الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى المعطي الذي لم يساوم ولم يستسلم حتى الشهادة

وديع السرغيني

2013 / 10 / 30
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في ذكرى المعطي الذي لم يساوم ولم يستسلم حتى الشهادة
كانت بداية التسعينات من القرن الماضي بمثابة الانطلاقة لحراك طلابي جديد، هدفه استرجاع شرعية اتحاد الطلبة اوطم، وتثبيته عمليا على الأرض والميدان..وكان لابد لهذه الانطلاقة أن تتم مواجهتها بالحديد والنار والاعتقال والسجن والاغتيال..الخ، بالنظر للدور التاريخي الذي لعبه هذا الإطار العتيد في تكوين وتأطير الطاقات الطلابية، وفي استنبات الطلائع الثورية اليسارية التي أقلقت راحة النظام القائم لسنوات وأجيال، بسبب من كفاحيتها وارتباطها المبدئي بقضايا الكادحين، وتبشيرها الدائم بالمجتمع البديل، مجتمع المنتجين الذي سيشيده الكادحين وجميع الديمقراطيين الثوريين على أنقاض الرأسمالية وطبقاتها، وجميع المستفيدين من فتاتها.
في هذا السياق، وبالرغم من التباينات في التصور لإعادة هيكلة أوطم كإطار طلابي جماهيري تقدمي وديمقراطي، يتسع لجميع الطلبة بناءا على قانونه الأساسي ومبادئه الأربعة وتراثه التنظيمي..شاركت جميع الفصائل الطلابية التقدمية في إعادة البناء هاته في شكل لجن انتقالية، أو لجن الحوار، أو من خلال البناء القاعدي المرتبط بالمعارك الطلابية وبالنقاشات الجماهيرية والأسابيع الثقافية..الخ، وهو الشيء الذي استسعر النظام وأجهزته القمعية والمخابراتية، فكان أن سخر قوى الظلام الفاشية في الجامعة وفي جميع الفضاءات السياسية والاحتجاجية، بأن فوض لها مهمته الوسخة، بتقليم أظافر القيادات الطلابية اليسارية، عبر التشهير بهم من خلال الإعلام والجوامع، وعبر ملاحقتهم وترهيبهم وتهديدهم بالتصفية الجسدية..وهو الشيء الذي وقع ضحيته الشاب المناضل "المعطي بوملي"، أحد المناضلين الذين تربوا داخل "الحركة القاعدية" المناضلة، على العطاء والمبدئية، خدمة لمصالح الجماهير الطلابية ودفاعا عن حق أبناء الكادحين في التعليم، وفي الجامعة، وفي الشغل بما يلائم الشهادات المحصل عليها..مع ما تفرضه التربية اليسارية والتقدمية من دعوة وتبشير بالمشروع الاشتراكي البديل للنظام الرأسمالي التبعي القائم، وسط الجماهير الطلابية والشعبية.
كان يوم 30 أكتوبر 1991 هو تاريخ الجريمة الشنعاء التي قامت بها عصابة "العدل والإحسان"، التي خططت وأشرفت على اغتيال الشهيد "المعطي" بعد اختطافه من داخل القسم على مرأى رفاقه الطلبة، والأساتذة،والإداريين، و"الحرس الأواكس"، والمخابرات المرابطة بمحيط الجامعة..الخ.
تم اقتياده لإحدى الشقق بحي "القدس" وتم تعذيبه لحد الموت عبر قطع شرايينه، ليتم رمي جثته بعد ذلك في إحدى أزقة الحي..
نحتفل بهذه الذكرى ودم الشهيد وشهداء آخرين _ضمنهم الشهيد بنعيسى_ وكذلك العديد من المعطوبين جراء همجية وتتارية هاته العصابة الظلامية المعروفة "بجماعة العدل والإحسان"، سيبقى دم هؤلاء الشهداء جميعا حدا فاصلا مانعا وممتنعا عن أي تصالح، وبالأحرى التنسيق والتحالف مع هذه الجماعة الظلامية، وأخواتها، سواء كان التحالف ميدانيا، أو صريحا، أو ملتبسا، لا يهم.. أو كان باسم 20 فبراير أو 35 مارس، فلا يهم كذلك.
فلن نسترخص دماء الشهداء، ولن نغير مبادئنا وقناعتنا في شيء، ولن ندير ظهورنا عن الوجهة التاريخية التي ضحى من أجلها شهداء النضال ضد القمع والاستبداد والاستغلال، بن بركة وبن جلون، ودهكون وزروال وسعيدة ورحال وكرينة والبريبري وبلهواري والدريدي وشباضة..الخ وجهة قضايا جماهير شعبنا التي تنتظر الحل، قضايا التغيير الجذري وبناء الاشتراكية والمجتمع البديل.
بهذه المناسبة، أدعو الرفاق، أجمعين، جميع مناضلي ومناضلات التيارات الطلابية التقدمية المتشبثة بمبادئ أوطم وتراثه، من أجل استغلال هذه المحطة التاريخية للتعريف بالشهيد وبجميع شهداء الحرية والتقدم، في شكل وحدوي لا يساوم على الموقف العدائي لقوى الظلام والإظلام، وأن تتخلل الذكرى نقاشات جدية حول ضرورة استنبات الاتحاد من جديد ليكون ذلك بمثابة رد الاعتبار للشهداء الذين ضحوا بحياتهم، وللمناضلين الذين ضحوا بحريتهم وشبابهم من أجل أن يبقى الاتحاد شامخا في فضاء الجامعة يؤطر الشباب ويزرع الحلم في مخيلتهم عن إمكانية وحتمية التغيير نحو الأفضل، وليس ما هو أفضل من الرأسمالية وسياساتها الكارثية سوى الاشتراكية، اشتراكية القرن الواحد والعشرين، اشتراكية المغاربة العرب والأمازيغ، سندها المرجعي الماركسية اللينينية وتجارب الشعوب وخبرة حركات التحرر والحركة العمالية العالمية..الخ.
فلابد إذن لقضايا من حجم قضايا الشهداء، وقضايا المعتقلين السياسيين، وقضايا الدفاع عن الحريات الديمقراطية، وحرمة الجامعة، والحق في مجانية التعليم، والحق في الصحة والسكن والشغل..الخ بأن تكون عاملا لتوحيد الصفوف الطلابية التقدمية، والاتفاق على برنامج نضالي طلابي وحدوي، يساعد على تطوير النضال الطلابي، وعلى جني المكتسبات، وعلى صد المخططات الطبقية التي أجهزت على أوطم وتريد الاجهاز على ما تبقى من حقوق طلابية وشعبية في حقل التعليم وحقول أخرى.
و السرغيني 30 أكتوبر 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟