الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام العرب

العربي عقون

2013 / 8 / 28
كتابات ساخرة


هل عاد العرب إلى أيامهم ... لا ريب أن كلّ من تتلمذ في المدرسة العربية ومقرراتها "الغبية" يستحضر تلك الأيام(1) ... حيث تشير المصادر إلى استحالة حصر أيام العرب في عدد معلوم لكثرتها، وقد أشار بعضها إلى 1,700 يوم، وبعضها إلى 1,200 ، وبعضها إلى 75 يومًا. من أشهر هذه الأيام ما وقع بين القحطانيين والعدنانيين، وما وقع من أيام داخلية بين القحطانيين أنفسهم أو العدنانيين أنفسهم.
والأيام تصير حروبا والحروب تصير نهبا وسلبا وسبيا ... ويأتي الشعراء نذير شؤم ليكتبوا قصائد الفخار والتشفي في مجتمع لا يضاهيه في تحسس الكلمة مجتمع آخر ... في ذلك المجتمع العربي الأعرابي كانت كتبه ذاكرته فلا صحائف ولا أقلام ... ليس غير الحفظ عن ظهر قلب مكلوم مفجوع لفظائع تلك الأيام التي لا تريد أن تذهب لحالها بل تبقى أشعارا موزونة مقفّاة لا يريد لها الشعراء إلا أن تحفر في القلوب وأن تلهب فيها نارا لا يخمدها إلا الثأر لشرف القبيلة والعشيرة.
ذلك تاريخ العرب وتلك أيامهم ... قلوب مكلومة وذاكرة موتورة وأشعار تغذي مشاعر الانتقام ... هي وقائع درامية كما تصورها تلك الأشعار ؟.... إلى أن جاء دين جديد يبشر بحياة جديدة على أسس وقيم جديدة تنهي قرونا من الاحتراب سماها "جاهلية" وتحتفظ بالروح القتالية العربية تحت باب الجهاد لتكون حربا دفاعية تردّ العدوان على الثغور والحدود وترعى الأمان وتضمن الاستقرار
ولأن العرب أمة بلاغة ومشافهة فقد خاطبهم الدين الجديد بنص بلاغي لا يزال وسيظل أنموذجا في بيانه وحتى في موسيقاه ليحل محلّ إنشاد الشعر - بل إن بعض القرشيين ظنوه شعرا لأنهم ما عرفوا بلاغة غير بلاغة الشعر - وليبطل أو يخفف من تأثير ذلك النص الشعري الجاهلي الذي كان هجائيا مثيرا لمشاعر الاحتراب .
ما ذا فعل الدين الجديد في العرب ... لقد رفعهم من قبائل متناحرة إلى أمّة ذات سلطان فهل كان هؤلاء بعد ذهاب الطفرة النبوية والخلافة الراشدة التي عاش فيها المجتمع الجديد على ذكريات النبوة في مستوى ما أصبحوا عليه من عنفوان السلطان وحياة الدور والقصور وقد دانت لهم الشعوب ... هل ذهبت "حمية الجاهلية
لعل أول ما اصطدم به الدين الجديد بعد إلغائه للحروب القبلية هو "السياسة" والعرب حديثو عهد بالسياسة بمعناها ومدلولها في حضارات الأمم التي سيطروا عليها ... لقد تحولت الخلافة إلى نظام سياسي بواجهة دينية وأصبح الدين في جوهره وأهدافه الإنسانية والإلهية في الهامش وأخذت الروح الجاهلية تستيقظ تدريجيا فتحولت الخلافة إلى ملك عضوض وعاد التغني بشرف القبيلة في الجاهلية في صورة التغني بالعرق العربي واحتقار الأعراق الأخرى "موالي" و"بربر" ولأنه لا شرف فوق شرف النبي فإن الذهنية القبلية العربية ناصبت العداء كل من يمت إلى النبي بصلة قرابة ومنع أهل المدينة من مغادرتها "حتى لا يفتتن بهم الناس" والحقيقة غير ذلك لان الحقيقة هي خوف بني أمية أن تقوم العامة بانتزاع عرش الخلافة الذي اغتصبوه منهم .... فتعددت الأيام وكان يوم الخليفة عثمان الشرارة التي ستحرق العرب عبر تاريخهم ليتبعه يوم الجمل ثم صفين والنهروان ... إلخ وشهدت الفترة الأموية أفظع أيام العرب بعد الإسلام : "يوم الحسين" و"يوم ابن الزبير" وعادت الأحقاد القديمة ... .
لا شيء يزول والتاريخ يعيد نفسه كما يقال وهاهم عرب اليوم بعربهم العاربة وعربهم المستعربة يعودون إلى ذات الأيام وإلى فظاعتها ولعل أبشعها على الإطلاق يوم الكويت لا أعاده الله وأيام النكبة ويوم 5 حزيران مع الكيان الإسرائيلي وهناك يوم واحد لا غير يمكن الاعتداد به وهو 6 اكتوبر.. أما باقي الأيام فهي كلها رزايا من فعل نفوس غير سوية خاضعة لحماقات حدّة الطبع وللمغامرة والمراهقة السياسية لانقلابيين لا يفقهون شيئا في ثقافة الدولة وعلوم السياسة فكانوا وبالا على شعوبهم وعلى أنفسهم أيضا.
ها هي حرب البسوس تعود في شكل جديد في سوريا ... وفي ليبيا كل قرية وكل قبيلة بأيامها ونحن نكتب هذا المقال هاهي مدينة الزاوية في ليبيا تعيش "أيامها" وضاحية بيروت وطرابلس أخذت نصيبها أما العراق المكلوم فلا تكاد تنتهي أيامه "المفخخة" والكل يقول أنه يخوض حربا مقدسة ويترحم على شهدائه فلا ندري أيهم الشهداء وأيهم المعتدون الظلمة
تطورت "ثقافة الأيام" وأصبحت الأحزاب والحركات تحمل أسماء الأيام لأنها أيام خاوية خالية من كل القيم الإنسانية بل هي اقتتال على الريع وعلى التسلط على شعوب منهكة مريضة تعيش الهوان والإذلال ..... هذا 14 آذار وقبله "يوم" 23 يوليو واختلطت علينا الأيام في مصر كما في غيرها... لقد عاد العرب إلى أيامهم فابشروا لان الأمة تحفظ تاريخها وتحسن قراءته وتجيد التأسي بايامه وبمآسيه.
________________________
(1) أيام العرب وقائع وغارات ومعارك دارت بين العرب في العصر الجاهلي تناقل الرواة قصصها مع ما صحبها من أشعار. دارت معارك هذه الأيام بين قبائل العرب فيما بينها، وقليل منها دار بين الفرس والعرب. أكثر هذه الأيام وقع بين العدنانيين (عرب الشمال) بسبب شح موارد الصحراء. غير أنهم في بعض الأحيان أحسوا وطأة القحطانيين (عرب الجنوب) عليهم فناهضوهم في معارك سجلتها أيام العرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - g
بوب ( 2013 / 8 / 28 - 17:15 )
الاسلام ازال الفرقة لكنه زرع فرقة اشد فتكا ، فهو ازال القبلية ليزرع الطائفية ، وهنا لب المشكلة التي تفاقمت حين ظلت القبلية و اضيفت اليها الطائفية


2 - الحاجة باتت ملحة
محمد البدري ( 2013 / 8 / 29 - 18:06 )
لا اعرف يقينا من ذلك المضلل الي وصف فترة حكم العصابة التي صاحبت محمد بانها حكم راشد؟ جعلوهم خلفاء علي ماذا.؟ وجعلوهم راشدين وهم لصوص. نحن في حاجة الي مراجعة عميقة لكل ما وصلنا من هذا التراث ليس علي طريقة اليسار الذي كتب الجذور المادية للثقافة العربية انما علي طريقة الاستشراق الاكثر دقة في فهمه لها.

اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??