الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى هيئة التنسيق: ما أخبار عبد العزيز الخير؟

بلول عماد

2013 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


في مثل هذا اليوم من العام الماضي 2012، وتحديداً مساء العشرين من أيلول/ سبتمبر، اختفى المناضل د.عبد العزيز الخيّر، واثنين من رفاقه على طريق مطار دمشق خلال عودته ضمن وفد من رحلة مباحثات خارجية بخصوص الأزمة التي تعصف بالبلاد.
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، أصدرت بياناً تتهم فيه السلطة باعتقاله مطالبة بإطلاق سراحه، ليأتي الرد بإعلان البراءة من جانب السلطة على لسان وزير إعلامها عمران الزعبي، ومحملاً سبب اختفاء الخيّر على عاتق عصابات مسلحة "إرهابية"، ليتأكد في وقت لاحق اعتقاله من قبل أحد أجهزة الأمن التابعة للسلطة "المخابرات الجوية".
العالم انشغل وقتها بالقضية، وكتب العديد من الصحافيين والحقوقيين والناشطين حولها لكن دون جدوى أو جديد إلا مزيداً من الغموض والالتباس، رئيس الهيئة في الخارج د.هيثم مناع أثار القضية أكثر من مرة بشكل علني ومباشر على شاشات ترتبط بعلاقة مع السلطة وتسبح في بحر أطروحاتها وخطابها مثل "الميادين" و"المنار" بعد ارتفاع الأصوات المطالبة بتدخل جدي وحاسم، وتطويع العلاقات الجيدة مع روسيا وإيران وحتى حزب الله للتدخل، لكن أيضاً دون جدوى.
أنصار السلطة ينظرون إلى اعتقال د.الخّير بعين الرضا فهو داعم للإرهاب على حد روايتهم التي تولت مهمة تسريب مضامينها قنوات خاصة فيها كما هي العادة، وينظر البعض الآخر إلى المسألة بشيء من التساؤل على اعتبار أنهم لا يعرفون الرجل ولا أين ناضل ولا متى كان مناضلاً أصلاً؟ كما حدث ذات نقاش العام الماضي بيني وبين أحد القائلين بنظرية الوقوف مع سورية الدولة وليس "سورية النظام أو سورية الثورة"، على خلفية مادة نشرتها بشأن القضية، ولذلك ينبغي التذكير لمن لم يزل يردد نفس التساؤلات مع انقضاء عام على الواقعة بأن اعتقال الخيّر حالياً ليس أول مرة، وسبق أن فعلتها سلطة البعث سابقاً وامتد اعتقاله لأعوام، إضافة إلى أن السلطة البعثية وعلى مدار حكمها عملت على تهميش وإقصاء وحتى اعتقال أي مكون أو جهة معارضة -فرداً أو جماعة- تحت عناوين العمالة للخارج والخيانة والنيل من أمن وسيادة الدولة وتهم أخرى فوق الإحصاء، وظل الأمر سارياً حتى انطلاق "الاحتجاجات الشعبية المرحومة" لكنها زادت عليه بعدها أن أطلقت كل صاحب فكر متطرف وتاريخ إرهابي أسود من سجونها، ووضعت مكانهم أصحاب إرادة التغيير السلمي الديمقراطي لتثبت "نظرية المؤامرة" التي قالت فيها، وكل هذا قبل أن يضع العالم كله -أيديه وأرجله- في الأزمة السورية، وبما أن الخيّر ورفاقه وأمثالهما ليسوا متطرفين أو إرهابيين ولا حتى أصحاب سابقة في التعامل مع قوى خارجية أو أجهزة استخبارات، قامت بوضعهم في السجن لأنهم يتحدثون لغة العقل والمنطق والوطن لجميع أبنائه، وبالتالي يشكلون الخطر الأكبر عليها لأنها لا تتقن إلا لغة العنف والحلول الأمنية والتضليل، ولو استطاعت اعتقال باقي مكونات وقوى التغيير السلمي سواء من الهيئة أو من خارجها فلن تتردد لحظة.
الحديث عن د.الخيّر يطول، ولا يمكن اختصار تاريخ الرجل النضالي من جيل تلاه، بمادة إعلامية أو مقالة رأي أو بحث، ولا يمكن لأحد أن يأخذ مكان هيئة التنسيق التي يشكل عضواً بارزاً فيها وكان له فضل تشكليها مع رفاق وقوى أخرى للحديث بهذا الشأن، لكن الدافع الإنساني والحقوقي والوطني يتجاوز حدود السياسة أو منطق التوافقات أياً كان حدها، ويدخل إلى ما هو أعمق وأبعد من مسألة اعتراض أو تأييد لبرنامج أو جهة، وبغض النظر أتفق مع خطاب الهيئة أم لا؟ وسواء لدي مآخذ معينة عليها أم لا؟ يبقى لي في سلامة وحرية الكوادر الوطنية الحقيقية المعتقلة في سجون السلطة كالخيّر ورفاقه وأمثالهم ربما بالآلاف، الشأن، كل الشأن.
مرة ثانية: لا يحق لأحد أياً كان أن يزاود على اهتمام أو سعي الهيئة لإطلاق سراحه، وبشكل خاص من قبل رفاق دربه كحال د.هيثم مناع وآخرين، وأنا هنا فيما ذكرت أو حتى فيما سأتساءل عنه لاحقاً لا أدخل في "ميدان المزاودة" على أحد، كي لا يقوم البعض بالاصطياد في المياه العكرة كوجهه، بل أسجل استغرابي ودهشتي من مرور عام كامل دون القدرة على إطلاق سراحه في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لوجوده ووجود أمثاله، وبغض النظر -كما ذكرت- أثق ببعض مكونات وأسماء الهيئة أم لا؟ أتفق معها أم لا؟ لكن لي ثقة كبيرة بسعي د.هيثم مناع وهو الحقوقي قبل أن يكون السياسي لحسم هذا القضية، مستعيناً بالعلاقات الجيدة التي تربطه والهيئة كما يردد دائماً بجهات دولية وإقليمية لها إذن تصغي لها السلطة برضاها أو رغماً عنها، وأورد هنا للتدليل: استطاعت إيران سابقاً إطلاق سراح مخطوفين من أبنائها لدى إحدى الجهات المسلحة والتي ربما لا تمثيل نظامي لها، مستفيدة من تعاون السلطة وعلاقة طهران بأنظمة جارة، وحديثاً استطاعت روسيا أخذ "الرد السريع والإيجابي" من السلطة ممثلة بوليد المعلم على مسألة نزع الكيماوي وإعلان العزم للتوقيع على اتفاقية دوليه بهذا الشأن في غضون ساعات وأيام لمنع العمل العسكري الأمريكي، فهل هاتين الجهتين اللتين يقول مناع تحديداً بالعلاقة الطيبة معهما "إيران وروسيا" عاجزتين عن الضغط على السلطة لإطلاق سراح الخيّر وهي العاجزة عن رد طلب يأتي من موسكو وطهران؟
ختاماً: أوجه هذه التحية الشعرية إلى د.عبد العزيز الخيّر حيث يمكث كريماً حراً أقوى بماضيه وحاضره من سطوة الديكتاتورية والطغيان وأسمى بفكره ووطنيته من قيود السجن والسجان:
فجرُ القصيدة عن غيابك يسألُ
فألوذ في خمر الشجون وأثملُ
ماذا سأكتب والشعور بخاطري
حينـاً يغادرني وحيناً يبخـلُ
عبد العزيز ترفقاً فـي مهجتي
ما عدت أوجاع الكرامة أحملُ
عامٌ مضى والسجن يفصل بيننا
ومدامعي ملـحٌ ونارٌ تهطلُ
وأنا المعنّى في السؤال صبابةً
حتى غدوت من الصبابةً أخجلُ
***********************
هذا النظام عصابةٌ شرعيةٌ
أصلُ المصيبة كان مما تفعلُ
"بشـّارهم" غنـم البلاد وراثةً
وغدا بعفوٍ كـل لصٍ يشمـلُ
حتى انتفاضُ القهر صار تآمراً
وتكفل الإرهاب فيما يحصلُ
يـا عارنـا ممّا ألمّ بجيـشنا
وهو الطريد بكلّ أرضٍ ينزلُ
والشعب مذبوحٌ بخدعة ثورةٍ
حدّث بها عن كل ما لا يُعقلُ
مأسـاةُ أخٍ قاتـلٍ لشقيقه
ومجاهـدٍ باسم الديانـة يقتلُ
والبعث ربُّ الشعب كان وحاله
مازال لحم الشعب يطهو ويأكلُ
مزقتُ أمجاداً تعيثُ عروبـةً
ولعنتُ جلاداً لمجدكَ يجهلُ
***********************
عبد العزيز وفي الحنايا طعنةٌ
أنّى التفتنا دون إذنٍ تُقبـلُ
فوضى حنينٍ لا جهات تحدها
أو ساعياً بعض الرسائل ينقلُ
عتبي على بعض الرفاق فصمتهم
ما بين أسرك والحقيقة يفصلُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة