الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العملية الديمقراطية في اقليم كوردستان بين الهموم والطموح

سامي عبدالقادر ريكاني

2013 / 10 / 19
القضية الكردية


كان الفرد الكوردي بعد التجارب السابقة ومن خلال اثنان وعشرون عاما من ادارة الحكم في الاقليم يامل بان تكون العملية الديمقراطية وبناء النظام السياسي هذه المرة في مستوى طموحه, بان يكون مكتملة الاركان ابتداء من وضع للدستور كخارطة سياسية للاقليم تبنى عليه العملية الديمقراطية ومرورا باجراء انتخابات برلمانية نزيهة تنبثق منها اختيار رايس للاقليم وحكومة ذات كفاءات وانتهاء بانتخاب مجالس للمحافظات.
ولكن بناء نظام سياسي مرتكز على عملية ديمقراطية تعرضت للتقطيع والتجزئة والتركيب والتقديم والتاخير لبعض اجزائها بعد ان مرت بمراحل الصهر والصب في قوالب تجهز لتنقش عليها نقوش وزخارف شرقية غربية ,شمالية جنوبية , لايمكن ان تكون على مستوى طموح الشعب الكوردي ولايمكن ان تسير بهم الى بر الامان .
كما ان الجزء او الجزع المستقطع (انتخابات برلمان كوردستان) من باقي جسم النظام السياسي الذي جرى عليها العملية الديمقراطية بعد ان فصلت عنها اهم تفرعاتها (اختيار رايس الاقليم ,ومحاولة ابطال دور الثانية الهيئة الوزارية او الحكومة ) والتي جاءت هذه بعد فصل ذلك الجزع عن جذوره (مشروع الدستور)الذي تمده بالقوة والثبات, واللذي تجري المحاولات الان ايضا من اجل فصله عن اوراقه وبراعمه المتمثلةبا (انتخابات مجالس المحافظات ولجان مراقبة المؤسسات الحكومية) لتحول دون نضجها وتحرم الشعب من ثمرات هذه العملية الديمقراطية ,كل هذا زاد من هموم الفرد الكوردي وزاد من قلقه وشكوكه حول مصير العملية السياسية ومستقبل الديمقراطية في الاقليم.
حتى الجزءالمتبقي من العملية الديمقراطية الذي انصب الجمهور كل طموحه السياسية عليه كرد فعل لما فقده من اجزائها الاخرى خيبت مابقي من امل لديهم لانها اضافة الى ما اعتراها من مخالفات واخطاء قاتلة للديمقراطية فانها بعد مخاض طويل ومؤلم انجبت برلمانا يعتريه تشوهات ستعيق سيرها واستقامتها حتى تضيع طريقها نحو تحقيق اهدافها ,فان غلبت دور الوعاظ ورجالات الدين والعشاير في الحصول على المقاعد البرلمانية وبصورة ملفتة هي من بين هذه التشوهات الى جانب كونها نذير شؤم لحصيلة ديمقراطيتنا ولست هنا بصدد الانتقاص من شان الوعاظ او العشيرة ولكن بصدد تسليط للاضواء على الوعي الجمعي للجمهور واسباب انتهاجهم لهذا السلوك ,والتي جاءت لتعبر وتعكس الحالة النفسية والفكرية التي توصل اليها الشارع الكوردي, وليظهر مدى فقدانها للثقة برجالات السياسة وكوادرها الحزبية ومفكريها بالاعتماد عليهم في قيادة العملية السياسية وبقدرتهم على حل المشاكل الداخلية والخارجية وبالدرجة الاولى الفساد والتبعية ,و الشعور باللاعدالة الاجتماعية والتي دفعت بهم للالتجاء والتشبث بخيط العواطف عبر الوعاظ ورجالات الدين ,والى كنف العشيرة والمناطقوية للاحتماء والاغاثة,توهما منهم بانهم سينقذهم من تبعات هذا الفساد واللاعدالة, وتغريسا للسلوك المصلحي والفئوي بعد ارضاخ للواقع الفاقد للعدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتي جاءت هي ايضا كرد فعل لما يمر به المجتمع من بروز تكتلات قائمة على المصالح ,بعد انتشار المحسوبية والفئوية والمصالح الحزبية وصلة القرابة ودورها الكبير في الحصول على تلك المصالح ,امام انحسار وتراجع دور مؤسسات الدولة في قيادة هذه العملية وفق القوانين والدساتير المتفق عليها والمعمول بها دوليا في ادارة شؤن الدولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس


.. Amnesty International explainer on our global crisis respons




.. فيديو يظهر اعتقال شابين فلسطينيين بعد الزعم بتسللهما إلى إحد


.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي




.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه