الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القبانجي ليس بثائر ...

قاسم هادي

2013 / 3 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الذي بيننا ليس إختلاف وحسب بل تناقض بالكامل، الرؤى، الحلول، الحس الإجتماعي، الإنتماء الطبقي. مع ذلك يطالبني الكثير من المتحررين والمثقفين بابداء موقفنا او على الاقل الشخصي من اعتقال القبانجي. بالرغم من اني إشتركت في حملة الدفاع عنه، فقط لأني أؤمن بحرية الرأي، أما ان يتحول القبانجي الى الثائر، المفكر، محرر العصر فاظنه كثير!!. حيث لايمثل القبانجي التيار الاصلاحي، هو ضمن تيار اصلاح المؤسسة الدينية وتحديدا داخل مؤسسة ولاية الفقيه الدينية. دعونا لاننسى انه لازال يمجد صولاته في جبهات القتال غير المشرفة، حين كان للجنود العراقيين في الحرب العراقية-الايرانية خيارين لاثالث لهما : الموت في الجبهة او الموت إعداما على يد البعث، كان القبانجي يشارك طوعا لقتالهم تحت راية تصدير ثورة الخميني.
تنقسم المؤسسة الدينية الشيعية الى الف شق تبعا لاحداث العالم المعاصر والتطورات الاقتصادية، الاجتماعية والسياسية لكن برز فقط التياران الاكثر نفوذا وقوة المحافظين والاصلاحيين بتاثير وجودهم الفعلي في المؤسسة الدينية. وعلى الرغم من تذييل احداث 2009 والتظاهرات التي اجتاحت ايران حينها لصالح التيار الاصلاحي مع الوهم الذي طال طيف ليس بالقليل من الشباب الطامح للحرية فان التيار الاصلاحي في ايران لم يستطع تمثيل خط الحرية والمساواة داخل صف الجماهير وسرعان ما ادرك الكثيرين ان ما يحدث مشابه تماما للاحداث التي تلت الثورة الايرانية وان التظاهرات قد تم سرقتها وتذييلها ومصادرتها من قبل نفس المؤسسة التي تمتلك الميليشيا، الاموال، التنظيم والمنابر الجاهزة والقادرة على حسم نزاع السلطة، وان هدف قيادة هذا التيار لم يكن اكثر من صراع على السلطة داخل نفس المؤسسة.
وقف القبانجي بقوة الى جانب المحافظين بضع سنين بعد الثورة ثم مالبث ان تحول الى التيار الاصلاحي الذي بالحقيقة هو تيار محافظ حد النخاع، محافظ على كل السنن البرجوازية الدينية لكنه قد يختلف في بعض التقاليد. تخالف الكثير من محاضرات القبانجي مبادئ وقناعات المحافظين وقد تقلبها رأسا على عقب لكن كل طروحاته لم تمس يوما ثوابتهم في النفوذ الرأسمالي والملكية وحتى القمع، لم يختلف معهم حول الحرية والمساواة بالرغم من انه هو وتياره قدم دراسات كثيرة حول الحرية. دعنا نسأل بدءا عن اي حرية يتحدث؟ وما يهم المضطهدين ان يكون الحق الى جانب اي الفئتين في معركة الجمل، إذا كانت هي اصلا ليست معركتنا، تلك لم تكن معركة حرية وكرامة انسانية كانت في النهاية حرب سلطة لاناقة لنا فيها ولاجمل. تصب دراساته لصالح تعميق حكم المؤسسة الدينية وسيطرتها على مصائر الجماهير لكنها جذابة للكثير من الموهومين الذين يرون فيها خروجا على التعاليم العتيقة وبالتالي املا في الحرية والثورة على التقاليد. لهؤلاء الموهومين اقول ان خروج الاصلاحيين عن الخط العتيق من دعوة المحافظين لايعني ابدا الثورة على التقاليد انه من جديد ليس معركتنا، فدعواته لم تتجاوز المقدس الديني الذي يمكن اختصاره بجملتين تركز عليهما كل المؤسسات الدينية بمختلف اديانها وطوائفها وهما: "نحن فئة الحق وكل العالم حولنا باطل وخاطئ"، "دع رجل الدين يفسر لك دينك وينظم حياتك ولاتتصرف من شأنك."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا اعتقد قد وفقت
نيسان سمو الهوزي ( 2013 / 3 / 2 - 14:09 )
لا اعتقد قد وفِق الكاتب في هذه الكلمة التي يبرز منها رائحة الحقد او الكراهية وحتى العنصرية .. ومع هذا لم يذكر لنا الكاتب ما هو البديل الذي يقدمه هو ضد التيار الديني المتشدد ؟؟ وما هي نظريته ضد هذه المؤسسة السرطانية ؟؟ وكيف يمكن للإنسان ان يعارض او يرفض اكثر مما يقوم به القبانجي في ظل كل الظروف القمعية والارهابية التي تمتلكها المؤسسة الدينية ؟؟


2 - الاشرار باقون
احمد حسين البابلي ( 2013 / 3 / 2 - 14:54 )
الاه لا ينفع ولا يتدخل في امور خلقه ولنتصور جدلا ان الاه موجود وبمميزات التي ذكرته الاديان الا يكون هذا الله قد وضع نفسه في موقف محرج ولسبب بسيط وهو ان الانسان طور وافاد وببراهين البشرية في علوم الارض والفضاء وبمدة وجيزة..صحيح ان الكوارث تقلق ولكن وبالمقابل هناك من يبحث ويطور اساليب علمية للحل وليس كاساليب الاديان والتي تتمثل في النوح والبكاء والدعاء والتي اوهموا البشر بها لالاف السنين والتي ذهبت هباء وبلا فائدة تذكر والتي تخجل اقل الناس ذكاء فكيف لا تخجل الله الذي اوجدته الاديان ان صح وجوده ..كل الدلائل تشير ان الله اذا كان موجودا فليس الاه الاديان ..وعليه مولان احمد القبانجي ان تنضم الى العلماء الذين يستفيد منهم الانسان والحيوان والنبات وتنزع العمامة المكبلة للعقل المفيد وتنضم الى اديسون وماركوني وانشتاين لاني ارى فيك كل الامكانيات التي يمكن ان تفيد البشر بها وتترك المواضيع التي تقول قال فلان وقال فلان الى متى نبفى مخدوعين.
كنت قد كتبت هذا الراي لشيخنا قبل مدةوالان صدق ضني لان القائمين على الاديان ليس لديهم غير الاذى للبشر وهم الاشرار المعترف بهم انسانيا ولا ندري كم من مدة يبقى شرهم


3 - قفزه واحده لاتضمن لنا الوصول
سلوم السعدي ( 2013 / 3 / 2 - 15:49 )
تحيه واحترام
ان اصابتك غير دقيقه وذلك لاننا لا نملك المصباح السحري لتغير المؤسسه الدينيه
اليس من الاصوب والاصح ان نبدء بخطوه خطوه لكي نصل الى اعلى السلم ام تريدها قفزه واحده لاتضمن لنا الوصول
نعم كلنا قد نال ما نال من الحرب مع ايران وقدمنا الكثير من التضحيات لاسباب تافهه ورعنه لاكننا اليوم امام معضله كبيره في وجود الاسلام السياسي العفن
اليس من الافضل ان ندعم من يريد ان يزعزع هذه المؤسسات ولو بآضعف الايمان
او ان نتجرد من كثير من التفاصيل ونقول (بأسهم مابينهم) او (نارهم تاكل حطبهم)اا
تحيه للجميع


4 - أنا موهوم... و أفتخر
Hassan ( 2013 / 3 / 3 - 10:42 )
الأخ قاسم هادي ينتقد القبانجي من وجهة النظر الثورية الواقعية جدا!
ما يجعل القبانجي مرغوباً أكثر من الثورية الخيالية هذه، هو نقده الواقعي و العقلاني و الإنساني و الليبرالي و الأكثر علماني من علمانية الكاتب، هو هذا النقد للإسلام السياسي بشقيه الشيعي و السني. لذلك نرى طروحاته أقرب إلينا نحن الموهومين من طروحات الثورية الطائرة فوق، في العلالي.
ما يطرحه القبانجي من قضايا إيمانية هي خاصة به و لسنا مجبرين على الإقتناع بها. كذلك الأمر مع ماضيه، فهو خاصة ضميره و هو المسؤول عنه. الشيوعي العراقي و القومي الكردي و البعثي المعارض و غيرها من المعارضات كانت تحارب العراق و جنوده داخل العراق في فترة الحرب التي شارك بها القبانجي من الجانب الإيراني عندما كان مقتنعا ً بعدالة إنقلاب الخميني على الثورة الإيرانية ضد الشاه و فساده.
ما يطرحه القبانجي من نقد للدين و رموزه السياسية المتزمته و المتطرفة و الفاسدة، هو أكثر فعلاً و تأثيراً من نقد اليسار العلماني من جماعتنا.


5 - أنا موهوم... و أفتخر
Hassan ( 2013 / 3 / 3 - 12:00 )
الأخ قاسم هادي ينتقد القبانجي من وجهة النظر الثورية الواقعية جدا!
ما يجعل القبانجي مرغوباً أكثر من الثورية الخيالية هذه، هو نقده الواقعي و العقلاني و الإنساني و الليبرالي و الأكثر علماني من علمانية الكاتب، هو هذا النقد للإسلام السياسي بشقيه الشيعي و السني. لذلك نرى طروحاته أقرب إلينا نحن الموهومين من طروحات الثورية الطائرة فوق، في العلالي.
ما يطرحه القبانجي من قضايا إيمانية هي خاصة به و لسنا مجبرين على الإقتناع بها. كذلك الأمر مع ماضيه، فهو خاصة ضميره و هو المسؤول عنه. الشيوعي العراقي و القومي الكردي و البعثي المعارض و غيرها من المعارضات كانت تحارب العراق و جنوده داخل العراق في فترة الحرب التي شارك بها القبانجي من الجانب الإيراني عندما كان مقتنعا ً بعدالة إنقلاب الخميني على الثورة الإيرانية ضد الشاه و فساده.
ما يطرحه القبانجي من نقد للدين و رموزه السياسية المتزمته و المتطرفة و الفاسدة، هو أكثر فعلاً و تأثيراً من نقد اليسار العلماني من جماعتنا.


6 - الى السيد نيسان سمو الهوزي
قاسم هادي ( 2013 / 3 / 4 - 03:34 )
سطرك الاول لايرد عليه ... اما الحل فهو في فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم واقامة دولة غير قومية غير دينية.


7 - الى السيد احمد حسين البابلي
قاسم هادي ( 2013 / 3 / 4 - 03:36 )
لااظنه سيفعل لو تخلى عن هذه الهوية فلايبقى له ما يلف حوله الموهومين الذين يودون التخلص من تحكم الدين بحياتهم لكن يمنعهم الكثير.


8 - الى السيد سلوم السعدي
قاسم هادي ( 2013 / 3 / 4 - 03:37 )
كما قلت فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم... وقد اثبتت جميع التجارب السياسية والاجتماعية فشل التغيير من الداخل ... انظر الى البرلمان العراقي مثالا حين تجد البعض منهم حاول دخوله للاصلاح لكن بالنتيجة وان يكونوا نزيهين فانهم متسترين على الجرائم التي ترتكب بحق الجماهير.


9 - Hassan الى السيد
قاسم هادي ( 2013 / 3 / 4 - 03:39 )
كان من الواضح اني لم احاكم ماضيه فمن ليس لديه ماض يندم عليه ويأسف فيه ويود تصليحه لكني ذكرت الجزء الذي يمجده هو حين يتحدث عن نفسه... اما مسألة فشل العلمانيين في ايصال الصورة الواقعية فلديه اسباب عدة(بالرغم من ان العلمانية اصلا مطلب برجوازي) بالرغم من عدم قناعتي بالاحزاب التي ذكرتها لكن اود توضيح مسألة مهمه... ان تنكسر البيضة من الداخل يعني ان حياة جديدة ستخرج للنور وهذا ما يحدث عند مقاومة الحكومات الاجرامية كالبعث.. ولكن ان تنكسر البيضة من الخارج فانك تنهي حياة كان من الممكن ان تخرج للنور كما فعلت امريكا ومالحق من الدمار الذي ارجو ان يكون واضحا لديك... اما ان يكون احد مقتنعا ان الحرب العراقية-الايرانية كانت من اجل الجماهير في العراق لتخليصها من صدام حسين!!!؟؟

اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة