الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلم الوطني الكردي؟!

بولات جان

2013 / 11 / 8
القضية الكردية


العلم الوطني الكردي؟!

هنالك العشرات من الأعلام التي استخدمها الشعب الكردي و الحركات الثورية، و لكل علم من هذه الأعلام قيمته و مكانته الوطنية و القومية لدى أبناء الشعب الكردي، فالكثير من هذه الأعلام كانت شاهدة على تضحيات المقاتلين الكرد طوال مئات السنوات، كما أنها جميعاً ترمز إلى طيف من أطياف التاريخ والجغرافيا و اللون الكردي الوطني. و لكن لم يتفق الشعب الكردي على أي علم ليكون علماً قومياً ووطنياً لكافة أجزاء كردستان. و مثل هذا العلم سيتمخض نتيجة قرار المؤتمر القومي الكردستاني و الذي سيشارك فيه كافة الأحزاب و الحركات و الشخصيات الكردستانية، و كذلك يلقى القبول من لدن الشارع الكردستاني بكافة مكوناته القومية و الطائفية و المذهبية، فلكي يكون العلم علماً وطنياً كردستانياً، فيجب أن يتفق عليه كل الكردستانيين من (الكرد السنة و العلويين و الشيعيين و الأيزيدين و الشبك، الظاظا و الكرمانج و السوران و اللور، و كذلك الأقليات الموجودة مثل التركمان و الأرمن و الآشوريين). حتى ذلك الحين لا ضير من أن يستخدم كل طرف من الأطراف علمه الخاص، و سيكون من الخطأ أن يحاول أي طرف فرض أو محاولة فرض علمه على الأطراف الأخرى أو إقصاء أي علم من الأعلام. و ربما لن يكون هناك ضير من تعدد الأعلام الكردية الوطنية، خاصة و أن عصر الأحادية (قوم واحد و علم واحد و لغة واحدة...) قد ولت و أفلت نجمها، و بات العصر هو عصر التنوع و الاختلاف و الحرية. فالكرد في جنوبي كردستان و بعض الأحزاب الكردية في الأجزاء الأخرى يتبنون علم إقليم كردستان العراق، و في الوقت نفسه نجد بأن الشعب الكردي في شمالي كردستان و أوروبا و الأحزاب المنضوية تحت راية (KCK) يتبنون العلم الأخضر ذو الشمس الصفراء و النجمة الحمراء و عدد هؤلاء ليس بالقليل. فبحسب رأيّ بأنه يحق لكل طرف أن يرفع العلم الذي يريده و لكن دون أن يفرض علمه على الآخرين على أنه (العلم القومي) و تخوين كل من لا يرفعه و كأنه لا يتبى (العلم القومي). أن تصرفات الجهات التي تتبنى علم إقليم كردستان العراق ضيّقة جداً و عاطفية و تسعى الى التسويق و الفرض و الإكراه لأجل جعل علمهم بمثابة العلم القومي، تارة يزعمون بأنه علم جمهورية مهاباد و تارة أخرى بأنه علم جمعية خويبون أو علم جمعية كردية قديمة.
فما هو المقياس الذي نقيس عليه العلم الذي يُراد له أن يكون علمنا الوطني و القومي و ما هي الدلالات و الميزات الخاصة التي يجعله فوق الأعلام الأخرى؟ فهل نرفع علم مملكة كردستان التي أعلنها محمود البرزنجي لأنه علم لأول مملكة كردستانية في العصر الحديث أو لأنه العلم الذي رسمه ادريس البدليسي و جعله علماً للأمارات الكردية ضمن السلطنة العثمانية و رفعه رفعه الكرد طيلة أربعة قرون؟ و هل نرفع علم جمهورية مهاباد لأن صاحبه استشهد في سبيل وطنه؟ و هل نرفع علم إقليم كردستان العراق لأنه علم لإقليم رسمي؟ و هل نرفع علم (KCK) لأنه علم لأكبر جزء من كردستان و العديد من الأحزاب و التنظيمات و الملايين من الكرد في كافة أجزاء كردستان و المنفى؟ و هل نرفع العلم الشعبي(آلا رنكين) لأنه علم شعبي ليست له أية دلالات حزبية أو سياسية و استخدمه الكرد عبر تاريخهم؟ أم نصنع علماً جديداً يتفق عليه القاصي و الداني من الكردستانيين؟؟
تُرفع الأعلام و تسمو من شأنها في حال رفعة و تسمي رافعيها، فالشعوب لا تسمو بالأعلام، إنما الأعلام و كل الرموز تتسامى على يد شعوبها. علينا- بحسب رأيّ- أن نحترم بعضنا البعض و حينها سنحترم رموز بعضنا البعض. فلا ننسى بأن الرموز و الأعلام و الرايات ليست سوى أدوات للتعبير عنا و ليست مقدسة، فالمقدس الوحيد الذي لا يتبدل هو حرية الإنسان، يمكن أن نغيّر الرموز و الأعلام و الشخصيات و الألوان و لكننا لن نغيّر شيء في سبيل قدسية حرية و أخوة الإنسان...
علينا أن نتعلم أن نتحمل ألوان حياة الآخرين و خياراتهم حتى ولو لم تكن بحسب آرائنا و معتقداتنا طالما هي في إطار الحريات العامة و لا تهدد قضيتنا و وجودنا و حرية أمتنا الكردية. نحنُ الكرُد أحوج ما نكون إلى أن نحبَ بعضنا البعض.

من كتابي : مدخل إلى الأعلام الكردية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية