الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إحتفالات المسلمين برأس السنة الميلادية

اسماعيل موسى حميدي

2013 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




تسود العالم كل عام وعند بداية كل سنة ميلادية مظاهر الاحتفال والفرح وتبادل التهنئة في مختلف اصقاع الارض بمناسبة قدوم العام الجديد ومن ضمن هؤلاء الناس ،المسلمون.
الكل يعلم ان المناسبة هي دينية مسيحية بامتياز ،الامر الذي يثير حفيظة الكثير لاسيما من المسلمين ممن ينكر الاحتفال بهذه المناسبة باعتبار ان المناسبة غير اسلامية ولايجوز الاحتفال بها لانها تنأى عن الاسلام خاتم الاديان ولاتمت له بصلة والاجدر بمن رام ذلك تبادل التهاني برأس السنة الهجرية في الاول من محرم مناسبة هجرة الرسول الاعظم خاتم الانبياء محمد(ص).
أود ان اشير هنا الى بعض الاعتبارات الانسانية والاجتماعية في هذا الموضوع علني اقف على بعض الحقائق التي لربما ترضي القارىء الكريم ولو بنزر يسير مما اراه مناسبا لتحليل ابعاد هذه القضية ..نعم انا اتكلم باعتبارات اجتماعية وانسانية واقول كذلك لان الانسانية والحياة المجتمعية وجدتا قبل الاديان،ولذا ،وُجدت آلات تواصل وعادات انسانية واجتماعية قد احترمتها الاديان عند مجيئها ولم تنفها طالما هي لاتعارض شرع الله سبحانه وتعالى ولا تؤثر في عبادته، والاسلام العظيم عندما اشرقت الارض بنوره لم ينف القيم الاجتماعية للناس سوى تلك التي كانت تمثل عرفا اجتماعيا ظلاميا يتقاطع مع الشرع كوئد البنات وما شاكل ذلك.
على سبيل المثال نظام العبودية في الاسلام على الرغم من انه نظام اجتماعي يرفضه الاسلام مضمونا لكن الله سبحانه وتعالى لم يحرم هذا النظام الاستعبادي بنص صريح احتراما لما هو متعارف في حياة الناس الاجتماعية وهذا يقودنا الى مفهوم احترام السائد المجتمعي عند الاسلام الذي نجده قد تعامل بالمثل مع هذا النظام المتعارف بنظام الرق فقد احترم ارادة الشعوب الاجتماعية ولم يحرّم نظام العبودية بنص صريح انما جفف منابع الرق وهيأ للناس الحرية والفرص والوسائل للتخلص من هذا النظام العبودي لان الناس في الاسلام متساوون في الاعتبارات الانسانية.نعم الاسلام احترم العادات والتقاليد عند الناس.
فالناس طالما تعايشوا وتواصلوا وتصاهروا لابد من متقاربات اجتماعية تجمعهم ومتشابهات قيمية تجعلهم يعتاشون بنفس البيئة الانسانية ولذا فالاحتفال بهذه المناسبة طبيعة اجتماعية توطد هذه المتقاربات بين الاجناس البشرية التي اثبتت الوقائع على الارض ان لاحياة طبيعية الا بتقبل الاخر المختلف دينيا وقوميا ومذهبيا وإلا ماذا ستكون صورة الحياة اذا ما تمترس كل واحد منا خلف جدران معتقداته والغى الاخر.
ومع ذلك نجد احتفال المسلمين بهذه المناسبة ليس من منظور ديني انما من منظور اجتماعي ،والدليل على ذلك اننا نتعامل مع ارقام السنة الميلادية في كل لوحاتنا المكتوبة الرسمية والوثائقية والشخصية، اذن هي صفة بتماس مع حياتنا الاجتماعية العملية ...وبذلك فلمِ هذا الجدل في الاحتفال برأس سنتنا الميلادية ..من ينكر علينا الاحتفال برأس هذه السنة عليه ان يجد برنامجا بديلا للتعاملات العامة عن السنة الميلادية ، بالتاكيد سيكون عاجزا لانها اصبحت عرفا وقاسما اجتماعيا ورسميا تطالعه الشعوب في كل مكان بالعالم ولذا فان الاحتفال بهذه المناسبة كبقية مظاهر احتفالاتنا الاجتماعية السائدة لدينا..فكل عام والامة الاسلامية بالف خير ...وكل عام العالم بسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم يا روح طنط؟
ضرغام ( 2013 / 12 / 28 - 03:54 )
نعم يا روح طنط؟

بتقول مين اللي جفف منابع الرق؟ ياحبه عيني قعد يجفف 1400 سنه واتاريه زود الطين بله، أنت فاكر القراء في هذا الموقع المحترم هم من عينه البلاليص اللي كانوا يقعدوا عند رجلين الشيخ الشعراوي فاغرين أفواههم ومش فاهمين أي حاجه في أي موضوع؟ الأمم المتحده هي التي ألغت التشريع *الألهي* رغما عن انفك وانف أتباع ألدين اياه ، وكانت
الدول الأسلاميه هي أخر الدول التي وقعت مرغمه واليك الدليل في الرابط التالي

http://www.youtube.com/watch?v=tsilQZUHOgM

اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة