الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطلاق !!!!!!!

محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)

2013 / 11 / 8
القضية الفلسطينية


يعتبر الطلاق في حالة وقوعه انكساراً حاداَ في المسيرة الزوجية وارتداداً يترك بصمات على حياة كلا الزوجين ، ويترك آثاراً سلبية في حياتهما بعيداً عن المكابرة الجوفاء والادعاء الفارغ بعدم الاهتمام وانعدام التأثيرات . فقد يصاب المرء بخيبة أمل ونوع من التردد في تكرار التجربة مرة اخرى ، ويجد لذة في العزلة والانطواء على الذات .
ان حزناً قد يلحق بالانسان اذا افتقد قطّة أو حيواناً ألِف العيش معه ومداعبته فكيف الامر بأنسان يملك خصوصية حباه الله بها وأنعم عليه ؟ كل خسارة يمكن للمرء تعويضها ولكن خسارة انسان كحالة الطلاق ، انما تعني فشلاً اجتماعياً وضعفاً في العلاقات العامة ، وعدم وجود قدرة على تبسيط الامور والاحتكام الى العقل وترويض النفس.
وفي حالة وقوع الطلاق يتناسَ الزوجان عاقبة ما يترتب على خطوة كهذه وما هي مردوداتها على نفسية الاطفال إن وجدوا وعلى سلوكيتهم في المستقبل ، ونظرة المجتمع لهم ، فقد تحوم اشاعات حول الزوجين هي نسج خيال واوهام يلوكها المجتمع الذي لا يرحم .
وبقدر ما كان الزواج عملية بناء ورفد للمجتمع بطاقات جديدة هم الاطفال يعتبر الطلاق ممول هدم يعمل في اساس المجتمع في حالة تعدد وكثرة حالات كهذه .
قد تتحكم الانانية وانعدام الثقافة او قلتها بأرادة الزوجين دون مراعاة للنتائج السلبية التي تترتب على عملية الطلاق ، فينظر كل من منظوره الخاص الى نفسه وضرورة اراحتها وتخليصها مما هي غارقة فيه من حالة احتراب ومشاكل دون السعي لترويض النفس واقناعها بأن الذي يحصل انما هو قدْرها وما هو مرصود لها ومكتوب .
قد تثمر المساعي الانسانية في ترميم حالات كثيرة توشك الحياة الزوجية فيها على الافتراق ولكن هذا يخضع الى مدى سعة روح التسامح والقدرة على التنازل عما يمكن ان يتمسك به احد القطبين المتخاصمين كحقوق مضّاعة. ان الطلاق مهما سوّغت القوانين والشرائع على اعتباره وسيلة لا بد منها فأنه يظل أسوأ تجريح وظلامة تلحق بالكائن الأنسان .. وهو بخلاف الزواج الذي يعكس حالة من الفرح والغبطة والسرور يكون الطلاق ملمحاً سوداوياً وخطى عاثره ومستقبل غامض مجهول ، وحتى الشرائع الانسانية والسماوية لم تُسلّم به رغبة وطواعية ، وانما مكرهة وغير راضية حين نقل الرسول الكريم رؤية الله تعالى في الموضوع فقال : إن ابغض الحلال عند الله الطلاق .. الحديث هذا ضعيف , لأنه لا يصح أن نقول حتى بالمعنى أبغض الحلال إلى الله .. لأن ماكان مبغوضا عند الله . فلا يمكن أن يكون حلال . لكن لا شك أن الله سبحانه وتعالى لا يحب من الرجل أن يطلق زوجته , ولهذا كان الأصل في الطلاق الكراهة , ويدل على أن الله لا يحب الطلاق لقوله تعالى في الذين يؤلون من نسائهم قال : ( للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم * وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم ) سورة البقرة : 226 - 227 .. ففي رجعوهم قال : ( فإن الله غفور رحيم ) يعني الله يغفر لهم ويرحمهم وفي عزمهم الطلاق قال : ( فإن الله سميع عليم ) وهذا يدل على أن الله لا يحب منهم أن يعزموا الطلاق . ولهذا كان الطلاق مكروها في الأصل.وبعبارة اكثر وضوحاً وشمولية -;- إنه شرٌّ لا بد منه لمن يريد القفز من زورق يغرق ، او لمن فكر بذاته بعيداً عن أطفاله .
عند البدو الطلاق نادر ، وأندر منه العزوبية ، لأن العزوبة عند البدو تماثل العقم ، ويشبهون الأعزب بالشجرة غير المثمرة ، وأندر من هذا وذاك الزنا .
======================================================================================================
( مقتطف من كتاب "عشائر قضاء عكا" الذي سيصدر قريباً عن دار بيسان / بيروت- لبنان، تأليف: محمود كلّم.
أخص به قرّاء صحيفة "الحوار المتمدن".)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا