الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للشيوعية رسالة تاريخية

سهيل قبلان

2014 / 6 / 9
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إن أفضل لحظة في تاريخ الإنسان الساعي والعامل من اجل تآخي الشعوب كلها في العالم، هي اللحظة التي يستمر فيها النضال من اجل السلام الراسخ والجميل في الكرة الأرضية وتوطيد العلاقات الجميلة والنبيلة والمفعمة بالمحبة الطيبة بين الناس، وان يشترك المرء في هذا النضال المشرِّف والساعي إلى حديقة الحياة وعبيرها الطيب للجميع، النضال المشرف لتحقيق السلام واللحظة الأسعد والأجمل والاشرف عندما يستمر صراع الطبقات ويشترك الواحد أو الواحدة في هذا الصراع لجانب العمال وخاصة عند إدراكه ان الطبقة العاملة العالمية هي التي ستكون الظافرة في هذا الصراع، وبالتالي انتصار جمالية إنسانية الإنسان ونزعتها المحبة للسلام وللتآخي بين البشر.
وفي ظل الواقع القائم في العالم وسيطرة الاحتكارات الرأسمالية وجشعها والسعي الدائم لتكديس الأرباح وتكديسها لا ينزل من السماء وإنما من زيادة الاستغلال للعمال وخاصة للعاملات، يسأل السؤال ما هي القوى التي تضمن ان تكون الشعوب أسرة واحدة وتزيل الحدود من بين الدول وتقضي على الحروب ودوافعها وعلى داء الاستغلال الخطير؟ انها وهذه حقيقة حاربها طغاة العالم ووحوشه وما زالوا وكانت أشنع الكوارث الحرب العالمية الثانية التي شنها هتلر على الاتحاد السوفييتي لقتله وتدميره وبالتالي قتل رسالته السامية، فللشيوعية رسالة تاريخية عظيمة وجميلة بإنسانيتها ورائعة بهدفها الأروع المتجسد في إعتاق البشرية كلها من آفة وجريمة اللامساواة الاجتماعية وآفة الاستغلال والعنصرية والاضطهاد وجريمة الحروب وإعتاقه من جميع أشكال الاضطهاد والتمييز والحرمان وويلات الحروب، وتسعى بكل مسؤولية وصدق لترسيخ السلام على الأرض وضمان العمل باحترام للجميع من خلال القضاء على البطالة ومن خلال ضمان الحرية والمساواة والكرامة وتعميق التآخي الإنساني وضمان السعادة والرفاه والرخاء في كنف السلام الدافئ والجميل والعاشق للحياة حديقة للجميع.
فهي نظام اجتماعي لا طبقي تقوم فيه الملكية الواحدة للشعب بأسره لوسائل الإنتاج ويظل أمر زيادة وضمان التعليم للجميع ورفاهية المواطنين وتوطيد علاقات المحبة والتعاون البناء وحسن الجوار، نواة سياسة الحكم في التطبيق وكذلك فيولى الاهتمام العملي خلال بناء الشيوعية لاستخدام العلم في الإنتاج السلمي والقضاء على الإنتاج الحربي المدمر والمضر، ويكمن أسمى هدف للشيوعية وعرضها في تكوين وبناء الإنسان المتطور والواعي من جميع النواحي فهي تبني بالناس ومن اجل الناس كل ما يصون جمالية إنسانية الإنسان وخاصة القضاء على آفة الجشع وحب الذات وأنا ومن بعدي الطوفان، وحسب مراحل التاريخ فإن الرأسمالية يجب ان تخلي المكان التاريخي لمجتمع خال من الاستغلال والأحقاد والضغائن والعنصرية والحروب والفقر والأمية والجهل، وهو المجتمع الاشتراكي المرحلة الأولى قبل الشيوعي، وخلال فترتها القصيرة في الحكم أظهرت الاشتراكية أفضلية لا يرقى إليها الشك على الرأسمالية وأولها القضاء على استثمار واستغلال الإنسان للإنسان ووضعت في خدمته كل منجزات العلم والإنتاج وأقرت مبدأ التعايش السلمي الذي رفضته الرأسمالية.
واهم وأسمى واشرف هدف للشيوعية أنها تضمن للبشرية كلها سلما أبديا وتحرر الناس من القلق على المستقبل والحياة الجميلة وتضمن وتكفل تفتح وتطور وازدهار كل المواهب لأصحابها وتضمن المساواة الحقيقية والجميلة للجميع، وتوطد علاقات التآخي والزمالة والصداقة الجميلة وسيغدو الإنسان للإنسان فعلا لا وهما أخا وصديقا ورفيقا وزميلا بكل ما في تلك الكلمات من معانٍ سامية ورفيعة وجميلة لأنها أكثر الأفكار وبالتالي الأنظمة الاجتماعية إنسانية وتقدس الإنسان في الإنسان وحبه الجميل للحياة بين الجميع، وهي لا تأتي من تلقاء نفسها، فالمطلوب النضال والوحدة المشتركة بين جميع العمال في العالم لاطلاع فجرهم المشرق الجميل المتجسد في الشيوعية التي هي المستقبل الوضاء والآمن والسعيد والجميل والمشرق للبشرية كلها، والاشتراكية بتحريرها عمل الإنسان وتحويله من عمل من اجل المستثمر والثري الأشبه بالعلق البشري إلى عمل من اجل نفسه وبالتالي من اجل المجتمع ومن أهم مبادئها استخدام الموارد الطبيعية والبشرية من جميع النواحي في صالح رفاه وسعادة وتطور الإنسان وتفتحه وعطائه كالوردة في المجالات كافة.
فهل من العدالة والمنطق ان حفنة من الناس في العالم كله ويعدون بالملايين يملكون عشرات ومئات المليارات من الدولارات وهناك من الذين يعملون لا تكفي رواتبهم الزهيدة لتوفير متطلبات الحياة الأولية وأهمها تعليم الأولاد، وهدف نتاج الآلات في المجتمع الاشتراكي هو خدمة الإنسان والقاعدة المقدسة فيه من لا يعمل لا يأكل فالعمل هو مصدر انشراح وغبطة وبهجة وراحة بال وطمأنينة وحاجة حياتية، وهناك أهمية لاندماج الشعوب والأمم وإزالة الفوارق بينها ومحو الأحقاد والضغائن والنزاعات نهائيا من بينها، فهل هذا الهدف غير مقبول وغير مفيد وغير إنساني؟ وعندما تزول الفوارق الطبقية من المجتمع ويتربّى الإنسان من المهد إلى اللحد على القيم الإنسانية الجميلة وأهمها المحبة بين الناس كالورود والصدق في القول والعمل وإيلاء جل الاهتمام لخير جليس في الزمان ومضمونه الجميل العابق بالمحبة، فيمتاز الإنسان بالغنى الروحي الجميل والنقاوة الأخلاقية وجمالية الضمير والنوايا والمشاعر فما السوء في ذلك؟ نعم ان الغد لنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام