الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سماحة الإسلام في التعامل مع الغير

نايف عبوش

2014 / 5 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سماحة الإسلام في التعامل مع الغير
نايف عبوش
يتعرض الدين الاسلامي الحنيف هذه الايام الى حملة ظالمة بقصد الاساءة الى سماحته،والمس بمنهج خيريته المطلقة للناس المتجسد بقاعدة الامر بالمعروف في كل ما من شأنه منفعتهم في دنياهم واخراهم ،والنهي عن المنكر لكل ما هو افسادي، ومصدر اساءة لهم،تمشيا مع مقاصد هذه الخيرية بمعيار(كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)،حيث بات يشاع اليوم في اكثر من مجال، بأن الاسلام انما انتشر بحد السيف، وفرض الايمان على الناس بالترهيب، والقسر، والاكراه،في حين ان الدعوة للإسلام كانت تتم ،كما هو معروف جيدا،وفقا لأعلى معايير الحوار الحضاري، القائم على المجادلة بالتي هي احسن،تساوقا مع القاعدة القرآنية (وجادلهم بالتي هي احسن).
ومن يتدبر القرآن الكريم بحيادية، وبتأمل متجرد خال من الغرض، والأحكام المسبقة، يكتشف بسهولة ويسر، ان القران الكريم الذي اقر الاسلام دينا عند الله للناس ليكون خاتم الرسالات،بما هو الانفع لهم في دنياهم وآخرتهم بمعيار(ان الدين عند الله الاسلام)،حيث ابتغاء الانسان غير سبيل الاسلام دينا،يكون مدعاة لهلاكه، وخسارته في الاخرة(ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) ، باعتبار ان الاسلام هو الدين الحق من الله على قاعدة (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)،وبالتالي سيجد ان القران قد نهى عن حمل الناس على الايمان بالإسلام قسرا بعدما تبين لهم بالهدي الالهي سبيل الرشد القائم على الايمان بالله تعالى، والكفر بالطاغوت ايا كان شكله،حيث (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها)،مما يفند مزاعم التشهير بسماحة الاسلام تحت أي ستار.
واذا كان القران الكريم قد فصل بين جماعة المؤمنين ومجموعة الكافرين في جانب العقيدة بقياس(لكم دينكم ولي دين)وما يستوجبه هذا الفصل العقائدي من تمييز واضح للمؤمن على الكافر عند الله( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقأ لا يستوون)،الا انه في الوقت نفسه لم يفصل بينهم في الحياة المدنية المجتمعية على قياس(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)،حيث كان جار النبي في المدينة يهوديا كما معروف, وفي ذلك نلحظ ان القران الكريم لم ينه المسلمين عن بر المخالفين لهم في العقيدة من الذين لم يرفعوا السلاح بوجههم (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أَن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) , ومعلوم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد دشن مسيرة الإسلام الإنساني المدني عندما أبرم عقد (صحيفة المدينة) كأول عقد اجتماعي مدني في التاريخ يستحضر مبدأ المواطنة بشكلها المدني الصريح، والذي لا يتطلب من صاحبها سوى الالتزام بحقوق المواطنة، والإيفاء بمتطلباتها، بما فيها حفظ مصالح البلد والدفاع عنه، في مقابل أن يحتفظ بدينه ، حيث كان ينظر إلى المسلمين واليهود في دولة المدينة على أنهم شعب واحد، يقع عليهم واجب الدفاع عن الوطن ودولته،وبذلك يكون الاسلام قد اسس لاحترام حقوق الانسان بأعلى المعايير،تأسيسا على قاعدة(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)،وذلك قبل ان تظهر للوجود لائحة حقوق الانسان المعاصرة بأكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان، والتي يتبجح بها المتنطعون اليوم باعتبارها اللائحة المعيارية المثلى لحقوق الانسان .
ويلاحظ ان القران الكريم لم يأمر بقتال المعاندين للإسلام الا اذا هم ابتدأوا المسلمين القتال، بل انه امر بالجنوح الى السلم معهم متى ما اظهروا الركون لها على قاعدة (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)،ولم يأمر إلا بقتال من شهر السيف بوجه الإسلام، وناصبه العداء صراحة، حيث لم يبدأ الرسول بقتال اليهود كما هو معروف، الا عندما نقضوا العهود والمواثيق معه (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)،فجاء استخدام القوة في هذه الحالة من باب الدفاع المقدس عن النفس ليس الاّ.
ولقد صان الاسلام من حيث المبدأ، النفس، والمال، والعرض، والمعتقد، من أي اساءة سواء اتت من المسلم، او من الآخر تحت أي غطاء، خارج سياق تلك المعايير، والضوابط المركزية التي تمت الاشارة اليها انفا،ومن هنا نجد ان القران الكريم ، يستنكر اكراه الناس، واجبارهم على الايمان برسالته بالقوة (ولو شاء ربك لآمن من في الأَرض كلهم جميعا أَفأَنت تُكْرِهُ الناس حتى يكونوا مؤمنين)، رغم كل ما يحاوله البعض المغرض اليوم من تصويره القران على انه كتاب يجبر الناس على الايمان بالله وبرسوله. ‏
ولاشك ان هذا المعنى السامي من سلوك الرحمة بالآخر، والإقساط اليه، ومودته،والإحسان اليه الذي انفرد به القران،انما يعكس حقيقة ابعاد التسامح الانساني للإسلام في التعامل مع الغير كمنهج، والتعايش معه بمقاييس ضوابط عقد المواطنة، حتى وان كان مخالفا في الرأي،مما يدحض بشكل قاطع الادعاءات المغرضة التي تثار اليوم لتبشيع الاسلام في نظر الناس، وتشويه صورته المبدئية، والتاريخية الناصعة في التسامح، بمزاعم انتهاك حرية معتقد الاخر ، وإرغامه على الايمان بالدين الاسلامي بالترهيب، والسيف،والإكراه، كما يحلو لهم ان يفتئتوا زورا وبهتانا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متى يجنح المسلم الى السلم
مروان سعيد ( 2014 / 5 / 23 - 20:50 )
تحية لك استاذ نايف عبوش وتحيتي للجميع
يجنح المسلم الى السلم في حال لم يبقى كفار ويصبح الجميع مسلمين او يدفع الكفار الجزية عن يد وهم صاغرون وغير ذلك انه يعد تلبيس الاسلام قالب غير قالبه
اليس القاعدة هم من المسلمين اليس الاخوان ايضا على دين الاسلام ام هم كفرة
ارجوا من الاستاذ نايف ان يدرس جيدا فتاوي الشيوخ وايضا الكره بالله ليعرف الاسلام على حقيقته وحضرتك اتيت بالايات المنسوخة والتي يغش بها المسلم من يجهل الاسلام
وتقول كان جار النبي يهوديا اتصدق هذا الكلام الم يمسح اليهود والتصارة من الجزيرة العربية الم يذبح بني قريظة بحد السيف واين هم بني يثرب وبني خيبر
لاسلام مع الاسلام ونظرة على عالمنا العربي تجد بعينك ما وصلت له البلاد تجد المجاهد بالقتل واكل الاكباد او مجاهد بالمال والارهابيين مثل السعودية وقطر وتركيا وتجد من يجاهد بالنكاح ويهدي زوجته للمجاهدين او يرسل بناته هذا هو الاسلام يااستاذ
http://www.youtube.com/watch?v=1DWGmd5KyF0
وللجميع مودتي


2 - الى كاتب المقال
zaki yousif ( 2014 / 5 / 23 - 22:47 )
المسلم يجب ان يكون له عدو كي يحاربه حتى يكمل دينه واذا ليس لديه عدو سيحارب جاره
واذا ليس لديه جار سيحارب ابن عمه واذا ليس لديه ابن عم سيحارب اخيه واذا ليس لديه اخ سيحارب نفسه او يفجر نفسه في سبيل الله


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 5 / 24 - 02:11 )
لا يعرف التاريخ اسوأ من المسيحيه من حيث الإرهاب , فالمسيحيه و الإرهاب شيء واحد , راجع :
صور من الإرهاب المسيحي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=412521
و الإرهاب المسيحي بُني على أساس : أن امرأة كنعانية أتت إلى يسوع تطلب منه الرحمة (إرحمني يا سيد يا ابن داود) [متى 15: 22]، ثم سجدت له لتستعطفه بذلك [متى 15: 25]، أجابها يسوع وبكل عفوية (ليس حسناً أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب) [متى 15: 26]. والبنين هنا هم اليهود، وأما الكلاب فغيرهم من الأعراق مضافاً لهم هذه المسكينة الكنعانية. فلو طبقنا معاييره اليوم كما وردت في الإنجيل لأصبح لدينا صنفين من بني البشر: السادة اليهود، والكلاب، فقط لا غير.


4 - أُمرتُ ان اقاتلَ الذيــــــــــــــــــــــنَ
سلام صادق ( 2014 / 5 / 24 - 05:10 )
(،حيث بات يشاع اليوم في اكثر من مجال، بأن الاسلام انما انتشر بحد السيف، وفرض الايمان على الناس بالترهيب، والقسر، والاكراه) -اللة لا يعطيهم العافيه.. فعلا هذه جديده لم اسمع بها الا منذ 1450 سنه فقط....الواد شارب حاجه لا سامح اللة...يبدوا ان حليب نسائنا في الوطن العربي مصاب بلوثه الغيبوبه!!!واعتقد ان كاتبنا ربما يتصور او يتهيئ له ان كتب السيره والتراث الاسلامي والقران كتبها الحاقدون الملحدون وليس صحابة رئيس العصابه حمودي!!!!...ولا تجنحوا للسلم وانتم الاعلون ..أُمرتُ ان اقاتل.....واذا انقضت الاشهر الحرم......ربما هذه الايات وغيرها تنعش الذاكره...فهل كان ابن آمنه في حالة الدفاع عن النفس!!!..... تحياتي


5 - خيرتك فاختار ..عبد الواوي خليف
سلام صادق ( 2014 / 5 / 24 - 06:19 )
حسنا يا عبد الواوي وحسب تقييمك انت لنفسك..باي صنف ستكون!!!


6 - كلمة حق ... ماقاله الكاتب المحترم نايف عيوش
عبد الله اغونان ( 2014 / 5 / 25 - 01:39 )

الحقد لايقبل النقاش ولو اتيتهم بالاف الحجج لن يقتنعوا لأنهم لايريدون أن يقتنعوا

قل كلمتك وامش

الاسلام في حالة توهج وقوة مهما ظهرت فتن واضطرابات

يكفي أنهم منذ عقود يتبجحون بالديمقراطية فلما ظهرت نتائجها صعقوا وجنوا

ونكصوا على أعقابهم وارتموا في حضن من ساموهم سوء العذاب العسكر والشرطة

الفاسدين ويعيدون اللعبة وكأنك يابوزيد ماغزيت.الان وقت الترقب اذ دخل الانقلابيون

عنق الزجاجة وستظهر النتائج وتعود القلاقل اذ الأهداف التي قامت لأجلها الثورات

لم تتحقق.المسألة ليست فقط من سيحكم بل كيف يصل اليه و كيف سيحكم؟

لايمكن فصل الفكر والسياسة عن الدين قطعا حتى من طرف من طالبوا بدولة مدنية

خالية من ألفاظ اسلامية اذ أول ماقام به الانقلابيون استدعاء رجال دين شيخ العسكر وباب
ا
العسكر وحزب الزور ممن باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل

في الفكرلاطاقة لهم على نقاش اذ تعودوا التحريف والتزييف ونسوا أن مايتهمون به

الاسلام في اعتقاداتهم من مسيحية ويهودية وعلمانية فالارهاب الذي مارسوه ويمارسونه

معروف تاريخيا وراهنا في حربين عالميتين وحروب مازالت قائمة راهنا

لانناقشهم بل نواجههم ونمنع فكرهم أن يتسرب



اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني