الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمن.. لاوريث له في دستور الألم الدائم

عمر مصلح

2014 / 6 / 15
الادب والفن


ثمن.. لاوريث له في دستور الألم الدائم


ربما لم أصب المعنى في قراءتي هذه، لكني مؤمن بأن النص المعافى هو القابل للتأويل، وتعدد القراءات..
لذا أستميح الأستاذة رائدة زقوت عذراً إن كنت قد ابتعدت عن منطقة اشتغالها.

ثمن القيد / رائدة زقوت

قبلت ظاهر اليد قبلتين
في الباطن زرعت الورد
وضممت اليد
كففت الدمع المنهمر
ببناء السد
وأقمت الليل في سرداب
يضم رفات المجهولين
المظلومين
والمقهورين
تناهت لسمعي في السرداب.. كلمات
الأول قال :
عاد إليها الرشد
الأخر قال:
هذا جزاء التطاول على الأسياد
وآخرهم..
التزم الصمت، و فك الأسر
وبقي القيد
بقي السرداب
نما الورد
فاحت بالجو روائح عطر
نما الورد بذات اليد
شكرت اليد
قبلتها بدل القبلة
عدة قبلات
أو ليس عطر الورد
ثمن القيد ؟؟

ثيمة القيد متعددة الدلالات..
فمن الممكن وضعها في خانة الإتفاقات المشترطة بأن يكون سواراً مختوماً بعقدِ وداد، أو يكون قيداً بمعناه التقليدي..
وفي الحالتين هو أسر.. قمعياً كان أم رضائيا.
لكني أراه قد اشتمل على الحالتين..
إذ رسمتْ الكاتبة حالة تمردٍ على المألوف بنص مقنَّن لغوياً وفائض معنوياً، بإشارات حلمية، حيث استخدمت اللغة الرمزية مهمازاً للوصل..
بابتعاد واضح عن الهَمز الشيطاني كتعبير عن حالة جنون.
لو تأملنا النص لوجدناه يبتدئ بقبلتين..
ترى لماذا قبلتين تحديداً ؟.
إذاً هو اعتراف ضمني بوجود عنصر آخر مقصود بعينه، شاءت أم أبت..
وإلا كان عليها أن تقبِّل اليدين، لكنها قبَّلت اليد قبلتين، لتمارس الأخرى وظيفة كفكفة الدموع.. وهنا اشتغال على تكوين صورة ثنائية متشطرة..
( يدان – قبلتان – شخصان )
وكلها بواعث على فعل واحد..
لتقول لنا.. أن هناك أناوات لاوريث لها في دستور الألم الدائم، وعليكم تشخيصها، قبل الحكم.
أما الدمع الذي قال عنه الشاعر:
( وأمطرت لؤلؤاً من نرجس فسقت .. ورداً وعضت على العنّاب بالبَرَد )
فهو المطهِّر المتوثب لغسل غبار القهر، والدافع على الشروع لفعل مستقبلي يساوي المسبب بالجنس ويفوقه برد الإعتبار.
تؤكده بواطن اليد الفاعلة / القابضة على ماض أو حلم مُتمَـنّى التحقيق..
وهذا ماأعلنه النص جهاراً..
لكنه يقودنا إلى سبر أغوار الروح لاستكشاف مكنونات بالغة السرية والتحفظ.
إهتمت الكاتبة بتزويق الذائقة البصرية بمشهد سريالي متمثل بالقبض على ورد تربى على ماء الدمع المالح.
ألمثابات أعلاه كلها أدلة ثبوتية على ارتكابات الآخر وتسببه بجرح معنوي، وهو مُـطالـَب بالتعويض.
كفكفت الدمع..
ببناء السد..
دعونا نتأمل هذه الجملة المختصرة..
إذ هي أول إشارة إلى أول انعطافة نحو الواقع، والخروج من عالم الحلمية بضروبها الرمزية..
بتراكيب حروفية باعثة على استخلاص معنى من صورة مدركة حسياً، بغية إدراكه شعوريا..
وهذه بداية للعبة مُخاتِلة، حيث لاتفشي بمعناها القصدي التوصيلي إلا عن طريق رأس الرجاء الصالح، غير مبالية بوجود قناة السويس.
ولو تأملنا ما تبع تلك الجملة مباشرة.. لتأكدنا مما ذهبنا إليه
أقمت الليل في سرداب
يضم رفات المجهولين
المظلومين
المقهورين
أي انها قامت بتوظيف المُجتـَزأ، المتراكم قبالة التلقي البصري المألوف، وأرجأت البوح لتشي به الليالي، والسراديب، والمظلومون.

نعود هنا لنتأكد من صدق البوح، فهل هذا هو المقصد الغايوي أم أنها مخاتلة أخرى؟.

إنه صراع بيني مركَّب، يثير مقدرة التساؤلات..
فهي لاتقترب من التضاد ولا تبتعد عن المقصد.
إذاً علينا مسايرة النص حتى النهاية، كي نستخلص اعترافاً صريحاً بالمعني المتخفي بقصدية.. كجاسوس محترف.
ألأول قال..
لقدعاد إليها الرشد
يا ألله..
هذا أول مفتاح، دحسته تحت وسادتها.
ألرشد..
معنى متشظ لكنه يعكس ضوءاً واحداً.. .
ولكن أي رشد تقصد؟.
هل هو الإدارك العقلي بعد جمهرة مشاكسات الصبا..
أم إدراك الحزن بعد ربوات القهر..
أم إدرك الحيلة الغائبة عن حلبة الصراع؟.
إذاً صار لزاماً علينا فك القفل الثاني..
والأخر قال..
هذا جزاء التطاول على الأسياد
وهذا مفتاح ألقته الكاتبة في الطريق عن قصد..
للإفصاح عن المكنون، كعنصر استهلالي للمعرفة..
لكن أي أسياد تقصد؟.
ألأسياد..
إسم واحد لمقصودات شتى..
ألأهل، القيم، الأعراف، القانون، التابو، الجن.. إلخ.
ألمصيبة أنها قدّمت لنا مفتاحاً ثالثاً مكسوراً.. على طبق خزفي أنيق..
وهذا لايفك ولا يقفل..
مفتاح مكسور ملتزم للصمت!.
وآخرهم التزم الصمت..
وفك الأسر.
كريمة انت يا ابنة زقوت..
مفتاح أعمى، على طبق خزفي!!.
ولكن..
ربما يكون هذا هو سر الإنعتاق..
وهذا المفتاح الأعمى هو مفتتح الرائي
فعدنا فوراً على خاصرة النص..
لتكون الداعم اللوجستي لنا في حفر الكلمات واستخراج المعنى الباطن كجفر في نص مطلسم، مرسوم بقصدية التمعن والتأمل.
نما الورد
فاحت بالجو روائح عطر
نما الورد بذات اليد
إذاً هي ثورة اشتراكية جديدة على كل الأنوات المتمثلة بالرجل، والقانون، والعرف، والجن، وكل ماله علاقة له بالآخر..
لتعلن من قبو القهر المظلم.. ثورةً حمراء حالمة، لإزاحة أنواع القهر، وبناء مؤسسة للرفق بالإنسان.
قبلتها بدل القبلة
عدة قبلات
أو ليس عطر الورد
ثمن القيد ؟؟
ملحوظة : لم أتناول الأسباب الداعية لهذه القناعة بشرح أطول، حيث اكتفيت بالإشارت التي وشمتها على جسد النص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث