الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة ما خلف الحدود

عماد الطائي
فنان تشكيلي

2014 / 4 / 4
الادب والفن


لا يخفى على أحد أن من ضمن سياسة اللوبي تجاه العراق هي عرقلة عودة الكوادر والمغتربين كما هو حال أهدافهم في التقسيم والتخلف والإسلام التشويهي الذي يدعو للأُمية إقتداءاً بالرسول "الأُمي" حسب عصابات أخوان داعش ومشروع حرق المنطقة بإقتتال لا نهاية له.
لقد تحولت قضية عودة المغتربين الى بلدهم الى معجزة وإن حصل وعاد نفر منهم لبلده وصفهم عامة الناس (بالمجانين) وحلت عليهم اللعنة في دوائر الدولة العراقية سببها لا الغيرة منهم أو الحسد بل لأن وضع العراق الأمني والتخلف المبرمج يدفع بالمواطن العادي للإعتقاد بأن المعتوه هو فقط الذي يترك الجنة في الغرب ويأتي للحرب الطائفية والهجمة المدعومة عسكريا بعصابات عالمية على أرقى المستويات.
لقد شذ عن هذه الحالة شُجعان من داخل العراق تبنوا فكرة انشاء مراكز للثقافة العراقية خارج الوطن تديرها وتمولها الدولة العراقية وهي بادرة ذكية تصدت لفكرة المُحتل بمنع الثقافة واستبدالها بالطائفية والتخلف. هذه المراكز هي وليدة حتمية لسياسة عدم عودة الملايين للعراق بل وموت الآلاف منهم وهم بحسرة الرجوع بكرامة للوطن.
تجربة المركز الثقافي في ستوكهولم نفذت بظل أتعس الظروف السياسية والإجتماعية التي مرت على العراق لقد ولد المنبر الذي يليقُ بالمثقفين العراقيين وهذا الكم الهائل من الإبداع لمختلف الإنتماءات والمدارس الفكرية لإعادة سمعة العراق الثقافية.
وبهذا الكم من الأنشطة الثقافية والإجتماعية والتي إبتعدت عن التكرار والملل يتحول المركز تدريجيا إلى حاضنا للجالية العراقية يُقرب ما بين فئات لم تلتق ببعضها طيلة العقود السابقة وبجهود إدارة جريئة صبورة ومتحمسة لاقت الدعم من قبل المثقفين والكثير من المغتربين المخضرمين الذين أبدعوا في سوق العمل في الدول الاسكندنافية وصار لهم سُمعة معروفة خاصة في مجال الطب والتعليم.
لقد تعود المُغترب ومنذ عقود على تجميع جمهرة معينة في اندية إجتماعية مخضرمة لكنها كانت في الغالب من نفس الفكر اوالأُصول أومتقاربة الثقافة أما الذي حصل في هذه المرة فهو محاولة شمول الجميع لإضهار البديل الثقافي الوطني وتحجيم سياسة الإحتلال الخبيثة في بث التخلف ونشر دين الأُميين وثقافة الإرهابيين تلك السياسة التي فاتت على الكثيرين لكنها لم تنطلِ على المثقف العراقي مهما كان إنتماؤه السياسي اوالفكري او العقائدي.
تجربة ستكون بذرة للأجيال المغتربة في الدول الاسكندنافية ونحو تحسين سمعة العراق البلد الذي كان مثلا في الثورة على حيل وخبث المستعمر وسيأتي اليوم الذي نتذكر به وبفخر دور هؤلاء الذين أنجحوا الخطوات الاولى لهذا المركز وبأعقد الظروف وأقساها.
ولا أحد يعرفُ بما سياتي به الزمن إن كان أحسن أم هو نحو الأسوأ وإن كان أفضل أم انه سيهدم ما بناه الأوائل.
أتمنى أن تكون الخطوات القادمة من أجل الأفضل وبانتظار الإنفتاح على كل الثقافات الانسانية مع التثمين والاعجاب بالكادر الجريء داخل العراق وخارجه. تحية لكل من جعل من المركز هوية مشتركة لكل وجوه التمدن والحضارة العراقية وتحية لكل من إستطاع إظهار إبداعات مرموقة ضاعت في الغربة الأزلية.
وأعان الله الكادر الذي جمع كل هذه الألوان من الطيف العراقي بمركز ثقافي واحد حقق لفئة كبيرة أمل مواصلة رسالة جميلة لوجه الحضارة الانسانية العراقية رغم أنف الاعداء.
عماد الطائي 4 نيسان 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو


.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد




.. بسبب طوله اترفض?? موقف كوميدي من أحمد عبد الوهاب????


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم