الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنحسار السياسي بمصر ظاهرة صحية جيدة.

الحايل عبد الفتاح

2013 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا لا يريد العديد من الناس قبول فكرة أن الإسلام هو أيضا فلسفة كالشيوعية والإشتراكية والعلمانية والرأسمالية ؟ لماذا لا يقبله بعض الناس كما هو دين ودولة، سياسة وتعبد ؟ هل رغبة البعض في إقصائه كفلسفة وسياسة ودين هو معطى واقعي صحيح ؟ أرفض الإسلام بهذا المنظور سببه انتماء بعض المتطرفين المريدين لامتلاكه والحجر عليه أم بسبب قوته على احتواء غالبية الناس بالعالم العربي الإسلامي أم لأسباب أخرى؟
كلها أسلة تمس جوهر فكرة مركزية ألا وهي : هل نقبل الإسلاميين كفصيل حزبي سياسي أو لا نقبله ؟
هناك ثلاثة اتجاهات :
- فصيل لا يقبل الإسلام كفلسفة وسياسة لأنه يتناقض مع فلسفته وسياسته نظرته للكون والمجتمع.
- وفصيل يقبل الإسلام كفلسفة وسياسة لأنه يؤدي نفس وظائف وأهداف السياسة.
- وفصيل يطعم ويمزج فلسفة الإسلام بفلسفة الشيوعية أو الإشتراكية أو العلمانية أو الرأسمالية أو...
اما نظرتنا ونظريتنا في الإسلام والإسلاميين فهي نظرة واقعية لا نرتبط فيها بأي فصيل من الفصائل الثلاث السابقة الذكر. وهذه النظرة الواقعية لا تعطي فقط الحق في التواجد والشرعية السياسية والفلسفية للشيوعيين والإشتراكيين والعلمانيين والرأسماليين والمسيحيين بل أيضا للإسلاميين...
فكرة إقصاء الآخر وتحميله مسؤولية التخلف لا تصلح ولا تتماشى مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان بمفهومهما الحديث. فكل الفلسفات والتيارات الفكرية والحزبية لها الحق في الوجود والتعبير عن طموحاتها وبرامجها بشرط أن تتفق مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان...
فحين يقصي ويزيح الشيوعي الإسلامي لأنه يتشبث بالإسلام كفلسفة وكممارسة سياسة فهو يضرب عرض الحائط قيم حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية. وحين ينبذ ويقصي الإسلامي الشيوعي والشيوعية كفلسفة وكممارسة سياسة فهو يتنكر ويضرب عرض الحائط كل قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان...وهكذا دواليك بين الإشتراكية والرأسمالية، والعلمانية والدينية...
فكما تلاحظون فكل الفلسفات والبرامج السياسية لها الحق في الوجود وكلها تستوجب الإحترام والتقدير بشرط أن تحترم فكرتين لا محيد عنهما : حقوق الإنسان والديمقراطية. فهاتين الفكرتين لم تستوعبا من قبل الفكر السائد بالدول العربية. الأطياف بالدول العربية تتطاحن على سلطنة العالم العربي الأمزيغي لأن لا قدرة لها على فهم نفسها وفهم الآخرين...غالبيتها أطياف لا تؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان...وحتى ولو تشبتت وتشدلقت بانتمائها لحقوق الإنسان والديمقراطية فهي ترى الديمقراطية وحقوق الإنسان من منطلق فلسفتها وسياستها ووو...أو أنها تنتقي ما صلح لها من هذين المبدأين وتلفظ ما لا يتماشا مع مصالحها وبرامجها السياسية...تغلب على أفكارها الإنتقائية لا الشمولية...نزعتها تكاد تكون عنصرية لا إنسانية...احتكارية لا تسامحية...تخوفية لا تثق بقدراتها على البقاء بدون إقصاء ونبذ لقلسفة وسياسة الآخر...
الربيع العربي هو الصحوة الجديدة للفكر بالدول العربية. الإقصاءات المتبادلة من هنا وهناك ومن هذا الصنف للآخر، التي نراها نعيشها بالدول العربية، وبمصر خاصة، ظاهرة صحية بامتياز. هذه الصحوة الجديدة خلقت فزعا لدى من حصل مؤخرا على حرية التعبير أوحصل على قدر من الممارة السياسية بعد أن تهاوت أنظمة أو لينت أخرى طرق سياستها وبرامجها...
ما يحدث بمصر ظاهرة سياسية عادية. وهي تبشر بمستقبل ديمقراطي لا مثيل له بدولة أخرى...فهي لحظة الحسم بين الأطياف السياسية...الكل مسلح وله وسائله في إثبات وجوده...الكل يرى في نفسه الشرعية...الكل ينتظر الشوط الحاسم في معركة الأحقية في الوجود...
فليعلم كل من يتشبث بفلسفة أو سياسة أن الآخر له الحق في الوجود، الآخر له أن يستقطب بفلسفته وسياسته من يريد...لا إكراه في الإنتماء إن كان مبنيا على الديمقراطية وحقوق الإنسان...وكل جماعة أو فلسفة أو سياسة لا تحترم هذين المبدأين فهي غير جديرة بالتواجد بل يجب مقارعتها بالرأي الحر والرأي الآخر...
إذن على الإسلاميين والشيوعيين والإشتراكيين والعلمانيين والرأسماليين والمسيحيين وغيرهم من اختاروا فلسفة أو برنامجا سياسيا معينا، بمصر وخارج مصر، أن يحترموا أولا وأخيرا حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية كما هما متعارف عليهما دوليا...
أما المؤكد والمحتمل الوقوع جدا جدا بصر فهو أن الشعب المصري سيخرج من الإنحسار السياسي الذي يعيشه اليوم قويا وشامخا ومحترما للديمقراطية وحقوق الإنسان رغم ما يبدو من انحسار إيجابي عابر...فمستقبل مصر متوقف على مدى احترام كل الأطياف المتناحرة لحقوق الإنسان وللديمقراطية...
أما محمد مرسي فهو أتى لإدارة مصر بواسطة فلسفته وسياسته التي اختارها الشعب المصري عبر صناديق الإقراع ولأنه احترم قواعد الديمقراطية. ومن ثم فهو رئيس شرعي ويجب حتما قريبا أو بعيدا أن يعود لمنصبه. أما خرقه لحقوق الإنسان فلم نرى منها لحد الآن أي مس بها إلى حدود 04 07 2013. وكنا ننتظر بفارغ الصبر برنامجه في مجال حقوق الإنسان...لكن البعض أفسد قبول الديمقراطية كما هي متعارف عليها دوليا وأزاحه قبل لحظة الحسم في تقييم سياسته وفلسفته في إدارة البلاد...
شيئ مهم جدا ولا يختلف حوله ذو عقل سليم ومنطق سياسي تجريبي هو أن الديمقراطية وحقوق الإنسان لا يتماشيان مع الإنقلاب العسكري الذي قادته جماعة جبهة الإنقاذ بمعية السيسي ومن معهما بمصر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا