الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم نخترع إلا العشيرة والأنبياء

الشهيد كسيلة

2014 / 2 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


نكبات العالم العربي كثيرة ومتعددة ومتنوعة إلى درجة أن كل من يريد زرع الاضطراب لإيقاف عجلة التطوّر التي هي بدورها شبه متوقفة لن يتعب كثيرا ، فالأرضية ملائمة وهي تعج بالتناقضات والاختلافات في مجتمعات لم تدخل العصر بفكرها وعقلها ظنا منها أن امتلاك السيارة رباعية الدفع وارتداء اللباس الخواجاتي وتشييد ملاعب رياضية ... كاف لإعلان الدخول إلى العصر وفي العصر.
يبدو أنه ليس في ذهن الأغلبية الساحقة إلا الأنا الفردي الشخصي الذي حتى وإن اتسع قليلا لن يتجاوز الانتماء إلى القبيلة وهنا بيت القصيد حيث يعشش فايروس الروح القبلية في الجسد المجتمعي مما جعل كيان الدولة الوطنية التي أسستها طلائع التحرير من الاستعمار يتلاشى تدريجيا تحت وطأة طرفي كماشة هما الانتماء إلى القبيلة والانتماء إلى الأمة "الإسلامية" والانتماءان كلاهما يلغيان الوطن والوطنية والمواطنة ... فالانتماء القبلي يلغي الجغرافيا لأن القبيلة جسم متحرك تسوقه رياح الأمطار ويستوعبه بساط الكلأ ظرفيا ولذلك تراه في تنقل دائم ... والانتماء إلى الأمة الذي يفترض أن يكون روحيا يريد له الإسلام السياسي أن يتحول إلى إمبراطورية ممتدّة على قارّات مما يتنافى ومفهوم الوطن والدولة الوطنية ... فالأمّة بالمعنى السياسي الاصطلاحي الحديث يفترض أن تكون في مقابل اللفظة اللاتينية Nation وليس ِ Communauté = Communauty ولذلك ترى العالم العربي في الأمم المتحدة أمما وهو فعلا كذلك ولكن في أدبيات النخب المؤدلجة يختزل هذا العالم العربي - الممتدّ في قارتين بل كاد أن يمتدّ في ثلاث – في "وطن" - ويرى في عبارة "عالم عربي" خطرا يهدد وحدة وكيان الأمة- مما يدلّ على أن العقل القبَلي لا يتسع لهذا العالم العربي الشاسع لان ذلك العقل لا يمكن أن يتجاوز خطّ انتجاع القبيلة ! وله الولاء المطلق للفقيه الذي أخذ لقب "داعية" وشيخ عشيرة استحدث له لقب "رئيس جمـــ(زمرة)ـــهورية" انقلابية وستظل العلمانية والديمقراطية كفر بواح عند الأول وغزو ثقافي يستهدف أصالتنا وعراقتنا ....عند الثاني ....
الأخطر من هذا كله هو عدم الاكتفاء بالكيان القبلي فتمّ دعمه بمذاهب دينية لتحويل القبيلة إلى طائفة مبالغة في الانغلاق والانكفاء على الذات ومن ثمّ كراهية الآخر ورفض الانسجام معه وإذا كانت الحضارات الأخرى قد اخترعت الديمقراطية (الإغريق) والتشريع (الرومان) مثلا فإننا في العالم العربي اخترعنا القبيلة والأنبياء لنظل في احتراب دائم يكفر بعضنا بغضا ويغزو بعضنا بعضا فلا عجب أن نرى في القرن العشرين إعادة إنتاج الأديان والقبائل، فجنوب العراق قبيلة بواجهة مذهبية وقبيلة الساحل السوري قبيلة بواجهة مذهبية ... والمناطق الأخرى التي ليس فيها طوائف يسعى الإسلام السياسي جاهدا لتأسيس طوائف بها وهو ما تفعله جماعات الإخوان في مصر وشمال أفريقيا وعندما تصبح كل قبيلة طائفة دينية سيتكرر ما يحدث في سوريا حاليا وتشتعل نار تحرق الأخضر واليابس... ويومئذ تفرح إسرائيل بنصر من "يهوه" إنه على كل شيء قدير !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ