الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكبر جالية أجنبية في سوريا تونسية بنسبة تفوق ال40 بالمائة

رياض الصيداوي

2013 / 4 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




الجهاد الحقيقي في الفقه يميز بين ديار الحرب وديار الإسلام

مازالت ظاهرة “الجهاد” في سوريا تطفو على سطح الاحداث لاسيما في الفترة الاخيرة، وقد تضاربت الآراء بين الاوساط الفكرية والسياسية وخاصة الدينية منها حول حقيقة هذه الظاهرة في الفقه الاسلامي. “الصباح” استطلعت في هذا الاطار رأي المفكر السياسي رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية الذي أوضح ان الجهاد الحقيقي في الفقه الاسلامي يميز بين ديار الحرب وديار الاسلام وفي معناه السياسي فهو لعبة سياسية منظمة تهدف الى اسقاط النظام في سوريا …

وفي ما يلي نص الحوار

* تعددت أسباب تأزم الأوضاع في سوريا.. ماهي في رأيكم اهم العوامل التي مازالت حتى الساعة تسهم في ذلك؟؟

- لثورات الربيع العربي أبعادا عميقة ومتراكمة أهمها الانفجار السكاني الذي حصل في الدول العربية وانهيار الطبقة المتوسطة الى جانب تراكم الفقر والانفجار السكاني الذي جعل أكثر من 70 بالمائة من المجتمع تمثله الطبقة الشبابية المحرومة من المشاركة في القرار السياسي والاقتصادي وكذلك الاجتماعي… وتبدو هذه الاسباب البعيدة المدى من اهم اسباب اندلاع هذه الثورات في المنطقة العربية .

ومن الناحية الإجرائية لعملية الثورة: فالوضعية الثورية يخلقها توفر ثلاثة عوامل في نفس الوقت والتي تؤدي لا محالة الى انهيار النظام وهذه العوامل تتمثل في المعارضة الشعبية التي تصبح راديكالية تطالب برحيل النظام بدلا من السعي لإصلاحه، وتفكك النخب الحاكمة وانغلاقها على نفسها والانشقاقات التي تحدث فيها، الى جانب موقف الجيش، حياده اوخيانته للنظام.

وعندما توفرت هذه العوامل معا، أدت في كل من تونس ومصر الى سقوط نظاميهما. لكن الامر مختلف في سوريا وليبيا لأن هناك تدخلا خارجيا مكثفا: فالنظام في ليبيا، في حقيقة الامر، لم يكن ليسقط لولا التدخل العسكري الخارجي.

* كيف يبدو لك المشهد الحالي للأزمة السورية وهي تدخل سنتها الثانية؟

- يُبرز المشهد الحالي في سوريا ان النظام السوري له قدرة كبيرة على تعبئة الموارد الداخلية: البشرية والعسكرية وكذلك المالية، وأيضا موارد اقليمية خاصة تلك المتأتية عن طريق “حزب الله” في لبنان وإيران، وفي الخارج متمثلة في الدعم الروسي-الصيني-الهندي-البرازيلي والجنوب افريقي…

واذا أردنا المقارنة بين ثورات الربيع العربي فلايمكن ان نقحم سوريا مع بقية الثورات في كل من تونس ومصر لأن سوريا اليوم تعيش حالة حرب أهلية تتقاطع فيها الأسلحة وهي كذلك حرب مدن وشوارع.

* ماهي الاطراف الحقيقية المسؤولة على الوضع في سوريا حسب رأيك؟

- النظام يتحمل جزءا من المسؤولية لانه لم يكن منفتحا وكان عليه ان يسبق هذه الاحداث بالانفتاح السياسي والاعلامي رغم انه تعرض بالمقابل الى مخطط خارجي لا يهدف الى تحقيق الدمقراطية ولا الحرية للشعب السوري بل ان المسألة تتجاوز هذه المزاعم.

ومن اهم الاطراف المسؤولة نذكر السعودية وقطر، فبالنسبة للسعودية – وهنا لا يمكن أن نعمم بل ينبغي ان نخصص – الجهة الحقيقية المسؤولة أكثر في تصدير الإرهاب لسوريا هي المتمثلة في الجناح الذي يحارب في النظام السوري وهو جناح السديريين الذي يقوده الأمبر بندر بن سلطان منذ سنوات، مقابل جهات ثانيةلا تعادي كثيرا النظام في سوريا على غرار الملك عبد الله والامير الوليد بن طلال الذين لهم استثماراتهم ومصالحهم الكثيرة في سوريا.

وبالنسبة الى قطر فهي تورطت في الشأن السوري لأنها اعتبرت ان تدخلها في سوريا مجرد نزهة مثلما حدث في ليبيا لكنها تورطت واصطدمت بواقع مغاير وجديد.

وتكبدت السعودية وقطر مصاريف هامة وظفتها لإرسال الاسلحة والمقاتلين والجهاديين الى سوريا وتجاوزت هذه الاموال 10 مليارات دولار دون ان تكون لها اي استراتيجية للمنطقة بل كانت مجرد وسيلة لدفع فواتير وكالة المخابرات المركزية الامريكية.

والى جانب هذه الأطراف نجد أن تركيا دخلت على الخط لان من مصلحتها ضرب الصناعات التقليدية في سوريا خاصة بعد حرق واتلاف سوق حلب للصناعات التقليدية وهو السوق المنافس الاول في منطقة الشرق الاوسط لسوق اسطنبول بالاضافة الى الفضائح التي برزت مؤخرا من سرقات لمصانع بأكملها ومعامل وآلات ومعدات تم تهريبها الى تركيا.

كما تخضع تركيا هي الاخرى للاستراتيجية الامريكية في المنطقة لاسقاط النظام في سوريا وليس من أجل نشر الحرية والديمقراطية، لأن سوريا جزء من تحالف جديد قديم بدا يتكون وهو الحلف الايراني السوري وحزب الله وروسيا والصين ودخلت معهم البرازيل والهند وجنوب افريقيا ..

* كيف تقدم لنا مفهوم الجهاد.. ومارأيك في توافد الآلاف من شباب المنطقة العربية على سوريا للجهاد؟

- لابد ان نفسر الجهاد في معناه الحقيقي من الناحية السياسية، فهو لعبة سياسية منظمة تهدف الى اسقاط النظام في سوريا، ومن اهم الجهات التي استخدمت في هذه اللعبة “جبهة النصرة” التي تلقت دعما ماليا هاما من بلدان لها مصلحة في اسقاط النظام السوري على غرار قطر والسعودية وخاصة دعما اعلاميا وماليا.

ومن الناحية الفقهية، ففقه الجهاد يميز بين ديار الحرب وديار الاسلام. والجهاد نوعان:

جهاد طلب وقد ولى وانتهي مع الفتوحات الاسلامية، بمعنى ان يطلب المسلم الجهاد خارج ديار المسلمين ليغزوها.

وجهاد دفع هو الجهاد ضد الاستعمار مثلما هو الحال في فلسطين وكذلك ما قام به كل من الدغباجي في تونس وعمر المختار في ليبيا وعبد الكريم الخطابي في المغرب والامير عبد القادر الجزائري في الجزائر..

وبشان الشباب من المنطقة العربية الذين يتوافدون الى سوريا للجهاد فانا لا اعتبره جهادا، لان الجهاد يجب ان يكون في فلسطين وكان للقوميين والتقدميين واليساريين حضورا كبيرا في الجهاد في الاراضي الفلسطينية ولم يكن للاسلاميين اي وجود للجهاد في هذه الاراضي ولا للقتال ضد الاستعمار.

لان الجهاد يجوز في ديار الحرب والمستعمرة من قبل غير المسلم مثل فلسطين وقكر والسعودية. كما ان هؤلاء الشباب مغرر بهم من قبل شيوخ يأخذون عليهم اموالا طائلة ويوجهونهم الى الوجهة الخاطئة من خلال اعادة خطاب التعبئة الاعلامية عبر الفضائيات لتحقيق اهداف امريكية ولاشعال نار الفتنة في سوريا.

وقد أعلنت الامم المتحدة ان اكبر جالية اجنبية موجودة في سوريا هي تونسية بنسبة تفوق الـ40 بالمائة، والشباب التونسي الذي يذهب الى سوريا هو نفسه الذي يحرق نفسه في تونس وهو نفسه الذي يموت في عرض البحر لاسباب مادية ونفسية اساسا تقوم على اليأس.

* ماهي اهم الاجراءات الفعلية – من وجهة نظرك – لتطويق هذه الظاهرة؟

- لابد من توعية هؤلاء الشباب وضرورة اخراجهم من هذا الجحيم كي لا يكونوا ألعوبة بين أيدي شيوخ الممالك البترولية التي لها مصالح لتحقيق الثروة أساسا.

ولابد من محاسبة هؤلاء الشيوخ الذين يبثون افكارا لا علاقة لها بالفكر المالكي السني الصوفي في تونس، ولابد من محاكمتم ومحاربتهم من قبل الاسلام الزيتوني المالكي الصوفي الذي ناضل ضد الاستعمار الفرنسي، وكشفهم وفضحهم ومحاسبتهم لأنهم يجلبون مذاهب مشبوهة.

ولابد من اقناع الشباب التونسي بالحجة والبرهان حول اصول الاسلام عبر شيوخنا الزيتونيين المتشبعين بالاسلام الصوفي على غرار (بيان علماء تونس) الذي بدأ يتصدى الى هذه الظاهرة. كما لابد من فتح كل المنابر الاعلامية لمواجهة الفكر الوهابي والحد من انتشاره في الوسط التونسي..

بالاضافة الى ذلك، وهو أمر هام، لا بد من منع الشباب من السفر عبر الحدود والمطارات كما تفعل الشرطة في الغرب، لضمان عدم وصولهم للاجهزة الاستخباراتية الدولية التى توظفهم وتتلاعب بهم لسذاجتهم المفرطة.

وبشأن تطويق هذه الظاهرة فيما بعد، فإن عودة هذا الشباب الى تونس سيكون خطرا على البلاد لانه خرج من الثقافة السلمية السياسية الى ثقافة الدم والقتل، وهنا يمكن ان نستحضر ما حصل في الجزائر… عندما بدأت الحرب في التسعينات اول من استخدم السلاح في الجزائر هم “الجزائريون الافغان” الذين قاتلوا في افغانستان ثم عادوا ألى بلادهم.

ولابد ان تفتح لهؤلاء الشباب هياكل ومراكز اعادة تأهيل كاملة وأن يروي هؤلاء الشباب قصصهم وما عاشوه من أحداث في سوريا عبر وسائل الاعلام…

بالتالي لابد من ارادة سياسية ثقافية اعلامية فقهية دينية وعلى جميع المستويات للتصدي الى هذه الظاهرة الخطيرة…

* كيف يبدو لك المشهد الاجتماعي الجديد في المنطقة العربية في ظل التطورات السياسية؟

- أصبح واضحا ان امريكا كان لها مخطط في ايصال حركات الاخوان المسلمين في الدول العربية واستهداف انظمة بعينها بدءا بالعراق وليبيا ثم سوريا وهناك من يتحدث عن الجزائر… وما يحدث في سوريا حطم نسبيا هذا المخطط باعتبار ان العالم انقسم الى قسمين.. فالروس والصينيون يعتقدون ان الربيع العربي موجه ضدهم وأن امريكا تريد ان تضع حلفاء جددا لها، وهي الحركات الاخوانية، في السلطة لتتعامل معها ضد روسيا والصين.

كما استخدمت في فترة الربيع العربي سياسة الكيل بمكيالين وهي سياسة نفاق لأن مع ثورات الربيع العربي برزت ثورات في كل من عمان والمنطقة الشرقية في السعودية وفي البحرين لكن تم طمسها اعلاميا .. بل وصل الأمر ألى تدخل الجيش السعودي في البحرين لقمع ثورة سلمية….

وبالتالي نحن الان بصدد “سايس بيكو جديد” في المنطقة يعاد تكراره على حد تعبير محمد حسنين هيكل.. حيث حدث تناقض كبير جدا على مستوى الاخلاق الدولية: ففي الوقت الذي نرى فيه تدخلا عسكريا في ليبيا لاسقاط النظام، نشهد تدخلا عسكريا في البحرين للدفاع عن النظام ..

وبذلك فان الثورة تخرج من طبيعتها كديناميكية داخلية وكعلبة سوداء مغلقة الى رهان دولي وتدخلات استخباراتية خارجية.

حاورته: وفاء بن محمد الصباح التونسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 1التمييز الديني لصالح الاقلية الدينية
سوري مهجر ( 2013 / 4 / 5 - 13:12 )
حقيقة ما يجري في سوريا التمييز الديني لصالح الاقلية الدينية الشيعية العلوية
بعد تخطيطها للسيطرة على الجيش مستغلين الجو اليساري العلماني الساذج الغافل و شعارات المواطنة و الوطن و القومجية السائدة في ذالك الزمان شرع اتباع الاقلية الدينية العلوية في الانضمام بشكل كثيف الى الجيش و بتوجيه ودعم و تخطيط من النخبة العسكرية الاقلوية المتخفية بقناع العلمانية الكاذب و مع مرور السنوات تكونت الكتلة الحرجة من حجم كبير من الضباط و الجنود العلويين في الجيش السوري حينها بدأت عمليات تسريح ضباط و جنود الاغلبية و استبدالهم من الاقلية الدينية العلوية و بعد مرور السنوات انقشع الغبار و ظهر الجيش العلوي الشيعي في العراء عرفت الاغلبية الخطأ القاتل و الخديعة الكبرى و الكارثة و الجحيم الذي ينتظرها و لكن بعد فوات الأوان عندها توج الجيش العلوي حافظ الاسد ملكا لهم بمباركة و ابتهاج الشعب العلوي بهذا الفتح العظيم


2 - 2التمييز الديني لصالح الاقلية الدينية
سوري مهجر ( 2013 / 4 / 5 - 13:13 )
بدأت المستوطنات العلوية بالتكاثر كالفطريات في كل مكان تحتوي على الحكام الحقيقيين و اخوتهم في الدين مسلحين مجهزين ينهبون يسرقون يأمرون ينهون يقتلون يعذبون يتمسخرون بهذا الشعب الغير العلوي ناصبين البنادق و المدافع و الطائرات و الصواريخ فوق رؤوسهم و بعد خمسين سنة عندما وجدت الأغلبية فرصة الهروب من السجن فتح اتباع الاقلية الدينية النار فاحترقت الأغلبية و اصابها المذابح و التعذيب و التهجير و الاغتصاب

اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا