الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئاسيات الجزائر : لعبة الثلاث ورقات اسمها انتخابات

الشهيد كسيلة

2014 / 4 / 19
كتابات ساخرة


وأنا أتابع مجريات الانتخابات على شاشات قنوات جزائرية وعربية وأوربية هالني ما أرى من حماقات نظام يرمي بثقله في ما يسميه خطأ انتخابات... فلم نر عند من ابتدعوا هذه الآلية الديمقراطية ما رأيناه من تدليس ونفاق سافر و"على عينك يا تاجر" في انتخابات الجزائر ... نظام يتحرّك بقضّه وقضيضه الوزير والغفير، الطائرات تحلق في أجواء الجزائر لتنقل علّية القوم من مدينة إلى مدينة تستقبلها السيارات الفارهة لنقل الجميع إلى الاستراحات والفنادق لتناول ما لذّ وطاب من السحت ثم التوجه إلى دور "الثقافة" لإلقاء تلك "التبريحة" السمجة العفنة ركيكة الألفاظ من تلك الألسنة التي تقتات من قول الزور والعمل به على جمهور الشعب الغلبان الذي جيء به في الشاحنات من الأرياف مقابل سندوش الكاشير ودريهمات لا تسمن ولا تغني من جوع فواحزناه عليكِ يا جزائر الشهامة والكرامة و يا أرض الشهداء.
النظام رشّح الرئيس المقعد على كرسي متحرك لعهدة رابعة وهي في واقع الحال عهدة لكل النظام الذي يتكون من جيل شارف على السبعين ... وهي عهدة تمكن هؤلاء جميعا من وزراء النظام وأعضاء مجلس الأمّة والسفراء والقناصل والقيادات العسكرية وقضاة المجلس الدستوري ومديري الشركات الحكومية ... من الاستفادة من شيخوخة مريحة وكشوفات طبّية في أرقى مستشفيات باريس ومن الخدم والحشم الذين تدفع لهم الخزينة العمومية جراياتهم ... ويمكنهم الحصول على قطع الغيار لأسنانهم المهترئة وأحدث الأصباغ لما تبقى من شيبهم الناصع ... .
وكما يقال ليس التصويت هو من يصنع الفوز في الانتخابات ولكن من يحسب الأصوات (العلبة السوداء) هو الفاعل الحقيقي وقد تحول حساب الأصوات كما في كلّ مرة إلى عملية حسابية تمّ فيها توزيع الأصوات على المرشحين الستة : مرشح النظام الذي تمّ نفخ حصيلته لتتجاوز الثلثين وبقي الفتات للخمسة يتقدّمهم الأستاذ علي بن فليس الفائز الحقيقي في الانتخابات الذي أبقت له العلبة السوداء على 15 % حفظا لـ"ماء الوجه" وقذفت الباقين ببعض الكسور بعد صفر فاصلة ...... .
كان الشارع المسكين يتحدّث عن انتخابات تنظًّم لأول مرة في عهد الفضائيات وأن هذه الفضائيات ستحدث انقلابا في النتائج المعتادة لكن النظام كان بالمرصاد فهو من استفاد منها ... لقد فتح فضائيات للدعاية واشترى البعض وأصبح حلف النظام يتوفر على العسكر والدرك والبوليس والادارة وأكثر من 20 تلفزيون وحرّك المناوشات القبَلية وروّج لـ "أخطار" تهدّد البلد ووصل الأمر إلى حدّ وصف المرشح المعارض الأول بالإرهابي ... !!!!
التيار الاسلامي وهو أكبر تيار في البلد - لأنه يعتمد على العامّة التي لا فكر لها ولا بصر ولا بصيرة - لا يزال يستحضر الخلفاء الراشدين ويركّز على عنصر انقياد العامّة لطروحاته الوهمية وشعوذاته التي أدخلت البلد في نفق مظلم وهو يعارض كل شيء بل إنه يرى في بن فليس مثلا خطورة أكبر من العجوز بوتفليقة ... - إلى درجة أنّ أحد قيادييه وكان ارهابيا مجندا في صفوف طالبان يصرح من قناة تبث من لندن أنّ على علي بن فليس أن يعتذر للشعب الجزائري لأنه لم ينسحب من الترشّح- هذا التيار يخشى أن يدخل بن فليس على الخط ويجدد النظام المعارض للثيوقراطية ولذلك فهو يروج للمقاطعة لإسقاط النظام ليأتي فقهاؤه ومشائخه وتفرش لهم الزرابي وتقام لهم المنصّات المحفوفة بالورود ... ثمّ تسلًّم لهم السلطة لإقامة إمارة جزائرستان في شمال أفريقيا ، أما العلمانيون فقد فقدوا قواعدهم وبعضهم انتقل إلى صفوف النظام بعد أن ظلّ الخطاب الاسلامي يشيطنهم على امتداد العشريات الماضية ولا يزال، ومن كان يصدّق أن زعيم اللائيكية الدكتور سعيد السعدي يجمعه مؤتمر واحد مع عتاة الاسلام السياسي ... ؟
الشعب يؤمن بالملموس ولا يمكن أن يسير في ركاب خطاب فلسفي باصطلاحات لا يفقه منها شيئا والنظام يمتلك مفاتيح كلّ شيء ... قلّص مدة خدمة العلم إلى سنة وشرّع لجراية تستفيد منها المطلّقات وأغدق على كل محافظة بملايير أغلبها يذهب إلى جيوب محافظي الأقاليم وزبائنهم لـ"دعم" الوفاء للنظام، فماذا يمكن أن يفعل أبناء الشهداء الثلاثة [ بن فليس وتواتي ورباعين] مقابل هذه الارمادا التي تستحوذ على مقدّرات البلد وهل حدث في العالم ما يحدث في بلدان ما يسمى بالعالم العربي وهو أن يجد المترشح للرئاسيات نفسه في مواجهة نظام يمتلك ترسانة من الاموال والعسكر والادارة وسلك القضاء ؟؟؟ وكما حدث في الماضي القريب طبقت الاشتراكية أسوأ تطبيق واليوم تطبّق الديمقراطية أسوأ تطبيق ... الاشتراكية رفعت الصين إلى أكبر اقتصاد في العالم والديمقراطية رفعت اليابان إلى أكبر تكنولوجيا في العالم أما في العالم العربي فكلاهما الاشتراكية والديمقراطية بالتطبيق البشع صنعتا أشنع الدكتاتوريات !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع