الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللات والعزى وهبل...!

عباس النوري

2013 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


اللات والعزى ...وهبل!
عرب الجاهلية عبدوا الاصنام ...واليوم البعض يعبد الأحزاب ؟
(( أفرأيتمُ اللات والعزى* ومناة الثالثة الأخرى * ألكم الذكر وله الأنثى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان))
هل كان العرب قبل الاســـلام متفقين، متحدين على عبادة الأصنام وإن كانت متنوعة ولها أسماء مختلفة أم انه كان هناك خلاف بين القبائل أن اللات أفضل من العزى أو من هبل. قد نحتاج لبحث تاريخي مفصل عن سبب عبادة العرب لأحجار أطلقوا عليها أسماء منها الذكر ومنها الأنثى ويقدمون القرابين...لكن التاريخ لا ينقل لنا أن كانت هناك صراعات حول تلك الآلهة، كما يوجد لدينا صراعات حول أيُ حزبٍ هو الأفضل، وأن الآية الكريمة – كلُ حزبٍ بما لديهم فرحون – تنقل واقع حال الإنسان المبتعد عن الله تبارك وتعالى – وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ۚ-;- أُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
مع أن الله حذرنا بان لا نكون كالذين نسوا الله الآية الكريمة.
المقصد من المقال ... إن لدى الشيعة ثلاثة أحزاب تمثلهم في العراق الدعوة – التيار الصدري والمجلس الأعلى لكنهم غير متفقين وكل منهم يرى ان هو الأصلح والأنجع والآخرين لابد ان يكونوا تبع والمنطق يقول إن كانت هذه الأحزاب الثلاثة تابعة ونابعة من مدرسة أهل البيت عليهم السلام فكان من المفروض أن تتوحد وتشكل حزباً واحد وتخلص الناس من مشاكل الصراع الداخلي في البيت الشيعي لكي يلتفت الجميع لبناء البلد، لأن كل ما يحدث بين الثلاث من مشاحنات ومشاكسات وتسقيط لا يخدم إلا الأعداء وآثاره سلبي على جميع المواطني المنتمين للمذهب أو من ينتمي لأديان أخرى أو مذاهب متنوعة لكن بالمحصلة كلهم عراقيون والشر يعم والخير يخص.
قد يشكل علي البعض هذا التشابه بين عبدة الأصنام وعبدة الأحزاب، لكن في الشرع الإسلامي الأثنين سواء وسائوا سبيلا...فمن يعبد غير الله لن تجد له ولياً ولا نصيرا.
( واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا (
الله يعد الذين يتخذون من دون الله ألهة بانه لا يكون لهم عزا وأن تكملة الآيات التي تلي تؤكد بان أمثال هؤلاء سيكفرون بما يعتقدون ولو بعد حين ((كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا))
ولنتكلم سياسة، لأن الهدف من هذه المقدمة البسيطة هو مدخل لما جرى في العراق من مأسي ومظالم وقتل جماعي وكوارث لن تجد لها مثيل في أي بلد آخر سببه الوحيد التفرقة والصراع من أجل المصالح الضيقة – وكلُ حزبٍ بما لديهم فرحون. أي ان السبب الرئيسي هو البناء الخاطيء لنظام إدارة دولة، أو بالأحرى إنعدام نظام إدارة دولة. لأن مفهوم النظام إيجابي وله معطيات إيجابية وإن كان في النظام الذي يضعه الإنسان شوائب وأنحرافات لكن يبقى أثره إيجابي نافع وليس ضار كما هو الحال في العراق. والبناء الذي أعتمدته القوى حين وضعوا أسس إدارة الدولة أي الدستور كان أساسه فاشل وباطل. ,غني أؤكد على المصطلحات الي أوجدت وما لها من قرار ومنها المحاصصة – التوافق – الشراكة الوطنية. وهذه المصطلحات أخذت بالعراق لكل ما جرى من أنهار دماء الأبرياء لهذا اليوم وسيستمر طالما لا يحدث تغيير فعلي وجذري وواقعي هو إلغاء العمل بتلك المصطلحات الثلاث والشروع بإنشاء نظام حكومة أغلبية ومعارضة قوية – حكومة قوية قادرة على تنفيذ مهامها دون عقبات وعرقلات القوى السياسية المشاركة في السلطة.
ليس من المنطقي أن نجمع بين نقيضين، بين المشرع والمنفذ، وليس من المعقول أن يكون لأي حزب مقعدين مقعد وزاري وآخر برلماني والقاعدة تقول النقيضان لا يجتمعان، مثله كمثل الذي يقول الآن ليل ونهار في ذات الوقت أو الجمع بين النار والثلج، او ربط الخبيث مع الطيب.

لماذا هذا العنوان لمقال سياسي – نعم انها استعارة من أخ في جلسة عائلية وهو قانوني طيب القلب وحسن الأخلاق كنا نناقش الوضع السياسي وذكرت الأحزاب الثلاث فكناها بالات والعزى وهبل – وفهمت قصده وقلتُ له سوف اذكر الأمر في مقال وها انا اوفي بوعدي، والذي فهمته أن الأحزاب الاسلامية الثلاث (كما يقال – تضرب الأمثال ولا تقاس) مع أننا نعيش زمن حرية الرأي فنطلق هذه الأمثال كي لا يشكل علينا أحد بتمسكنا بالخطأ وإن كان من أقرب الناس إلينا، فالكريم من ساهم في رفع الشبهات وإصلاح ما يمكن اصلاحه.
صراع الأحزاب الشيعية الثلاث ليس في مصلحة الشعب ولا في مصلحة المذهب بل العكس هو الصحيح، ومن جانب آخر تمسكهم بالسلطة والتقوقع على ذواتهم وعدم السماح لتشكيل أحزاب تنافسهم على السلطة أمر في غاية الخطورة وتغرة واسعة يدخل من خلالها الأعداء لا محال وإن بقوا على هذا المنوال فأن نهايتهم لا تكون بعيدة.
لستُ منتمياً اليوم لأي طرف من الأحزاب المعنية، ولن أتخذ موقف معادي لطرف معين فجميعهم ذات العنوان وإن أختلف الجوهر، فهم محسوبون علينا ونحن محسوبين عليهم والصراع ليس فقط على السلطة بينهم وبين الأطراف الأخرى بل هو صراع مذهبي صرف وصراع قومي لا محال وإن كان البعض منهم يحاول ان يظهر بلباس متلون أو يحاول التمثيل ولا يجيده.
عندما يقرأ القارئ لمقال ويجد فيها عرض للمشاكل والمعضلات يقول في نفسه ما هو الحل؟ وأقول ... الحل الأمثل والأنجع أن تتخلى هذه الأحزاب الثلاث عن اللباس الديني والمذهبي، وقد كتبت مقال من قبل أكثر من سبع سنوات بان جميع الأحزاب الإسلامية سوف ترفع شعارات وطنية فقط من أجل كسب الأصوات لكنهم يبقون على نهجهم وإن كان ذلك النهج لا يخدم المصلحة العامة والله أعلم لماذا...مع العلم فيهم أصحاب عقول ودراية وتجربة وهم يعرفون هذا الأمر حق المعرفة لكن تمسكهم بالخطأ يوحي لأمور كثيرة منها
البعض يرى بان ورائهم قوى تسيرهم...البعض الآخر يرى أن مصالحهم الشخصية فوق مصلحة الدين والمذهب...وآخرين يتهمونهم بعدم المعرفة في شؤون إدارة الدولة وقد أطلقوا عليهم بمراهقين السياسة وهلم جر فالاتهامات لا حصر لها ولا يمكن ان تنتهي لأننا كبشر ى نرضى على أحد وهناك من لا يرضى على نبي مرسل أو إمامٍ معصوم والتاريخ مليئ بالشواهد والدلائل الدامغة.
أرجع للحل والتمني ... هذه الأحزاب الثلاثة عليها التنازل عن ذواتها والشروع في تشكيل حزب واحد عراقي وطني وليجعلوا تعبدهم واخلاصهم لله تبارك وتعالى وتمسكهم بالنبي محمد صل الله عليه وآله والأئمة الأطهار أمرٌ بين كل فرد وربه، وإن وضعوا منهاجهم السياسي على اساس مذهبي لا ضير لكن التوجه العام والعمل الحقيقي لكل العراقيين، وهذا ينتج حزب كبير وواسع ويصفي القلوب بين انصار هذه الأحزاب وبمقدورهم تشكيل حكومة قوية دون مشاركة أطراف لا تريد للعراق الخير.
ويتغير الحال من تعبد الأحزاب إلى عبادة الله تبارك وتعالى وبالتالي فوزٌ ونصرٌ من الله في الحياة الدنيا ولثواب الآخرة أكبر.

الملخص
عباس النوري – السويد
2013-12-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا