الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولاية الثالثة العودة الى نفق الاستبداد

حسن الطيب

2014 / 6 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كل عملية تحول ديمقراطي أي من حالة التوحش والاستبداد وغياب ملامح الدولة الى الحالة الديمقراطية المدنية تتطلب العمل والاصرار والقوة والارادة والثبات والايمان بمبادئ الديمقراطية ووضع الاسس والقواعد التي من شأنها تضمن الانتقال الديمقراطي وتقضي على شهوات الحالمين بالحكم الاستبدادي . بلغة الواقع الى الان العراق يعاني من هيمنة الذهنية الدكتاتورية ونفسية الانعزال والتفرد بالسلطة هذه الثقافة التي انتجتها لنا الانظمة القهرية التي توالت على حكم العراق منذ قرون طويلة والتي نعيش نتائجها واثارها السلبية اليوم ، بعد أن سقط النظام الصدامي القمعي سقط رمزاً وليس نظاماً ولكن يبدوا ان الموروث الصدامي وقوانين واعراف هذا النظام التي تتعارض مع مبادئ الديمقراطية نعيشها اليوم ولم تنتهي هذه الحقبة المظلمة ولكن باسم اخر وطريقة اخرى ينتهجها السيد المالكي في ادارته للبلاد .اليوم المالكي يضع يده على السلطة القضائية ويسيره حسب رغباته وهذا الامر واضح بعد أن اصدرت المحكمة الاتحادية العليا قراراً يقضي بنقض قانون تحديد ولاية رئيس الوزراء !
اما المفوضية التي اتت بمخلوق غريب عن عالم الارض والسياسة متعطش للحروب والقتال وهو (مشعان الجبوري ) مصنع العبوات الناسفة على فضائية الزوراء ويبارك للقاعدة بقتل العراقيين الابرياء هذا المخلوق تقول المفوضية مطابق الشروط القانونية والشكلية لدخوله السباق الانتخابي كيف لا اعرف هل نعتبرها مستقلة ؟ وحقيقة الامر هو قيام المالكي بإرسال عزت الشابندر للتوسط بينه وبين مشعان من اجل استخدام خطابه القومي المعادي للكرد في المرحلة القادمة بالإضافة الى كسب بعض اصوات السنة وشرذمتها طبعا مقابل تحقيق مكاسب ورغبات لمشعان الجبوري ! اين هو الاستقلال هذه كذبة بشعة تلتصق بتاريخ العراق وهو هناك مفوضية مستقلة على العموم كل هذه المؤسسات التي يفترض ان تكون مستقلة ونزيهة وشفافة التي هي من ركائز الديمقراطية تعاني من الخراب والهيمنة اذا كيف نضمن الانتقال الديمقراطي ؟
المصادقة على الانتخابات لم تتم مالم يطمئن المالكي من تحقيق الاغلبية السياسية وفي حال عدم تحقيقها لا نستغرب ابداً من المالكي السير على طريقة الاخوان المسلمين في مصر من تحشيد ميلشياته وجماهيره في الساحات للمطالبة بولاية له . هنا أستذكر له في احدى كلماته الاسبوعية بعد ان ظهرت نتائج التصويت التي اعطته 95 مقعدا خرج علينا وقال هذه هي لعبة الديمقراطية وعلى الاخرين احترامها ؟ نؤكد له الان ونذكره بكلامه العبة لم تنهي بعد وعليك أن تحترم لعبة الديمقراطية بصدر رحب وقبول لعبة التحالفات السياسية التي في طريقها للتشكيل بين الكتل لتشكيل التحالف الاكبر ادخل البرلمان !
المرحلة القادمة مرحلة مصيرية بتاريخ العراق أما نسف ملامح شبه انتقال ديمقراطي والعودة الى عصر الاستبداد والقائد الاوحد أو تثبت لنا الكتل السياسية التزامها ووقوفها بوجه الولاية الثالثة والتصدي لانصار الاستبداد وتشكيل فريق سياسي قوي قادر على تشكيل حكومة على اقل تقدير اقل سوء من الحكومات السابقة حتى نضمن عملية التحول والانتقال السلمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في