الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجد للطبقة العاملة بعيدها الأممي الأول من آيار

جواد وادي

2013 / 4 / 30
الحركة العمالية والنقابية



كل عام تستقبل الطبقة العاملة العالمية هذه المناسبة للاحتفال بعيدها الأممي المجيد والوقوف بحزم ضد تفريغ هذه المناسبة العالمية والمعمّدة بالدماء والتضحيات الباسلة من بهائها ومعانيها السامية، ومحاولات أعداء الطبقة العاملة الرامية لتهميش دورها وما تقوم به من جهد ريادي، متمثلا بشغيلة اليد والفكر، للخلاص من ربقة الاستغلال ومصادرة الجهد الخيّر في البناء وحمل أوزار العمل المضنى في نقل المجتمعات من الحالة الاستهلاكية المقيتة إلى حيث العطاء والانتاج، وخلق حالة دائمة من الحركة والتجدد، لهذه الأسباب، لا غرو أن تجد هذه الطبقة نفسها أمام المد الساعي للتنكر لما تقوم به من العمل الجاد والدؤوب للنهوض بالاقتصاد وإنعاش العمل المنتج المدر للخير والعطاء والبناء.
لا أحد ينكر ما لدور هذه الطبقة المكافحة في إحداث متغيرات هائلة باتجاه البناء الحقيقي للمجتمع، عملا وإنتاجا وإبداعا، مقرونا بكفاحها المستميت من أجل الحفاظ على هذا المنجز الانساني والسعي لبناء مجتمعات ناهضة باقتصادها المتطور.
لا يمكن أن ننكر كعراقيين مساندين لكفاح الطبقة العاملة ومشاركين معها في كفاحها وإعادة الاعتبار لها بعد أن ميّع دورها نظام الحكم الفاشي ليحولها من طبقة شغيلة أصيلة ومناضلة، إلى مجموعة موظفين في سنّه القانون سيء الذكر رقم 150 لعام 1987، الذي يعتبر ضربة كبيرة وتجنيا وتهميشا لدور الطبقة العاملة العراقية المعروفة بدورها النضالي المستميت لمحاربة كل أنواع الاستبداد والاحتكار ومصادرة الحق المشروع في العيش والكرامة الانسانية، وبهذا الفعل الأبله، حاول نظام البعث المقبور إلغاء دور الطبقة العاملة وتفريغه في ديمومة بناء الاقتصاد العراقي، واعتبارها تابعا للعمل الوظيفي المكتبي، لا طبقة شغيلة تستمد قوتها ووجودها ودورها القيادي من ساحات العمل والمصانع وارتباطها بالإنتاج بشكل مباشر، الذي يعود لها الفضل في إحداث نقلات نوعية في الاقتصاد الوطني بالعمل اليومي والابتكار وتطور الكفاءات والقدرات اعتمادا على السواعد الوطنية الخيّرة، للعمل جنبا إلى جنب مع بقية شرائح المجتمع العراقي من شغيلة فكر وكادحين ومستضعفين نراهم في قتال شرس مع الحياة من أجل البقاء، وهنا يبرز دور الطبقة العاملة في قيادة هذه الفئات المجتمعية، طالما أنها مرتبطة بالإنتاج الذي من شأنه أن يمنحها الدور الهام والرئيسي في ضخ دماء جديدة للاقتصاد الوطني، وأحداث نقلة نوعية في تطوير وسائل العمل والانتاج الذي يدر الخير لكل المجتمع العراقي، قبل أن يسعى المستغلون والناهبون للجهد العمالي لسرقة عرقهم وبالتالي التنكر لهم ولدورهم في استمرار دورة الحياة بكل أساسياتها.
قدمت الطبقة العاملة العراقية أكبر التضحيات في تأريخها الحافل بالنضال من أجل الانعتاق والتحرر، متمثلة بحزبها المقدام، حزب الطبقة العاملة، الحزب الشيوعي العراقي الباسل، وكل الكادحين، فوجدت الطبقة العاملة في هذا الحزب المدرسة الحقيقية في الوطنية والتشبث بالمبادئ الانسانية النبيلة، ووجدت فيه المعبر الحقيقي عن حقوقها ووعيها وكفاحها المستميت لاستعادة حقوقها والتشبث بها، فقدم حزب الطبقة العاملة على امتداد تأريخه المجيد التضحيات تلو التضحيات وعمّد بدماء مناضليه الخالدين طريق الحرية والتقدم والوطنية الأصيلة، بعيدا عن المزايدات ونيل الامتيازات الشخصية الضيقة، وأسس لمدرسة نضالية وأخلاقية وفكرية في الوطنية والتواشج مع الأرض والناس الطيبين، معتبرا الطبقة العاملة منه وإليه، يستمد قوته منها وتستمر هي في العطاء من تضحياته.
فلا غرو إذن أن يناله من أعداء الوطن والطبقة العاملة من أذى كبير لسنوات طويلة وعقود من المحن، دفاعا عن الطبقة العاملة المظلومة وكل المسحوقين.
أن العراق اليوم بأمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى، لأن تلعب الطبقة العاملة الدور الكبير في إعادة بناء الوطن والانسان بعد أن سحقته الحروب والمحارق والكوارث الصبيانية التي احرقت كل شيء وعطلت دور الطبقة العاملة وكل الفاعلين العراقيين من المرتبطين بالإنتاج الصناعي والفكري، فبات من اللازم على الطبقة العاملة العراقية وكل شرائح المجتمع العراقي المنتج، تجنيد الطاقات والعمل بشكل متواصل وبمضاعفة الجهود للانطلاق إلى عملية البناء التي ما زالت تعاني من الاهمال والتخلف، ذلك أن الصناعة العراقية كنتيجة للمغامرات الغبية، لا زالت في أسوء حالاتها، فالمصانع معطلة والعمال مسرحون، بعد أن اتجهوا لمهن أخرى، أو دخولهم في سلك الجيش وقوى الأمن، ففقد العراق بهذا الوضع غير الطبيعي والمزري، طاقات وكفاءات وقدرات ضائعة، بات من اللازم اعادة تكوين الطبقة العاملة وبذل الجهود لتأهيلها، لأن العراق لا يمكن أن ينهض بعيدا عن دور الطبقة العاملة المدربة والقادرة على القيام بجهدها المنتج لإحداث النقلة الحقيقة للدخول إلى مرحلة تصنيع البلد أسوة ببلدان العالم الساعية إلى امتلاك قاعدة صناعية متطورة وقادرة على منح البلاد حصانة اقتصادية يتباهى بها العراقيون، فخرا واعتزازا، وهنا يأتي دور الطبقة العاملة بعد أن يسعى ساسة البلد وخصوصا أولئك الذين على دراية كافية بأهمية التصنيع في إحداث متغييرات هائلة والبحث عن مصادر أخرى لبناء الاقتصاد الوطني، وعدم الاعتماد كليا على صادرات النفط. والبحث عن مصادر فاعلة أخرى لتطوير الاقتصاد العراقي، والصناعة تعتبر من أهم ركائز الاقتصاد المتكامل.
تحية تقدير وإجلال للطبقة العاملة العراقية ومن خلالها لكل عمال العالم بيومهم الأغر، الأول من آيار
وكل عيد والطبقة العاملة في عطاء دائم وتجدد وألق وكفاح مطلبي مشروع.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كالامار: في غزة سقط عدد هائل من الضحايا وقتل أكبر عدد من الص


.. حديث السوشال | فتاة تطلب أغلى كعكة للتصوير.. ورد فعل غير متو




.. الإسرائيليون يتعاملون مع الشهيد -زاهدي- أنه أحد أركان غرفة ا


.. لماذا يلوّح اتحاد الشغل في تونس بالإضراب العام في جبنيانة وا




.. الشركات الأميركية العاملة في الصين تشكو عرقلة المنافسة