الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراجع تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية.. يفتح إمكانات جديدة..

عبدالوهاب حميد رشيد

2013 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


رغم إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على الاحتجاج، مدعوماً من الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس، يستمر الرئيس الأمريكي وحكومته بالمفاوضات مع إيران. اوباما يحظى بدعم أكثرية الأمريكيين- غير المستعدين لبدء حرب أخرى في الشرق الأدنى -Near East الاستمرار في المفاوضات. كما ويؤيده، على الأقل، نصف الجمهور اليهودي الأمريكي.

وهذا يشكل ضربة قاسية لإدعاءات قادة معظم المنظمات اليهودية الأمريكية بأنها تمثل مجتمعاً متحداً متضامنا، لا لبس فيه، مع إسرائيل. ويعكس أيضاً توبيخاً للنظام الإسرائيلي الذي يعرف اليهود بأنهم يجسدون هذا التضامن.

في الواقع، الحلفاء المؤمنين بإسرائيل يشكلون بحدود 20% من الأمريكيين ممن ينتمون إلى البروتستانتية الانجيلية. هؤلاء يتصورون أن تأسيس دولة إسرائيل دليل على اقتراب نهاية العالم- حكم الله النهائي- حيث يهلك معظم اليهود، عدا مجموعة مختارة يختارون المسيحية.

وانضم إليهم آخرون بدوافع متنوعة ممن يعتقدون أن إسرائيل كحليف عسكري لا غنى عنها للولايات المتحدة في الصراع الذي لا نهاية له مع الإسلام.

رغم الإحباط الذي تعرض له الرئيس (اوباما) في مشروعه المصالحة مع الشعوب المسلمة، فقد اتخذ قراراً ستراتيجياً، تجسد في الامتناع عن هدر الموار المادية والمعنوية الأمريكية على عداوة مستمرة مع إيران.

الصعوبات القائمة حالياً مع مصر، تركيا، العراق، باكستان، وأفغانستان صارت مرهقة بما فيه الكفاية. كما ومن شأن الصراع العسكري بين إيران وإسرائيل إشعال سلسلة من ردود الفعل في الشرق الأدنى، ومن المرجح أن تكون الحصيلة انفجار أعمال العنف في سياق الفوضى الاقتصادية والسياسية.

وفي حالة حصول هذه الاحتمالات، عندئذ يكون من الصعب جداً على الولايات المتحدة إيجاد مخرج لها. من هنا امتنع الرئيس عن التدخل في سوريا، مفضلاً التعاون مع روسيا والاتحاد الأوربي لاحتواء الحرب الأهلية في سوريا، وتطبيق هذا الأسلوب مع إيران كذلك.

تاريخياً، لم تكن إسرائيل دائماً العميل للولايات المتحدة، كما أصبحت بعدئذ. مع ولادتها في سياق حروبها مع البلدان العربية، حصلت إسرائيل الدعم السياسي والأسلحة من الاتحاد السوفيتي، وساعدت فرنسا على تطوير سلاحها النووي، وتمويلها العسكري في حرب العام 1956. وفي عهد بوش الأول first Bush/ الأب، حصل تمزق كبير بعد الغزو الإسرائيلي لـ لبنان. لكن الطرفان أكدا على العلاقة غير القابلة للكسر بينهما. هذا رغم تأثر الدبلوماسية الأمريكية وزيادة شكوكها في سياق تأخير التعاون المخابراتي والأجهزة العسكرية.

أختار الرئيس الأمريكي الدخول في عملية طويلة من المفاوضات مع إيران، دون الإعلان عنها مسبقاً، وذلك على أساس ثقته بأن لديه الدعم من حكومته وكبار المسئولين وضباط الجيش والذين يديرون السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

الشك والمعارضة في الكونغرس يخص الجمهوريين في المقام الأول، ممن يتصورون عالماً تبقي فيه القوة الأمريكية غير قابلة للتحدي. ظهرت إشارات بأن الولايات المتحدة إذا انسحبت من المفاوضات مع إيران، فإن الأطراف الأخرى- الصين، روسيا، والاتحاد الأوربي- سوف تتخلى عن نظام العقوبات.

تخلى أحد العناصر الحاسمة لمعارضته للرئيس. المنظمات اليهودية حريصة على تجنب اتهامها بأنها تعمل لصالح حكومة أجنبية، كما أن شريحة كبيرة من الجالية اليهودية ترفض طلب نتنياهو معارضة الرئيس.

قراراتهم تقوم على الكثير من النقاش داخل المجتمع اليهودي وخارجه. في استطلاع أجراه Pew Research Center، وهي مؤسسة موثوقة في هذا المجال، كانت الحصيلة أن أغلبية اليهود الأمريكان لا يعتبرون إسرائيل مركزا / قبلة لحياتهم الأخلاقية والسياسية. إنهم يعتبرون أنفسهم مواطنون للولايات المتحدة، كما هي حالة بقية الأمريكان.

هذه النتيجة تطرح مشاكل أمام المنظمات اليهودية الأمريكية، ذلك أنها لا يمكن أن تفرض مواقفها من خلال تكرار الكليشيهات المتمثلة بتكرار مقولة المصالح المشتركة التي توحد إسرائيل والولايات المتحدة. تراجع اللوبي الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، يشكل حدثاً هاماً جداً، وذلك بفضل اوباما ووزير خارجيته جون كيري في اغتنام هذه المناسبة.

هل هذا يعني، كما يقول بعض المعلقين بلهجة أقل تعقيداً: الانسحاب العام من الخارج والشرق الأدنى.. ذلك هو الكاريكاتير؟..

السؤال الذي واجه الرئيس، هو نوع المسار المناسب للمصلحة الوطنية للولايات المتحدة. كذلك، فإنه تفهم من إنفاق تريليونات الدولارات، وخسارة حياة آلاف المواطنين الأمريكان نتيجة التدخلات العسكرية، فإنها يمكن أن تُزيد المشاكل/ الخسارة أكثر من أن تعالجها.

من هنا، لم تبدأ عملية إعادة التفكير، حسب، بل أنها تنتشر داخل الحكومة والجمهور وفي وقت مناسب. ومع الوقت سوف تصل حتى إلى بعض المشرعين الأكثر صخباً. من السابق لأوانه التنبؤ بتأثير هذه السياسة الجديدة في المناطق الجيوسياسية الأخرى، كما هو الحال في منطقة المحيط الهادي. ولكن من المؤكد بروز هذا التأثير. بكلمات أخرى، نحن أمام صورة لم تكتمل بعد..
ممممممممممممممممممممممممممـ
Influence of Israel lobby declining in US, opening new possibilities,Global Times | Norman Birnbaum,Published on December 03, 2013.

The author is professor emeritus of Georgetown University Law [email protected]
Posted in: Viewpoint, Top OpEd Articles

https://mail.google.com/mail/u/0/?hl=sv&shva=1#inbox/142ccd7052aa25aa








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل