الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يمكن للسيستاني ان يعطي ل بان كي مون

قاسم هادي

2014 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لم تكن قوى الاحتلال تمزح حين أسقطت نظاما دكتاتوريا مغرقا في القتل والتنكيل وتصفية الخصوم السياسيين مستبدلة اياه بسلطة ميليشيات عرقية ومذهبية واحزاب مغرقة في الرجعية والعنصرية والتعصب كما لم تكن كذلك زيارة بريمر الى "مفتي الاحتلال" السيستاني ليبارك مشروع بريمر في توزيع العراق أسهم وراثة لأبناء النظام المقبور وطبعا البررة منهم فقط الذين أيدوا المشروع الامريكي برمته طمعا بالحصص او املا ساذج في ان المشروع سينقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة بواسطة بريمر "جني مصباح" بوش. اقول لمغفلي السياسة اولئك الإنتهازيون ان الخطة برمتها ستسمح لكم باقتناء بعض الدمى والحصول على بعض الحلويات لكن في النهاية فان هذه الخطة من غير الممكن البتة ان تطبع جماهير العراق بطابع ديني او طائفي او قومي. بالرغم من ان المجتمع العراقي قد تم استقطابه طائفيا وقوميا وساهمت الميليشيات من كلا الجانبين على تحويل الكثير من المناطق الى مناطق سكن طائفي بعد ان قتلت بعض الذين تم تصنيفهم لتبعية الطائفة الاخرى ونزوح البقية الى مناطق اقذر طائفيا للحصول على الحماية بعد فشل الحكومة وقوات الاحتلال قبلها بالكامل من توفير الامن او حتى مجرد تطمين سكان اي منطقة صغيرة بتوفر الامن.
تأتي زيارة بان كي مون للسيستاني احدى الفقرات المكملة لذلك المسلسل البغيض الذي فشلت امريكا في فرضه عسكريا وسياسيا او حتى الضرب تحت الحزام التي تمارسها سفارتها في العراق بعد ان تم سحب القوات بشكل رسمي من العراق. هذا المسلسل الذي تبدأ احدى حلقاته بتحويل العراق الغني بالموارد والقوى البشرية الخلاقة الى سوق مفتوح لبضائعهم ومصدر خام لصناعتهم ومصدر مهم لعمالة رخيصة تدير فروع شركاتهم التي كان من المزمع انشاءها في العراق لكن هذه الحلقة لم تكن لتبدأ بدون العمل على اقناع الاحزاب الميليشياتية بالقبول بحصصها من الموارد مقابل العمل على تمرير هذا الجزء واستقرار الاوضاع وهذا كان اول الفشل لغياب برجوازية ذكية ومتمكنة في العراق، وتفجر الوضع في عدة اتجاهات، ولأن لعبة غمر ايران بالعقوبات وابعادها عن التدخل في الشأن العراقي فشلت هي الاخرى بعد ان تحولت ايران الى قيادة راية المعاداة لأمريكا التي استقطبت حولها كل التيارات والاحزاب والدول والشخصيات العالمية المعادية لأمريكا والتي سعت الى ضربها بتهويل حجم ايران والنفخ في روح حكومة الملالي التي كانت قاب قوسين او ادنى من الانهيار. هذه الزيارة التي اعلن عنها بالشكل الذي يبين ان هذه الشخصيات الموشكة على الانقراض هي الشخصيات المحددة لمسار التوجه الجماهيري نحو الهاوية او بر الامان. بعد التقرير الذي اعلنته الامم المتحدة عن ان الفتوى التي صدرت من مكتب السيستاني هي ناقوس خطر لاعلان حرب طائفية ستمتد الى مناطق اوسع، تعيد نفس المنظمة وتعلق الآمال على ان السيستاني قادر على لعب هذه الورقة لصالح التوافق او الشراكة او الانقاذ التي ستؤدي الى الاستقرار!!! الا ان هذا الامل بعيد المنال بوجود نفس الوجوه المجرمة وبدون نسف العملية السياسية بالكامل وفرض ارادة الجماهير.
من الواضح جدا ان برامج وخطوات هيئة الامم المتحدة هي سلسلة مكملة لمشروع اكثر دولة داعمة اقتصاديا للهيئة وهي امريكا الا ان الفشل الامريكي الكامل في المنطقة ادى بهم الى اللجوء الى الامم المتحدة بالرغم من ان امريكا تجاوزت بشكل صارخ قررات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وقت بدء الحرب على العراق. لكن من الناحية العملية هل يستطيع السيستاني او غيره فعلا التأثير بالكامل على الاستقرار!!؟ حين اعلن السيستاني ان جهاد الامريكان محرم لان التقية هي الاولى وانهم اصدقاء محررين بالرغم من الفضائع التي ارتكبت في المحمودية والفلوجة وسجن ابي غريب و....... الخ وحين تغاضى عن الجرائم والفضائع التي ارتكبتها كل قوى العملية السياسية بدون استثناء وحين لم يدين كل ذلك، بل وايد كل ذلك بالدعوة الى انتخاب ممثلي الطائفة. يؤكد هذا بما لايقبل الشك انه غير قادر على اعادة تحويل مجرى الاحداث بالاتجاه الذي يبتغيه بان كي مون. وبالتأكيد سيقول قائل ان مليوني شخص اتبع الفتوى ونفس الاشخاص قادرين على تغيير مجرى الاوضاع لو وجهوا وجهة اخرى لكن المعضلة التي تقابل ذلك هو انه لم يتبع الفتوى كل هؤلاء لسبب واحد فبقدر الموهومين بالسيستاني كشخصية دينية يقابله نفس العدد من الانتهازيين والذين يريدون دفع المسألة باتجاه الاقتتال الطائفي كما يقابله عدد آخر من المتعصبين الذين اخذتهم التأثيرات العاطفية بالحفاظ على اماكنهم المقدسة لديهم. علاوة على ذلك فان مصداقية السيستاني نفسها اصبحت تحت المحك والتساؤل، من متبعيه قبل معارضيه. وتجدر الاشارة هنا ان فتوى الجهاد الطائفي تلك والكثير من الدعوات التي اعقبتها لم ترق للكثير من الجهات المشاركة بالعملية السياسية لما مثل ذلك من تجاوز على الصلاحيات الدينية التي لاتجيز التدخل بالسياسة اذا كان ذلك التدخل لايصب في مصلحتهم، وان دعوات تأسيس حكومة شراكة او العودة الى التوافق الذي يعني السكوت على جرائم كل جهة سياسية في حالة قبولها بشروط التوافق او حجارة السجيل لمن لايتبع تلك السياسة، تلك الدعوة ايضا لم ترق للكثير منهم الذين وجدوا ان الشراكة والتوافق والانقاذ مسميات لنسف العملية الديمقراطية بالكامل، وطبعا ليس خوفا على الديمقراطية بالقدر الذي توقف تلك الاشكال المقترحة عملية السيطرة بالكامل وطبع الدولة بطابع ولاية الفقيه في نهاية المطاف.
ان فشل السيستاني بتغيير مسار الاحداث لايعني مطلقا امكانية نجاح أطراف اخرى محلية مشاركة بالعملية السياسية او خارجها وبالطبع فان غياب تلك الجهة القوى الدولية مكبلة الايدي ايضا مهما حاولت إظهار ان الامر من الممكن السيطرة عليه وانه فقط يحتاج الى قرار وتصميم كما اشارت خطبة اوباما لحث الكونغرس للقبول بمشاركة اكبر من قبل الجيش وكأن الاوضاع تنتظر فقط إشارة من اوباما او غيره من المجرمين عالميا ومحليا، لذا فان الدعوة الى التدخل الجماهيري ليست خاوية في الوقت الحالي بالذات فان تدخل الجماهير الواعي تحت قيادة موحدة او على الاقل غرفة عمليات موحدة قادرة على توجيه الجماهير وتوقيت تحركاتها، هذا التدخل هو الوحيد القادر على حسم الاوضاع لصالح الجماهير خصوصا بعد ادراك المجتمع للهوة التي وقع فيها عند إعتلاء نفس المجرمين والسراق منصة السلطة. ان تشكيل اللجان الجماهيرية خصوصا في مناطق التوتر واخذ زمام السلطة وعدم تسليمها الى الحكومة التي فشلت في حمايتها أول الامر والحفاظ على إدارة تلك المناطق من قبل ساكنيها لقادر ليس على حسم امر السلطة وسحب البساط من تحت اقدام كلا طرفي الاجرام بل ان هذا التدخل لقادر على تغيير مسار الاحداث بالشكل الذي لم تستطع اي من المحاولات السابقة فعلة خلال او بعد الاحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات