الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السَّنافر - 2

هشام آدم

2014 / 4 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنتُ قد وعدتكم في الجزء الأول مِن هذا المقال أن أتناول السَّنافر الضَّالين (= أقصد بهم السَّنافر الذين لا ينتمون إلى قرية السَّنافر السَّعيدة)، وكيف أنَّهم لا يكتفون بتدليس العلوم والنَّظريات العلميَّة، كما يفعل دكتور زغلول النَّجار وفضيحته الكُبرى على قناة الجزيرة فيما يختص بالمُؤتمر الصَّحفي الذي تمَّ فيه الكشف عن مُستحثة آردي Ardi وما يعنيه هذا الكشف العلمي الهام، أو كما يفعل الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي ادعى بأنَّه يملك علاجًا لمرض الأيدز، أو هارون يحيى (عدنان أوكطار) وتدليساته الغبيَّة جدًا في مجال علوم الأحياء، وغيرهم كُثر. قلتُ إنَّهم لا يكتفون بتدليس العلوم والنَّظريات العلميَّة فحسب؛ بل ويُدلسون نصوصهم الدِّينيَّة نفسها إن هُم اضطروا إلى ذلك، ورغم أنَّ مَا يُسمى بالإعجاز العلمي في القرآن والسُّنة قد يكون مِثالًا جيَّدًا على ذلك، ولكنني سوف أُريكم في هذا المقال ما تقوم به السَّنافر الضَّالة مِن إصرارٍ على كشف غبائهم السَّلبي المُركب. وسنبدأ أولًا بالسَّنفور حمزة تزورتزس الثرثار.

حمزة تزورتزس Hamza A. Tzortzis
بحثتُ عن معلوماتٍ عن هذا السَّنفور فلم أجد له أثرًا في الشَّبكة العنكبوتية، فبمجرَّد أن تضع اسمه بحروفٍ عربية حتى تنفتح عليك صفحات وصفحات مكتوب عليها "مناظرة"، فهو إذن؛ مُناظرٌ في المقام الأول، ولكن وبالبحث عن اسمه بالحروف اللاتينية، وجدت نبذةً عنه على الموقع الرَّسمي لمعهد الكوثر الإسلامي alkauthar.org فهو يُقدِّمه على أساس أنَّه كاتبٌ وناشطٌ وباحثٌ إسلامي، وكذلك على الموقع الرسمي لأكاديمية التربية والبحوث الإسلامية Islamic Education and Research Academy IERA (iera.org) الذي لم يُقدِّم له أكثر مما قدَّم له الموقع السَّابق، هذا بالإضافة إلى موقع الخاص وصفحته الشخصية على توتير وفيسبوك. فهو ليس مُتخصصًا مِن النَّاحيَّة الأكاديميَّة، ولكنه فقط -كبقيَّة السَّنافر- لديه حفنةٌ مِن المعلومات العلميَّة التَّي فهمها بشكلٍ مغلوط، واعتقد أنَّه قادرٌ على مُناظرة العلماء أصحاب التَّخصصات العلميَّة. وكغيره مِن السَّنافر، فإنَّه يتعامل مع النَّظريات العلميَّة كما ولو أنَّها مسائل فقهيَّة اجتهاديَّة، أو كما يتعامل المُفسِّرون في تأويل وتفسير النُّصوص الدِّينيَّة، وهو يعتمد غالبًا على الحجج المفاهيمية "الفلسفيَّة"، والتَّي لا يكون لها قيمةٌ تُذكر أمام العلوم التَّجريبيَّة.

سوف آخذ لهذا السَّنفور مثالين فقط، وبإمكانكم الرجوع إلى صفحته الرَّسميَّة hamzatzortzis.com والاطلاع على مُناظراته أو البحث عنها على موقع اليوتيوب YouTube.com. ولنبدأ بمُناظرته مع البروفيسور بول مايرز Paul Myers عالم الأحياء النمائية وأستاذ مُشارك في جامعة مينيسوتا الأمريكيَّة، ويُعتبر أحد الرَّافضين بشدَّة لفرضيَّة التَّصميم الذَّكي Intelligent Design وبالضَّرورة فهو مِن الرَّافضين لفكرة الخلق Creationism.

ثمَّة مقطعٌ مُنتشرٌ لمُناظرةٍ (هي ليست مُناظرةٌ فعليَّة) بين البروفيسور مايرز وبين السَّنفور حمزة الذي يُذكرني -بطريقةٍ ما- بمحاربي الشوارع Street Fighters لأنَّه يعشق توقيف مُحاوريه في الشَّارع، ليطرح عليهم أسئلته، ثم لتتحوَّل أسئلته إلى ما يُشبه المُناظرة، وإذا اعتذر أحدهم عن مواصلة النقاش، قالوا: "إنه تهرَّب" وهذه هي طبيعة السَّنافر، لأنَّهم يعتقدون أنَّ المُناظرات والحوارات الفكريَّة معركةٌ حقيقيَّةٌ لا يجب أن يخسروها، لأنَّهم في هذه الحالة يُمثلون الإسلام، ولا يجب على الإسلام أن يُهزم، فيجب ألا يتوقفوا عن طرح الأسئلة، والاستمرار في الحوار إلى ما لا نهاية، ليس حبًا في المعرفة، ولكن حتَّى لا يظنَّ أحدٌ بأنَّهم خسروا أمام مُحاوريهم.

الشيء البارز في حوار بروفيسور مايرز مع السَّنفور حمزة –بالإضافة إلى أنَّه حوارٌ على قارعة الطريق- أنَّ هذا السَّنفور لا يُعطي لمُحاوره فرصة الرَّد على مُجمل الأفكار التِّي يطرحها، ويُقاطع مُحاوره باستمرار، وقد نبهه بروفيسور مايرز، وحتى الجمهور لذلك. وهذا يُشير فقط إلى أنَّ السَّنافر كائناتٌ تتكلَّم أكثر مما تسمع، وفي هذا المقطع يُمكننا اكتشاف مدى ثرثرة سنفور، ولهذا أُسميه بسنفور ثرثار. ولو حاولتم التَّدقيق في ملامح البروفيسور مايرز فسوف تُلاحظون ملامح الدَّهشة والصَّدمة مُرتسمةً على وجهه طوال الوقت تقريبًا، لأنَّ هذا السَّنفور يقذف بثرثراتٍ سطحيَّةٍ وفارغةٍ لا تفعل شيئًا سوى إثارة الدَّهشة في طريقة تفكيره، وغباء تبريراته، حتَّى أنَّ بروفيسور مايرز صرَّح في لحظةٍ ما، قائلًا له: "أنتَ تُشعرني بالملل." الغريب أنَّه عندما يقذفكَ أحد السَّنافر بتحليلٍ أو استنتاجٍ غبي، وتقف مذهولًا أمام هذا الغباء وهذه السَّطحيَّة، فإنَّه يُفسر هذا الذهول وهذه الصَّدمة على أنَّها "إفحام"، لأنَّه ببساطةٍ شديدة يعتقد أنَّ كلامه السَّاذج هذا كلامٌ ذكيٌ ومنطقيٌ ومُفحم.

في واحدةٍ مِن النَّقاط التَّي أثارها حمزة في حواره مع البروفيسور مايرز أنَّه كان يحاول أن يشرح له كيف أنَّ السَّببيَّة تدعم فرضيَّة الخالق، وكيف أنَّه يتوجب أن يكون المُسبب بلا سبب، وكيف أنَّه أزلي، وكيف أنَّ هذه الفكرة (المليئة بالأخطاء أصلًا) تدعم ولا تتعارض مع فكرة الإله التوحيدي. فاعترضه بروفيسور مايرز بحجة أنَّ هذا الإله مُجسمٌ وأبوي، فقاطعه حمزة تزورتزس رافضًا ذلك، بحجة أنَّها فكرةٌ مسيحيَّة وليست إسلاميَّة، واستدل بآية {ليس كمثله شيء}. الحقيقة أنَّ فكرة الإله مُجسمة وأبويَّة؛ حتَّى في الفكر الإسلامي، وبحسب النُّصوص الإسلاميَّة نفسها. فالأبوَّة تعني العنايَّة، وتوحيد العناية (الذي هو نفسه توحيد الرُّبوبيَّة) يعني -فيما يعني- أنَّه هو الخالق والمُدبِّر والرازق والمُتصرِّف في شؤون العباد، وهنالك آيات كثيرةٌ جدًا تحمل هذا المعنى، ولا أعتقد أنًّ أحد المُسلمين يجرؤ على إنكار ذلك، فهو جزءٌ أصيلٌ مِن عقيدتهم. فأبويَّة الإله ليست بالضَّرورة أن تُفهم على النَّحو التناسلي الضَّيق الذي سار إليه حمزة، وفي الأصل فإنَّ كلمة (رب) نفسها تحمل أحد معاني الأبوَّة، فنقول: "رب الأسرة" أو "رب البيت" أيِّ المسؤول عنه والمُتحكِّم أو المُتصرِّف فيه. فلماذا يُنكر حمزة تزورتزس توحيد الرُّبوبيَّة المُثبت في القرآن، ويدعي بأنَّها فهمٌ مسيحي؟ أمَّا عن التَّجسيد، فالله بحسب نصوص القرآن مُجسَّم تمامًا، فهو مستوٍ على العرش، وله يدان، وله عين، وله صورة (وجه). لا يكفي أنَّ تقول إنَّ استواءه على العرش غير معلومٌ لكي تنفي التَّجسيد، كما لا يكفي أن تقول إنَّ كلتا يديه يمين حتَّى تنفي التَّجسيد، ولا يكفي أيضًا أن تقول إنَّ وجه الله ليس كوجوه البشر، أو ليس كوجه أحدٍ مِن مخلوقاته، حتَّى تنفي التَّجسيد، وعلى هذا فإنَّ آية {ليس مثله شيء} لا تصح في الاستشهاد أساسًا، فهو شيءٌ ولكنه ليس كأيِّ شيءٍ آخر، وهذا الشيء له صفات، وهذا في حدِّ ذاته تجسيم، أو فإنَّ السَّنافر لا يعرفون معنى التَّجسيم. ثمَّ عندما لم يقتنع بروفيسور مايرز بتبريرات ودفوعات حمزة، أعاد عليه الأمر من جديد: "أنتم لديكم إله شخصي يهتم بشؤون البشر." فقاطعه حمزة مُجددًا، ولكنه هذه المرَّة قائلًا: "وما المشكلة في ذلك؟" والحقيقة أنَّني لم أفهم موقف حمزة بالتَّحديد: لماذا رفض الكلام في بدايته، ثم وافق عليه ولَم ير فيه مشكلةً في النهاية؟ أغلب الظَّن أنَّها آثار الغباء السَّلبي المُركب الذين تمتاز به قبيلة السَّنافر.

وفي نقطةٍ أُخرى عندما أراد بروفيسور مايرز أنَّ يوضح أنَه -ورغم استخدام المُتدينين لنفس الحجج التي يستخدمها حمزة- إلَّا أنَّهم لا يصلون لنفس النَّتيجة، لأنَّهم في النِّهاية لا يتفقون على نفس الإله، بل لكل ديانةٍ تصوراتها عن هذا الإله، حاول حمزة تبرير ذلك بما أسماه بالوحي (النص القرآني) وأنَّه يدفع إلى "التفكير" ثمَّ استشهد بجزءٍ من آيةٍ جاءت فيها عبارة {أفلا تعقلون}، وأردف مُفسرًا معنى هذه العبارة قائلًا: "أيّ أفلا تستخدمون أدمغتكم؟" حسنًا، لقد صدَّع السَّنافر أدمغتنا بسؤالهم التقليدي المُتكرر: "هل ترى عقلك؟" وعندما تشير إلى جمجمتك يقولون ساخرين: "هذا دماغك وليس عقلك." وحتى عندما تحاول أن تشرح لهم أنَّ العقل هو أحد وظائف الدِّماغ، يُحاججون حول ذلك. وأنا شخصيًا أريد أن أعرف مِن هؤلاء السَّنافر: "هل العقل هو الدِّماغ أو على الأقل مُرتبطٌ به، أم هو شيءٌ آخر تسمونه الفطرة؟" وعلى ذكر القلب، فقط أُحب أن أذكِّر السَّنافر بهذه الآية قبل أن يتهوروا بالإجابة كعادتهم: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها}(الحج:46) الآن بإمكانكم الإجابة على السُّؤال: "هل العقل هو الدِّماغ أو أحد وظائفه كما أشار حمزة؟" هل يُمكننا أن نعتبر تفسير حمزة لعبارة {تعقلون} تحريفًا للقرآن وتأويلًا (كالتَّأويل الذي يرفضه أهل السنة والجماعة)؟ لا علاقة لعبارة {أفلا تعقلون} باستخدام الدِّماغ أو التَّفكير، وإنَّما لها علاقةٌ بالقلب (طبعًا القلب أيضًا ليس له علاقة بالتفكير)، والمُراد ببساطةٍ (أفلا تعتبرون) أو (أفلا تُؤمنون) لأنَّ القرآن نفسه يستخدم القلب باعتباره مصدر الإيمان، فنقرأ: {قالوا قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون}(النساء:155) فالإيمان لا علاقة له بالعقل والتَّفكير، بل الأمر كله مُناطٌ بالقلب، وحتى هذه المعلومة ليست صحيحةً، لأنَّ القلب ليس له أيُّ وظيفةٍ أخرى غير الوظيفة البيولوجيَّة المعروفة (ضخ الدم). والأمر نفسه ينطبق على عبارة {يتفكَّرون} فهي لا تعني التَّفكير، فالتَّفكير شيءٌ والتَّفكُّر شيءٌ آخر، والتفكُّر يُراد به أخذ العبرة، ولهذا نقرأ: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}(الأعراف:176) أيّ يأخذون العبرة مِن هذه القصص.

انتقل النَّقاش في مرحلة تالية إلى الحديث (طبعًا) عن مراحل تكوين الجنين، والتي يعتقد السَّنافر أنها إعجازٌ علميٌ، وكان البروفيسور مايرز يُؤكد في كلامه على أنَّ ما قرأه في كتاب الدكتور كيث مور يُعتبر هراءً وأكاذيب محضة، ثم تكلَّم عن الأجزاء الموجودة في القرآن والتَّي تناولت موضوع مراحل تكوُّن الجنين، ووصفها بأنَّها مُجرَّد أوصاف غامضة ومُبهمة ومُلتبسة. تدَّخل أحد رفاق حمزة مِن السَّنافر، وبدأ في مُحاولة إيضاح الأمر لبروفيسور مايرز وراح يتحدث عن تشكل العظام في الجنين أولًا، مُعتمدًا على ما قاله دكتور كيث مور حول ذلك. ثمَّ تداخل حمزة ليُوضح نقطةً رآها هامة، إذ كان يتساءل عن كيفية معرفة أو تخمين نبي الإسلام بأنَّ العظام تتشكل أولًا بعد سبعة أسابيع من الحمل، وأشار إلى نقطةٍ غايةٍ في الغرابة والتَّدليس؛ إذ ذكر في هذا الصدد الاستخدام اللغوي القرآني الدَّقيق لحرف العطف (ثمَّ)، وقال بأنَّ هذا الحرف يُفيد التَّعاقب الفوري. وفي الحقيقة فإنَّ أيَّ شخصٍ يعرف اللغة العربية جيدًا يعرف أنَّ (ثمَّ) يُفيد التَّعقيب مع التَّراخي، وليس التَّعقيب الفوري، وحرف العطف الذي يُفيد التَّعقيب الفوري هو حرف الفاء (ف)، لأنَّنا نقول: "جاء زيدٌ فعمرو" أيّ جاء زيدٌ وبعده مُباشرةً جاء عمرو، ولكن عندما نقول: "جاء زيدٌ ثم عمرو" فإنَّ الفترة الزَّمانية بين مجيء زيدٍ ومجيء عمرو أطول بكثيرٍ مما هي عليه في الجملة الأولى. وفي موقع (دروس في اللغة العربية schoolarabia.net) في درس (العطف) نقرأ ما قيل في تعريف وتوصيف حرف الجر (ثمَّ): "ثم :وتُفيدُ الترتيبَ مع التراخي في الزمن وهو انقضاءُ مُدّة زمنيةٍ طويلةٍ بينَ وُقوع المعنى على المعطوف عليه ووقوعهِ على المعطوفِ."(انتهى الاقتباس) إذن؛ فنحن أمام تدليسٍ واضحٍ لمعاني القرآن، ولكن كثيرًا من السَّنافر الضَّالين يستخدمون الحجج اللغوية مع علماء غربيين لأنَّهم غير مُلمين باللغة العربية، وفنونها ودهاليزها.

والواقع أنَّ فكرة نشوء العظام أولًا ثم كسوها باللحم فكرةٌ غير صحيحةٍ على الإطلاق، لأنَّ العظام أو الأنسجة العظميَّة تتشكَّل بالتَّوازي والتَّزامن مع الأنسجة العضلية واللحمية. وعندما أوضح له بروفيسور مايرز هذه المعلومة، تدخل أحد السَّنافر قائلًا: "حتَّى ولو كان كلامك صحيحًا، فإنَّ القرآن صحيحٌ مِن النَّاحية اللغوية، لأنَّ (ثم) تعني حرفيًا أن تحدث الأشياء في نفس الوقت." استمرارٌ في الكذب والتَّدليس حتَّى على نص القرآن، والتَّلاعب بألفاظ وأحرف اللغة العربية، فهي مرَّةً تعني (التَّعاقب الفوري) ومرَّةً تعني (حدوث الأشياء في الوقت ذاته)، وأنا لا أعرف كيف يُمكن أن يكون حرف العطف (ثم) حاملًا لمعنى التَّزامن(!) ولكن ماذا على البروفيسور مايرز الذي لا يفقه أيَّ شيءٍ عن اللغة العربية أن يفعل أو يقول حيال كلامٍ كهذا؟ أرأيتم الكذب والتَّدليس الذي يُمارسه السَّنافر حتَّى على النُّصوص الدِّينية؟ فإذا كانوا يكذبون ويُدلِّسون نصوصهم الدِّينية، فبالأحرى أن يُدلِّسوا النَّظريات الدِّينية، فلا حرج في ذلك طالما كان الهدف هو نُصرة الدين. فعندما يتعلق الأمر بالدِّين ونُصرة الدِّين فلا مانع أن تكذب أو حتَّى أن تقتل لو اقتضى الأمر، وهذا هو الفارق الأساسي والجوهري بين الوازع الدِّيني والوازع الأخلاقي، لأنَّ أحد السَّنافر تداخل قائلًا: "وإذا كان الإسلام يُبيح الكذب في ثلاثة مواضع، فهل في هذه المواضع أذيةٌ أو ضرر على أحد؟" والواقع أنَّ المُشكلة ليست في الأذيَّة وإنَّما في فعل الكذب نفسه. فإذا قلتُ ادعيتُ بأنَّني نبي مُرسلٌ مِن الله، فهل هذه الكذبة سوف يتضرر منها أحد؟ بالطَّبع لا، ولكن يحق للآخرين أن يصفوني بالكاذب رغم أنَّ أحدًا لَم يتضرر مِن كذبتي هذه.

سأتوقف عند هذا الحدث مع سنفور ثرثار؛ حتَّى لا أُطيل على القارئ الكريم، على أن نتابع معه في مناظرة ثانية، ثم نأخذ أمثلة أخرى لسنافر آخرين.




--------------------------------------------------------------------
1- رابط مناظرة حمزة مع بول مايرز
https://www.youtube.com/watch?v=QnMtRUCbcKk

2- رابط موقع معهد الكوثر الإسلامي
http://www.alkauthar.org/instructor.php?id=23

3- الصفحة الشخصية لحمزة تزورتزس
http://www.hamzatzortzis.com/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 15 - 22:43 )
تم التعليق في خانة الفيس بوك , تحت مُعرّف (أبو بدر الراوي) , و السبب : سعة مساحة الكتابة .


2 - 1أبو بدر الراوي
هشام آدم ( 2014 / 4 / 15 - 23:37 )
أبو بدر الراوي .. أتحسر عليك مِن قلبي أيها السنفور الضائع في اللجة. الآن تستشهد بكلام عدنان إبراهيم؟ هل هو من أهل الاستشهاد لديك وأنتم تنعتونه بأنه رافضي؟ أي انحطاط قد يأخذكم إليه دفاعكم الأعمى عن دينكم؟ ولكن ما المشكلة إذا كنتم تدلسون النصوص فقط لأجل الانتصار لأنفسكم وما تعتقدون به. هذا فقط إثبات لكلامي. هل كان الله ربًا قبل بعثة محمد أو في زمنه أم لم يكن؟ هل كان رازقًا ومدبرًا وخالقًا قبل بعثة محمد أو في زمنه أم لم يكن أيها السنفور الضائع؟ ما هذا التحدي الغبي؟ ولماذا التحدي أصلًا؟ هل تفكر قبل أن تكتب؟ تقول إن رفض بروفيسور مايرز للتصميم الذكي ليس حجة. وهل رفض المجتمع العلمي كله للتصميم الذكي حجة أم لا؟ هل منع تدريس التصميم الذكي في الجامعات الأمريكية بقرار قضائي حجة أم لا؟ أما عن السببية، فراجع مقالي بعنوان (السببية مقبرة الإله) إن كنت مِن أهل الفهم، ولا أظنك كذلك. تقول إن يد الله يقصد بها (يد القدرة) وهذا تحريف وتأويل، وهو مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة، ومذهب ابن تيمية. فإلى أي الفرق الإسلامية تنتمي؟


3 - أبو بدر الراوي 2
هشام آدم ( 2014 / 4 / 15 - 23:38 )
حسنًا أنك قلت بأن العقل ليس هو الدماغ (وهي معلومة خاطئة) ولكن سنفور ثرثار، فسر آية {أفلا تعقلون} بأنها (استخدام الدماغ) وسؤالي هنا: -هل دلس سنفور ثرثار النص القرآني أم لا؟- هذه هي قضيتي، وليس الحديث عن العقل والدماغ، فأنا لا يهمني أن تقتنع بأن العقل هو أحد وظائف الدماغ أو أن لا تقتنع. العقل نتاج المادة، وليس مادة يا سنفوري العزيز. ولا أرى مشكلة في أن فتاة تعيش بنصف دماغ، فماذا تريد أن تقول بذلك؟ الإنسان يمكن أن يعيش بربع الكبد، فما المفيد في هذا الكلام؟


4 - هشام!
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 16 - 00:54 )
- عدنان إبراهيم سني (أشعري العقيده شافعي الفقه) , و لا توجد إختلاف في الأصول بيننا و بينه .
- الله أزلي , و هو الخالق المدبر المعبود , هذه هي العقيده .
لذلك , تقسيم التوحيد إلى 3 أقسام (الربوبيه , الألوهيه , الاسماء و الصفات) لم تكن موجوده في زمن النبي -صلى الله عليه و سلم- , الذي كان موجود هو : (توحيد النفي + توحيد الإثبات) فقط .
- هل تعلم أن التصميم الذكي معتمد عند الكثير من العلماء؟ .
كوريا الجنوبيه تلغي نظرية التطور تماماً من مناهجها الدراسية , بسبب : التشكك في مصداقيتها العلميه :
http://www.nature.com/news/south-korea-surrenders-to-creationist-demands-1.10773
لذلك , لا تنسى أن هناك 3 ولايات أمريكيه أعترفت بالـ(تصميم الذكي) في جامعاتها , و القادم سيكون أقوى .
- السببيه تنصر المؤمن و تصفع الملحد , حاول أن تفهم .
- يد الله ؛ تعني يد القدره , نقول : (اقرأ و أفهم) .
- الأختلاف بيننا في العقل هو : هل العقل نتاج مادي أم لا علاقة له بالماده؟... و العلم يقول : العقل ليس نتاج ماده و لا علاقة له بالماده , راجع :
تجربة الدكتور Wilder Penfield .


5 - عبد الله خلف
هشام آدم ( 2014 / 4 / 16 - 12:22 )
صدقني يا عبد الله ... أنت من أكثر الشخصيات الغبية التي قابلتها في حياتي. أنا لا أتكلم عن تقسيمات التوحيد أنا أتكلم عن صفات الله التي جاءت منها هذه التقسيمات. القوانين كانت موجود ولكن الانسان اكتشفها لاحقا. الله كان رازقا ومدبر قبل زمن محمد بغض النظر عما إذا كان توحيد الربوبية موجودا وقتها أم لا. فهمت؟ إصرارك على أن العقل والدماغ ليسا شيئًا واحد يثبت أكثر فأكثر أن السنفور حمزة دلس معاني القرآن. ففهمت؟ أمريكا متعصبة مسيحيًا والحرب القائمة على نظرية التطوير يُديرها المسيحيون الأمريكيون. فهمت؟ القول بأن يد الله تعني القوة أو يد القوة اسمه تأويل ووفقا لابن تيمية فإنك وقعت في مشكلة كبيرة حين أولت اليد بأنها القوة. لأن أهل السنة والجماعة يثبتون صفات الله التي ذكرها لنفسه بدون تعطيل أو تشبيه أو تأويل أو تحريف. فهمت؟ والمسألة ليست متعلقة فقط باليد وإنما بالرجل والوجه . الدكتور عدنان إبراهيم كفره عدد كبير من مشائخ أهل السنة والجماعة، باعتبار أنه رافضي، فهل تنكر ذلك؟ اقرأ وافهم مقالي بعنوان السببية مقبرة الإله، وإن لم تفهم فلا حاجة لي بفهمك أصلًا


6 - يفتخرون بالمنهزم
عبد العزى بن عبد المطلب ( 2014 / 4 / 16 - 13:12 )
السيد هشام
اود ان اشير الى المناظره التي بدا فيها السنفور الذي ذكرته تزورتزس كأي كديش من الكدش المعلقين على هذا الموقع عندما صرعه بالضربه القاضيه البروفيسور لورنس كراوس استاذ علم الفيزياء في جامعه اريزونا وصاحب العديد من المؤلفات عن نشأه الكون حيث اخرس استاذ الفيزياء السنفور بمجرد محاولته النطق بكلمه علم ويعترف السنفور في المحاضره انه بالنسبه للبروفيسور كراوس مجرد طفل يحبو في بدايات مجاهل العلم والفيزياء التي تبحر فيها العظيم كراوس
لماذا لا يشير السنافر الى هذا العالم العلامه ؟ هل لانه يفقه في الفيزياء وليس في بول الابل ؟
http://m.youtube.com/watch?v=pNnl_5eaUBA


7 - هشام1
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 16 - 13:23 )
1- أين المشكله في صفات الله؟... و التقسيمات التي جاءت منها؟ .
2- أين المشكله في القوانين؟... و هل أنكرنا القوانين؟... ممكن توضيح؟ .
3- الله رازق و مدبر قبل أن يخلق الخلق , و هذه أزليه , و لا أعلم , لماذا تريد أن تحد الأزليه .
4- نحن نقول : (العقل ليس ماده , و ليس نتاج ماده , و دليلنا -كمثال- : تجربة الدكتور Wilder Penfield) , ثم يرجع هشام و يقول : (حمزة دلس معاني القرآن) , لذلك , المسأله لا تتعلق بحمزه , بل تتعلق بـ(Wilder Penfield) .
و لا تنسى أن الدكتور Wilder Penfield حائز على نوبل في (طب المخ و الأعصاب) , و هو -مع هذا- ينكر أن للعقل علاقه بالدماغ أو أي ماده أخرى , و السبب : أن العقل يسير عكس الدماغ و نشاطه .

يتبع


8 - هشام2
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 16 - 13:24 )
5- رجعنا للأسطوانه المتهافته , و هي أمريكا (متعصبه مسيحياً) , حسناً , و ماذا عن كوريا الجنوبيه و رفضها لنظرية : التطور؟ .
6- أنظر , السنه و الجماعه ينقسمون إلى : (السلفيه , الأشاعره , الماتريديه) , و ابن تيميه -رحمه الله- يُمثل (السلفيه) , و لا تنسى أن الأشاعره يعارضونه , إذاً , لا وجود للأجماع .
7- أريد فتوى تقول : (أن د. عدنان إبراهيم خارج عن المله) , فكيف تدّعي أنه مُكفّر؟... الرجل سني (أشعري) .
8- أعتقد أننا أنتهينا من السببيه .


9 - عبد العزى بن عبد المطلب
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 16 - 13:27 )
لا تنسى أن (لورنس كراوس) ينظر للمسيح مجرد إنسان , و يكفر في معتقدك , و يرى مقدساتك مجرد خرافه في خرافه , و يراك سنفور مميز .
هل عندك إعتراض؟ .


10 - عبد الله خلف
هشام آدم ( 2014 / 4 / 16 - 15:06 )
أولًا: أنا أعرف أنه من الصعب عليك أن تفهم من ملحد، تشعر أنه يقدح في عقيدتك وتشعر أن كل كلمة يقولها هي ضدك، ولكن سوف أخذك (تاتة تاتة) كما يقولون: البروفيسور مايرز يرفض فكرة الإله الشخصي والمجسم. السنفور ينكر أن يكون الإله الإسلامي إله شخصي مجسم ويدعي أن هذا هو الفهم المسيحي. الآن هل كلامه هذا صحيح؟ هل الإله الإسلام ليس إله شخصي يعتني بعباده؟ إذا قلت نعم فالسنفور كاذب ومدلس. وإن قلت لا فأنت تنكر الصفات المتعلقة بالله من انه رازق ومدبر وخالق وووو إلخ. هل أصبحت النقطة واضحة؟ أما بالنسبة لعدنان إبراهيم فإليك هذه الروابط
الشيخ عبد الحق التركمان يفتي بأن ما عدنان إبراهيم كافر
http://turkmani.com/com_articles/details/58
موقع قرية السنافر السعيدة تحذر من عدنان إبراهيم الرافضي
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?34128-%C7%E1%CA%CD%D0%ED%D1-%E3%E4-%DA%CF%E4%C7%E4-%C5%C8%D1%C7%E5%ED%E3
رأي الشيخ صالح الفوزان في عدنان إبراهيم
https://www.youtube.com/watch?v=WxQJvNTtUtY
رأي الشيخ الطريفي في عدنان إبراهيم
https://www.youtube.com/watch?v=eqzpE9gEIo4


11 - عبد الله خالف 2
هشام آدم ( 2014 / 4 / 16 - 15:08 )
رأي الشيخ صالح الخميس في عدنان إبراهيم
https://www.youtube.com/watch?v=MIMyl_ZWQAU

وإليك هذه الهدية
https://www.youtube.com/watch?v=QiL1bEhWMYM

هل هذا يكفي؟


12 - هشام آدم1
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 16 - 22:08 )
- لا أعلم , ماذا تقصد بإله شخصي؟... هل تُريد إله لا يُبالي , أنت تريد إله لا يستقبح قبحا ولا يستحسن حسنا , أو أنه فى غفلة عن خلقه لا يعرف الظالم من المظلوم ولو عرف فإن عزته وكرامته تمنعه من عقاب الظالم وإنصاف المظلوم , تريد إله غافل يستوى عنده الحسن والقبيح والقاتل والمقتول من أجل أن تفر بجرمك وتفعل ما تريد؟ .
نحن نقول : إن الله تعالى عليم بكل شىء , يعلم السر و أخفى و يعلم خائنة الأعين و ما تخفى الصدور , و أنه يثيب المحسن ويضاعف له الإحسان و يعاقب الظالم و يعفو عنه إن تاب ويأخذ للمظلوم حقه من الظالم .
فأين المشكله؟ .
نحن لا نقول بالتجسيم , فالله (ليس كمثله شيء) و (لم يكن له كفواً أحد) و (لا تدركه الأبصار) .


يتبع


13 - هشام آدم2
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 16 - 22:08 )
- لا يوجد من يجسر أن يخرج أحد من الدين أو يُكفره , و السبب :
أركان الإسلام 5 و معلومه , أركان الإيمان 6 و معلومه , الأحسان معلوم , و د. عدنان إبراهيم -حفظه الله- لم يخرج عن هذا , فهو يصلي صلاتنا , و يصوم شهرنا , و يحج حجنا , و يطبق إسلامنا , فعلى أي مستند يُكفّر؟! .
قال تعالى -مخاطباً المسلمين و أهل الكتاب- : (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) .
قال تعالى -على لسان نبينا الكريم- : (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) .
كل هذه الآيات تؤكد أنه لا يحق لأي كائن من كان أن يُكفّر بمعنى : (أن يدخل الجنه أو يخرج منها من يشاء) , فهذا ليس أختصاص الإنسان .


يتبع


14 - هشام آدم3
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 16 - 22:08 )
الكفر الصريح بالقرآن هو :
الإلحاد , المنكر لوجود الله , و قد مثّله بالقرآن فرعون , و حكم الله عليه بالنار , قال تعالى : (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) .
الشرك : قال تعالى : (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما) .
لذلك , لو كانت هذه الفتاوى تخرج د. عدنان من رحمة الله , فهي مُخالفه لكلام الله , بل هي تتجرأ على ملكوت الله .
ثم أن هذه الفتاوي مصدرها بعض تلامذة السلفيه , فالمدرسه السلفيه لم تصدر بيان حول ذلك , و لا تنسى -أيضاً- أن هنالك مدرستين سنيتين , و هما : (الأشعريه -منهج عدنان- و الماتريديه) , فهما لم يُصرّحا .
على العموم , القضيه واضحه و جليه .

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24