الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقه العامله ونضالها ضد الظلم والاستبداد

محمد عبد الله دالي

2014 / 4 / 30
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا


في مثل هذا اليوم ،خرج الآلف من العمال في شوارع الولايات المتحده الامريكيه ،بلد الرأسماليه ،للمطالبة بحقوقهم المشروعة ،نتيجة للظلم والاضطهاد ,الذي تعرضوا له من قبل أرباب العمل ,ومن مطالبيهم ,تقليل ساعات العمل ,وحقهم بالتنظيم النقابي والحد من تشغيل الأطفال القاصرين في المصانع ,فواجهت الحكومه التظاهرات بالقوة واستعملت السلاح في تفريق المتظاهرين , مما أدى الى سقوط شهداء ومنذ ذلك الحين دخل هذا اليوم التاريخ .
حيث خرجت تظاهرات في اغلب دول أوربا تأييدا لهم فأصبح هذا اليوم عيدا للطبقه العامله ,تُجدد ذكراه كل عام .
ناضلت الطبقه العامله المسحوقة في أقسى الظروف التي مرت بها من جورِ وظلم من أربابِ العمل والحكومات الراسماليه والانظمه القمعية ،لنيل حقوقها المشروعة ,لأنها هي صانعة الحياة للشعوب وان الإرباح التي يجنيها أصحاب العمل هي ثمرة قوة العمال وتضحيتهم في كل مكان , وعلى اثر ذلك , توسعت دائرة المطالبة بحقوق العمال ,فتأسست عدة نقابات في أوربا ,وامتدت الى كافة أرجاء العالم ,فأينما وجدت الطبقه العامله يوجد تنظيم نقابي عمالي ,فازدادت وتوسعت دائرة نضالها في العالم ,جراء تكاتف العمال من خلال تنظيماتهم , وظهور حكومات اشتراكيه ساندت نضالهم ,وتبنت مشاكلهم والدفاع عنهم حيث استلمت مهام قيادة الدولة في بلدان أوربا الشرقية ,مما ازدادت قوتهم ومساندتهم ,للطبقه العاملة في بلدان العالم الثالث ,فكانت عونا لها في بناء دولهم ,واقتصادهم وتحسين ظروف عملهم , حتى أصبحت بعض الدول في أفريقيا واسيا ,كمصر والجزائر ,والعراق وسوريا , وكوريا الشمالية وبعض دول أوربا الشرقية ,قوة لا يستهان بها ,في النضال ضد الرأسمالية , والوقوف مع المستضعفين من الشعوب الفقيرة ,لكن الظروف السسياسيه ,والاقتصادية,والحرب الباردة التي قادتها الولايات المتحدة مع دول أوربا الغربية ,وبمساعدة خونة النظام الاشتراكي ,وبمساعدة بعض رؤوسا الدول في البلدان العربيه كل هذه الظروف , والانكسارات التي حدثت ,أدت الى تصدع جدار الطبقه العاملة ,وانهيار اكبر دولة اشتراكيه الممثلة بالاتحاد السوفياتي الى تفكك تنظيم الطبقه ,لكنها بقيت تناضل من اجل العيش بكرامه من خلال تنظيماتها النقابيه في كل البلدان ولم تنكسر , فكانت شوكة بعين أرباب العمل والدول الرجعية المساندة لهم .
ــ وفي عراقنا الحبيب ,كانت الطبقه العاملة ,هي القوة المناضلة بوجه الراسماليه والحكومات الملكية والرجعية المتعاقبة ,فقد لا قت مُرً العذاب والقهر والاضطهاد على أيدي هذه الانظمه التي تعاقبت على حكم العراق ,وخاصة في زمن البعث الذي شنً هجوما شرسا على كل التنظيمات المدنية ,ومن ضمنها اتحاد نقابات العمال حيث سنت الحكومة في حينها قانونا سيء الصيت أَلغى فيه اسم العمال وحولهم الى موظفين , للتخلص من النقابات وتجميد أعمالها وأموالها
,وهذا دليل ساطع على حقد الطبقة الرجعية المتنفذه على الطبقة العامله وتنظيماتها بداعي إنها ترتبط بقوى يساريه ممثله بالحزب الشيوعي العراقي ,والسبب الأخر هو الحد من نشاط الحزب بين الشعب والعمال والفلاحين بالذات ان الهجمة الهمجية التي شنتها قوى البعث على الطبقة العاملة والفلاحيه ونقاباتهم وعلى الحزب الشيوعي العراقي, لن توقف نضال العمال والفلاحين في ان تأخذ دورها في العمل بين أبناء الشعب ,وللأسف الشديد ,بعد سقوط النظام الظالم ,استمر العمل بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة ,التي كان يعامل بها العمال ,ولم تر الطبقة العاملة أي تطور يذكر ,وبقيت القوانين السابقة نافذة المفعول لحد الآن بل ازدادوا بإيجاد قوانين تعرقل نمو الطبقه العامله ,وخاصة بين النساء للحد من تحركهنً ,بسن قانون الأحوال المدنية المسمى الجعفري الرجعي .
ان نضال الطبقه العامله ,الممثلة بنقاباتها لن تقف مكتوفة الأيدي ,أمام هذه الهجمات المتخلفة بل ازدادت قوة ونضالا بين صفوف الشعب فخرجت عدة تظاهرات ضد هذه القوانين المجحفة .
ـ اما في الوطن العربي , لا تختلف معاناة الطبقه العامله ,عن زميلاتها في العراق ,نتيجة للظروف السياسيه التي تمر بها الساحة السياسيه في الوطن العربي لسيطرة قوى رجعيه لا تؤمن بحرية الفرد ولا تؤمن بالتقدم لأنها قادمة من كهوف التخلف ,ستبقى الطبقه العامله والفلاحيه رافعة مطرقتها ومنجلها وتطرق على رأس القوى الرجعيه والراسماليه في العراق والبلدان التابعة في المنطقة .
فألف تحية لها بعيدها الأغر , في اليوم الأول من أيار المجيد وتحية لشهداء الطبقة العامله في كل مكان وتحية حب وتقدير لنضالها في بناء وطن حر وشعب سعيد .

الكاتب =والقاص
محمد عبد الله دالي
1/5/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا