الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر بين عشرتين

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2014 / 4 / 7
الارهاب, الحرب والسلام




يتناول هذا المقال الخفبف شؤون السلام بلمحات بسيطة من 10 عمليات دولية للسيطرة على مصر كما يتناول شؤون الحرب والإرهاب فيها بـ10 عمليات أخرى مواشجة للأولى وهي قائمة الآن في مصر بهدف تدميرها .


منذ عشرات السنوات يتأزم الوضع في مصر بداية بإحتكار طبقة رجال المال والأعمال التجارية الذين لا تتجاوز نسبتهم 5% من عدد السكان لموارد حياة الـ95% الآخرين، وهذا يدل على أن النظم الرأسمالي لإمتلاك بعض الأفراد موارد المجتمع ونظم حرية السوق كآلة لتوزيع أصول وجهود وخيرات موارد مصر على معيشة الناس الذبن أنتوجها نظمان فاشلان في تحقيق أي من شعارات العلمانية الثلاثة (الحرية، والإخاء، والمساواة)، تماماً كفشل كل الدول الإسلامية ذات الخليفة والجواري والعبيد في تحقيق العدل والسلام.


مع تفاقم هذه الأزمة الكانفة مصر تتالت التغييرات السياسية وزادت معها -لأسباب داخلية وأخرى خارجية- ظواهر سياسية سالبة مشهورة لعل أهمها تلاعبات السوق وأزماته البنيوية والعارضة، والحكاوي الإعلامية المبالغة عن الفساد والخراب في جانب وعن الإصلاح وعن الصلاح في جانب آخر، وكثرة في الفتاوي الملتبسة، وفي الأراء المشتتة، وفي التظاهرات العشواء، والإضرابات الجزئية المنعزلة، وإرتفاع شديد في وتيرة وأنواع العنف والإرهاب، وتعطيل حركة الناس ومعاملاتهم، وعرقلة وإتلاف المرافق، وحرق الجامعات، وحرق الكنائس، بل وحرق العلم المصري نفسه في ميدان التحرير، والسلبية في أخبار وبرامج مؤسسات الإعلام الأجنبي المصرية الشكل، علاوة على الفتن العنصرية، ولا تبتعد الأزمة أنملةعن الجزئية والتناقض والفوضى في العمل الحكومي.


فإن نظرت إلي كثير من هذه الظواهر السالبة نظرة ثاقبة تتجاوز أسبابها الوقتية المباشرة فقد تنتبه الي شبه كبير بين تفاصيلها العامة وتفاصيل ما حدث في مصر نفسها وفي أكثر الجمهوريات العربية قيل وضمن عملية الربيع العربي لتغيير الحكام وفتح أسواق البلاد وسياساتها لتغيير مجيب لإرادة المسيطرين على الدول الغربية وبنوكها، وقد يرى توافق كثير بينها وبعض عناصر السياسة الخارجية للدول الغربية في مقتضيات أمرين متلازمين أمر العولمة وأمر السلام، وهي مقتضيات ولزوميات تحقيق وجود تتطلب إزالة إستراتيجية تشمل كل "معوقات" الإستثمار وكل "معوقات" السلام.

في مجال إزالة معوقات السلام وتحقيق مقتضياته شملت هذه التغييرات :

1. تغيير العقيدة القتالية للجيوش المتحاربة من العداوة إلى الدفاع،
2. إدخال العنصر الإستثماري والتجاري قي تركيبة الجيوش،
3. تغيير طبيعة تمويلها وتسليحها وتدريبها وأهدافه،
4. تغيير الهدف السياسي للدولة يصير مثلاً (دولة العلم والإيمان) ،
5. تغيير طبيعة تركيب وعمل أجهزة الدولة (مركزمعلومات مجلس الوزراء)، مراكزعلمية، مراكز تمويل، مراكز تحكيم، مراكز طبية دولية، شركات أمن،
6. الإصلاح الهيكلي والتركيز المالي الخصخصة والعولمة،
7. تغيير الوضع (العام) للدولة داخلياً من دولة إجتماعية عاملة محركة إلى دولة حارسة لنشاط الإستثمارات الأجنبية،
8. تغيير دور الدولة في المنطقة من حارس للمصالح المحلية إلى مسهل لمصالح القوى الدولية الراسمالية الكبرى ، وتغيير دور الدولة في العالم من رائدة في مجال تحقيق مصالحها إلى ملتزمة بالنظام العالمي وقرارات قادة الدول المسماة إعلاماً بإسم المجتمع الدولي،
9. تغيير الحالة المعيشية للناس من الإرتباط والتماسك إلى الفردية والتنوع والتركيز على الإنفراد، تفكيك تماسك المنظمات النقابية والإجتماعية
10- تغيير الحالة الثقافية للناس بفتح مجال الإعلام للوسائط الأجنبية، وتغيير نهج التعليم، ودعم صحافة وآداب وفنون الأنا والذات والتشظي والإنبهام والتفرد،



منذ عام 1974 قام حكم الرئيس السادات ومن بعده الرئيس مبارك بنقل مصر إلى هذه الحالة العشرية الضيقة من حالات الإستعمار الحديث سميت الإنفتاح وقد أتاحت لأولياء البنوك والسوق التحكم في إقتصاد مصر ولكن بطبيعتها الرأسمالية وتركيزها الثروة في جانب واحد من المجتمع أوبالأحرى خارج المجتمع فشلت هذه السياسة إلا في زيادة التفاوت الطبقي وصعوبة المعيشة وتغييب الأفكار والأنشطة العقلانية الإجتماعية وزيادة التوترات والأفكار والنشاطات الإسلامية السياسية الخليجية التمويل والنشاطات المدنية الأوربية التمويل، وأدت إلى إرتفاع موجات من الفاشية وأخرى من الفوضى جاءت ضمنها التغييرات الأخيرة الحادثة في مصر بين 2005- و2014.


بتوافق إراة أمريكا وإرادة المجلس العسكري لمصر تم إعلان محمد مرسي العياط حامل الكرت الأخضر وولي أسرته الأمريكية ومرشح الإسلاميين و(عاصري الليمون) بإعتباره فائزاً فوزاً ضعيفاً بحكم مصر، لكنه سكت عن الحق الذي يعرفه في النتيجة، وطاف وزار وألتقى، وحبس وأطلق، وسمح ومنع، وفصل وعين، ووعد وخطب خطباً شوهاء وأجرى مقابلات جوفاء، لسنة لم تتغير فيها أحوال مصر إلا الأسوأ ، وإنتهى عهد الرئيس مرسي الإسلامي الأمريكي الشكل والمضمون والدعم والسند بمصر الزاهرة إلى أزمة مركبة شاملة لم تزل أثارها متوالية إلى اليوم فقد بها صلاحيته بحكم فشله الذريع في إدارة شؤون وأجهزة الدولة الداخلية والخارجية نأهيك عن قيادة المجتمع. من هذا الفشل المبين في صلاحيته فقد مرسي صلاحياته كرئيس بالشكل الذي إنتهى به إلى خطابه المضحك المبكي الأخير وبفشل حكم الدولة قامت قيادات مصر الحزبية والدينية والعسكرية بإيكال أمر الأزمة كلها إلي المحكمة الدستورية العليا التي وضعت حكم مصر تحت وصايتها تنقله بخطوات قانونية معروفة وعلانية إلى من ينتخبه الشعب.


كما في أغلب دول العالم الحديث إلي اليوم كان تغيير السلطة في مصر منذ تولي محمد علي باشا يرتبط بنفوذ داخلي وآخر خارجي يوالي الحاكم الجديد ويسنده، كذلك كإن وصول مرسي للحكم وبقاءه حاكماً عليها عملية مثل سابقاتها لم تكن خارج الوضع العالمي ولا بعيدة عن محاولات القوى الكبرى لتحديد الوضع العالمي ووضع مصر ضمنه وفق مصلحتها لإكمال برنامج التحول البنيوي للدول بإتجاه العولمة وسيطرة بنوكها وأصحابهم على العالم، وهو البرنامج الذي تعسر تنفيذ آخر عملياته آخر سنوات حكم مبارك تعسراً شديداً خاصة في مجالات تخصيص وعولمة الأموال العامة (أموال صناديق التوفير في البريد، وأموال التأمينات، وأموال المعاشات) وتخصيص وعولمة أصول الأراضي، والبنوك، وقناة السويس، والخصخصة في المجالات الأمنية والعسكرية.


تفاقم التناقضات المعيشية والسياسية في عهد مرسي قاد بشكل وئيد إلى تحالف جماهيري واسع في القطاع الأكبر من المصريين شمل بقوته ونشاطاته كتلاً وأعمالاً متنوعة لتحالفات متجمعة من المهمشين ومن المسؤولين تضم نشطاء العمال والفلاحين، والباحثين عن عمل، وحزب الكنبة، والموظفين، والإعلاميين، والقانونيين، ورجال الأعمال، والديبلوماسيين، والعسكريين، ومن لف لف كل هؤلاء) بل نجحوا بشكل سلمي وقانوني في إزاحة كاهل حكم مرسي من عاتق الشعب وبدءهم نقل حكم مصر بواسطة المحكمة الدستورية إلى عملية إنتخاب جديد.


أمام هذا الحراك الجماهيري الضخم الذي بلغ أو فات عدده الظاهر لكل ذي عينين وقلب سليم في ميادين جمهورية مصر ثلاثين مليون مواطن في بلد سجله الإنتخابي مكون من حوالي واحد وخمسين مليون مواطن نشطت بعض القوى في أوربا الغربية وأمريكا في حماية مصالحها وبدأت عملية لإخضاع مصر ذات جزئين: جزء علني قانوني دولي تمارسه بأجهزتها الإعلامية والمالية والعسكرية والديبلوماسية والسياسية وبإتصالاتها مع القوى الداخلية ودعمها لقيادات جماعاتها المحلية وأصدقاءها داخل مصر وجيرانها وفي قطر. وقد شمل هذا الجزء العلني القانوني التصريحات والتهديدات الأوربية والأمريكية الأولى الداعمة لما سموه الشرعية والديمقراطية وهي بمعنى دعم للحكم الإسلامي الديمقراطي ذو الدستور الإسلامي أو دعم لحكم الإسلاميين العلماني أو شي من هذه التناقضات غير المبدئية عندهم طالما دعموا فرانكو وبينوشيه وموبوتو وقد أعقب الخواجات تصريحاتهم بزيارات للتعرف على الأوضاع من قرب وللإطمئنان على صحة وحقوق المبعدين عن الحكم وتلو كل هذا بضغوط ومؤتمرات خارجية جادة عامة وأخرى دقيقة لترتيب حماية مصالحهم، كان من تلك المؤتمرات النوع (العالمي) وهي المؤتمرات المعقودة بين مناديب دولهم ومصالحها في قاراتهم ،كما كان فيها مؤتمرات من النوع الإقليمي الشرق أوسطي المعقود في قاراتنا، لا أدري ما الذي يجعل هذه إقليمية وتلك عالمية؟ لعل أوائل المؤتمرات الإقليمية كانت تلك التي عقدت في تونس ثم أسطنبول وبعدها في عمان الأردن وأخرها -إلى الأن- الإئتمار المعقود في الدوحة في أوائل أبريل 2014 .


أما الجزء الآخر من محاولة دول غرب أوربا وأمريكا لإخضاع مصر فلا يرتبط بها مباشرة بل بدقائق أجهزتها الأمنية والعسكرية الخاصة وبعض من حلفائها في إسرائيل وتركيا والأردن وقطر وأصدقاءهم في السودان، وهذا الجزء الدقيق مرتبط في بنيته العامة بتنظيم ودعم وتطوير المقاومة الداخلية التي تبديها بحماقة جماعة الأخوان المسلمون بكل وجوهها ضد وجود ونظام الحكم و .. الدولة ! وهي طبيعة قديمة في الاخوان ألا يفرقون بين كيان الحكم وكيان الدولة، ولا تعرف جماعتهم المتداخلة فضل التعامل المميز الحسن جهة تداخلهما النسبي. الأهم أن جزء المهام التنفيذية ينصرف شكلاً لتفشيل عملية التجديد الديمقراطي في مصر لكن كينونته تمتد إلى تدمير وجود مصر ككيان لدولة، يحولها بالتدريج من حالة الإحتلاف والتعثر السياسي والتعسر الحكومي إلى حالة حرب داخلية ممتدة وطويلة ويشمل هذا الجزء تحديث وتجديد عمليات إقتصادية ومالية وسياسية وإعلامية قديمة، وبداية عمليات عسكرية وزيادة عددها وتطوير أنواعها. وتشمل هذه العملية لتحطيم الدولة العمليات الآتية:

1- التحكم لعام في الوضع الإقتصادي بضغوط وبتسهيلات دولية تسيطرعلى أجزاء مهمة من الإقتصاد والسوق وأصحاب الكلمة فيه،
2- تأزيم الوضع السياسي بدعم خارجي مادي وإعلامي لنشاط إثنين من ثلاثة قوى برجوازية تؤمن بحرية السوق وتسيطر على الفاعليات اليومية للمشهد السياسي الأولى الإسلامية المتعصبة، والثانية الفطيرة القائمةعلى جهود أفراد وجمعيات، أما القوى الثالثة الضبطية العسكرية فقد إنتبهت إلى الخطروقدمت إستثالتها من الجزءالأخير من مشروع تحقيق العولمة دون أن تقدم إستقالتها من مقتضيات تحقيق السلام !! وعلامة العجب لأنهما مشروعان متداخلان،
3- فتح برامج وقنوات وصحف ومقالات وحكايات لتثبيط المعنويات بالإغراق بالأخبار السلبية في كل مجال، والتضليل بالأخبارالمبالغة وبالتحليلات الجزئية،
4- نقاط إمداد في قطر وتركيا وغزة وليبيا والسودان تنفع في الإعداد والتجهيز العسكري وحتى في الجر السياسي والتأزيم الديبلوماسي، وبعضها داخل مصر،
5- عمليات إدخال الأسلحة وتخزينها وتجهيزها وتوزيعها،
6- عمليات مقدمة تشمل ضرب بعض المعارضين بعنف البدني مألوف، وتخريب المنشآت العامة وتعطيل إنتظام الحياة، ثم إغتيال العسكريين ووالزيادة في الحرق والتفخيخ والنسف لتأثيرها المعنوي على الموالين كفتوح جهاد ولتفككيها إرتباط الناس بالدولة العاجزة عن حماية نفسها أو المتجبرة سبب المعارك،
7- أشكال جماهيرية للحرب النفسية تزعزع الإرتباط النفسي المألوف بين المواطنين والدولة بقذائف إعلامية (ضرب شرطي بنتاً، شجاعة بنات ضد الشرطة، ضرب مصلين، أفلام وقصص عن قسوة وفساد بعض موظفي الدولة)،
8- التشتيت السياسي عبر أحزاب وقيادات تثير إهتماماً مفتعلاً بقضايا قديمة، أو جديدة، وتأجيج الحصار الديبلوماسي بتصريحات خرقاء ضد الدول،
9- الضغط المالي والمعيشي بمضاعفة الإعلانات وفتح الإستيراد ولم الدولارات لتخفيض سعر الجنيه وبالتالي زيادة الأسعار وتأزيم الوضع الإقتصادي ،
10- إثارة معارك الأحياء السكنية والفتن العنصرية.


النظر إلى هذه العناصر العشرة معاً ومعها العناصر العشرة السابقة عليها من جهة تبين للموقف الدولي ومدى إستعداد مصر له قد يشير إلى وجود عملية دولية وعالمية متكاملة للتحكم في إتجاهات المصريين ودولتهم ، ولإحداث تغيير تاريخي وإستراتيجي في طبيعة وجود مصر الحيوي والثقافي في منطقة الشرق الأوسط وتاريخها، ومحاولة لإنهاء دورها المحوري الطبيعي والسياسي بتفكيك حتى وجودها الجغرافي الإستراتيجي ومناطقه الحيوية، وتشتيت شعبها إلى جماعات بداية بإغتيال بعض الجنود والشخصيات وحرق سياراتهم أو بيوتهم وصولاً بالقتال والتقاتل إلى معارك إغلاق وحرق وتفجير الحارات والشوارع والنواحي والقرى والمدن، هي خطوات القتل والموت ولها تاريخ معروف في مصر والمنطقة ولها حتماً ما بعدها.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو