الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفوائد الاقتصادية لاستضافة معرض اكسبو 2020 في دبي

عدنان فرحان الجوراني

2014 / 1 / 6
الادارة و الاقتصاد


يعد استضافة دبي لمعرض اكسبو 2020 من أهم الأحداث الاقتصادية العربية لعام 2013، وهو حدث ليس هينا كما يتصوره البعض وسيحقق فوائد اقتصادية كبيرة ليس لدبي وحدها بل لمعظم دول المنطقة. ولتوضيح ذلك نبين الآتي:
ما هو معرض اكسبو؟
انطلق المعرض بدورته الأولى في في لندن عام 1851 تحت عنوان "المعرض العظيم لمنتجات الصناعة من دول العالم" كأحد الفعاليات المتميزة التي ترمي إلى تعزيز العلاقات الدولية، والاحتفاء بالتنوع الثقافي، وتقدير الإبداعات التكنولوجية.
يمثل المعرض حاليا ساحة تلاق عالمية لعرض الابتكارات والاهتمام بالتنمية المستدامة، وتحسين مستوى المعيشة للبشر حول العالم.
ينظم "معرض إكسبو الدولي" كل 5 أعوام، وهو يستقطب ملايين الزوار القادمين لاستكشاف الأجنحة والفعاليات الثقافية التي ينظمها مئات المشاركين بما في ذلك الحكومات، والمنظمات الدولية، والشركات.
المكتب الدولي للمعارض هو الهيئة أو المنظمة المشرفة على هذه المعارض الدولية، وتعطي مفهوما لهذه المعارض بأنها وجدت «لهدف تعليم الجمهور، وبذل مجهود بالموارد المتاحة للإنسان لتلبية حاجيات الحضارة أو حاجيات فروع النشاط البشري للتقدم وللوصول لأفاق المستقبلية». تعتبر هذه المعارض دولية لأن الكثير من الدول تشارك فيها.
المشاركين في هذه المعارض هم أساسا الدول والحكومات، ثم الجمعيات والشركات والمؤسسات والهيئات.
انطلقت الدورة الأولى من معرض «إكسبو» في لندن عام 1851 تحت عنوان «المعرض العظيم لمنتجات الصناعة من دول العالم» كأحد الفعاليات المتميزة التي ترمي إلى تعزيز العلاقات الدولية، والاحتفاء بالتنوع الثقافي، وتقدير الإبداعات التكنولوجية، وشهد المعرض آنذاك حضور ستة ملايين شخص، واستخدمت إيراداته في تمويل بناء متحف "فيكتوريا وألبرت".
فيما أقيمت الدورة العالمية الأولى لـ«معرض إكسبو الدولي» في الولايات المتحدة الأميركية عام 1876، وعرض من خلاله أول جهاز هاتف، وأول آلة كاتبة تجارية، وأعلن عن إطلاق طماطم "هاينز".
يعد «برج إيفل» الشهير من أبرز عناصر الإرث التاريخي للمعرض، إذ شُيِّد ليكون بمثابة مدخل إلى «إكسبو 1889» الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس.
ونظمت باريس مرة أخرى «إكسبو 1900»، وكانت هذه الدورة طفرة في عالم المعارض، إذ شهدت حضور أكثر من 50 مليون شخص، وعرض من خلالها ابتكارات عدة منها السلالم الكهربائية، ومحركات الديزل، وعجلات الملاهي العملاقة، والأفلام الناطقة. كما اشتهر المعرض أيضاً بإطلاق الدورة الثانية للألعاب الأولمبية.
واحتضنت مدينة سانت لويس الأميركية «معرض إكسبو الدولي 1904»، والذي تميز بعرض أكواز المثلجات الصالحة للأكل، والتي كانت تُقدم حتى ذلك الحين باستخدام العبوات المعدنية أو الورقية.
فيما احتفل «معرض إكسبو الدولي 1915» في سان فرانسيسكو بافتتاح قناة بنما، وأتاح للمدينة فرصة التعافي من آثار الزلزال المدمّر الذي ضربها عام 1906.
واشتهر «معرض إكسبو الدولي 1958» في بلجيكا بنصب «الأتوميوم» الضخم المصنوع من الكريستال الصلب، والذي يعتبر في وقتنا الحالي أحد أهم معالم مدينة بروكسيل.
وكان «معرض إكسبو الدولي 1970» في مدينة أوساكا اليابانية نافذة لعرض النماذج الأولى للهواتف النقالة، غير أن محور الاهتمام الأبرز في تلك الدورة تمثل في عرض صخرة قمرية كبيرة في جناح الولايات المتحدة الأميركية أحضرها رواد فضاء مركبة «أبولو 12» إلى الأرض عام 1969.
وتناول «معرض إكسبو الدولي 1986» في مدينة فانكوفر الكندية موضوع النقل والمواصلات مسلطاً الضوء على نظام القطار الكهربائي، والقطار المعلّق، وقوارب الجندول، والتاكسي المائي.
وتم استخدام أسلاك اتصال بطول يقارب 2000 كيلومتر خلال بناء موقع «معرض إكسبو الدولي» في مدينة برزبن الأسترالية عام 1988، والذي استقطب نحو 16 مليون زائر.
ونظرا لأن "إكسبو" هو معرض عالمي رفيع ينظم كل خمس سنوات فهو ليس كأي معرض عادي لقطاع محدد بل هو جامع لكل المجالات والدول والثقافات المختلفة من كل قارات العالم.
يعتبر معرض إكسبو الدولي محفزا لعمليات التحول الاقتصادي والثقافي والاجتماعي واستضافت مدينة شنغهاي الصينية الدورة الأخيرة في عام 2010 تحت شعار «مدينة أفضل حياة أفضل» وزاره نحو 72 مليون شخص. وستقام النسخة القادمة من معرض إكسبو في مدينة ميلانو الإيطالية عام 2015 تحت شعار "تغذية الكوكب، طاقة الحياة" لينطلق عام 2020 من دبي التي أصبحت أول مدينة عربية تستضيف هذا الحدث الهام.
قامت الدول الأعضاء في "المكتب الدولي للمعارض"، والبالغ عددها 167 دولة، بالتصويت لاختيار دبي لتنظيم اكسبو 2020 في الاجتماع الذي عقده المكتب يوم الأربعاء المقبل 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
ويعد معرض إكسبو الدولي أحد أكبر الفعاليات العالمية غير التجارية من حيث التأثير الاقتصادي والثقافي بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية. وتتراوح فوائده للمدن المضيفة بين الفوائد الملموسة، مثل المكاسب الاقتصادية، وصولًا إلى فوائد أخرى لا تقلّ أهمية، مثل التقدم في مجالات العلاقات الثقافية والدبلوماسية. و"إكسبو" هو معرض عالمي يقام كل خمس سنوات، ويستمر لمدة 6 أشهر.
سيتم تنظيم المعرض بين أكتوبر 2020 وأبريل 2021، أي على مدى 6 أشهر وستبلغ مساحة إكسبو 2020 1,2 مليون متر مربع من المساحات المبنية، منها 700 ألف متر مربع ستخصص لأجنحة المعرض والمرافق والمنشآت الداعمة ضمن موقع إكسبو الذي سيتم احتضانه في مركز ضمن مطار دبي وورلد سنترال، في الجهة الجنوبية الغربية من دبي بمحاذاة مطار آل مكتوم الدولي وعلى مقربة من ميناء جبل علي.

فوائد استضافة دبي للمعرض:
1- المساهمة في نمو الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بمعدل سنوي إضافي يراوح بين 1 و2% زيادة عن معدل النمو المتوقع، وزيادة نمو القطاعات غير النفطية، وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي لدبي.
2- دبي ستشهد خلال السنوات المقبلة زيادة في عدد الشركات وحجم الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً الأوروبية، التي ستعمل انطلاقاً من دبي، في محاولة للفوز بحصة من المشروعات المرتبطة بـ«إكسبو» ثم تستقر في دبي بعد ذلك، لافتين إلى أن قطاعات التشييد والبناء، والسياحة، وتجارة التجزئة، والفنادق، والمطاعم ستكون أكثر القطاعات استفادة من المعرض.
3- نقل صورة نجاح الاقتصاد الإماراتي إلى العالم، وتركيز دبي على روابطها العالمية، والميزة التي تتمتع بها للقيام بالأعمال التجارية، لافتين إلى أن التفاعل مع المواطنين في حدث يدعو للفخر الوطني ومساعدتهم في المشاركة والاحتفال بنجاح الدولة في الاستضافة، وتنظيم المعرض، سيسهم في تعزيز الكرامة الوطنية، وهي عوامل ستؤدي إلى تطوير وتعزيز عمليات توطين الوظائف والرفاه الوطني.
4- الإنفاق الحكومي المتوقع على مشروعات البنية التحتية اللازمة لاستضافة الحدث العالمي، سيفيد معظم الشركات العاملة في دبي، لذا فإن فمن المتوقع أن تشهد دبي خلال السنوات المقبلة زيادة في عدد الشركات وحجم الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً الأوروبية، التي ستعمل انطلاقاً من دبي في محاولة منها للفوز بحصة من المشروعات المرتبطة بالمعرض، ثم تستقر في دبي بعد ذلك.
5- سيساهم المعرض في توفير أكثر من 280 ألف وظيفة، كما ستتطلب تلك الاستضافة زيادة عدد الفنادق الجديدة في الإمارة بمعدل الآلاف، لأنه من المتوقع أن يستقبل هذا المعرض أكثر من 25 مليون زائر.
وسيكون هذا دافعًا قويًا لبناء مدينة محمد بن راشد، إضافة إلى بناء عدد كبير من المدن الكبيرة والرائعة، علاوة على بناء عدد كبير من البنى التحتية الجديدة وتطوير تلك الموجودة حاليًا.
6- أظهرت دراسة أعدها "مركز أكسفورد للدراسات الاقتصادية" حول المردود المادي لإكسبو دبي 2020 أن العائدات المالية المتوقعة للدولة من استضافة المعرض ربما تصل إلى نحو 139 بليون درهم..
7- استحداث نحو 280 ألف فرصة عمل جديدة في الدولة نتيجة لاستضافة المعرض، سيؤسس لطلب على الخدمات والمنتجات المصرفية، ما ينعكس على زيادة مبيعات البنوك ومن ثم نمو أرباحها خلال السنوات المقبلة.
ونبه المصرفيون إلى أن التأثير الاقتصادي للمعرض سيتجاوز حدود الإمارات إلى دول الشرق الأوسط، إذ تظهر التقديرات الأولية أن المعرض سيسهم في المحافظة على استدامة مليون و400 ألف فرصة عمل في المنطقة، مشيرين إلى أن الفائدة الاقتصادية المباشرة ربما تأتي في المرتبة التالية للفوائد الناجمة عن تعزيز سمعة دبي وتقديمها لملايين الزوار من أنحاء العالم.
8- ويقدر بنك HSBC حجم الإنفاق العام المتوقع على مشاريع البنية التحتية اللازمة لإقامة مركز المعرض وخطوط الطرق والنقل وغيرها من المشاريع التي تضمنها ملف دبي لاستضافة "إكسبو 2020" نحو 32,1 مليار درهم، فيما قدرت الإنفاق الخاص المتوقع على المشاريع المصاحبة بنحو 34,9 مليار درهم، منها 31,2 مليار درهم على مشاريع فندقية و3,7 مليار درهم على الخدمات الخاصة بأجنحة الدول المشاركة في المعرض، وسيكون المعرض مساهما باستدامة سوق الشقق السكنية ومن بين قرابة 300 ألف وظيفة جديدة يتوقع أن يتم توليدها لاستضافة المعرض يتوقع بنك ستاندرد تشارترد أن 90% منها ستتوفر بين عامي 2018 و2021. ويتوقع أن تتحول معظم هذه الوظائف إلى وظائف دائمة تولد بدورها طلبا على سوق السكن في الإمارات وسترفع الأسعار.
9- انعكس فوز دبي على سوق الأسهم وتأثرت إيجابا أسهم الشركات التي يتوقع أن تكون ضالعة بمشاريع المعرض مثل شركات البناء والنقل والعقارات مثل أرابتيك وإعمار وطيران العربية. وارتفع المؤشر العام لسوق دبي المالي بنسبة 0.85%، بعد أن وصل لمستوى 2915.78 نقطة واستطاع المؤشر أن يضيف لرصيده مكاسب بلغت 24.62 نقطة عقب الإعلان عن فوز دبي باستضافة المعرض.
في الختام نود التوضيح أن هذه الاستضافة لم تأتي اعتباطا بل جاءت نتيجة تخطيط وجهود كبيرة بذلتها امارة دبي والاهتمام الكبير من القيادة السياسية لها بهذا الحدث وفي مقدمتهم حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد الذي وعد بإبهار العالم في معرض اكسبو 2020.
وقال محمد بن راشد في تغريده على حسابه الخاص على موقع تويتر “وعدنا العالم بأننا سنبهره في 2020، ونؤكد اليوم وعدنا، ونعد أيضا بأننا سنحقق شعارنا في تواصل العقول لبناء مستقبل أفضل”
وتتابعت تغريدات حاكم دبي بعد الإعلان عن فوز امارته باستضافة “اكسبو 2020″-;- وقال:”منطقتنا هي مكان لالتقاء الحضارات وامتزاج الثقافات وصناعة الإبداعات. وستسرد منطقتنا دورها الحضاري بمبادرات من هذا النوع”.
وأضاف “نريد أن نحقق تواصلاً حقيقياً نبني عبره مستقبلاً أفضل لأبناء المنطقة وشبابها حان الوقت لتستعيد فيه منطقتنا دورها التاريخي والحضاري”.
كما كان هناك اهتمام كبير من رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الذي قال في تغريده على حسابه الخاص على تويتر: “كنا على ثقة منذ اليوم الأول لتقدمنا باستضافة “إكسبو 2020″-;- بأن دبي جديرة بالفوز، وأن بلادنا تمتلك كل مقومات النجاح".
وهذا الاهتمام هو الذي أدى سابقا الى بناء الاقتصاد الاماراتي بشكل صحيح ليصبح من أفضل الاقتصادات أداء في الشرق الأوسط، وسيؤدي الى استمرار هذا التفوق بحكمة وحنكة الادارة السياسية ووضع الاستراتيجيات المناسبة لاستدامة الاداء الاقتصادي الجيد وتطوير كافة مرافق وقطاعات الدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجة الحر في مصر.. ما الأضرار الاقتصادية؟ • فرانس 24


.. الرئيس الفرنسي يحث الاتحاد الأوروبي على تعزيز آليات الدفاع و




.. تقرير أميركي: طموحات تركيا السياسية والاقتصادية في العراق ست


.. إنتاج الكهرباء في الفضاء وإرسالها إلى الأرض.. هل هو الحل لأز




.. خبير اقتصادي: الفترة الحالية والمستقبلية لن يكون هناك مراعي