الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقلابيو مصر ضد الديمقراطية والشرعية الدستورية

الحايل عبد الفتاح

2013 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تورط الإنقلابيين في لا شرعية
الآن وقد تبين صدق توقعنا وتخوفاتنا، وآلت الأمور إلى ما سبق ونبهنا إليه في مقالات سابقة، فلنضف توقعاتنا لمستقبل مصر...لأن ما هو آت هو أكثر أهمية مما فات...
فعلا، الآن سيعلم الغير ديمقراطيين من اليساريين والعلمانيين وجبهة الإنقاذ أن انقلاب العسكر خاصة على الشرعية هو أكبر غلطة سياسية عبر تاريخ مصر والعرب...وهو بداية شرارة وطنية وإقليمية ودولية إذا لم يضبط المصريون وغيرهم أنفسهم ولم يتحكموا في عواطفهم وانتماءاتهم ومصالحهم...
الآن الكرة بين الإنقلابيين. فهم الآن مطالبون بالقيام بأكثر مما كانوا يطالبون به هم خلال حكم مرسي...فهم مطالبون ليس فقط بتحقيق مطالب 90 مليون مصري...مطالبون بإيجاد التمويل الكافي لتلبية كل المطالب الشرعية الوطنية أي الأمن والتشغيل والسكن والضرورات اليومية من تموين غدائي وماء وكهرباء وطاقة وطرق...كلها مطالب مستعجلة جدا. وفي نظرنا فالإنقلابيون لن يستطيعوا تأمين كل هذه الطلبات بجرة قلم وخلال مدة قصيرة...فهم مرغمون على العمل في التوثر الإجتماعي التلقائي لتحقيق كل هذه المطالب خلال سنة. فهل هم قادرون على تحقيق كل هذه المطالب في أقل من سنة ؟
سنة هي المهلة التي أعطيت، حسب الإنقلابيين، ليلبي مرسي وحاشيته مطلب الشعب. وهي مهلة استطولتها جبهة الإنقاذ وأتعتبرتها كافية لتحقيق مطالب الشعب والثوار.
وكما هو معروف في علم السياسة، فالوقت بالنسبة للشعب ليس هو وقت من يدير البلاد...الشعب لا يعرف الإنتظار ولا يعلم ما وراء الكواليس السياسية. فهو مصدوم بعد خروجه من الديكتاتورية بثورة .سيريد حلولا آنية كما فعل مع مرسي وحكومته.
من جهة اخرى، كان من الممكن أن تصبح جبهة الإنقاذ وبلطجية مبارك هي القوة الوحيدة التي بإمكانها أن تتسلم السلطة بسلاسة، بواسطة الشرعية... هتين القوتين أتبثتا أنهما قوة يحسب لها حساب وعبرت عن قدرتها على تأطير ليس فقط أعداد هائلة من مناصريها من الشعب والعسكر والبلطجية...فعلا، كانت قادرة على أن تجد مخرجا قانونيا شرعيا عوض أن تتورط مع الجيش في انقلاب سبق للشعوب العربية أن عاشت عواقبه بالجزائر...
قوة جبهة الإنقاذ والعسكر ذهبت سدا وحتى نظرة الشعب لهم ستتغير عبر مرور الوقت... الإنقلابيون وعلى رأسهم جبهة الإنقاذ والعسكر ارتكبوا خطأ سياسيا فادحا سيودي بها إلى طرق مقفلة. ورطوا أنفسهم في مأزق لا مخرج له...فالضوء مسلط عليهم بحدة... ورطوا أنفسهم بمسؤولية أشد من تلك التي كانت في رقبة مرسي وحكومته...ومن يدشن دخوله للسلطة بانقلاب فهو محكوم عليه بالفشل...وما بني على باطل فهو باطل...
غلطتهم أنهم اندفعوا لترتيب وتفعيل الإنقلاب بدون تقدير لقوة حزب عمره 90 سنة من النظال...لم يقيموا وزنا للأعداد الهائلة التي أوصلت محمد مرسي إلى سدة الحكم...استصغروا واستخفوا بقدرة هذه القوة السياسية وما وراءها من الأعداد الهائلة من أبناء مصر. فعلهم هذا ينم عن عدم درايتهم بتوزيع الخريطة السياسية المصرية...هذا ليس غريبا ولا مستغربا من توقعه لأن غالبية الإنقلابيين ومن ضمنهم العسكر يفتقدون فعلا إلى نظرة سياسية واضحة ومستقبلية...وانقلابهم يفهم الجميع أنهم يؤمنون فقط بنجاعة وصلاحية القوة والإكراه لتركيع الشعب...لم يفهموا أن الدكتاتورية قد ولت بعد 25 أبريل...
حتى أمريكيين وأوروبيين غير راضيتن على هذا الإنقلاب الغير مبرر أصلا...ونحن نعرف أن العسكر المصري بانقلابه هذا خلط كل الأوراق التي كانت تحكم علاقة مصر وعسكرها بهذه الدول...هذا الإنقلاب كان مفاجئا وغير متوقع في أدمغتهم وغير داخلة في توقعات الممتهنين للسياسة الوطنية والدولية...
وفوق هذا وذاك، فانتقال المسؤولية وإدارة مصر عبر انقلاب عسكري أعطت لمرسي وللإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة أكثر من شرعية ومشروعية وأكثر من عذر للانسحاب بعفة ونقاوة وحفظ دم الوجه...ومما يزيد في تلميع صورة مرسي وحزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمون هو أن الإنقلاب الطارئ كان مصحوبا بخرق فادح لحرية الرأي والتعبير عبر إغلاق لقنوات فضائية دون أخرى وزج عدواني بمرسي وحكومته وطوائف أخرى في غياهب السجون أو الإقامة الإجبارية...الإنقلابيون استباحوا لأنفسهم كل طرق القمع والتهميش تحت دريعة الأمن والوقاية والسلم الإجتماعي...غلط ينضاف لآخر...وستتبعها أغلاط أخرى لا محالة...
فلنبقى متفائلين وسدج لنقول : إن قبل مرسي وحزب العدالة وجماعة الإخوان المسلمين العودة إلى السياسة بلغتها الديمقراطية بصر، ورضخوا للواقع، فهم سيصبحون أكثر قوة مما مضى، سيجندون أعدادا أخرى...لأنهم أزيحوا من سدة الحكم بقوة العسكر وضدا على الشرعية. ذاكرة الشعب المصري ستحتفظ بصورة براقة وبراقة لمرسي والإخوان المسلمين...ومن ثم، وفي جميع الأحوال، فمرسي وحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين هم المنتصرون في هذه الأزمة السياسية الحادة وسيخرجون أقوى مما كانوا عليه...وهذا هو بيت القصيد الذي ما فتئنا ننبه له ( من موقعنا كرجل قانون مستقل وغير منتم ولا محزب) رفاقنا وأصقائنا وإخواننا اليساريين والعلمانيين وحتى بعض الإسلاميين في مصر وخارجها...
أما أخف الضرر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فقد كان قبل الإنقلاب هو بقاء مرسي بالحكم مع انتظار نتائج عمل مرسي وحاشيته أو بقاء مرسي مع تعديل آخر...أما وقد وقع ما وقع من انقلاب فكل التوقعات وكل الإحتمالات ممكنة مع تفاعل مستمر للمعطيات السابقة الذكر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو