الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرع ٱلرَّبِّ وشرع ٱللَّه

سمير إبراهيم خليل حسن

2013 / 11 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




شرع ٱلرَّبِّ مسنون يحكم كلَّ شىء. وهو ما يُعرف بلسان ٱللغة بٱلقول "قوانين الطبيعة".
أما شرع ٱللَّـه فهو تنوير لشرع ٱلرَّبِّ. فى كتاب ٱللَّـه "ٱلقرءان" بيانه. وفيه يخاطب ٱللَّـهُ ٱلذين يذكرون أنّه نفخ فيهم من روحه. فيقول لهم: "يَـٰـبنىۤ ءَادم.. يَـٰـبنىۤ إسرٰءيل.. يَـٰـأيُّها ٱلناس.. يَـٰـأَيُّها ٱلمؤمنون..". يوصيهم بٱلأخذ ببيانه وٱلركوع لشرعه فيما يقيمون من شرع وحكم فى مجتمعاتهم. ويبيّن لهم أنَّهم إن لم يركعوا لشرعه سيسجدون لشرع ٱلرَّبِّ.
وعلى ٱلمخاطَب من أىِّ رتبة من رتب ٱلخطاب. أن يعلم أنَّه كان وحشا "يسفك ٱلدِّمآء ويفسد فى ٱلأرض" سجودًا. وأنّه بٱلنفخ فيه من روح ٱللَّـه. صار ءادمًا وإنسًا وناسا يعلم ويضع لعيشه شرعا. ومنه مَن يؤمن بشرع ٱللَّـه ويركع فيصلح ويُحسن. ومنه مَن يكفر بشرع ٱللَّـه ويفسد ويسيئ سجودًا. ومنه مَن يقوم ويسير فى ٱلأرض ينظر ويعلم. ومنه مَن يقعد تشدّه وحشيّته ٱلتى كان يحيا بها من قبل.
فٱلذى سار فى ٱلأرض ونظر وعلم. رأى أنّ للرّبِّ شريعة لمخلوقات تفعل ما تؤمر:
"ولِلَّـه يسجد ما فِى ٱلسَّـمٰوٰتِ وما فِى ٱلأرض من داۤبَّةٍ وٱلملـٰۤئِكة وهم لا يستكبرون" 49 ٱلنحل.
وبما علم ورأى. عرّف شرع ٱلرّبِّ بقوله: "شريعة ٱلغاب".
وعلم أنّ شرع ٱلرَّبِ "شريعة ٱلغاب". يحكم حدود ٱلتكاثر بين سباع وأنعام تسجد. فٱلسباع تفترس أنعاما تحدّ من تكاثرها ٱلمفسد فى ٱلأرض. وما تفعله ٱلسباع وٱلأنعام هو سجود لشرع ٱلرّبِّ. فٱلأنعام تتكاثر سجودا. وٱلسباع تفترسها سجودا.
ومِنَ ٱلذين ساروا فى ٱلأرض وعلموا بشرع ٱلرَّبِّ. مَن علم أنَّ ما يضعه هو من شرع. لا يختلف عن شرع ٱلرَّبِّ إلا بما له هو من تأثير فيه. وأنّ ما شرعه ٱللَّـه له فى وصيّته:
"شَرَعَ لكم مِّن ٱلدِّين ما وصَّىٰ بهِ نوحًا وٱلَّذىۤ أوحينآ إليكَ ومآ وصَّينا بهِ إبرٰهيمَ وموُسَىٰ وعيسىٰۤ أن أقيمواْ ٱلدِّين ولا تَتَفرَّقواْ فيهِ كَبُرَ على ٱلمُشركينَ ما تدعوهم إليهِ ٱللّـه يجتبىۤ إليه مَن يشآءُ ويهدىۤ إليه مَن يُنيبُ" 13 ٱلشُّورىٰ.
يبيّن له شرعات للناس مختلفة. ويبيّن له أنَّه هو مَن يقيم ما شرعه ٱللَّـه بمآ أدرك وفهم من ٱلوصيّة:
"... لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً ومِنهاجًا وَلَو شَآءَ ٱللّـه لَجعَلَكُم أُمَّةً وٰحِدَةً وَلَـٰـكِن لِّيَبلُوَكُم فى مَآ ءَاتىٰـكُم فٱستَبِقُواْ ٱلخَيرَٰتِ إِلَى ٱللّـه مَرجِعُكُم جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمـ فِيهِ تَختَلِفُونَ" 48 ٱلماۤئدة.
فيعلم أنّ ٱلسبيل إلى قيام ما وصّى ٱللَّـه به من شرع. هو فى ٱلركوع لشرع ٱللَّـه وكتابة شرع لحكم فيدرالىّ يوحّد بين ٱلمختلفين ولا يفرّق. يبيّن فيه أنّ لكلِّ شرعة ومنهاج ولاية وحكم. ومن بين تلك ٱلشرعات وٱلمناهج شرعة ومنهاج للكافرين "لكم دينكم ولى دِينِ".
كما يعلم أنَّ مَن ينسى ما فيه من روح. تضيع منه ٱلوصيّة. ويعود جهولا ظلوما كما كان يسجد إلى شرع ٱلرّبِّ "شريعة ٱلغاب". يسفك ٱلدِّمآء ويفسد فى ٱلأرض. فيأتيه مَن يحدُّ من سفكه للدمآء ومن فساده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24