الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجانص بنيه عرب ابو الهبزي

نبيل ابراهيم الزركوشي

2013 / 5 / 24
سيرة ذاتية


قادني التسكع مترجلا بين ازقة بغداد القديمة من جهة الرصافة ( عكد الجام وكعد النصارة والشورجة وباب الاغا وشارع المتنبي) شارداً من الروتين اليومي المقيت الذي اشعر معه باني انسان يعد الايام بانتظار الموت لذا احببت ان اتذكر ايام دراستي الجامعية عندما كان لي هوس غير طبيعي باكتشاف الاماكن القديمة مع شرودي هذا لم اشعر الا وانا في منطقة الحيدر خانه في شارع الرشيد بالقرب من شربت الحاج زبالة حيث جذب انتباهي التواجد الكثيف لكبار السن في احدى المقاهي(الكهوة) وكما هي عادتي احببت ان اجالس بعضهم اذا انني من محبي مجالسة كبار السن(الشياب) والاصغاء لهم اذا تحدثوا وابادرهم بالسؤال عن الاحداث القديمة كي يسترسلون في الحديث ولا اعلم سبب ذلك لعلي اجد فيهم نفسي عندما اكبر ان اعطاني الله عز وجل من العمر ما اصل به الى الشيخوخة او لقربي الشديد من والدي يرحمه الله الذي فقدته وبفقده فقدت النصح والارشاد والتوجيه.
اقتربت من مجموعة تجلس في مقهى قديم تآكلت جدرانه وأصبحت مقاعده تهزك ذات اليمين وذات الشمال وكأنها (كاروك امي القديم الذي تعاقب عليه اكثر من عشرة اطفال انا واحد منهم) اعتقد ان هذا المقهى يعود تاريخه الى زمن الستينات او السبعينات على اقل تقدير هذا ما يبدو جليا من خلال الصور التي وضعها صاحب المقهى على الحائط .كان حديثهم أي جلساء المقهى هذا عن الشخصيات القديمة سمعت اسم توفيق اجانص واخذني الفضول للسؤال من احدهم عن هذه الشخصية حيث كنت اضن انه من الديانة المسيحية او انه من غير الجنسية العراقية بسبب اسمه الغريب على مسمعي ولكن ذهلت عندما عرفت انه من احد المحلات في باب المعظم وتدعى محلة باب الطوب وكان مغرم بنقل الاخبار من منطقة الى اخرى اثناء تنقله بين باب المعظم ومنطقة السيد سلطان علي وفي آخر أيامه صار وكيلا لقبض الرواتب التقاعدية للعجائز والمسنين مما وفر له فرصة أن يلتقط من الأخبار التي كان يحصل عليها من البيوت ما لا يستطيع أحد التقاطه لذا أطلق عليه أحد الصحافيين لقب توفيق أبو هافاس وهي وكالة الانباء الفرنسية وكان توفيق انسان متواضعا و بسيطا وحسن السلوك يقضي حوائج الناس بمقدار ما يستطيع وكان رجاؤه ووساطاته لدى المسؤولين الكبار في الحكومة لاترد. ايضا تحدثوا عن جاسم أبو الهبزي وكيف يحضر عندما يسمع ان هناك عملية قتل او سرقة محل ويذهب الى مركز الشرطة للاستفسار فيما اذا كان اسمه ضمن المشتبه بهم مدعيا انه من الشقاوات (البلطجية) ويتميز بحضور فكاهي وخفة ظل حسب قولهم اما الشخصية الاخرى اسمه (عرب ) قالوا انه صاحب مقهى في باب المعظم ويدعي انه يلجاء اليه الملك للاستئناس برأيه ويستشيره المندوب البريطاني وقد تميز بالسخرية والفكاهة وحب التعرف على من يرتاد الى كهوته اما أحمد بنية كان يلبس حينذاك العرقـﭽ-;-ين وحده ويرمي اليشماغ بإهمال على كتفه الأيمن ويمشي مسرعا في شارع الرشيد باسما متلفتا ذات يمين او شمال ويسلم على الناس والناس تسلم عليه ويسمع عبارت ( استريح ابو شهاب ) وكان جوابه الدائم لا والله عندي شغل مهم ولكن الحقيقة أن لا شغل لديه وكان يوجد بالقرب من محلات وقوع الجرائم داعيا من الله أن يُتهم ولكنه لم يتهم وقد يبالغ في بعض الأحيان ويقول واليشماغ في يده دلالة على الارتباك ( والله ماكو شي بس شوي جرينا اذنه ) أي أشبعناه ضربا ورفسا . والناس يعرفون أن لا صحة لكلامه ومع ذلك فقد كان محبوبا عند الناس يتمتعون بأحاديثه المطولة عن البطولات والمراجل لكنه لم يشتهر عنه أذى او اعتدى عليه. ونظرا لضيق وقتي تركت المقهى بعد ان احتسيت الشاي واقسم صاحب المقهى ان لا ادفع الحساب لانني غريب حسب قوله وقد حاز رَأْيُهُ على تأييد اكثر السامعين المتواجدين.
السؤال هنا نحن نتداول اخبار شخصيات عاشت في العصور التي سبقتنا وما بعدها،
هل ياترى هناك من بيننا شخصيات سوف تتداولها الاجيال التي تأتي لاحقا او ان صح التعبير تستحق ان يتداول اخبارها الاجيال القادمة!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص