الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين يقودنا نتنياهو

سهيل قبلان

2014 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


السؤال الذي يفرضه الواقع على كل مواطن في الدولة أن يسأله هو إلى أين يقودنا رئيس الحكومة وزمرته؟ فباصرار حكام اسرائيل على نهج التمسك بالاحتلال وترسيخه والصرف على استمراريته ونشر افكاره وتوسيع الاستيطان فبذلك يفرضون الحصار على امل الجماهير للتخلص من هذا الواقع المرير والخطير، مما يزيد ويعمق انتشار وتغلغل سياسة قوى الحرب والعدوان والتنكر للاخر والعداء للفلسطيني بالذات.
يريدون منه التخلي عن الكرامة والمبادئ والمحافظة على علاقات ودية مع الويلات المتحدة الامريكية بالذات والانظمة الرجعية بالذات، وحكام الدولة يعزلون انفسهم من خلال الابتعاد عن صداقات جمة واولها الصداقة مع كرامة الانسان كانسان وبسياستهم يبتعدون بانفسهم عن المحافظة على الكرامة للانسان اليهودي نفسه من خلال تحويله الى جسم لا يبالي بالقيم الجميلة والصدق وكرامة الانسان، والسؤال الذي يطرح نفسه ازاء الممارسات الاسرائيلية هو بسيط ويتجسد في ما هو التعايش السلمي يا ايها الحكام الذين يصرون على التنكر له؟
حتى الانسان البسيط يفهم انه يتجسد في اقامة علاقات صادقة وجميلة بين الدول تقوم على احترام السيادة والكرامة والمساواة في الحقوق وسلامة الاراضي، وعدم التدخل والتجسس والتآمر في وعلى الشؤون الداخلية والعمل على تسوية المشاكل خاصة النزاع عن طريق التفاوض الجدي والصادق والتوقف الكلي عن الركض وراء سباق التسلح الباهظ والمجرم التكاليف، وتنفيذ التدابير لنزع السلاح يوفر المبالغ الكثيرة التي يمكن تحويلها واستخدامها لرفع مستوى رخاء ورفاهية الجماهير، فالدبابة او الصاروخ او القنبلة او البندقية او اللغم او الرصاص كل ذلك يصنع ليس للدلالة على مدى قدرة وابداع العقل البشري وليس للمعارض او للزينة، وانما للقيام بفعل وعمل ومهمة ما وهل فعل وعمل ومهمة تلك المنتجات تساهم في التقارب بين الناس وفي التعاون البناء للتعايش بسلام؟
الواقع يثبت ان ذلك يأتي على حساب امور حيوية وضرورية للناس كبناء دور للسكن في متناول الجميع وخاصة من ذوي القدرات المحدودة ومتوسطي الحال، او بناء مدرسة ومدها بكل المتطلبات والمستلزمات للطلاب خاصة المضامين الجميلة والانسانية والضامنة للتقارب بين الناس وتوفير الامن الغذائي للجميع او بناء جامعة او مستشفى او تعبيد شارع، فها هي الدبابات والمجنزرات والمصفحات تدهم الحقول الفلسطينية وتجرف وتخرب حامية وحارسة قطعان المستوطنين ومساعدتهم على اقتلاع اشتال واشجار الزيتون وتخريب الحقول، فهل الزيتون يشكل خطرا على امن الدولة؟ لقد غضوا الطرف عن ممارسات المستوطنين الارهابية والاجرامية ضد الفلسطينيين، واكثر من ذلك حموها وحرسوها ووفروا لها الدعم، فماذا كانت النتيجة؟
الجواب يتجسد في ممارسات مستوطني يتسهار ضد الجنود اليهود، ويبدو ان الذي يغيظ قوات وقادة الاحتلال ونهجه واهدافه وجنوده هو كيف ان الفلسطيني من الطفل حتى الكهل الى الفتاة والمسنة يستشهدون دفاعا عن الوطن والكرامة للتخلص من داء سرطان الاحتلال وهم يبتسمون وبقامات تأبى الانحناء أمام بطش الآلة الاحتلالية وعقلية العربدة والعدوان، ويرفضون تذويت حقيقة ان الابتسامة الانسانية لا بد في النهاية ان تتغلب على كشرة وحوش ونهج واهداف الاحتلال، وكأني بموت الفلسطينيين يولدون ويتفولذون في المعركة لكنس الاحتلال من جديد، ويبدو انهم يتصرفون كالثيران الهائجة لان دماء الشهداء والجرحى ازهرت في الارض الفلسطينية وملأت الروابي والسهول وحدائق البيوت وحواكيرها الزهور والاشجار والاشتال والحجارة والتراب وكلها باللون الاحمر واللون الاحمر يثيرهم خاصة ان الفلسطينيين يرفضون الركوع والخنوع أمام آلة الموت الاحتلالية وجنودها الشرسين والحاقدين، فكيف سيحققون السلام وهم يطورون ويكثفون ويتزودون بآليات ووسائل القتل والتدمير والفتك بالبشر وعلى حساب لقمة الفقير؟
متى يقتنعون ان حمل يراع وكتاب ونهج فكر انساني جميل عاشق للانسان في الانسان وحمل زنبقة وريحانة وباقة ورد وشمعة تزيل الظلام افضل من حمل بندقية ومدفع وقنبلة ورصاصة، وزرع شتلة ورد او زيتون او برتقال افضل من زرع لغم او عبوة ناسفة او افكار عنصرية وفاشية، يصر حكام اسرائيل على المستحيل المتجسد في الطلب من الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال بالذات ان يحب ويعشق الغاصب والسفاح والمجرم والمصرَّ على دوس الحقوق والكرامة، وعلى صنع التوابيت للمجد والكرامة والشموخ والإباء ونزعة الانسانية فلسطينيا واسرائيليا، فالاستعلاء العنصري وانا ومن بعدي الطوفان وعقلية شعب الله المختار ويحق لي ما لا يحق لغيري والتنكر ودوس نزعة الانسان في الانسان، كل ذلك هو الحاجز الشاهق امام شعب اسرائيل والمستقبل الامن والسعيد والتعايش بسلام وحسن جوار واحترام متبادل مع الآخرين والتمسك بنهج الانسلاخ عن الواقع وعدم تذويت عبر التاريخ ورفض اخراج الضمائر من مستنقع الحقد والكراهية والتنكر لحق الآخر في الحرية والسلام والاستقلال، يؤدي الى مقولة على نفسها جنت براقش، وأمام هذا النهش والواقع التعيس والخطير ليس أمام الرازحين تحت الاحتلال الا اتخاذ الخطوة المسلحة بالكرامة والشهامة والحق والحب للحياة آمنة وهي القضاء وباسرع ما يمكن ودون تردد او تلكؤ او تباطؤ مشين على التشرذم لانها لا شك ستسر الصديق وتغيظ العدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا