الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمم المتحدة وعملاء ال - CIA - والجاسوسية في غزة

طارق محمد حجاج

2013 / 10 / 14
القضية الفلسطينية


الأمم المتحدة وعملاء الـ " CIA " والجاسوسية في غزة
بقلم/ طارق محمد حجاج
لا مندوحة من أن صوت الأمم المتحدة ينحدر بشكل واضح من بوق الولايات المتحدة، فلا عجب من كون الأمم المتحدة لسان حال الولايات المتحدة، ولا غرو من كون قرار الأمم المتحدة ينبثق عن الإرادة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية.
فإن كان العلم الفلسطيني بحسب الجيش الأمريكي رمزا للإرهاب، وإن كانت حركة حماس التي تسيطر على الحكم في قطاع غزة مدرجة تحت قوائم الإرهاب الأمريكية، فما الذي يدفعها لدعم القطاع بهذا الزخم من عمليات الأمم المتحدة على الرغم من أنها منطقة تسيطر عليها منظمة إرهابية حسب التصنيف الأمريكي.
ليس في الخفاء ولا تتوارى عن الأنظار، تعج غزة بمئات المنظمات والجمعيات والمؤسسات الدولية، وللحصة الأمريكية نصيب الأسد، بجانب ما يزيد عن 2000 جمعية محلية اغلبها تتلقى دعما خارجيا من الغرب ومن أمريكا على وجه التحديد، ناهيك عن حجم وضخامة عمليات الأمم المتحدة في القطاع.
فإن فكرنا مليا أن الهدف من ذلك هو دعم الشعب الفلسطيني، فهناك مخيمات فلسطينية في لبنان اقرب ما تكون حياتهم إلى العدم، ومع ذلك تهملهم الأمم المتحدة وأمريكا على الرغم من أنهم فلسطينيين.
وإن كان الهدف دعم الإنسانية، فالشعب الصومالي اقرب للموت بسبب الجوع وانتشار الأوبئة، ولا نجد هذا الزخم في نشاط الأمم المتحدة ولا المؤسسات الدولية فيها، مقارنة بما هو الحال عليه في قطاع غزة، بالرغم من أفضلية الحال في الأخير.
إن حجم الأموال التي تضخ إلى قطاع غزة هائلة، يمكن إن أحسن استخدامها النهوض بالاقتصاد الفلسطيني وتحجيم البطالة، إلا أنها وللأسف تستخدم بطريقة تمحو آثارها، طريقة استهلاكية بحتة.
تستهلك هذه المؤسسات الدولية أموال المساعدات بإنفاقها على خطط من ثلاث مراحل، حسب ما هو مقرر لها:
المرحلة الأولى: الإغاثة وتأتي بعد الدمار والنكبات مثل الحروب والكوارث الطبيعية، من خلال تقديم مساعدات عاجلة للمنكوبين.
المرحلة الثانية: إعادة الأعمار، وإعادة الحال على ما كان عليه، بإعادة بناء ما تم تدميره
المرحلة الثالثة: وهي المفقودة إلى حد كبير في خطط هذه المؤسسات الدولية في غزة، وهي التنمية.
لأنها حريصة على إهدار الأموال بما لا ينفع مستقبل البلاد، عن طريق استهلاكها دون أن تترك أي اثر ايجابي على الاقتصاد الفلسطيني، كتوزيع البطاطين والألعاب الصيفية للأطفال، بدلا من إقامة المصانع وفتح مشاريع توفر فرص عمل.
خلاصة القول يتضح أن حجم الأموال التي تضخ إلى غزة، يتم إنفاقها بحيث لا يستفاد منها اقتصاديا، وإنما تنفق رياء الناس، وتغطية على نشاطات أخرى سرية تقوم بها هذه المؤسسات في غزة.
مما لا شك فيه أن العالم اليوم هو عالم معلوماتي بامتياز، يعتمد على جمع المعلومات، وهو جوهر عمل الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية في غزة، بما يتم توفيره من تقارير عن الأوضاع في غزة.
ناهيك عن عملاء الــ CIA والموساد الذين يدخلون القطاع بجوازات سفر الأمم المتحدة، وما أفضل من تلك فرصة لعملاء الموساد للنظر عن كثب، ووضع الخطط وجمع المعلومات وتجنيد الجواسيس. ليس هذا فقط بل بإمكانهم إدخال المعدات اللازمة للقطاع من معبر ايرز دون رقيب أو حسيب، لهذا لا يدري احد ماهيتها وكيفية تشغيلها والأخطر من ذلك متى يتم تشغيلها والدور الذي تقوم به، سواء في أوقات الحرب أو أثناء جمع المعلومات والتجسس.
إن الأشخاص الذين يعملون مع المؤسسات الدولية والأمم المتحدة، يتم إيفادهم في بعثات خارجية سواء للمؤتمرات أو ورشات عمل أو تنمية بعض المهارات والخبرات، وعلى الأرجح لا احد يود أن يضيع مثل هذه الفرصة.
وهذا هو الوتر الحساس الذي يلعب عليه الموساد لاستهداف الموظفين إبان خروجهم من معبر ايرز، إن كان السفر عن طريق هذا المعبر، فتبدأ المساومة للسماح لهم بالدخول، فيساوموهم على التخابر والتعاون معهم أو منعهم من السفر، وبالطبع ليس مع الكل، وإنما مع أشخاص يتم اختيارهم من قبل الموساد، وليس بالضرورة مساومة الكل.
واللافت في الأمر أن الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية تعلم بهذه الممارسات بحق موظفيها، إلا أنها لا تحرك ساكن، ليس هذا فحسب، فمن يتم إرجاعه لعدم تعاونه مع مطالب ضابط الموساد، لا تلتفت إليه الأمم المتحدة، وكأنها توبخه وتعاقبه لعدم تعاونه، وفي بعض الأحيان تعيده مرة أخرى بحجة أنهم سمحوا له بالسفر، كي يتسنى لضابط الموساد المحاولة من جديد لإقناعه للتخابر معهم.
في النهاية يجب أن يتم توجيه هذه الأموال لتطوير الاقتصاد الفلسطيني، والاستفادة منها أقصى استفادة، ومتابعة الملف الأمني بشكل أكثر دقة، والطلب من الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ضمان مرور كل من يتم إيفاده من معبر ايرز حتى لا تتم عملية ابتزاز البعض منهم.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في