الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى من يتجاهلني مع......

رائد محمد نوري

2013 / 9 / 9
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


تتجاهل مؤسَّسات المجتمع العراقي كافَّةً المعوّقين، وتضع العراقيل في طريقهم، أو تتعامل معهم؛ ولكنّها تكتفي /فقط- بإظهار الشّفقة عليهم. تلك العاطفة التي ما فتئت تحاصر المعوّقين؛ لتقمع /عن وعيٍ وعن غير وعيٍ منها- رغباتهم، وتحطّم أجنحة أحلامهم، وتمنعهم من المشاركة في صناعة الأمل والحياة.
هل أحدِّثكم عن قصّتي مع إحدى تلكم المؤسَّسات؟
إنّها مديريّة النّشاط المدرسي، وهي إحدى دوائر وزارة التّربية والتّعليم في العراق.
دأبت هذه المديريّة على إقامة نشاطات متعدّدة؛ رياضيّة وفنّية، ومن تلك النّشاطات مهرجانان للخطابة والشّعر، أحدهما يتنافس فيه الطلبة، في حين يتنافس التّدريسيّون ممن يمتلكون القدرة على ارتقاء المنصة لمخاطبة الجمهور؛ أو لتلاوة الشّعر على مسامعهم في الثّاني منهما.
أنا مدرّسٌ لمادّة اللغة العربيّة، وشاعرٌ؛ مستطيعٌ بغيري؛ كوني بلا عينين.
ارتقيت في الثامن من الشهر الأوّل من هذا العام منصة مديريّة النّشاط المدرسي، وألقيت قصيدة (على خريف أسانا).
كنت أحد المتنافسين الطّامحين في الفوز بشرف تمثيل بغداد في مهرجان عموم العراق الذي كانت وزارة التّربية تعتزم إقامته.
ثلاثةٌ من المحكّمين كانوا جالِسين، أخذوا رقم هاتفي النّقال، وقيل لي: (في نيسان، سيكون المهرجان في نيسان /ربما- وسنتّصل بك هاتفيّاً قبل فترة نعلمك في حال فوزك.)
بعد فترة علمت من أحد المشاركين معي أنّ المهرجان سيكون في أيلول، انتظرت حتى السادس من آب / اليوم الثامن والعشرين من رمضان-ففي ظهيرة هذا اليوم اتصل بي شخصقال: بأنه فلان الفلاني من مديريّة النّشاط المدرسيّ، وأبلغني بأنّي مرشّحٌ للمشاركة في المهرجان الذي تعتزم وزارة التربية إقامته، وطلب مني النّص الذي قرأته من على منصّة المديريّة، فسألته إن كان بإمكاني المشاركة بقصيدة تفعيلة. سألني: (ماذا تقصد بقصيدة التفعيلة؟
شعر حر؟)
قلت: (نعم.)
قال: (هات النّصين؛ ونحن سنختار أحدهما، ورجاءً نريد النّصين غداً، أو في مدّة أقصاها يوم الاثنين القادم. )
في صبيحة الاثنين /12-8-2013- ذهبت للّجنة الأدبية في مديريّة النشاط المدرسي، وسلّمت النّصين للشخص المعنيّ.
بعد خمسة أيام /وتحديداً في يوم السبت اليوم السابع عشر من آب- اتصل بي فلان الفلاني نفسه؛ أخبرني بأن المهرجان سيقام إمّا في النّاصريّة أو في النّجف، وسألني إن كان بمقدوري أن أشارك.
سألته عن موعد المهرجان. أبلغني بأنّهفي أيلول، في العشرة الثّانية منه على ما يظنّ.
قلت: (سأشارك، ثمة وقت لترتيب أموري مع من سيصحبني.)
في اليوم التالي عاد فلان الفلاني للاتصال بي ليخبرني بأن المهرجان سيقام في مدينة الدّيوانيّة، وسيستمرّ خمسة أيّامٍ، وبأنه سيبدأ من الأوّل من أيلول إلى غاية الخامس منه، وسألني إن كان بمقدوري المشاركة.
سألته أيمكن توفير شخص يرافقني؟
أجاب بالنّفي، وأردف بأنّي سأكون المسؤول عن إقامة وطعام مرافقي!.
طلبت منه أن يمهلني حتى اليوم التالي لتدبير أمري، فأمهلني ساعةً واحدةً فقط؛ لأنه /على حد قوله- على وشك كتابة أسماء المشاركين؛ بغية رفعها إلى اللجنة المنظّمة، وفي حال عدم مشاركتي فسيرشح غيري.
بعد ساعة اتصلت به لأخبره بعدم قدرتي على المشاركة.
والآن انتهى المهرجان /على ما أظنّ- وأنا بعيدٌ عنه، لا لشيء إلا لكوني كفيف؛ لا تريد وزارة التّربية والتّعليم العراقيّة احترام رغبتي في مزاحمة أخواتي وأخوتي ممّن شاركوا في المهرجان بالمناكب.
أفلا يحقّ للمعوّق ما يحقّ لغيره، أم أنّ هناك صوراً نمطيّةً تحرص مؤسَّسات المجتمع العراقي على تكريسها؛ وإدامة أشكال تحقّقها في المجتمع؛ لألا يكون بمقدور المعوّق المشاركة في صناعة الأمل والحياة؛ أسوةً بأخواته وأخوانه من غير المعوّقين؟!
سؤالٌ أطرحه على كلّ من يهمّه الأمر مع خالص......
في الساعة الخامسة واثنتي عشرة دقيقةً من صباح الأحد 8-9-2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة