الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتقال الناشطين صفعة في وجه الديمقراطية

جمال المظفر

2013 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


توقع العراقيون انهم تجاوزوا مرحلة الديكتاتورية ودخلوا عصر الديمقراطيه مرفهين بوسعهم ان يمارسوا طقوسهم المدنية والدينيه بكامل حريتهم لايوقفهم شئ سوى الحياء من ولي الامر الذي سيتقبل النقد والنقد الذاتي بكل رحابة صبر وسيسمع اليهم ويلبي مطالبهم ان كانت مشروعه ، ولكنهم صدموا عندما عرفوا ان الديمقراطية ليست سوى ديكورا تتبرقع به الحكومات وشعارا ترفعه امام الرأي العام لتبين انها بمنتهى الديمقراطية واللطافة مع من ينتقدها حتى وان شتمها بملء فمه ..
العراقيون الذين توقعوا ان الديمقراطية فتحت ابوابها لهم من اجل رفع اصواتهم بوجه الانحراف وسوء الاداء لم يتصوروا ان تصادر اصواتهم وارائهم من خلال نصب الكمائن لهم واعتقال النشطاء في ساحات التظاهر واقتيادهم الى مراكز التحقيق واستخدام العنف المفرط والاذلال معهم بل وصل الامر الى استخدام التعذيب كوسيلة لانتزاع اعترافات غير مرتكبه وقد حدث هذا الامر مع عدد من الاعلاميين حين تم اقتيادهم من ساحة التحرير ببغداد الى مركز الاعتقال والحاق الضرر النفسي والجسدي بهم وتوقيعهم على اوراق لايعرفون ماذا تحوي في طياتها ، وحينما خرجوا من المركز بعد مطالبات عدة من نشطاء اخرين على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة اطلاق سراحهم فضحوا اساليب التعذيب التي مورست بحقهم رغم معرفة الاجهزة الامنية ان هذه المجموعه هي من الاعلاميين المعروفين في الاوساط الثقافيه والمدنية فكيف يتم التعامل مع النشطاء الاخرين غير المعروفين ..
اعتقال النشطاء صفعة بوجه الديمقراطية الناشئة التي جاءت تحت وقع السرفات وهي ترجمة لواقع حال العراق بعد الاحتلال الامريكي بعدما كانوا يتوقعون ان تتعامل معهم الاجهزة الامنية العراقيه بمنتهى الشفافيه لكن للاسف الشديد استخدمت تلك الاجهزة العنف المفرط مع المتظاهرين رغم انهم لايحملون اسلحة ولامتفجرات بل يحملون الورود واغصان الزيتون من اجل تقديمها للاجهزة الامنية ..
لاادري كيف تساوي الحكومة بين من يحمل غصن الزيتون ويعبر عن رأيه بكل صراحة مع من يحمل السلاح ويفجر ويقتل المواطنين الابرياء ، الحكومة تعامل النشطاء مثلما تعامل الارهابيين وربما نشطاء الارهاب يعاملون بشفافية اكثر لان هناك جهات سياسية وشخصيات نافذة تحميهم بينما النشطاء المدنيين لاتحميهم غير ارادتهم وعزيمتهم واصرارهم على الصراخ بوجه الظلم وتردي الخدمات والانهيار الامني ..
غصن الزيتون لم يكن يشبه يوما فوهة البندقية ولايحمل رائحة بارودها وانما له نكهة خاصة يشمها الانسان من مسافة بعيده الا من يعاني من عوق في حاسة الشم فلا يستطيع التمييز بين هذه الرائحة ورائحة البارود اوالمجاري الثقيلة كأجهزة السونار الفاشلة التي قشمرنا بها البريطانيون لاتفرق بين العطر والبارود ..
الديمقراطيه في العراق في خطر كبير مع اصرار الحكومة على اعتقال الناشطين بدعوى عدم حصولهم على موافقات اصولية مسبقه وهذا يعني ذريعة لتهيئة عناصر كبيرة من الاجهزة الامنية لتندس بين المتظاهرين او لتتعقبهم وتعتقلهم ليكونوا عبرة لغيرهم من اجل ترهيبهم كي لايفكروا بالخروج في تظاهرات اخرى متناسية ان من يملك عزيمة واصرار لايهمه الموت وانما مايهمه قضيته وقضية شعبه ..
لم ينقل لي احد عن حالات الاندساس بين المتظاهرين فقد رأيت بأم عيني كيف كان بعض من يدعون انهم متظاهرون ينسحبون من ساحة التحرير ببغداد ثم يصعدون في سيارات تابعه للاجهزة الامنية وهم يرتدون الملابس المدنيه ويتهامسون فيما بينهم اي انهم على صلة وثيقة ويخبرون بعضهم البعض بمايجري في داخل الساحة وحينها شعرت كم تستغفل الحكومة الشعب في مسألة الديمقراطية ..
الديمقراطية ليست ممارسة بقدر ماهي ثقافة وعلى الحكومات ان تعرف كيف تثقف نفسها في هذا الجانب ولاتصادر حرية وكرامة الشعوب لان صوتها اليوم هو الاعلى وان القضاء لن يفرق بين مسؤول كبير او صغير فالجميع سواسية امام القضاء خصوصا عندما يخلع الوالي من منصبه ويصبح بلا حصانة وبلامساندين اي ( والي اكسباير) لان من ساندوه سيركلونه بارجلهم ويساعدوا الوالي الجديد ولي النعمة والجاه والرخاء ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا