الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات فلسفية في أحوالنا الدينية

محمود يوسف بكير

2013 / 2 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ـ لو ان رجلا مشهودا له بالصلاح والتقوى خرج علينا اليوم وادعى انه التقى الله البارحة وجلس في حضرته وتناول معه اطراف الحديث. كيف سيكون رد فعلنا ؟
بالطبع سنتفق جميعا على انه بحاجة الى تدخل طبي عاجل للكشف عن اي خلل في قواه العقلية. ولكن في الماضي البعيد كان بقدور هذا الشخص أن يكون نبياَ ولم يتصور أحد وقتها انه ربما يحتاج الى تدخل طبي . ما الفارق بين اليوم والبارحة؟

ـ في آخر زيارة لي لمعبد الكرنك وهو واحد من اعظم المعابد الفرعونية في مصر دخلنا انا وزوجتي وآخرين غرفة قدس الأقداس وكانت قديماً اهم غرفة في المعبد كله ولا يدخلها إلا الملك وكبير الكهنة وبعض المحظيين بموافقة الملك نفسه. دخول هذه الغرفة في الماضي البعيد لم يكن يراود اي شخص مثلي ولا حتى في الاحلام ولكنني الان اقف في هذه الغرفة، بل إنني لاحظت بعض النمل يمشي في احد اركان الغرفة الصغيرة بأمان واطمئنان.
وسرحت بخيالي ووجدتني اتساءل هل هذا هو مصير كل مقدساتنا الحالية ؟

ـ مسألة الإيمان أو عدمه وشكله مسألة خاصة جدا وتدخل في إطار المجال الخاص لكل فرد ولا يحق للآخرين اقتحام هذا المجال بأي حال ،فعلاقتي بالإله علاقة بيني وبينه وليست علاقة بيني وبينه وبينك . لو أننا تواضعنا على تطبيق هذه المعادلة البسيطة، أليس من ِشأن هذا ان يجنبنا الكثير من الالام والمشاكل على مستوى الإنسانية؟

ـ اختصرنا الدين في الاقتداء بالرسول في ملبسه ومظهره وليس في أفعاله.
ترى هل سنكون اكثر قرباً إلى الله عندما نعود إلى الحياة بالخيام وامتطاء الجمال ورفض كل مظاهر الحداثة ؟

ـ بالرغم من اتساع مساحة اللامعقول في كل الاديان وعدم توافقها مع العلوم الحديثة وحقوق الإنسان المعاصر إلا أن الإنسان لن يكف أبدا عن البحث عن الإله. سنظل دائما بحاجة الى الدين لإشباع المكون الروحي في شخصيتنا خاصة في لحظات الضعف والمرض واليأس وخسارة أعز الناس لدينا والوحدة القاتلة وانشغال الناس عنا فلا يبقى أمامنا من ملاذ إلا الإله أياً كان تصورنا وفهمنا له .

ـ هذه القوة الغامضة والغائبة عن عالمنا الخارجي والحاضرة بقوة دائماً داخل ضمائرنا والمحفزة لنا على فعل الخير، كيف حولناها من قوة بناءة إلى قوة هدامة ؟ كيف حولناها من قوة يمكن ان تجمعنا إلى قوة تشتتنا وتجعلنا نتقاتل بجنون ؟ كيف حولناها من قوة تدعونا إلى البر والرحمة بالآخر إلى قوة للاستغلال والتسلط ؟

ـ يفترض في اي دين ان يتسم بالبساطة وان يكون في متناول اي انسان عادي ولكن من يسمون برجال الدين في كل الأديان حولوه إلى طقوس ومراسم ودراسات وتفسيرات معقدة تنافس لوغاريتمات فيثاغورث في صعوبتها .

ولازال رجال الدين يتفننون في بناء المزيد من الحواجز بيننا وبين الدين الأصلي.
كيف تحولنا من عبادة الله الى عبادة رجال الدين ؟ هل هو الغباء والجهل أم الخوف والجبن وتوخي السلامة ؟

وإلى مزيد من التأملات.

محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تأملات منطقية ـ مقارنة بسيطة!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 3 / 1 - 06:00 )
السؤال المنطقي لكل انسان عاقل بعيدا عن العواطف.
من هم الاغبياء والجاهلون؟؟. نحن مسلمو هذا العصر من عرب وغيرهم ام العرب الذين طلبوا الدليل على نبوة محمد؟؟.وكما تفضلت ايها الاخ الكريم في مستهل مقالتك لو جاءنا احد وقال لنا ان ملكا جاءه البارحة برسالة الى شعب مصر يخثهم على التمسك بالرئيس مرسي وحزبه الحرية والعدالة فماذا سيكون الجواب؟؟.اين الدليل؟؟.فهل يكفي ان يكون صادقا او ياتي بقصيدة ابلغ من قصيدة نهج البردة لامير الشعراء احمد شوقي؟؟. كلا لان لكل شاعر فطرته الخاصة به. الشيء بالشيء يذكر.
. ان لدي اخ مصاب بمرض نفسي وعند جلوسنا معه يقوم احيانا يسب ويشتم مشمرا عن ثيابه وكانه يريد ان يضرب شخصا امامه وعندما نساله لماذا هذه الحركات يقول لنا الا ترون هذا الرجل الذي يريد ان يضربني وانتم صامتون؟؟. هل هو كاذب في دعواه؟؟. كلا! لانها هلاوس بصرية ناتجة عن مرضه النفسي وهي بالنسبة له حقيقة ولنا هراء.
انه من السخف حقا ان نتقاتل على حوادث لسنا طرفا فيها كـ من هو اولى بالخلافة علي ام ابو بكر او غيبيات لا دليل مادي يعضدها ولو فرضنا جدلا انها صحيحة فستبقى مسالة شخصية لمن يؤمن بها.
يتبع.


2 - تأملات منطقية ـ مقارنة بسيطة!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 3 / 1 - 06:00 )
السوال الاهم : هل دين من عند الله يترك لآراء رجال ـ بدعوى انهم رجال دين ـ استنادا على قال وقيل وروى وحكى وهل البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه والكليني والصدوق والطوسي وما حوته كتبهم من خرافات وحكايات حجة على احد ومن قال بهذا؟؟.اين كتب الخلفاء والصحابة والتابعين؟؟.هل كناب منزل من السماء برسالة الى البشرية كما يدي المسلمون ينرك لتفسيرات الاهواء واين تفسير صاحب الرسالة لهذا الكتاب؟؟. نموذج من اللغز.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
التفسير السني: اولو الامر هم الحكام وان زنوا او لاطوا او هتكوا العروض ما لم يبدولوا معرف الى منكر.
التفسير الشيعي: اولوا الامر هم اهل بيت النبي محصور في 12 فرد.
نتائج اللغز:
تدجين العقول الغبية االذي ادى للاقتتال الطائفي ـ جبهة النصرة ـ والمستفيد آل سعود ومن على شاكلتهم ودهاقنة الدين من ولي فقيه الى حجة الاسلام والمسلمين وقدس سره الشريف


3 - اثر الحداثة على العقل
سهام عبد اللطيف ( 2013 / 3 / 1 - 13:24 )
يا سيدي هو جد إشكالية الانسان المعاصر الباحث عن الحقيقة المتأرجحة مابين العقل تارة والوجدان تارة آخرى، ففي الماضي لم يكن العقل البشري مشبعاً بكل هذه التعقيدات العلمية والتجريبية وكان عقله بكراً كالوعاء الخاوي إلا من الغرائز الفطرية الحاضرة بقوة واستخدام العقل الإنساني في التدبر والتأمل والتحليل كان من درب الخيال.
أما الآن فتقدم العلوم الحديثة اعاد تشكيل بناء العقل البشري ليتبنى فقط ماتثبته النظريات العلميةوالتحليلات الفلسفية.
وهنا جاء الصراع الداخلي بين مايمليه عليك العقل بتطوره وتعقيداته العلمية وبين الوجدان الذي لجم العقل واطلق العنان لنفسه ليلوذ بقوة الإله في الشدائد والملمات والتي ارجح أنها الفطرة
وبين العقل في فترات السلام النفسي والوجدان في فترات المعاناة تقع إشكالية الصراع والتذبذب بين التسليم والرفض

واعتقد ان كاتبنا يتعرض لهذا التأرجح بين التصديق والرفض وبين العقل والوجدان بين زيارة قدس الأقداس والتشكك في الفكرة برمتها والتشبث بفكرة الإله في اوقات الضعف الإنساني

شكرا على المقال وعما طرحه من علامات استفهام تستحق التدبر

اخر الافلام

.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي