الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-تحيا الوِحدة العربيّة-

محمد عبد المنعم الراوى

2013 / 1 / 27
كتابات ساخرة


"تحيا الوِحدة العربيّة"
الوَحدة العربية لن تتحقق لأن كل مَنْ ينطق بها، ويقسم على رغبته فى تحقيقها على أساس أنها الوِحدة العربيّة، ـ بكسر الواو وهو يعلم مدلولها! ـ، ومن ثمّ من المستحيل أن تتحقق الوَحدة العربيّة، بفتح الواو، بدليل أن الذى تحقق ويتحقق دائماً بالفعل هو الوِحدة العربيّة.
ثمّ منذ متى كانت هناك وَحدة عربية؟!
العرب فى الجاهلية كانت عبارة عن قبائل متفرقة متناحرة، يحارب بعضها بعضاً لأتفه الأسباب، ناهيك عن الفخر والفحش والبذاءة فيما بينها!، القوىّ منها يصرع الضعيف!، والغنى منها يستعبد الفقير!. المال والعرض والشرف والأرض حلالٌ لمن يقدر ويستبيح، الدين تجارة!، والحياة ينبغى أن تكون مكسب لا خسارة!
أليس هذا كله هو نفس حال العرب الآن؟!
ولكن أين ذهبت كل تلك القرون التى بين هاتين الفترتين الجاهلى والمعاصر؟!
إذا تأملنا جيداً لن نجد غيرَ رسولٍ كريم دعا إلى عبادة الله الواحد الأحد بالحكمة والموعظة الحسنة، وإلى أمورٍ كثيرة أراد أن يقوّم بها الناس عقلياً ونفسياً وروحياً وسلوكياً، واتبعه فى ذلك خلفاءٌ راشدون أسّسوا لدعوته وفكره، وأخلصوا فى ذلك. ثمّ ماذا بعد؟!
عودة إلى بِدء! أحزابٌ حلّت محل القبائل، من الأمويينّ والشيعة والخوارج والزبيريين وغيرهم، سلكت نفس النهج القديم من الاستباحة والاستضعاف والهيمنة والتفاخر من أجل التأصيل لنفسها على أسسٍ معظمها واهية؛ بل وكاذبة، فلا بأس من اختلاقٍ حديثٍ نبوىّ، أو تكفير مَن يخالف الرأى أو يعارض، ومن ثمّ تصفيته والتخلّص منه، ومن هنا لابد أن يظلّ الدين تجارة! ، والحياة ينبغى أن تكون مكسب لا خسارة!
أليس هذا كله هو نفس حال العرب الآن؟!
ما الفرق بين العصر الجاهلى والعصر الذى نعيش فيه غير نوع وفرق العملة!
ما الفرق بين الأحزاب السياسية على مدار التاريخ العربىّ والأحزاب السياسية الآن غير تغيّر مسمياتها فقط!
اليوم ما أربح التجارة باسم الدين! ما أروع الدعاة الذين حلّوا محل الغزاة، فحملوا الآيات سيفاً، وسلطوه على رقاب العباد، واتخذوا من اللّحى جواز مرورٍ يعبرون به ـ هم فقط ـ إلى عالم القديسين الأبرار الأطهار!، وما أكثر التابعين لهم الذين حلّوا محل الشياه! تكفير وتضليل وتجديف واستباحة وقتل، وكله باسم الدين، ما أربح التجارة باسم الدين!
من أجل ذلك كله "تحيا الوِحدة العربية" بكسر الواو، وكسر الكرامة، وكسر الخاطر، وغياب الضمير، وتغييب العقول!، ول "تسقط الوَحدة العربية" بفتح الواو، وفتح الصدور، وفتح الراس، وفتّح مخك تاكل ملبن!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا