الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النتائج الإنتخابية

رعد الدخيلي

2014 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


النتائج الإنتخابية المخجلة .. باروميتر الترشيحات الخجولة !
رعد الدخيلي
لقد اختلف الناس في تفسيراتهم للديمقراطية ، فتضاربت تصوراتهم حولها ، إلى حد أنْ صار كلُّ فريق منهم يؤمن بنوع معين من تلك التفسيرات ، وكل فئة تدعو إلى تطوّر خاص من تلك التصورات التي أفتوا بها للديمقراطية .
فالديمقراطية في أصل لفظها كلمة يونانية مركَّبة من كلمتين (ديموس) وتعني الشعب و(كروتوس) وتعني السلطة أي " سلطة الشعب " أو " حكم الشعب "
المفهوم التقليدي للديمقراطية ؛ كان خاصاً بطبقة النبلاء فقط ، دون باقي الناس ، وبالتالي انشغل القياصرة بالحكم واستبدوا به ، لكن الوضع تطور ، وتطوّرت معه الديمقراطية بفعل عوامل هي :
ــ ظهور المسيحية
ــ الثورة الصناعية
ــ الصراع المذهبي في أوربا بين الملوك والبابوات
ــ ظهور الثورتين الفرنكوا أمريكية وظهور نظرية سيادة الشعب .
أما مفهوم الديمقراطية في الفكر الليبرالي ؛ فقد أعتبرها ديمقراطية سياسية فقط ، لا توجد لها الأبعاد الأخرى ، خاصة الاقتصادية منها ، أي قيامها على مبادئ أساسية تتمثل في :
ـ سيادة الأمّة
ـ الانتخابات البرلمانية
ـ استقلالية القضاء
ـ الحريات العامة
ـ وضع دساتير مكتوبة
ـ الفصل بين السلطات والمساواة أمام القانون
وهي مبادئ تسمح للمواطنين من التمتع بنوع من الاستقلالية وامتلاك وسائل للتأثير على الحكومة .
يقول عالم السياسة الفرنسي )مارسيل بريلو)) (*) : ((إنَّ جوهر الديمقراطية ليس مذهبا معينا ، ولكن مجموعة إجراءات بفضلـها تتمكن أغلبية السكان من التعبير عن إرادتها وتحديد الاختيارات الاجتماعية)) .
والحالة هذه ؛
فيبدو أنَّ بعض المرشحين العراقيين أساءوا فهم جميع المفاهيم الديمقراطية، عندما خاضوا بمأساة العملية الإنتخابية بأنانية وعنجهية مقيتة وغبيّة جداً ، إنعكست سلباً عليهم .
ويبدو أنَّ هنالك حمّى ترشيحات إنتخابية تفشّت فايروسياً بين الجماهيرفي العراق الجديد ، بحيث ظنَّ البعضُ أنَّ الوصول إلى المقاعد الإنتخابية تشبه الإنتماءات الحزبية المتعددة المشارب والمذاهب ، حتى ما عادت هنالك أية قطرة حياء على جبين بعض المرشحين ، الذين لا يعرفون حجومهم الإعتبارية في المجتمع ، بحيث ركبوا الموجة الإنتخابية مع الراكبين .. فهبّوا ودبّوا بعمى تام نحو الترشيحات النيابية ، دون خجل من أنفسهم ، ودون خوف على سمعتهم وتاريخهم ، من الناحيتين الوطنية والعرفية .
ما يخجل حقاً ؛ ظهور النتائج الإنتخابية ، بحيث لم يحصل المرشح إلا على ثلاثة أصوات .. ((صوته + صوت أمّه + صوت أبيه)) ، وهذا إنْ دلَّ على شيء ؛ فإنّما يدلُّ على الفقر المدقع والقفر المجدب في رصيده الجماهيري ورصيده المناطقي ورصيده الإنتمائي ورصيده في العمل ورصيده في أسرته .. الوحدة الأولى في المجتمع العراقي ، فكيف يمثل هكذا شخص جماهيرَ الشعب العراقي ، وهل سيتجرّأ ثانية على خوض الميادين التي لا مكانة ولا مكان له فيها إطلاقاً ، فكيف يتوقع أن له مقعد برلمان !!!؟
فلان ــ 5 أصوات !!!؟
فلانه ــ 4 أصوات !!!؟
هؤلاءِ أناسٌ مغرورون حتى نخاع العظم .. هؤلاءِ حالمون ، لا مرشحون ، إنّهم ((يخوطون بصف الإستكان)) (كما في المثل العراقي الدارج) !!!
وهذه الحال تنطبق على غيرهم من الأسماء التي كانت بالأمس القريب أسماءا في البرلمان العراقي ، فاستبعدتهم الجماهير . ظنّوا أنهم عندما يرشحون في محافظات غير محافظاتهم سيفوزون .هؤلاءِ أيضاً أصيبوا بحمّى الغرور ، وكأنهم توهموا أو أوهموا . فالعراقيُّ ذكيُّ ؛ يعرف كي ينتقي ، ومن ينتقي ، على الأعم الأغلب ، كما يبدو من نتائج الإنتخابات البرلمانية هذا العام2014 ؛ إنه لم يلدغ من جُحْرٍ مرّتين !
من هنا ؛ يتحتم على الفائزين في الوصول إلى المقاعد الإنتخابية ، أن يعرفوا قدْرَهم لدى الجماهير ، بحالة معاكسة للحالة السالفة الذكر ، إنطلاقاً من مبدأ ((رحم الله امرئ عرف قدْرَ نفسه)).
فالجماهير الواعية بأرجحية هذا دون ذاك .. صوّتت لهذا وأستقصت ذاك ، هي جماهير ليست غافلة الخيارات هذه المرّة . وعلى من ينعت العراقيين بأنهم ينعقون مع كل ناعق ، أن يعيد حساباته وتقييمه ونظرته في العراقيين . فلم يعد المواطن العراقي ذلك المواطن العراقي الرازح تحت نير ديماغوجية (صدام حسين) بإكراهه على منهج البعث الصدامي ((إذا قال صدام .. قال العراق)) .
لقد أكّدت المفوضية المستقلة العليا للإنتخابات العراقية ، وبمراقبة دولية قانونية ؛ إنَّ الإقتراع كان نزيهاً ، وما حدث من خلل هنا وهناك ، لم يكن ذا بال البتة .
ومهما يكن من أمر ؛ فالنتائج الإنتخابية حسمت لصالح الفائزين ، مثلما حسمت بخسارة المستبعدين ، فما على العراقيين اليوم ؛ إلا أن يطالبوا بالإسراع في عقد الجلسة البرلمانية الأولى العاجلة ، ولتحمل الجلسة عنوان ((الجلسة الدستورية)) تعلن عن تشكيل هيئة برلمانية متخصصة في القانون الدستوري وبمساعدة دولية ومحلية أكاديمية ودينية ، تأخذ على عاتقها حسم كتابة الدستور العراقي ، ومعالجة مواضع الخلل فيه بأسرع وقت ممكن ، وإعلان العراق ((دولة مدنيّة ديمقراطية متديّنة)) .. غير دينية .. غير علمانية .. غير إشتراكية .. غير رأسمالية . وذلك لكي يتمتع العراقيّون كافة بدستور دائم للبلاد والعباد تحت راية الله أكبر .
والله من وراء القصد ؛؛؛

(*) كتاب «علم السياسة» للكاتب الفرنسي «مارسيل بريلو» من ترجمة أحمد حسيب عباس، ومراجعة الدكتور علي سليمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات