الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأول من آيارعيد العمال العالمي : الطبقة العاملة العراقية بين وهم الالغاء واكذوبة البديل الليبرالي

التيار اليساري الوطني العراقي

2014 / 5 / 1
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا


الأول من آيارعيد العمال العالمي : الطبقة العاملة العراقية بين وهم الالغاء واكذوبة البديل الليبرالي

لم نفاجئ بغياب اسم الطبقة العاملة من الخطاب الدعائي الانتخابي لعشرات الكتل السياسية التي شاركت في انتخابات 30 نيسان 2014 لأنه وببساطة لم تكن هناك كتلة يسارية ببرنامج طبقي- وطني مشاركة في الانتخابات.

ولعل من اكثر الاتجاهات الايدولوجية خطورة على العراق اليوم,هي تلك التي تتخادم مع الامبريالية الامريكية وتتأهب كقوة سياسية احتياطية للعب دور البديل للنظام الفاسد المعادي للعمال والفلاحين وعموم الكادحين الأيل للانهيار, التي تحمل اسم الليبرالية إذ تسوّق وكأنها مدرسة فكرية حديثة, لاسيما وإنها تقدم من قبل البعض على إنها بديل الماركسية التاريخي, مع العلم انه لا علاقة لها بما هو حديث, لا بالمقاييس الزمنية ولا بمقاييس تطور الفكر وارتقاءه, وإضافة صفة (الجديدة) إلى اسمها لايعني إطلاقا إنها كذلك, فمن المعروف إنها إيديولوجيا البرجوازية في بواكير نشوؤها وصراعها مع الإقطاع, وإنتاج مجموعة قيم وأفكار متنورة بمقاييس ما سبقها في مرحلة الإقطاع, ولكن مع وصول الرأسمالية إلى مرحلتها الاحتكارية والبدء بتقسيم العالم وبالتالي تدويل عملية الصراع الاجتماعي, أصبحت رجعية على طول الخط, لأنها أصبحت معرقلا للتطور الموضوعي لملايين البشر في أطراف النظام الرأسمالي, وضربت بعرض الحائط قيم الحرية والمساواة والتنوير الليبرالية, وفي المرحلة الراهنة من تطور الرأسمالية- العولمية- على الرغم من انه حتى الصم والبكم والعميان باتوا يدركون ان الليبرالية (الجديدة) بنموذجها الأمريكي لاتسعى إلى السيطرة فحسب, بل تحاول الاستفراد بالسيطرة, والتحكم ليس بمصالح شعوب الأطراف, بل بمجموع التطور العالمي, ومن هنا لايمكن الحديث عن شيء جديد لدى الليبرالية العتيدة, من حيث الجوهر, اللهم إذا كان ازدياد وتيرة النهب, وتمركز وتركز الثروة بيد حفنة من الأثرياء, وتخريب التوازن البيئي المتكون عبر ملايين السنين جديدا, و تفشي الأمراض والأوبئة, وانتشار حمى التعصب العرقي الايجري هذا(الجديد) في ظل التقدم المضطرد للمشروع الليبرالي, أليست كل هذه الوقائع نتاج واقع أورثتها الليبرالية الخلف الى السلف, وبالتواطىء مع ليبراليي العالم الثالث. ولم تكن الانظمة العربية التابعة الساقطة بالثورات الشعبية الاجتماعية سوى أنظمة ليبرالية متوحشة رهنت الاقتصاد الوطني لصندوق النقد الدولي وشروطه المجحفة التي تسبب في افقار الشعوب العربية وقطع طريق التطور الاقتصادي الانتاجي على هذ البلدان.

وهذه هي هوية نظام المحاصصة الطائفية الاثنية الفاسد بالضبط, الليبرالية, الاقتصاد الريعي الذي يعتمد كلياً على تصدير النفط العراقي بشروط الشركات الاحتكارية الامبريالية , والذي عمد منذ دخول مليشياته مع قوات الاحتلال الى تدمير المعامل وتفكيك المصانع وبيعها خردة على يد مهربي المليشيات الطائفية العنصرية الى دول الجوار. النظام الليبرالي الذي حول العراق الى مكب للبضاعة المستوردة دون اية رقابة صحية اونوعية.

أن الاول من ايار عيد العمال العالمي يعبر عن الدور الطبقي والوطني المفصلي للطبقة العاملة وطليعتها الثورية المنظمة في نقابات واحزاب.وفي بلادنا لعب عمال النفط في الماضي و يلعبون في الحاضر الدور الكفاحي الحاسم في هذه المعركة. وتلعب الشخصيات العمالية النقابية اليسارية والوطنية العاملة في نفط الجنوب وخصوصاً البصرة و طليعتها لجنة منتسبي نفط الجنوب دورا قياديا في معركة العمال من اجل استحصال حقوق عمال النفط والحفاظ على الثروة الوطنية وانجاز قانون عمل تقدمي , ويخوض العمال كافة اشكال الكفاح السلمي المشروعة كالتظاهر والاضراب والاعتصام. في بلد يشكل النفط 93% من واردات ميزانيته , ولم يعد هناك مصادر اخرى ذات وزن فدمار الزراعة وقطع اكثر من 20 مليون نخلة وشحة وتلوث المياه وتحطيم البنية التحتية والصناعة الوطنية الخفيفة والمتوسطة, حولت العراق الى مكب للبضائع الاجنبية.

يواجه كفاح عمال النفط بتعنت الطبقة البرجوازية الطفيلية الفاسدة الحاكمة وممارسة ذات الاساليب التي درجت على استخدامها الحكومات الرجعية والفاشية المتعاقبة على الحكم, فإضافة الى اجراءات التهديد بالفصل والقمع تعزف السلطة الراهنة ذات الاسطوانة المشروخة الناكرة لوجود الطبقة العاملة العراقية. وهاهي تتمسك بقانون صدامي فاشي بامتياز يجرد العامل العراقي من صفته ووظيفته العمالية ويمنحه قسرا صفة موظف.وسبق هؤلاء بكر صدقي صاحب اول انقلاب عسكري في تاريخ العراق والبلدان العربية عام 1936 قد انكر وجود الطبقة العاملة في معرض رده على اول بيان لجمعية مكافحة الاستعمار الصادر في 11 آذار 1935والذي جاء فيه ( يشترك الاتكليز والطبقة الحاكمة اليوم في حلف يهدف إلى الإبقاء على الاضطهاد والاستغلال اللذين تعانيهما...ولقد أصبح النفط والمواد الخام الأخرى في البلاد حكراً على الإتكليز, وتحول العراق الى منفذ لبضائهم وفائض رأس المال....).حيث تحدى بكر صدقي الحركة العمالية اليسارية بقوله {أين هي مصانعنا وأين هم العمال ؟}فجاؤه رد الطبقة العاملة العراقية سريعا ,إذ أضرب عمال الميناء في البصرة وتبعهم عمال شركة السجائر الوطنية في بغداد وشركة النفط العراقية في كركوك. وانتشرت الإضرابات يومها الى مختلف مواقع الحفريات ومحطات ضخ النفط والى سدة الكوت وورشات السكك الحديدية في بغداد ومصانع الحياكة في النجف والقاعدة العسكرية في الحبانية.كما لاقى نوري السعيد مصيره المعروف وهو العدو اللدود للعمال.

تواصت مسيرة الحركة العمالية العراقية صعودا فاعلنت اضراب عمال النفط في كاورباغي اوسط الاربعينات الذي قوبل بالحديد والنار واستشهد فيه العمال الابطال, وشكل العمال السياج الجماهيري الحامي لاعلان تأسيس اتحاد الطلبة العام في ساحة السباع في 14 نيسان 1948 , وخاض العمال المعارك الوطنية في وثبة كانون 1948 وانتفاضة تشرين 1952 وهبة 1956 التي توجها الشعب العراقي باشعال ثور 14 تموز 1958 المجيدة التي حررت العراق من الاستعمار البريطاني واسقطت الحكم الملكي العميل وحققت للشعب العراقي عامة والطبقة العاملة خاصة مكتسبات اجتماعية - اقتصادية كبرى في مقدمتها قانون العمل وقانون الاحوال الشخصية وقانون 80 الخاص بحماية الثروة النفطية وقانون الاصلاح الزراعي وغيرها...وكان لمسيرة الاول من آيار 1959 المليونية في بلد تعداد نفوسه ثمانية ملايين والتي رفعت شعار { عاش زعيمي عبد الكريمي ...حزب شيوعي في الحكم مطلب عظيمي}اكبر الأثر في تحقيق هذه المنجزات. لقد اجبر اضراب عمال الزيوت عام 1969 الحكم على تقديم تنازلات جديدة للعمال بتعديله قانون العمل لصالح العمال.

فكما ادى استلام المقبور صدام حسين ونظامه البعثي الفاشي الحكم عام 1979 وشنه الحرب على ايران الى استخدام الطبقة العاملة العراقية وعموم الكادحين وقودا للمحرقة. وعرضها لاشرس هجوم برجوازي رجعي متمثلاً باصدار قانونه سيئ الصيت المرقم 150 في العام 1987 القاضيً ب"تحويل العمال الى موظفين" وبالتالي الغاء حقهم في التنظيم النقابي والتظاهر والاضراب, وقد عاني العمال كبقية الشعب العراقي على مدى ربع قرن 1980-2003 الحروب والحصار البربري.

يواصل اليوم الحكام الجدد وعلى مدى عقد من الزمان التمسك بقانون الدكتاتور المقبور في تعبير عن الهوية الطبقية الاستغلالية المشتركة للنظامين المقبور والراهن المعادية للطبقة العاملة العراقية ,وتحويل العراق الى مكب للبضاعة المستوردة في اطار نظام اقتصادي ريعي لا يسمح باعادة بناء الصناعة الوطنية ويعتمد على تصدير النفط الخام باشراف ونهب الشركات الامبريالية الامريكية>

ستبقى المعركة مفتوحة...المعركة الطبقية والوطنية من اجل استكمال سيادة العراق واستعادة سيطرة الشعب على ثروته النفطية وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية التي تحقق العدالة الاجتماعية...ومما لا شك فيه إن كلمة الفصل في هذه المعركة تعود لعمال النفط نواة وداينو الطبقة العاملة العراقية ورأس حربتها اليسار العراقي.


التيار اليساري الوطني العراقي
1 آيار 2014












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا