الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأمرهم شورى لكن اقتلوا من يعارض !!

زاهر زمان

2013 / 6 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما ترتفع بعض أصوات الدعاة فى مصر بتطبيق حد الحرابة أو عقوبة الاعدام بتهمة الخيانة العظمى على قادة المعارضة المصرية ، فإن هؤلاء الدعاة لا ينطقون فقط عن هوى ، وانما هم يغرفون من التراث الاسلامى فى كيفية التعامل مع الحكم . قال الفقيه أحمد بن محمد بن عبدربه الأندلسى المتوفى سنة 328 هـ ، فى الجزء الخامس من كتابه المسمى [ العقد الفريد ] فى صفحة 28 ( فلما أصبح عمر ، دعا علياً وعثمان وسعداً والزبير وعبدالرحمن ، ثم قال : إنى نظرت فوجدتكم رؤساء الناس وقادتهم ، ولا يكون هذا الأمر الا فيكم – يقصد تولى الخلافة – وإنى لا أخاف الناس عليكم ، ولكنى أخافكم على الناس ، ؛ وقد قبض رسول الله وهو عنكم راض ٍ ، فاجتمعوا الى حجرة عائشة بإذنها ، فتشاوروا واختاروا منكم رجلاً ، وليصل بالناس صهيب ثلاثة أيام ، ولا يأت ِ اليوم الرابع ، الا وعليكم أمير منكم ، ويحضركم عبدالله – يقصد ابنه – مشيراً ولا شىء له من الأمر ، وطلحة شريككم فى الأمر فإن قدم فى الأيام الثلاثة فأحضروه معكم ، وان مضت الأيام الثلاثة قبل قدومه فأمضوا أمركم ، ومن لى بطلحة ؟ فقال سعد : أنا لك به إن شاء الله . ثم قال عمر لأبى طلحة الأنصارى : ياأبا طلحة ، إن الله قد أعز بكم الاسلام ، فاختر خمسين رجلاً من الأنصار وكونوا مع هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلاً منهم . وقال للمقداد بن الأسود الكندى : إذا وضعتمونى فى حفرتى فاجمع هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلاً منهم . وقال لصهيب : صلِّ بالناس ثلاثة أيام ، وأدخل علياً وعثمان والزبير وسعداً وعبدالرحمن وطلحة ان حضر ، بيت عائشة ، وأحضر عبدالله بن عمر وليس له من الأمر شىء ، وقم على رؤوسهم ، فإن اجتمع خمسة على رأى واحد [ وأبى ( 1 ) واحد فاشدخ ( 2 ) رأسه بالسيف ، وان اجتمع أربعة فرضوا ، وأبى اثنان فاضرب رأسيهما ( 3 ) ، فإن رضى ثلاثة رجلاً وثلاثة رجلاً ، فحكموا عبدالله بن عمر ، فإن لم يرضوا بعبدالله ، فكونوا مع الذين فيهم عبدالرحمن بن عوف واقتلوا الباقين ، إن رغبوا ( 4 ) عما اجتمع عليه القوم وخرجوا . ! ] ) فقال على بن أبى طالب لقوم ٍ معه من بنى هاشم : إن أطيع فيكم قومكم فلن يؤمركم أبداً . وتلقاه العباس فقال على له : عدلت عنا ( 5 ) !! قال له العباس : وماأعلمك ؟ قال على : قرن بى عثمان ثم قال – يقصد عمر بن الخطاب - : ثلاثة رجلاً وثلاثة رجلاً إن رضى فكونوا مع الذين فيهم عبدالرحمن بن عوف ؛ فسعد لا يخالف ابن عمه عبدالرحمن وعبدالرحمن صهر عثمان ، لا يختلفون ، فلو كان الآخران معى مانفعانى . فقال العباس لعلى : لم أدفعك فى شىء الا أتيت الىَّ مستأخراً بما أكره ؛ أشرت عليك عند وفاة رسول الله أن تسأله : فيمن هذا الأمر( 6 ) ؟ فأبيت ، وأشرت عليك بعد وفاة رسول الله أن تعاجل الأمر ، فأبيت ، وأشرت عليك حين سماك عمر فى الشورى أن لا تدخل معهم ، فأبيت ، فاحفظ عنى واحدة ؛ كل ماعرض عليك القوم ، فأمسك ، إلى أن يولوك ، واحذر هذا الرهط ( 7 )، فانهم لا يبرحون يدفعوننا عن الأمر حتى يقوم لنا به غيرنا !
لا تعليق لى ولا شرح أو توضيح فالصراع على السلطة واضح وضوح الشمس !
بقلم / زاهر زمان
=================================================
هوامش :
( 1 ) يعنى عارض ورفض
( 2 ) يعنى شج رأسه
( 3 ) يعنى اقطع رقابهم بالسيف
( 4 ) يعنى امتنعوا عن البيعة كالآخرين
( 5 ) يعنى ذهبت الخلافة بعيداً عنا أهل البيت
( 6 ) يقصد لمن تكون الخلافة
( 7 ) الآخرين الذين رشحهم عمر لتولى الخلافة على مبدأ الشورى كما رسمه لهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هى سياسة وتصحيح مفاهيم شيخنا الرائع زاهر
سامى لبيب ( 2013 / 6 / 7 - 11:34 )
تحياتى شيخنا الرائع زاهر
بالطبع انت ترصد التراث بعين السياسى الذى يرى امامه مشروع سياسى واضح الملامح حيث التنافس والموائمة والتنازلات
اعتبر مقالك تصحيح مفاهيم لمن يتصور ان الشورى رؤية ديمقراطية قدمها الإسلام منذ القدم ولكنه يغفل نقطتين اساستين فى خضم حالة الوهم والتيه التى تعتريه أن الشورى تكون بينكم أى فى الجماعة الإسلامية وحدها فلا مشاركة لقوى اسلامية ذات نهج مختلف وبالطبع لا لقوى مدنية ليبرالية يسارية وأقليات
علاوة أن الشورى غير ملزمة للحاكم أى ان يأخذ بها أم لا فهذا شئ يرجع له ولا غبار عليه حتى لو إجتمع أهل الشورى على رأى واحد -فبماذا نسمى هذا ديكتاتورية أم لا
قرأت الرواية التى أوردتها
( فإن اجتمع خمسة على رأى واحد وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف ، وان اجتمع أربعة فرضوا ، وأبى اثنان فاضرب رأسيهما فإن رضى ثلاثة رجلاً وثلاثة رجلاً ، فحكموا عبدالله بن عمر ، فإن لم يرضو بعبدالله ، فكونوا مع الذين فيهم عبدالرحمن بن عوف واقتلوا الباقين ، إن رغبوا عما اجتمع عليه القوم وخرجوا)
صحيح انه ليس نصا قرآنيا او حديث ولكننا أمام تراث وتاريخ ومنهج الأوائل الذين يريدون إسقاطه على الواقع


2 - نعم الأمر صراع سلطة و رغبة فى..
حازم (عاشق للحرية) ( 2013 / 6 / 7 - 18:20 )
تحياتى سيد زاهر

نعم صراع سلطة و الغريب انه ظاهريا يقولون شورى (الشورى شئ و الديمقراطية الحديثة شئ آخر)

نعم هو فكر قديم و هناك من وصل للحكم و يطالب بإعادة تطبيقه ثانية-هل يجب ان يتم تجريب هذا الفكر و يحدث ما يحدث لنكتشف بعدها اننا كنا مخطئين (وحدث ما حدث و خرب ما خرب والخ)
وبعدها يقال لنا بكل برود (وفيها ايه ان أخطأنا؟ كلنا نخطئ هى هى هى هى)!!!

اليسوا يفعلون ذلك يا سيد زاهر؟ يفرضون فكر دينى و يريدون تطبيقه كقانون و يقولون نحن نمثل الإسلام و عندما يفشلون الفشل الأكبر يجرون يبررون فشلهم بشكل سكج و كأن شئ لم يكن

ومع ذلك هناك ناس تؤيدهم (أيا كان عددهم)

صراع سلطة لن ينتهى يا سيد زاهر_ ونحن عامة الناس ندفع ثمنه

شكرا لك

اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة