الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى شهدائنا ... لا تصالح و إنِ منحوناَ الذّهب !

سفيان بوزيد
طالب باحث في علوم الاعلامية اختصاص هندسة المعلومات و البرمجيات

(Soufiene Bouzid)

2014 / 4 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


انّ دماء الشهدّاء هو أغلى و أعظم الدّماءِ التي تفاخر بها الشعوب ، في مسارِ تحررّها الديمقراطي ، الوطني ذات البعدِ الانساني الأممّي ، فالشهداء ماتوا من أجل ان يعبدّوا لنَا طريق الحريّة و الانتقالِ الى نظامِ تاريخي جديدِ نحققّ فيه جانبَا من انسّانيتناّ ،
غالبيّة الشهداء ينحدرون من عائلات فقيرة ، لكنّها غنيّة بأنفسها العزيزة ، حاضنة لتضحية من اجل الشعب و الوطن ، لم يخرجوا ليسرقوا كما يروجّون لنَا على لسانِ الخونةِ ، الخونة هم السارقون و القاتلون و المغتصبون لشرفنَا .. امّا هم خرجوا للإستشهاد و مجابهة رصاصهم الحاقد بالهتاف "نموت و نموت و يحيا الوطن " ، تظاهروا ليعبدّوا لنا طريقا ، طريق النّور و تعبيد مسار النهوض بدمائهم ، لنحلّق نحنُ في سماءِ الجديدة المليئة بالحياة و بالحبّ ...
لكنْ هَيهَات َ،لم نكَدْ نكُفكِفُ دموعُ الأمهات الثكلى ، و وجعَ الحيفِ ، والقهرِ السالبّ لإنسايتنّاَ ، لقدْ خّنّا وصيّة أمل دنقل "لا تصالح" ، لقد كسر الموقف حاجز الكلام ، و هربتِ الألفاظ الثوريّة من افواهنا ذات 12 افريل 2014 ، دماء طاهرة في باقة " الورد اللي فتح في جناين تونس" ، امتصهّا قضاء العسكر ليبرئ اعوان النظام النوفمبري نظام الفصل الجهوي الحاقد علينَا ابدا ، الجميع بدا مصدومَا ، تتالت البيانات المنددّة بالافراج عن القتلة ، و البيانات "المصدومة" من هول ما حدث ، جميعهم ارتبكوا ، الاّ نحن ، المقاومون بالقلم و بالفكر ، بالعنف الثوري و بالمولوتوف ، نعلم يقيناَ انّ انصاف الثورات تخون دماء مُشعليهَا ، ، و هاهي بالفعل النبّوة تتحقق ّ و نرى المجرمين ، مجرمي النهب و السرقة و القتل يخرجون الواحد تلو الاخر ، مبجليّن ، بل و ممجدّين كما دنست تلكَ العَبدة "البايدة بنت النظام البايد" ارضنا من جديدِ .. لقد مهدّوا لهم العودة .. فكان الاعلام لهم مستضيفا باسم حيادية الاعلام ، فكانت لهم احزاب الخيانة الموصوفة حاضنة لهم ، و قريباَ سيعودون الى ماكينتهم القمعيّة و دولتهم القهّريّة و اننّا لمتأكدون من ذلك َ ..
نحن هنَا ، غاضبون ببراكين الارض ، اصواتنا نشيد المتعبين ، لسنا في حداد او حزن ، فالارض تخشى حين تركنُ الأسودُ ، حين تنتكس المرأةٌ ، حين ينبطح الرجال ، سنطهرّ زمننا الملوثّ ، من محرقة احلامنا ، سنطرد العار الذي سكننا طويلا و طويلا ، سنثأر و نحتج كما تحتج السنابل صيفا ، ننتفض كما ينتفض الجنين في احشاء أمّه ، لنِ نركعَ ، لنْ نركع لهم ... فهيهات من الركوع ، فإنّ ركعنا لحظة سنركعُ للدهر ابدا ...
ابصقوا على شاشات العار ان رأيتم احد جلاّدينا يتكلم ، و لاحت صور المتنطعين ، و دمرّ شضايا جبنكَ و افتكّ احلامكَ منهم ، فلا الارض تنسى تنسى حوافر خيولها ، ، و لا السماء تنسى اجنحة نسورها ،
اللهّ يكرهُهم و يحبّناَ كثيراَ ، و منحَ للثرى ان تنحني امام قدم كلّ شهيدِ ، و تغسلُ دنسَها بدمِ جسور سال عليها ، و تستحي الملائكة من الشهيدِ ، و تبتهجُ السمّاء بزفّ روح الندى ، روح الجمال العذوب ، المطعمة برائحة الورد و الفلّ و الياسمين بضوء القمرِ ...
لا تستمع الى سماسرة الثورة و باعة الاوهام و المتآمرين والشياطين ، بل استمع الى الصوت الحديديّ داخل قلبك العتيّ ، انّه يدعوكَ للثأرِ و القصاص من قتلتكَ و سارقكَ ، انهض يا أخيِ ، انهض يا بنّي ، انهض يا رفيقي ، لا تعتذروا للشهداء ، الاّ برؤوس القتلة ، الاّ بوطن نشيده حرّا مستقلاّ ....
نحن ندرك تمام الادراك انّ قلّة حقيقيّة آمنت بالثورة بأبعادها القيمية و الأخلاقيّة و الإجتماعية و السيّاسية و الإقتصاديّة ... و ندركُ هي الآن تحاكم بقوانين نوفمبريّة حاقدة ، فالقضيّة اوسع من محاكمة قتلة شهداء الثورة ، بل هي محاكمة للثورة في حدّ ذاتها ، انّ لفي ذلك منعرجُ خطير أضحى يتهددّ البلادَ ، و الثورة من الانقلاب عليها ، و طعنها من الخلف و التمهيد لنظام قاتم اسود جديد ...

- المجد للشهداء والخزي للخونة والعملاء.
- لا لإطلاق سراح الجلادين ورموز القمع.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام




.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا