الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا يا سيادة الشهيد ! –شذرات من ثورة 17 ديسمبر 2010 –

سفيان بوزيد
طالب باحث في علوم الاعلامية اختصاص هندسة المعلومات و البرمجيات

(Soufiene Bouzid)

2014 / 6 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


و لقد ذكرتكم و الرصاص في صدروكم نواهل ، و قلوبكم تقطر دمَا ، فوددت تقبيل جبينكم لأنّها لمعت كبارق استشهادكم العليِّ . . . شكرا لكم يا سيادة الشهيد ، لأنّك خلصتنا من سيادة الرئيس و من ديٍر الظلمٍ ، شكرا لطلعتكم البهيّة
لعنة الثوريين ستلاحق عارهم ، و تمحوا ما قالوا عنكم : بانكم "جبورة" و "سرّاق" و " مخربون " ، مساءكم ورود و ازهار و جنان ، اطلقتم لنا طاقاتنا ، و انسانيّتنا في وطننا التليّد ، انتم ابناء الثورة البكرٍ ، سمعنا صراخكم العتّي في مظاهرات المقاومة و التصديّ بالحجارة و بالوطنيّة العاتية امام جحافل الموت الأسود الذيّ اضحى يطلق عليه اليوم "البوليس الجمهوري" . . . شكرا لكم يا فرسان ثورتنا ، يا من قدتم التاريخ الى الامام ، مخضلين بدماء عبقة كالياسمين ، طاهرة من الخيانة ، مخضلّين بالوطن الجديد ، منحتم لنا طريقا جديدا ، نمشي فيه بخطى قمم الجبال الشمّاء و كبرياء الزياتين ....
اطلتم علينا بدون استئذان محمود ، جئتم لنا بصمت ، لتؤدوّا رسالتكم الانسانيّة ، تجاه وطنكم ، لتصنعوا لنا خبزا غير مألوفا ، خبزا اصله كرامة و فرعه ازدهار و رقيّ ...لقد انرتم مصابيح شوارع مدينتنا بشعلتكم الثوريّة لتزيحوا عنها ألام الماضي ، و عتمة الحيف و البكاء ، اكدتم لنا بدون ثرثرة " اذا الشعب يوما اراد الحياة ، فلا بدّ ان يستجيب القدر" ... انهيتم بضربة سيوف الفرسان ، ذاك الخريف الطويل الجاثم على صدرونا عقودا و عقودا . . .
انتم دمنا ، لقد بينتم كم يخافون امامنا ، كم ترتجف اجهزتهم القهريّة الغاشمة : قضاء و بوليس و اعلام و مافياتهم ، من مجردّ نظرة من احد اشبالنا ، لقد تعلمنّا منكم الكثير ، مالم نقرأه في كتبٍ و لا استمعنا له على موجات الراديو او شاهدناه في التلفاز : ان ّ الدرب المضيء ، درب الثوريين ،ينطلق من قلّة نادرة من الشعب : الصفر فاصل ، انتم 321 شهيدا من اكثر من 11 مليون تونسي ّ ... انتم شرفنَا و عزّتنا و فخْرُنا ...
جئتم لنا كأسراب الضياء ، طيور مهاجرة ، تنشر السلام و الحبّ و تزقزق شعبها ثورته ، دمائكم ستزال و ستبقى تزهو فوق ربوعنا ، لتزهدر البيادر سنابل الملاحم ... هذا هو طريقكم .. طريق العدالة و الحكمة ، انّه طريق ملئ بالشوك ، لكنكم قهرتموه بالبأس و الشدّة و المقاومة ... انّه معدنكم ، معدن الدماء ... يا عابري المسافات المستحيلة ، يا ساكني كون العفّة و الطهارة لكم كلّ الحبّ و انحناءة الفرسان ...
يا فرسان ، يا من حطمتم طول الليل ، و كسرتم اللون الداكن المخيّم على الوطن ، قاتلوا بنصل سيوفكم اعداء الشمس ، خضبّوا بهذا القاني ، ارض البلاد زيتونا و نخلا و ماء ...ألا فاطئنوا ضحايا الفدى
فهيهات تمضي دماكم سدى سيجلو عن الثغر كل العدى و يغزو الصباح جيوش الظلام المجد و الخلود لكم ، المجد و الخلود لكم ... عاشت الثورة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟