الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت الزُّؤام أوالسلام التام

نبيل ابراهيم الزركوشي

2013 / 9 / 24
حقوق الانسان


الموت ذلك الزائر المخيف الذي سوف يأتي يوما ما كي يسلب منا امانة استودعها الباري عز وجل لدينا الا وهي الروح يسلبها منا ويسلبنا من ذوينا الاهل والاحبة والاصدقاء والعائلة والعشيرة لقد اصبح يزاحمنا في تفاصيل حياتنا اليومية نحن العراقيين فبعد ان كنا نستقبلهُ على الحدود الشرقية من جهة الجارة ايران بعنوان الشهادة من اجل الوطن ولمدة ثمانية اعوام حاصدا منا ما يقارب المليون شاب تاركاً النساء الارامل والاطفال الايتام وخراب البيوت اثر فقدان المعيل الذي كان في اكثر الاحيان الوحيد للأسرة وما ان تنفس هذا الشعب المغلوب على امره الصعداء مستبشرا بوقف اطلاق النار وطوى هذه الصفحة السوداء التي كانت بشعارات رنانة منها الشجاعة والاستشهاد والبسالة والدفاع عن الوطن والحرائر والتضحية في سبيل الامة العربية وقائدها الملهم راجعين من جبهات القتال تاركين خوذنا وعدة السفاري وزمزميتنا على السواتر فوجدنا الموت مرة اخرى بانتظارنا على ابواب المستشفيات بعد ان كان يأخذ الشاب من على الحدود اصبح يأخذ الطفل الرضيع واليافع من احضان امه وهي دامعة الاعين وفي قلبها حرقة بدعوى عدم توفر الغذاء والدواء بسبب الحصار الاقتصادي العالمي الذي لم يشهد له مثل لا من قبل ولا من بعد اي شعب من شعوب العالم وكانه اتفاق ضد شعب العراق من قبل حكومة جاثمة على صدره وقوى دولية واقليمية تدعي وبدون اي اثبات انه يملك اسلحة دمار شامل سرعان ما تبخرت وتبخر معها مجموعة من العسكر كانوا يرتدون البزة العسكرية منذو اول يوم لهم لاستلام السلطة وحتى لحظة هروبهم مسمين انفسهم مجلس قيادة الثورة وانت تشاهد خبر اجتماعهم اليومي الذي كان يذاع في بداية كل نشرة اخبار ومع الموسيقى التصويرية تشعر بانه يخططون لاحتلال المريخ او انهم بصدد القاء القبض على ملك الموت وانتهى الامر بهم جميعا الى السجون والمحاكم واُعدِم منّ اعدم منهم وانتهى السيناريو ، فرِح الجميع بقدوم المحتل ولا اعلم لماذا يفرح شعب بان يحتل لعله من اقدار هذا الشعب ان يبقى فرحان او انه استبشر بالحرية التي وعده بها المحتل وتشابكت الاحداث تبدلت الوجوه وتغير كل شيء واصبح المواطن العراقي الذي كان يشاهد قناتين صار بمقدوره ان يشاهد اكثر من مئة قناة او اكثر دون علمه بمصدر هذه القنوات ومن اين تبث ومن يمولها ، وشهد العراق غزو اعلامي من خلال انتشار الصحف الجرائد والقنوات الاخبارية والفنية وغيرها وغزو تكنلوجي عبر انتشار الموبايلات والانترنيت وغذائي من خلا توفر اصناف من الخضراوات والفواكه كنا نسمع بها فالمواطن الذي كان يخشى التحدث في السياسة كي لا يسمعه احد اصبح يتكلم بالسياسة ولا يسمعه احد ولكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو ذلك الزائر المخيف الموت بقى ملازماً لهذا الشعب المغلوب على امره ولكن بصور جديدة عبر السيطرات الوهمية والخطف والقتل على الهوية والاستهداف بالعبوات اللاصقة وغير اللاصقة والسيارات المفخخة بدعوى الجهاد ضد المحتل واخراجه من البلاد وقد خرج المحتل بعد ان كان يتفرج على القتل اليومي الذي كان له هو الاخر نصيبا منه وبقى في الدار اهل الدار ولكن بقي الموت سيفا مسلطا على رقاب الجميع ساكنا اماكن تواجد العمال ذوي الاجور اليومية (المسطر) حاصدا منهم المئات كل يوم او في الحسينيات والمساجد والاسواق ومجالس العزاء وتجمعات الناس في الافراح وها هو الان يجول في ساحات اللعبة للصبية بعد ان اجبرهم على هجرها و المقاهي فارغة لأنها اصبحت ايضا مستهدفة منه ، ان رائحة الموت ازكم انوفنا حتى كدنا لا نميزه عن رائحة الحياة واصبحت قطع النعي السوداء سمة من سمات جدران المدن العراقية وها هي تذيل بجملة جديدة( نعتذر عن اقامة مجلس العزاء ) أي اننا لا نقيم العزاء خوفا من الاستهداف. الى متى يبقى قدرنا الموت؟ ومتى تتوقف طوابير الموت عبر التوابيت الخشبية المسطفة على ابواب المستشفيات؟ متى تغلق المقابر ابوابها لأغراض الصيانة، كما هو حال جميع محال التبضع؟ متى يرحل الموت او يقرر ان يموت ويدفن في المقابر كي يرى ما حصده من ارواح؟ متى نسمع في نشرة الاخبار المذيع وهو يطل علينا بابتسامة عريضة وبعد اداء التحية قائلا( لا اخبار لهذا اليوم عاش العراق في امان تام).الى ان يحدث هذا او ذاك نحن بانتظار الموت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة