الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
صورة المرأة في الحياة اليومية من خلال الامثال الشعبية
صفوت كمال
2003 / 1 / 29حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تشكل الامثال الشعبية صورا عديدة لجوانب من الحياة الانسانية، كما تقوم أيضا بدور أساسى فى تكوين بنية الثقافة الشعبية من حيث ان الامثال هى تعبير موجز بليغ عن تجربة مر بها الانسان عبر حياته وتناقلتها الاجيال، كما تعتبر الامثال بصيغها الادبية محورا أساسيا من محاور التعبير الادبى الذى يمارسة الانسان فى حياته اليومية الجارية ليعبر به عن واقع رؤيته للوجود ككل، وعن معطيات هذا الوجود من خلال موقف الانسان نفسة من هذا الوجود ونظرية للحياة. فالامثال بطبيعتها كابداع ثقافى انسانى هى محاولة فكرية لتجريد الواقع الى مطلق لاظهار المضمون من خلال مقولة محددة. هذا التجريد للشكل والحفاظ على المضمون هو الغاية من ضرب المثل، وهو الذى أعطى الامثال- فى كل مجتمع- حيويتها واستمرارها، بل ساعد بشكل مباشر على انتقالها من من لجهه الى أخرى ومن لغه الى لغه أو لغات أخرى، فيتغير أسلوب الصياغة ولكن يظل المضمون بدلالته وغايته واضحا فى بنيه المثل.
ولا تتوقف وظيفة الامثال عند حد رسم معالم الحياة الاجتماعية ورصد أنماط السلوك الانسانى وتقييمه، بل تقدم أيضا النوذج الواجب اتباعه، أو صوار من الحياة، بهدف تحديد أبعاد النفس الانسانية فى حالاتها المختلفة دون تقييم أو نقد.
وتحتل المرأة فى الامثال الشعبية مجالا كبيرا باعتبار أن المراة هى محور الحياة الاجتماعية داخل البيت وكذلك خارجه فى أحيان كثيرة.. كما تشكل المرأة على فئات أعمارها ووظيقتها ومكانتها الاجتماعية كزوجة وكأم وكمحاة وكابنه دورا مهما فى حياة الانسان بعامة والاسر والاقارب . بل تتعدد مواقف ومواقع المرأة فى الامثال الشعبية عموما وليس المصرية فحسب نظرا لكون المرأة صانعه حياة، و"البطن ولادة" كما يقول المثل الشعبى المصرى. اذا تاملنا صورة المرأة المصرية فى الحياة اليومية الجارية من خلال الامثال الشعبية المصرية نجد أن المرأة لها صور عديدة متقابلة تعكس كل صورة ملامحها المختلفة عن الصور الاخرى، فتتداخل معا بتنويعاتها وتعددها لتكون فى النهاية شكلا عاما للمرأة النموذج التى تتميز بالاصالة والنشاط وخفة الروح،ف"النسوان هديات " وخيرهن "بنت الاجاويد ولو بارت " كما أن "النسب حسب وان صح يكون أهلية" اذ أن اعلاقة الزواج بين الاسر المختلفة قد تشكل أسرة واحدة. والاصيلة لا تتدنى فى اذ سلوكها اذ تشعر بمكانتها عند غيرها ولا تتنارل عن مجموعة القيم التى تؤمن بها والتىتنظم أشكال سلوكها، فكما يقول المثل "أدب المرأة مذهبها لا ذهبها". لذلك كان من الضرورى للانسان أن يسأل قبلما يناسب حتى يتضح له "الردى من المناسب"، أى "قبل ما تناسب حاسب".
ومن النماذج النسائية التى يرد ذكرها فى الامثال نموذج المرأة النشيطة التى تحسن اللفرن قود من غير قود" فالمرأة الشاطرة تقضى حاجتها والخايبة تنده جارتها". أما المرأة خفيفة الروح المرحة " المفرفشة فتضفى على البيت جوا من السعادة يجعل زوجها يسرع فى العودة الى بيته لكى يكون فى صحبة امرأته، و"اللى مرأته مفرفشة يرجع البيت من العشا". كما يقال فى الامثال "بيع الجمال واشترى خفه، الجمال كتير بس الخفيف صدفه"، فخفة الدم والروح المرحة هى التى تضفى على الانسان جمالا يفوق جمال الشكل.. فقد يكون ظاهر المرأة جمالا وحسنا أما مزاجها النفسى ومشاعرها فتكون سوداوية، "من بره مزوق ومن جوه هباب عالى".
كما تحث الامثال أيضا على اختيار المرأة المليحة، تجمع بين الجمال الشكل وجمال الطبع، فيقول المثل الشعبى "خد المليح واستريح" أو "خد الحلو واقعد قباله وان جعت شاهد جماله".
وحينما تحاول الامثال تقديم صورة عامة للمرأة لا تكتفى بأن تعبر عنها ككائن جمالى تحدد خصائصه وتمتدح صفاته، بل تسعى الامثال الى سبر أغوار هذا الكائن الذى يشكل محوار أساسيا من محاور الحياة الانسانية، سواء أكانت هذه الامثال من صنع الرجال أو من صنع النساء أنفسهن كيدا فى بعضهن البعض. ونجد أن الامثال تحرص على تقديم رؤية واضحة لا لطبيعة المرأة فحسب ولكن لطبيعة السلوك الانسانى ككل متخذة من المرأة أحيانا زمرا لهذا السلوك يرمز الى شكل العلاقة الاجتماعية القائمة بين المرأة والمجتمع، وبنية هذا السلوك العام القائم داخل دائرة العلاقات الاجتماعية. كما أنها- أى الامثال تكشف فى كثير من الاحيان عن قدرة الانسان على الخروج من دائرة الذات المحدودة (الانا) الى الذات الانسانية ال(نحن)، دون افصام بين هذا وذلك حتى يتحقق الوجود الفردى فى مناخ الوجود الكلى ودون تناقص بين الفرد والجماعة الانسانية.
والامثال التى تتناول العلاقات الاجتماعية وبخاصة الزواج تقدم نماذج متعددة من أشكال وأنماط السلوك الاجتماعى نظرا لان الزوج هو من الموضوعات التى تؤثر بشكل مباشر فى نظم المجتمع . والزواج كعلاقة اجتماعية يحمل فى بنيته الاساسية الكثير مجتمع انسانى . ويشترك فى تكوين الزواج -كعلاقة اجتماعية - ظروف البيئة والمؤثرات الثقافية التى تتلاقى فى داخل المجتمع بمختلف فئاته، كما يؤثر ينائه الاجتماعى تداخل عناصر من الثقافة الشعبية التقليدية مع عناصر مختلفة الثقافية الحادثة.
وتبدو المرأة فى الامثال التى تدور حول الزواج بائه لاحلية لها غير أن تكون تابعة للزوج، خاضعة له، خانعه مهيضة الجناح فى حاجة دائمة اليه "ضل راجل ولا ضل حيط" والزوج هو الذى يعطى المرأة مكانتها الاجتماعية، قتقول الامثال "حرمة من غير راجل زى الطربوش من غير زر" و"اسم الزوج ولا طعم الترمل"، بل ان سعادتها مرتبطة بوجوده اذ أن "اللى جوزها يحبها الشمس تطلع لها".
وتبدو المرأة فى الامثال الشعبية فى صورة من لا تؤمن على سر أو من لا يعتمد عليه.. فالمرأة ناقصة عقل ودين، ومن "يريحهم يتعبوه ومن يريحوه" و"يا ويل من أعطى سره لمراته يا طول عذابه وشتاته"، والمرأة لا يوثق بها يعتد لرأيها و "الراجل ابن الراجل اللى عمره ما يشاور مراته ". واذا كانت الامثال تحذر من المرأة بعامة فان التحذير يزداد بالنسبة للنساء من الاقارب . وعلى الرغم من أن الزواج من الاقارب هو النمط الشائع فى المجتمعات التقليدية "زيتنا فى دقيقنا" الا أن الامثال الشعبية تنصح بالابتعاد عن الاقارب ومن ذلك قولهم "كون نسيب ولا تكون ابن عم" و"ازرع قريب وناسب بعيد".
ومثلما تنصح الامثال الرجال بعدم الثقة فى النساء تحرص أيضا على تنبيه النساء الى أن الرجال لا يؤمن جانبهم، فيقول المثل الشعبى "يا مامنه للرجال يا مامنه الميه فى الغربال" وتنصح الامثال الشعبي المرأة بالصبر، وأن تتحمل نكد العيش فى بيتها خير من طلاقها، ف"حره صبرت فى بيتها عمرت"، وذلك مع لفت نظر المرأة الى معاناة الزوجة، وعلى رأى المثل " جت العازبة تشكى لقت المتجوزة بتبكى".
وكما أن الحياة الزوجية السعيدة هى غاية من غايات المرأة فى الحياة، فان غاية الزواج عند المرأة أن تكون اما سعيدة بأبنائها… والام المصرية فى الامثال الشعبية هى أم حنونة عطوفة، سعادتها من سعادة أولادها، فنجدها تقول فى المثل الشعبى "من طعم ضغيرى بلحه نزلت حلاوتها فى بطنى" و"أسيادى وأسياد أجدادى اللى يعولوا همى وهم أولادى". وتوضح لنا بعض الامثال تفضيل الام لابنائها على الاخرين، اذ أن"الخنفسة عند أمها عروسه" و"خنفسة شافت بنتها على الحيط قالت دى لوليه فى خيط".كما تفرح الام بالولد لانه سندها عند الحاجة "ربنا يبعت للعويله ولد جنبه وتتسند". وعلى الرغم من أن الام تحمل مسؤلية البنات حتى الممات "يا مخافة البنات يا دايخة للممات". الا أن الامثال تذكر أيضا دور البنات فى مساعدة أمهن فىتدبير شئون البيت فعلى رأى المثل "من يسعدها زمنهات تجيب بناتها قبل صبيانها".
وتصور الامثال البنات على أنهن مصدر رزق للآباء ف "أب البنات مرزوق"، و"البنات رزقهم فى رجليهم". كما أن البنات أكثر حبا للاباء من الاولاد، وهن اللاتى يحزن على موت أبيهن أو كما يرد فى المثل القائل "اللى ما عندوش بنات ما يعرفش الناس امتى مات" فالابنه التى تحزن وتولول.
وللمرأة فى التصور الشعبى صور عدة تنوغ أطوار الحياة وواقعها الاجتماعى فحينما تكون المرأة زوجة ترسم لها الامثال ملامح مغايرة عن كونها ابنه، وحينما تكون أما تتغير هذه الملامح لتعطى لها دورا ووجودا اخر غير وجودها السابق. وحينما تتنازل المرأة كمحاة تبدو فى صورة مغايرة، ونلاحظ أن الامثال تحث الزوج على مجاملة حماته "بوس ايد حماتك ولا تبوس ايد مراتك" اذ أنها هى التى توجه زوجته الى ما يجب أن يكون، أو كما تقول الامثال على لسان الحماة اذا أحسن زوج ابنتها معاملتها "جوز البنية أغلى من نور عينه".
والنماذج التى تقدمها الامثال الشعبية لصور المرأة فى الحياة اليومية تقدم - فى الواقع - تصورا لجوانب من الرؤية الاجتماعية لواقع المرأة فى الحياة المصرية، والامثال الشعبية بطبيعة ويظيفتها الاجتماعية كتعبير أدبى موجز عن تجربة انسانية ورؤية ذهنية لحالات السلوك الفردى والجماعى، وتحرص فى دلاتها النهائية على اقناع الانسان بالنمط السوى الذى يجب اتباعه ازاء مواضيع الحياة المتنوعة والمختلفة والمتعددة والمتناقضة أحيانا، لكى يحق أكبر فائدة مباشرة وغير مباشرة من ممارسته اليومية للحياة، وتحديد موقفه ازاء مواضيع الطبيعة والكون والانسان.
وتقدم الامثال من خلال نماذجها المتعددة صورا من الواقع التجربيى وتصورات من النظر التأملى ومعقولات من خلال التجريد للمنفعة الذاتية والعامة للانسان، وتحث الانسان بعبارتها الموجزة الدقيقة السهلة على الاستفادة من وجود وافادة غير بقدراته وتجنب مالا فائدة منه فى الحياة.
ففى الامثال يلتقى المأثور والموروث الثقافى فى وحدة فكرية وفنية تعبر عن تواصل المعرفة الانسانية. و "اذا كان الرجل بحر فالمرأة هى المسئولة عن جعل الحياة ميسرة، وهى المعبرة الذى تعبر عليه أزمات الحياة. كما أنها هى التابع للرجل عليها أن تتحمل مساوئه مثلما تتحمل مسؤلية تدبير الحياة لاسرتها داخل البيت مهما كلفها ذلك من مشقة أو معاناة، ف"الميه فى الزير تحب التدبير". والمرأة مسؤلة عن بيتها محبة له، وتعبر عن ذلك بقولها فى المثل الشعبى "قعدتى بين اعتابى ولا قعدتى بين أحبابى". وبيت المرأة هو قصرها الذى تسعد بوجودها فيه وعلى رأى المثل "يا دارى يا ساترة عارى يا منيمانى للضحى العالى". واذا كانت الامثال تقدم لنا صورة المرأة على أنها المسؤلة عن القيام بكل الواجبات داخل البيت، فانها هى المسؤلة مسؤلية مباشرة عن تربية بناتها، ف"البنت سر أمها". وتفضل الام أن تكون ابنتها بجوارها، كما تحبذ البنت أن تظل بجوار أمها، وهكذا ترتبط البنت بأمها فتقول "والنبى يا أمه ما تجوزينى غريبه دا الغربة تربه والبلاد بعيدة". والام أشد الناس حنانا على الابناء الذين يستشعرون حدب أمهم عليهم كما يذكر المثل "اذا بكت كل الحبايب على مش أد بكى أمى على".
وتتعدد الامثال فى ذكر ماثر المرأة وتكوين شكل عام لها فى المجتمع المصرى، تتداخلفيه عناصر متنوعة متناقضة أحيانا تبعا لظروف ضرب المثل.. فالنساء "ان حبوك يا ويلك وان كرهوك يا ويلك"، ويظل الرجل مع ذلك مرتبطا بزوجته أشد الارتباط و "قالوا لجحا فين بلدك؟ قال اللى فيها مراتى". وهكذا تبدو صورة المرأة فى الامثال الشعبية انعكاسا لعلاقات اجتماعية تشكل نسقا خاصا لواقعها فى الحياة المصرية باعتبار أن المرأة أقل قدرة من الرجل وفى حاجة دائما اليه كزوج أكثر من كونه أبا. ف"المرأة ما لها الا بيتها".
ومن هنا ترسب فى فكر المرأة المصرية الحديثة منذ نشأتها فى الصغر أن دورها فى الحياة، سواء نالت قسطا وافرا من المعارف والتعليم أو احازت مناصب عليا فى العمل أو مكاسب كبيرة من التجارة، أن دورها الاصيل هو أن تكون زوجة وأما.
ومن هنا تبدو المرأة العاملة فى الحياة المصرية الحديثة وكأنها تقوم بدور غير دورها المباشر فى ممارسة الحياة. بل يبدو دورها هذا عملية وقتية أو جهدا مساعدا غير أساسى فى بنية الحياة الاجتماعية. ومهما تعددت الرؤى فى دور المرأة الريفية فى العمل فاننا نجد أنها فى النهاية تقوم بكل ما تقوم به من جهد لكى يتحقق لها أخيرا الوجود الكامل كزوجة زكأم.
بل وحنيما ترقى المرأة الى مستوى السيادة فى المجتمع، تكون أيضا انعكاسا اخر لجهد الرجل. واذا كان وراء كل رجل عظيم امرأة كما يقال، فان المثل الشعبى يقول "ادينى الحرة النقية اللى تزودنى وقيه"، أى أن المرأة بوسعها أن ترفع من قدر زوجها الاجتماعى .
وعلى الرغم من التغير الثقافى والاجتماعى الذى شمل معظم أوجه الحياة فى المجتمع المصرى ما زال الرجل ينظر الى المرأة ككائن أقل منه.. رغم ادراكه التام بأن المرأة تقوم بدور حيوى فى حياته .ولكن رواسب الحياة البدائية ما زالت تقبع فى موروثاته الثقافية حتى وان نادى بحرية المرأة وحقها فى الحياة.. فهو ينادى بحقوق المرأة وحريتها على أن لا تكون هذه المرأة زوجته أو ابنته أو حتى أمه. ويرجع ذلك الى أسلوب التنشئة اجتماعية التى ينشأ عليها الابناء داخل الاسرة، وأشكال الواجبات التى يقوم بها الابناء والبنات، بل توجد أنماط متعددة من الممارسات داخل البيت ينشأ عليها الاطفال ذكورا واناثا، ما زالت تجعل من المرأة كائنا أقل قيمة من الرجل، حتى فى حرية اختيار شريك الحياة.. وكما يقول "اخطب لبنتك ولا تخطبش لا بنك".
كما أنه رغم مشاركة المرأة فى صنع الحياة على مختلف أنماطها تضفى على الرجل مسؤلية أكبر من مسؤلية المرأة، فى حين أن العكس هو الصحيح. الا أن النظم الاجتماعية وأنماط الثقافة الشعبية داخل البيت وخارجه تمنح المرأة وجودا منفصما، يجعل صورة المرأة تبدو وكأنها قطع مجمعة وليست كيانا ملتحما له وجوده الارادى فى صنع الحياة والحفاظ عليها.
وهو أمر يجب أن تنتبه اليه المرأة المصرية المعاصرة فى التنشئة الاجتماعية للطفل المصرى ذكرا أم اتنثى. والام التى نالت نصبيها من الثقافة يجب أن تنتبه الى ذلك، فابنها سيصبح رجلا وزوجا تتمنى له حق السيادة، على الاقل على نفسها.
ومن هنا تبزغ ضرورة وضع نسق عام للعلاقة بين الرجل والمرأة غير قائم على الذكورة والانوثة، بل أن يقوم التقييم على أساس من العلاقات الاجتماعية السوية لا على أساس تقييم بيولوجى أو فسيولوجى. ولن يتحقق ذلك الا باشاعة تقييم اخر للمرأة فى المجتمع يحمل مقومات وقيما جديدة تضبط مجموعة أنماط السلوك فى المجتمع المصرى.. ومن ثم المجتمع العربى.. فليست المرأة وعاء للرجل وليست المرأة تابعا للرجل.. ولكن لكل منهما مسؤليته فى صنع الحياة.. حياة الانسان.. وتأكيد انسانيته.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. في ظل صمت دولي استهداف ممنهج للمدنيين وتدمير للمباني وحصا
.. الأخصائية الجلدية مبروكة الشريف
.. الإعلامية منية بن أحمد
.. الإعلامية ريماس القسام
.. الدكتورة وردة الجراح