكما ووعيكما. وأتشرف بالتواصل معكما وأرجو منكما مراسلتي.


9 - كفهيعص
بلبل عبد النهد ( 2013 / 1 / 27 - 09:18 )
لو كان الله هوالذي انزل القران لانزله بسيطا سهلا حتى يفهمه الجميع خاصة ان القران يقول هو الذي بعث في الاميين رسول منهم اي ان المجتمع السعودي كان اميا والقران بالطريقة التي هو عليها لا يفهمه حتى المتعلمين فماذا تعني كفهيعص كما انه يحتوي على الكثير من الحشو والاطناب والكلام الذي لا معنى له


10 - حشو واطناب
بلبل عبد النهد ( 2013 / 1 / 27 - 09:22 )
والمرسلات عرفا ( 1 ) فالعاصفات عصفا ( 2 ) والناشرات نشرا ( 3 ) فالفارقات فرقا ( 4 ) فالملقيات ذكرا ( 5 ) عذرا أو نذرا ( 6 ) إنما توعدون لواقع ( 7 ) فإذا النجوم طمست ( 8 ) وإذا السماء فرجت ( 9 ) وإذا الجبال نسفت ( 10 ) وإذا الرسل أقتت ( 11 ) لأي يوم أجلت ( 12 ) ليوم الفصل ( 13 ) وما أدراك ما يوم الفصل ( 14 ) ويل يومئذ للمكذبين ( 15 ) )
ما هذا اللغو والحشو والإطناب
________________________________________

( والداريات ذروا ( 1 ) فالحاملات وقرا ( 2 ) فالجاريات يسرا ( 3 ) فالمقسمات أمرا ( 4 ) إنما توعدون لصادق ( 5 ) وإن الدين لواقع ( 6 ) والسماء ذات الحبك ( 7 ) إنكم لفي قول مختلف ( 8 ) يؤفك عنه من أفك ( 9 ) قتل الخراصون ( 10 ) الذين هم في غمرة ساهون ( 11 ) يسألون أيان يوم الدين ( 12 ) يوم هم على النار يفتنون ( 13 )
هل هناك الاه يقول مثل هذا الكلام الا اذا كان في حالة سكر
________________________________________


11 - القرآن مترجم من السريانية
كارلوس ( 2013 / 1 / 27 - 11:41 )
شكراً أخي الكاتب مقال أكثر من ممتاز
بالفعل درس بعض العلماء الالمان امكانية قراءة القرآن في ضوءالترجمة للغة الآرامية و المقارنة مع نسخة صنعاء للقرآن و هي نسخة غير منقطة و توصلوا إلى نتيجة مفادها انه من المستحيل بقاء القرآن محفوظاً من التحريف بعد القيام بتنقيطه و قد اوردوا أمثلة عن الايات التي تتحدث عن حور العين و الحجاب و غيرها و هناك فيديو على اليوتيوب لمن يريد الاطلاعhttp://www.youtube.com/watch?v=WDEDFeN0t3o&feature=share

و في الويكيبيديا ايضا
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9_%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_%D9%84%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86

خصوصاً ما كتب عن ان كلمة قرآن جاءت من قريانا و هي كلمة سريانية تعني كتاب الفصول و هو كتاب تراتيل آرامية للاستعمال الطقسي المسيحي
وشكراً


12 - الأستاذ الفاضل محمد علي المحترم
شاكر شكور ( 2013 / 1 / 27 - 14:45 )
تعليقك رقم 8 ، بل الشكر الجزيل لك على هذا المجهود الكبير ، بخصوص مصدر المعلومة التي طلبتها حول تفسير حور العين بأنها العنب الأبيض ، هذه المعلومة نقلتها عن لسان البرفيسور غبريال ساوما المتخصص باللغة السريانية وهذا هو رابط المقابلة معه مع الشكر
http://islamexplained.com/UVG/UVG_video_player/TabId/89/VideoId/896/272------.aspx

http://islamexplained.com/UVG/UVG_video_player/TabId/89/VideoId/942/278---.aspx

http://islamexplained.com/UVG/UVG_video_player/TabId/89/VideoId/966/283------.aspx


13 - المسيحيّه خليط من الهندوسيّه و البوذيّه
عبد الله خلف ( 2013 / 1 / 27 - 16:52 )
الأسماء والصفات بين يسوع وبعض الآلهة الذين سبقوه:

سنرى الآن أن يسوع قد يشترك أحيانا في نفس الصفات ونفس الأسماء وبعض القصص مع آلهة سبقوه بمئات السنين..

أولاً: مقارنة بين يسوع و كرشنا: ( عام 1500 قبل الميلاد ):

الفادي والمخلص والمعزي والراعي الصالح وابن الله.

· جاء في كتاب تاريخ الهند المجلد الثاني ص 329
(كرشنا هو المخلص والفادي والمعزى والراعي الصالح وابن الله الاقنوم الثاني من الثالوث المقدس وهو الاب والابن وروح القدس ، وقد مجدت الملائكة السيدة ديفاكي والدة المخلص كرشنة ابن الله وقالو :يحق للكون ان يفلخر بابن هذه الطاهرة).

· جاء بالقانون النيقاوي والتعليم الرسولي الدسقولية وببشارة لوقا 1-28,29
( يسوع المسيح هو المخلص والفادي والمعزى والراعي الصالح والوسيط وابن الله والاقنوم الثاني من الثالوث الاقدس وهو الاب والابن والروح القدس …ودخل الملاك على مريم العذراء والدة يسوع المسيح قال لها سلام لك ايها المنعم عليها الرب معك )


14 - المسيحيّه خليط من الهندوسيّه و البوذيّه
عبد الله خلف ( 2013 / 1 / 27 - 16:53 )
آمنوا وقدموا الهدايا.

· من كتاب الديانات الشرقية ص 500 وكتاب الديانات القديمة المجلد الثاني ص 353

(وآمن الناس بكرشنا واعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من صندل وطيب)

· بشارة متى 2-11 , لوقا 2-17
(آمن الناس بيسوع وشهدوا بلاهوته ببشرى الملاك وتسبيح الجند السماوي وقدموا الهدايا وفتحوا كنوزهم من الذهب والبخور والمر )

—————————

معرفة مكان الولادة من النجمة التي ظهرت في السماء.

· المجلد الثاني من تاريخ الهند ص317, 367
(عرف الناس ولادة كرشنا من نجمه الذي ظهر في السماء )

· بشارة متى 2-3
( لما ولد يسوع علا نجمه في المشرق وبواسطة ظهور نجمه عرف المجوس محل ولادته )



15 - المسيحيّه خليط من الهندوسيّه و البوذيّه
عبد الله خلف ( 2013 / 1 / 27 - 16:54 )
من سلالة الملوك، ولكن ولد في حالة ذل.

· ومن كتاب دوان ص 297
( كان كرشنة من سلالة ملوكية ولكنه ولد في غار بحال من الذل والفقر )

· لوقا 2-7 ومتى 2-6
( كان يسوع من سلالة الملوك وكان يدعى ملك اليهود أو الحاكم الذي سيرعى اليهود ولكنه ولد بمذود ولف بقماط في حالة الذل والفقر اذ لم يكن لهما متسع في المنزل )

————————–

الأقنوم الثاني ( ابن الله ).

· كتاب العقائد لموريس وليمز
( كرشنة هو الاقنوم الثاني من الثالوث المقدس )

· انظر القانون النيقاوي وما تبعه من قوانين عبر المجامع الكنسية وكافة الليتورجيات الكنسية:
(يسوع هو الاقنوم الثاني من الثالوث المقدس)

والعديد من الصفات اللي تكررت مع يسوع وكرشنا هذا ومع أن كرشنا سبق يسوع بعدة سنوات.


16 - المسيحيّه خليط من الهندوسيّه و البوذيّه
عبد الله خلف ( 2013 / 1 / 27 - 16:54 )
ثانياُ: مقارنة بين يسوع و بوذا ( 560 سنة قبل الميلاد ):

انحلال الأكفان ، القيام من بين الأموات ، ويصعد إلى السماء، يجلس عن يمين القدرة.

· دوان ص 293 (لما مات بوذا ودفن انحلت الاكفان بقوة إلهية ثم قام من بين الاموات وصعد الى السماء ولسوف يأتي مرة اخرى يعيد السلام وسيدين بوذا الاموات في اليوم الاخير )

· البشارات الاربع واساسيات الايمان المسيحي
( لما مات يسوع ودفن انحلت اكفانه واقامه الله من بين الاموات ثم بعد ذلك صعد الى السماء وسيعود مرة اخرى وفي اليوم الاخير يجلس عن يمين القدرة ويدين الاموات )

————————–
سعى الملك لقتل الإله خوفا من أن ينتزعه من ملكه.

· كتاب تاريخ البوذية ص 103 , 104
( بعد مولد بوذا سعى الملك بميسارا لقتله لخوفه انه سينزع منه الملك )

· متى 2-16
(وعندما ولد يسوع سعى الملك هيرودس لقتله لتخوفه من انه سينزع منه الملك ويملك على اليهود)


17 - المسيحيّه خليط من الهندوسيّه و البوذيّه
عبد الله خلف ( 2013 / 1 / 27 - 16:55 )
ظهر الشيطان ليجرب الإله.

· دوان ص 292
(وبعد تنسك بوذا وتعبده ظهر له الشيطان مارا ليجربه)

· متى 4-2 و لوقا 4-1 :

(ويسوع بعد تنسكه بصيام الأربعين ظهر له الشيطان ليجربه)

كما سبق الان: صدرت نفس الألفاظ والقصص عن يسوع وبوذا وهذه الألفاظ من بوذا سابقة للمسيحية بمئات السنين، ولكن العقيدة المسيحية أخذت نسخة طبق الأصل للعقيدة البوذية، فيا أيها المسيحي: هل تعبد بوذا أم يسوع؟


18 - بشرٌ يصنعون دينهم
عبد الله خلف ( 2013 / 1 / 27 - 16:56 )
ولد بولس في طرسوس التي كانت مركزاً للثقافة الهنستية ومركزاً تجارية مهماً، وملتقىً لعبادات آلهة متعددة، مثل مترا وأدونيس وتمز، وكلها آلهة تتصف بصفات بشرية، وتتعذب ثم تموت، لتفتدي معتنقيها والمؤمنين بها.

فمثلاُ في الديانة المسيحية: وقد تأثر بولس بهذا فلما دخل المسيحية أدخل عقيدة الفداء والخلاص، وأن يسوع تعذب وصلب من أجلنا، وأنه نزل من السماء، وتجسد في صورة بشرية، من أجل أن يفتدينا من الخطيئة، واللعنة، فصار هو بدلاً عنا الخطيئة واللعنة، واستطاع بولس بهذه العقيدة أن يتقرب من البشر الوثنيين.


19 - تبارك احسن الخالقين
ناصر فهمي ( 2013 / 1 / 27 - 19:37 )

هل تصدقون ان الله ليلا ونهارا هو وملائكته يصلواعلى محمد هل من المعقول أن الله قد ترك الخلق والكون وتفرغ للصلاة على النبي؟.....الجواب الجاهز على هذا التسائل هو ممارسه
الله والملائكه الدعاء - اي ( الصلاة = الدعاء ) وكأن لله --خير الماكرين --لايستطيع ان يميز بين الصلاة والدعاء في هذه الحاله لانعلم من الذي يستجيب لهذا الدعاء ؟ عليه هو يصلي لنفسه وهو يستجيب لصلاته والله اعلم -


20 - عبدالله خلف والكاتب
كاترينا ( 2013 / 1 / 28 - 09:55 )
ارجو ان تجيء بشيء اخر غير الذي تكتبه عن المسيحية يعني صرت حافظة كلامك مع الاحترام لك يجب التدقيق في المقالة نفسها ان تاتي باشياء تفند البحث الذي قام به الكاتب لا ان تنتهز الفرصة لتعلن حقدك على المسيحية
وقوله عز وجل: -كِتابٌ فصَّلناه- له معنيان: أَحدهما، تَفْصِيل آياتِه بالفواصِل؛ والمعنى الثاني في -فَصَّلناه-: بيَّنَّاه. [...] و-صَرَّفْنا الآياتِ- أَيْ بيَّنْاها. و-تَصْريفُ الآيات-: تَــبْيينُها. و-صَرَّفَ الشيءَ-: أَعْمله في غير وجهٍ كأَنه يَصرِفُه عن وجهٍ إلى وجه. »

التصريفُ إذاً هو:
1- صرفٌ عن وجهٍ إلى وجهٍ، أيْ تحويلٌ مِن شكلٍ لغويٍّ إلى شكلٍ لغوي آخر، وَ
2- تبيينٌ، أيْ توضيح بلغةٍ يفهمها السامعُ أو القارئُ.
أليست هذه هي الترجمة؟
سؤالي هل من المعقول ان يكون قصد مؤلف القران حسب قولكم الترجمة مع ان السير المتداولة تشيرالى غير ذلك اي كان هنالك انحراف عن الخط الاساسي لسبب ما واذاكان العكس فهل من الممكن ان المترجمين حسب رايك لم ينتبهوا الى هذا مع ان القصد الايحاء بانه منزل


21 - الى عبدالله خلف - تعليق 2
يوسف ابراهيم ( 2013 / 1 / 29 - 08:52 )
اذا كان فعلا هكذا قال واعتقد ووصف العظماء الذين ذكرتهم القرآن والاسلاام ومحمد. فلماذا اذن لم يسلموا؟؟؟ وحتى نابليون لماذا لم يسلم ويتخلى عن احتلال مصر واعدام الألاف من اهلها المسلمين؟؟؟. الجواب بكل بساطة كل هذه تحريفات وأكاذيب المسلمين في محاولة يائسة منهم للدفاع عن كتابهم ودينهم المسروق من الديانات الأخرى السابقة.

اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة