الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم بلا رأس أفضل للقاعدة، العصر الأوبامي الهزيل

احسان طالب

2014 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


انتهى عهد الهيمنة الأمريكية على القرار الدولي وتراجعت هيبة الولايات المتحدة الأمريكية بصورة ملحوظة، ما دفع دول الاتحاد الأوربي لبحث الاتحاد العسكري فيما بينها نتيجة لتراجع الدور الأمريكي، ما لم نقل تدهوره في عالم يبرز ويظهر الصين كقوة اقتصادية وتكنولوجية وعسكرية جديدة ، تقبع في الصف الخلفي منتظرة الظرف الملائم للانقضاض واقتناص ما بقي من مكانة للدول العظمى الأخرى بعد اندحار السوفيت ورثاثة وهزالة العصر الأمريكي الأوبامي. مقابل بروز وصعود ناري للإتحاد الروسي بقيادة القيصر بوتن. والتطلع لقيادة العالم دون الأخذ بعين الاعتبار الموازين الحقيقة للقوى العالمية الظاهرة والمتوارية.
يحلم القيصر الروسي فلاديمير بوتن بحكم روسيا للأبد ، بدت تلك الرغبة واضحة بملاحظاته النقدية ضد مدفيدف وسياساته وتهربه من الاجابة على أسئلة الصحفيين عن رغبته في الترشيح لولاية رئاسية جديدة، ينضوي حلمه على استعادة أمجاد السوفيت بايدولوجيا رأسمالية مسيحية متجانسة ، متجاهلا الظروف الموضوعية التي سمحت له بلعب الدور الأبرز في السنوات الخمس الأخيرة في السياسة العالمية ألا وهو وجود رئيس أمريكي ضعيف ومتردد يخشى اتخاذ أي قرار دولي حاسم خوفا من الفشل ويسعى للتسويف والتزين الإعلامي لصناعة منجزات وهمية يخدع بها الأمريكيين. في حين يحلم أوباما بإنهاء ولايته الثانية بسلام وهدوء ، لن يناله أبدا. ذلك التباين الشديد بين الرجلين سيطيح بهما لصالح قوى أخرى فالأول يهرب والثاني يندفع بقوة غير مبال بعواقب انفراده بالهيمنة الدولية وهو لا يملك كل المقومات الازمة لتلك المكانة ولا يرى مانعا من بناء قصور فوق الجماجم السورية وما ستحدثه سياساته المشجعة على القتل والتدمير وتبرير فناء شعب مقابل بقاء سلطة. واتخاذه مواقف متناقضة ومواربة حيال المشروع النووي الإيراني الأيل في نهايته لامتلاك القوة النووية وتفجير سباق تسلح نووي شرق أوسطي جديد يدخل من خلاله العرب بحالة استنزاف جديدة. لن يكون السباق النووي القادم مجرد تنافس على النفوذ بل سيكون بركانا مدمرا وهائلا سيصيب بشرره وناره العالم أجمع.
استراتيجية المزرعة بدل المصيدة.
الحرب الدينية الطائفية المتنامية والمتصاعدة تتأصل يوما بعد يوم و تتجذر في مفاصل الصراع وخطابه ومفرداته. وكل الظروف المواتية والبيئة الملائمة قائمة مستقرة في سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان، ولن تنجو الدول العربية الأخرى من أتون ذلك الصراع فملامح الانتفاضة ومبرراتها متوفرة وسائدة.
ما الذي دفع باتجاه تمكين داعش ـ الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ والنصرة ـ جبهة النصرة المقاتله ضد الأسد في سوريا ـ وتراجع الجيش الحر أليس هم من يعلنون صبح مساء معاداتهم للقاعدة وحربهم عليها ،فالقاعدة اليوم في أوج نشاطها في كل من العراق واليمن وليبيا وسيناء وسوريا، وحتى بأفغانستان تحت ظل طالبان، و ما كان لها الوصول إلى ذلك الانتشار والاستقطاب الذي لم يسبق له نظير حتى بعد أحداث أيلول 2001 لولا السياسة المضطربة والضعيفة والجبانة لأقوى دولة في العالم تدعي محاربة الإرهاب.
تناولت الصحيفة الأمريكية واشنطن بوست تقريرا استخباراتيا بشأن الحرب الأفغانية حذر من أن المكاسب التي حققتها الولايات المتحدة وحلفائها خلال السنوات الثلاث الماضية، من المرجح للغاية ان "تتلاشي" بحلول العام 2017، حتى في حال إبقاء أمريكا لآلاف من قواتها بعد الانسحاب المقرر في 2014.
ويتوقع "تقدير الاستخبارات الوطنية" ويشمل تقارير 16 من وكالات الاستخبارات الأمريكية، زيادة نفوذ حركة طالبان مع إنهاء الولايات المتحدة واحدة لأطول حروبها في التاريخ. ( سي ان ان 29-12 2013

في حال استمرار السياسة الدولية على ما هي عليه من مهادنة لدول تعد ـ الداعم الحقيقي الأول للقاعدة، والسكوت على المجازر في سوريا ، والتغطية عن طائفية وتطرف الحكم في العراق فإن الأوضاع ستزداد سوءا وستكون الغلبة للقاعدة في سوريا والعراق السنية.
يريد أوباما تغطية المشاكل وتجاهلها وعدم الخوض في معالجتها خوفا من الفشل ويزعم في خطاب نهاية العام أنه حقق إنجازات غير مسبوقة كتخليص سوريا من سلاحها الكيمائي ، لكنه ينسى أن أي سلطة قادر على إخفاء الكثير الكثير من الحقيقة كما أنها قادر على إعادة انتا ج ما تخلصت منه. إذا ما دعت الحاجة. الاتفاق النووي المزعوم بين 5+1 وإيران ما زال في مهب الريح فأكثر من ثلثي أعضاء البرلمان الإيراني إي ما يقارب 200 من أصل 290 يطالبون بتخصيب اليورانيوم بدرجة 60% و قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، : (إن بلاده بدأت إنتاج جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي. خلال مؤتمر محلي في أصفهان وسط البلاد وأضاف إن منظمة الطاقة الذرية منهمكة باختبار الأجهزة الجديدة، وإنها ستقوم بإنتاجها على "مستوى ضخم" بعد إنجاز جميع الاختبارات اللازمة.27 -12-2013
وذكر صالحي أن بلاده تملك حاليا 19 ألف جهاز طرد مركزي في منشآت تخصيب اليورانيوم قائلا إن طهران تعد ضمن البلدان التي تملك جميع مراحل إنتاج الوقود النووي من الاكتشاف حتى الإنتاج. فعن أي اتفاق يتحدث ع السيد أوباما وأي تراجع أو تجميد للمشروع النووي الإيراني الذي يسير بخطى واثقة نحو إنتاج الماء الثقيل لحظة بلحظة. فعن إي اتفاق يتبجح أوباما ووزيره الساذج كيري؟ محمد جواد ظريف يصرح بأن إعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي تحتاج فقط ل 24 ساعة. قد تتمكن إدارة أوباما من اقناع إيران بتطبيق اتفاق على الورق وتأخذ فرصة ستة أشهر على الأقل ولا يضرها شيء هنا، يل ستستعيد حيوية ونشاط فقدتها تحت وطأة العقوبات ، وستنال حصة أكبر من السيطرة على المنطقة العربية القريبة والمجاورة ، فها هو كيري " العظيم " يرى دورا ايجابيا لإيران في مؤتمر سوريا للسلام، ما يعد تغيير في السياسة الأمريكية وجزرة أمريكية لإيران على حساب استمرار نهر الدم البارد في سوريا. لكنها في الواقع تكرر تجربة كارثية لمفاوضات القديمة وفاشلة مع كوريا الشمالية النووية.
تفويض روسيا بالتحرك الفعلي في سوريا أذهب هيبة أمريكا بل وأطاح بدورها العالمي ، بينما يتحرك ويطرح وزير خارجيته " المتهالك" حاملا حلولا خلبية لواحدة من أعقد القضايا السياسية في العالم أقصد القضية الفلسطينية ما يعكس سذاجة مضحكة لطريقة و أسلوب الوزير في معالجة القضايا الأشد سخونة وخطورة كالقضية السورية ، فبعد لقاءات مرثونية واتفاقات مبهرجة إعلامية بين كيري لافرورف، لا يطفو على السطح أي نتائج فعلية سوى الأرواح الطاهرة للآلاف السوريين. باتظار مؤتمر جنيف 2 بلا أجندة وبلا سقف زمني وحتى بدون اتفاق على تسمية الأطراف المشاركة واستخفاف بالشعب السوري وتحويل المؤتمر عن هدفه المركزي إلا وهو تطبيق جنيف واحد الذي أجمع عليه العالم والنظام والمعارضة. يتوقع العراب الأمريكي روبرت فورد أن تستمر المفاوضات بين المعارضة والسلطة السورية سنة على الأقل! أليست مقدمة مفرطة في التشاؤم؟ لا جديد فلتستمر المفاوضات حتى نهاية ولاية أوباما فهو يريد الخروج من البيت الأبيض بنجاحات إعلامية وزخرفة برباغندا دون الخوض الحقيقي في أتون مشاكل العالم لأنه ببساطة لا يثق بقدرته على وضع أي حل فليؤجل كل شيء حتى يخرج بأقل أضرار ممكنه ! حقا إنه أضعف رئيس عرفته أمريكا.
ما ننتظره هو مزيد من التعقيدات والصراعات والحروب في أيما بقعة من العالم ولعل التفجير الإرهابي في جنوب روسيا رسالة قوية لما يمكن للقاعدة فعله في ظل الهيمنة الروسية على القرار العالمي والخيبة الأوبامية والإخفاق العميق للدبلوماسية الأمريكية وسياسات مكافحة الإرهاب العالمية. . وذكرت وكالة أنباء روسية، أن "انفجاراً هز محطة قطارات في مدينة فولغوغراد، جنوب روسيا، ما أسفر عن سقوط 18 قتيلاً على الأقل". 29-12-2013 الجدير ذكره أن تفجيرا مماثلا حدث في اليوم التالي في ذات المكان أوقع عددا مشابها من الضحايا تشير الدلائل والاتهامات نحو تنظيم قاعدي جديد يدعى أمارة القوقاز الإسلامية.
لقد خسرت الولايات المتحدة معركتها مع القاعدة أو على الأقل لقد خسرت جولات طويلة معها في العراق وأفغانستان واليمن واليوم في سوريا. وغدا في العراق ما يدعو لمراجعة السياسات الأمريكية والدولية في مواحهة القاعدة وفشل السياسة الانتهازية الا أخلاقية التي يتبعها المجتمع الدولي بترك سوريا ساحة استقطاب وتجمع لعناصر القاعدة وتنظيماتها، لقد جاءت تلك التوجهات بنتائج عكسية حيث باتت الأراضي السورية بيئة حاضنة للقاعدة وتربة خصبة لتزايد أعدادها واكتساب عناصر جديدة من السوريين الذين كانوا بمجملهم وغالبيتهم الساحقة من أعداء القاعدة وبات قسم منهم جزء من القاعدة بفضل الحرب المزعزمة والكاذبة على الإرهاب. اليوم يتحمل السوريون عبء محاربة القاعدة بعدما قلصت أمريكا مساعداتها " الهزيلة " لكنهم ماضون في حربهم ضد القاعدة وسيدحروها ما لم تتدخل قوى خارجية وداخلية تدعي عداء القاعدة لكنها في الحقيقة جزء من استراتيجيتها.
اليوم يعاد إنتاج المأساة العراقية والسورية بأدوات جديدة، لكن بذات المرجعية الأمريكية الإيرانية المتواطئة ضمنا مع الأجندة الروسية، في مقابل أجندة خارجية أخرى سعودية خليجية وتركية غير متماسكة ومشتتة ، حيث يتقاسم الجميع الأدوار ويفكرون في جني الثمار قبل الأوان على حساب الشعوب وثرواتها ومستقبلها الغامض وربما الرهيب ، المأساة اليوم هي كون التجارة بأرواح الشعوب ومستقبل أبنائها ، تجارة بتدمير البلاد والقضاء على مقدراتها.
عالم بلا أقطاب تتنازعه أيديولوجيا رأسمالية دينية عرقية: خلطة عجيبة غريبة غير متجانسة لكنها حقيقة تحولت لواقع مناسب ومفضل للقاعدة كونه مخل ومضر ومدمر لدول العالم اجمع.
استراتيجية المصيدة تحولت لإستراتيجية معاكسة تماما هي المفرخة أو المزرعة، فبدل ااصطياد القاعدة في سوريا والعراق واليمن ـ كما يزعمون ـ صارت تلك البلدان مركز تصدير وإنتاج للقاعدة وفكرها وعناصرها. لم يعد متوفرا اليوم قبطان لسفينة العالم التي يقودها الشيطان نحو الغرق، فلتهنأ القاعدة بالقيادة الروسية الإيرانية المنتصبة فوق الحمار الأمريكي تقوده حيثما تشاء فالديمقراطي أوباما يخشى الامساك بالزمام خشية الضياع أو الهلاك لكنه هالك لا محالة ما لم يغير أو يتغير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو